رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل العاشر

رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل العاشر

رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل العاشر

عاد عدي للمنزل ومعه سماريا والثلاث فتيات ليدخل بتذمر وهو يتمتم بضيق لما حدث قبل أن يأتي: انا مش عارف امتى العيلة دي تسيبني في حالي؟

كتمت سماريا ضحكتها على زوجها لتقترب منه تربت على كتفه بحنان تراضيه: حبيبي الطيوب معلش ياقلبي بكرة يعرفوا قيمتك.

نظر لها عدى بحنق وكاد يجيب لولا رؤيته لما جعل فمه يفتح ببلاهة شديدة وشفتيه ترتفع بتشنج: انت بتعمل ايه ياض هنا.

انتبه باسل الذي كان يضم الثلاث فتيات سويا: في إيه بس يا عدي؟ مش انا قولتلك وانت ماشي اني جاي معاكم؟

انطلق له عدي يجذب بناته من بين ذراعيه بحدة: وده ليه أن شاء الله؟ خلفتك ونسيتك؟

زفر باسل يمسح وجهه بملل: يعني يرضيك اني اسيب البنات في الحالة اللي كانوا فيها دي؟ انت مشوفتش كانوا منهارين ازاى على كريمة؟

نظر عدى لفتياته المبتسمات بغباء: لا مش واخد بالي.

ابتسم باسل بتكبر يعيد شعره للخلف: ما هو عشان انا طبطبت عليهم، انت متعرفش الطبطبة دي بتعمل ايه ولا ايه؟ ده الاستاذ حسين الجسمي قعد سنين يدور على الطبطبة واول ما لقاها قعد يغني بفرحة ويقول آه لقيت الطبطبة مكنش مصدق نفسه.

ابتسم عدى يستمع لذلك الصغير بعدم تصديق لينحني اليه ويرفعه بحدة: لا والله؟ طب بركة انه لقاها، ودلوقتي عايزك تختفي من وشي وبناتي دول لو صباعك اتمد عليهم بالغلط انا هقطعه سامع ياض هقطعه.

حاول باسل أن ينزع يد عدى عن ثيابه وهو يرمق بتحذير: عدى مينفعش كده قدام البنات، الله يقولوا عني ايه؟ مهزق؟

ابتسم عدى بغيظ من ذلك العجوز الصغير: ما انت مهزق فعلا.

نزع باسل يد عدى عنه ليقول بتحذير: ايوة بس هما ميعرفوش.

كاد عدى يجيب عليه بسباب لاذع ليستمع الاثنان لصوت تكسير في المطبخ لينظر الجميع لبعضه فيقول عدى بعدم فهم: طالما انا هنا؟ يبقى مين اللي في المطبخ؟

خرجت ميسرة من المشفى صوب الجراج حيث ينتظر ابريس بعد أن هاتفها لتهبط إليه لكن فجأة توقفت مكانها وهي ترى سيدة تقترب منه بطريقة أقرب للوقاحة وتمد يدها وتتحسس وجهه، مالت ميسرة بوجهها بغباء شديد تراقب ما يحدث تحاول أن تقنع نفسها أنها تتخيل فقط...

عند ابريس كان يحاول أبعاد السيدة عنه دون أن يتسبب في احراجها فأصبح يعود للخلف فتعود هي للاقتراب منها، فجأة شعر بقدمه تتعرقل في شئ ما كاد يسقط أرضا لولا شعوره بيد تمتد له سريعا وتمسكه لتعدل من جسده حتى يقف جيدا وصوت يعرفه جيدا يصدح في المكان: اسم الله عليك يا حبيبي، ما يقع الا الشاطر يا غالي.

اغمض ابريس عينه يستمع لصوت ميسرة والذي علم من نبرتها أنها رأت ما حدث اعتدل في وقفته قائلا يحاول أن يتدارك المصيبة قبل حدوثها: ميسرة الأستاذة بس كانت عجلة العربية بتاعتها نايمة و.

قاطعته ميسرة ترمق السيدة ببسمة مستفزة: الف لا بأس، وياترى صحيت الكاوتش ولا لسه نايم؟

نظر ابريس لميسرة لا يعجبه نبرتها تلك فهي تدل على قرب حدوث مشكلة: هو اه انا ساعدتها و.

وللمرة الثانية تقاطعه ميسرة وهي تميل عليه بدلال يخيفه: طول عمرك خدوم يا حبيبي وياترى بقى الكاوتش بتاع العربية كان على قورتك!؟

لم يفهم ابريس حديث ميسرة لتقول ببسمة مغتاظة: أصل لقيت المدام كان شوية وهتلزق فيك، فخير ايه اللي حول مجرى الاحداث من كاوتش العربية لوشك يا ابريس؟

ابتسم ابريس ينظر للسيدة بحرج من حديث زوجته: احم أصل وشي اتبهدل وانا بغير الكاوتش فكانت الأستاذة بتمسحه ليا.

نظرت لها ميسرة بتقييم: والأستاذة مش عارفة تمد ايدها بالمنديل وتمسح انت لنفسك.

رمقتها السيدة ببسمة بلاستيكية: أصله مكانش شايف فين المكان اللي مفروض يتمسح فأنا كنت بمسحه ليه.

نظرت لها ميسرة تتصنع الصدمة لتشير بعدها لمرآة السيارة وكأنها تخبرها أن هناك اختراع يدعى مرآة لمثل هذه المواقف
ملّ ابريس هذا الحديث ليأخذ يد ميسرة ويتحرك وهو يقول:
تمام أظن مشكلة العربية اتحلت يا مدام عن اذنك
أنهى حديثه يسحب ميسرة خلفه صوب سيارته ليضعها في السيارة ويصعد ولم يكد يتحدث حتى وجدها تهجم عليه بشراسة وهي تصرخ به:
عندك أحفاد وكسرت ال 70 ولسه بتعمل عمايلك دي؟

صدم ابريس من هجوم ميسرة ليحاول ابعادها عنه صارخا:
يا متخلفة ابعدي عني بس، عمايل ايه انتِ اتجننتي ولا إيه!؟

ضحكت ميسرة بعدم تصديق لانكاره ذاك:
عمايل ايه! بتسأل عمايل ايه! دي الحيزبونة كانت شوية شوية وهتديك بوسة يا أخي.

فتح ابريس عيونه بصدمة من حديث ميسرة ليصرخ بها:
ميسرة انتي مستوعبة بتقولي ايه؟

ابتعدت ميسرة عنه بغضب شديد تصرخ بالمقابل:
وانت مش واخد بالك من تصرفاتك يا استاذ ومخلي الأخت كانت مقربة منه لدرجة بتتنفسوا نفس واحد.

صمتت تنظر للصدمة على وجهه، هو لم يفكر بهذه الطريقة هو فقط ساعدها وحينما كاد يذهب استوقفته بحجة مسح وجهه وهو لم يرد احراجها ولذا حاول الإبتعاد عنها لكن جائت ميسرة في ذلك الوقت لتفهم الأمور كما يرسم لها عقلها خرج من أفكاره على سؤالها الذي أشعل جسده بغضب يكاد يحرقها:
لو شايف الموضوع عادي يبقى عادي انا كمان اخلي راجل يقرب مني بالشكل ده واقولك كان بيمسح وشي؟..

نظر الجميع بفزع لكريمة التي كانت تضع يدها على ظهرها تتأوه بشدة، رفعت كريمة رأسها تنظر لهم بملل:
جرا ايه يا عم الزفت انت ما تتحرك ساعدني ضهري انكسر...

نظر الجميع لبعضهم لا يعلم ماذا حدث ولما كريمة أتت معهم لهنا
مسح بيك وجهه بملل يهمس بصوت منخفض:
هذا ما كان ينقصنا، ألن نرتاح أبدا من هذا الأمر؟

نظرت له كريمة بشر تصيح به:
سمعتك خلي بالك، بعدين يا خويا ايه قاعدة على قلبك ولا إيه هو أنا عمري قربت منك أساسا؟

ابتسم لها بيك وكاد يجيب لولا ست الذي صرخ:
فقط اصمتوا جميعا لنرى ما الذي أتى بها لهنا.

نظرت له كريمة بانتباه:
ايوة هنا فين بقى؟

ابتسم احمس بتشفي يربع يده:
هنا في عصرنا يا كريمة.

نظرت له كريمة ببلاهة للحظات ثم نظرت لست مجددا كأنها لم تسمع احمس:
ايوة هنا فين برضو؟

تحدثت ميرانا تنظر لكريمة بتعجب:
من هذه السيدة؟

رمقت كريمة ميرانا من أعلى لاسفل بنظرات تقييمية:
مين القمورة؟ وبتتكلم كده ليه؟ مش مستريحالك يابت انتي.

انهت كلامها تنظر خلفهم لشافا التي كانت تقف بعيدا عنهم:
خلي البت اللي هناك دي تيجي تساعدني شكلها الوحيدة اللي سالكة فيكم.

انتبه احمس عليها لينظر خلفه فيجد شافا تقف في أقصى أركان الكهف ليهمس بعدم فهم:
شافا؟

ابتسمت كريمة تنظر لشافا:
اسمها شافا!؟ حلو تعالي هنا يابت وساعديني.

اقترب احمس من شافا يرمقها بعدم فهم والان فقط انتبه للمكان الذي يقفون به لبشير حوله قائلا:
هل قمتم باستدعائنا من خلال شجرة العصور؟

هز اوناس رأسه بايجاب ليمسح احمس وجهه غير مصدقا والان فقط علم سبب مجئ كريمة معهم:
اللعنة عليكم جميعا لقد تسببتم في إحضار تلك المجنونة معنا.

نظرت له كريمة تتعجب حديثه مشيرة لنفسها:
هو بيتكلم عني؟

نظر احمس لشافا يصرخ بها:
رغم كل ما تعرفينه عن هذه الشجرة احضرتينا من خلالها شافا؟

تحركت كريمة تستند على الجدار تصيح باحمس:
جرا ايه يا جدو بتزعق للبت ليه؟ اكمنها شكلها هبلة وعلى نياتها تقوم تزعقلها كده، تعالي يابت هنا خليه يوريني هيكلمك ازاى.

ضم احمس قبضته بغضب شديد يحاول تمالك اعصابه ليتحدث ست مشيرا للجميع بالصمت:
إليكم ما سيحدث، حتى نصل للقصر لا اريد سماع اي كلمة وعندما نصل نرى ماذا سنفعل بكريمة وتلك الشافا.

ابتسمت ميرانا بخبث تهمس بداخلها انها ستتأكد أن تنتهي من شافا تماما...

تنفس احمس ليهدأ نفسه ثم أشار لهم:
حسنا لنعد للقصر فأنا أكاد انهار من التعب...

لم يجد أحد يتحرك حتى سمعوا صوت كريمة يعترض:
بس كده؟ أمال فين الهودج اللي هقعد فيه؟

توقف احمس يرمقها بتعجب وعدم فهم لتوضح كريمة حديثها وهي تستند على شافا:
أين الهودج الذي سيحملني للقصر؟ انا لن أسير على قدمي.

لم يهتم بها احمس ليقول مشيرا لخارج الكهف:
اسمعي يا كريمة انتِ هنا في مملكتي وعصري لذا تحركي دون كلمة اضافية فأنا لن اتحملك كثيرا.

ابتسمت كريمة باستهانة:
قال يعني بيهمني العصر اللي انا فيه، كريمة هي كريمة في أي عصر وكل عصر يا احمس.

صمتت قليلا لتقول بعدها باصرار وبسمة مستفزة:
والان احضروا لي هودج ليحملني للقصر...

زفرت نيرة والتي تجلس أمام أحمد في قسم الشرطة وامامها تلك السيدة التي ابرحتها ضربا منذ ساعات وقد جاءت لتقدم شكوى ضدها...

زفر أحمد ينظر لنيرة والتي يبدو أن الأمر لا يخصها:
يا نيرة اتكلمي عشان موقفك ميبقاش منيل كده، ضربتي الست دي ليه؟

رمقت نيرة السيدة بشر لتهتز السيدة في جلستها برعب تعود للخلف مما جعل أحمد يشفق عليها لتقول نيرة باصرار:
مش هنطق بحرف غير في وجود الظابط بتاعي.

رفع أحمد حاجبيه في نفس وقت سماعه لطرق على الباب ليسمح للطارق بالدخول، دخل سامر والذي أحضر شرائط المراقبة كما امرته نيرة ليضعها امام احمد على المكتب دون أن يفهم شئ...
رمق احمد الشرائط بتعجب لتتحدث نيرة مشيرة لتلك السيدة بغضب:
ودي الشرايط اللي تثبت إن الأستاذة هي اللي دبرت حادثة كريمة...
انتبه لها الاثنان ليرمقا السيدة بتساؤل فتهز رأسها برفض مرتعبة مما سيحدث:.

دي كدابة، عايزة تخرج نفسها من اللي عملته فيا وتقلب الترابيزة عليا.

ابتسمت نيرة لها بسمة مرعبة ثم بدأت تقص كل ما عرفته:
بجد؟ طب اسمع يا أحمد اللي الأستاذة عملته، وانا مروحة وقبل ما اركب العربية سمعت صوتها بتكلم حد وبتقوله مش مسموح بالغلط وبتديله فلوس وبعدها الراجل سابها وركب عربيته ومشي طبعا انا وقتها مشكتش في حاجة وقولت يمكن زبون من زباينها.

صمتت تفكر في كل ما حدث:
بس بعد ما الحادثة حصلت افتكرت اللي حصل وشكيت للحظة بس مرضتش أسبق الاحداث وقولت اتأكد وبالفعل هتلاقي في شرايط المراقبة حوارها مع الراجل، و الحادثة اللي اتعملت بنفس العربية بتاعة الراجل اللي كلمته من آكتر من زاوية وان اللي كان سايقها هو هو اللي كانت بتكلمه...

صمتت نيرة تنظر للسيدة بشر تشعر انها لم تشفي غيظها منها بعد...
نظر أحمد للسيدة بنظرة توحي لها بأن القادم في حياتها سيكون صعب جدا:
طب دلوقتي بقى نخلي التعدي، محاولة قتل.

اتجه عدى وخلفه سماريا وباسل والثلاث فتيات تجاه المطبخ بهدوء وهم يفكرون من الذي عاد للمنزل مبكرا ودخل المطبخ.

اقترب الجميع من المطبخ حتى توقفوا أمامه ليجدوا الظلام يسود المكان ماعدا بعض الإضاءة التي تخرج من الثلاجة، حاول الجميع تدقيق النظر في الذي يقف أمام الثلاجة لكن كانت الرؤية صعبة.
همست سماريا بصوت منخفض:
عدى هل اذهب لإحضار شئ ندافع به عن أنفسنا.

نظر لها عدى بشر هامسا: على اساس انك مع واحدة صاحبتك يعني.

لم تكد تجيب حتى تفاجئ الجميع بالاضاءة تعم المكان وصوت تاج يصدح في المكان:
بتعملوا ايه كلكم في المطبخ؟

انتفض الجميع ينظرون خلفهم ليجدوا تاج يقف على الباب مع نونيا، إذا كان تاج خارج المطبخ اذا من الذي يقف بالداخل؟

التفت الجميع سريعا ليجدوا ذلك الذي كان يقف في الثلاجة يركض في ارجاء المطبخ ويرتدي قناع يغطي وجهه كليا ليصرخ الجميع في صوت واحد:
حرامي.

تدارك عدى الأمر سريعا ليركض خلف ذلك اللص الذي قفز من نافذة المطبخ والتي تطل على الممر الجانبي الذي يوصل المطبخ بالبهو الرئيسي.

لحق تاج بعدى مشيرا للجميع بعدم التحرك خوفا أن يكون اللص خطرا، خرج تاج ليجد أخيه يحاول امساك اللص والذي أخذ يناوره ويتحرك حركات سريعة ليهرب من عدى لكن تدخل تاج ليصبح اللص محاصر بين الاثنين خلف إحدي الارائك وامامه كل من تاج وعدى يسدون طريقه، نظر اللص حوله يحاول إيجاد اى مخرج ينقذه من بين ايديهم لكن لم يتمكن من التفكير اكثر بسبب انقضاض عدى عليه بشراسة غير طبيعية صارخا بيه:.

داخل تسرق بيتنا وكمان المطبخ ده انا هخلي ليلتك سودة...

جذبه عدى لمنتصف البهو وهو يجره بعنف مغتاظا منه لاختياره سرقة المطبخ من ضمن أجزاء البيت كلها، فيبدو الأمر كما لو أنه تجرأ واقتحم مملكته الثمينة
امسك عدى اللص بعنف ليقول من بين أسنانه:
المطبخ، نووو.

ثم وفي الثانية التالية كان يلكمه بعنف مسببا نزيف أنفه ليضرب ليسقط بعدها الرجل أرضا لا يعي بشئ ضرب تاج كف بكف:
يابني شيل ام الزفت الأول خلينا نشوف مين.

نظر له عدى بعدم اهتمام:
والله لو كان ابوك هو اللي تحت القناع برضو هنتقم...

ثم قال بحسرة يوشك على البكاء:
ده انا شوفته بعيني وهو بياكل البشاميل يا تاج، ده انا كنت بصبر نفسي طول الليل واحنا في المستشفى اني هرجع اكل مكرونة بشاميل...

أنهى حديثه يهبط على وجهه بلكمة اخرى ليجذبه تاج بصعوبة من بين يدي عدى وينزع القناع فيسمع شهقات من خلفه تقول:
هو إنت؟

نظر الجميع لمصدر الشهقات ليجدوا أنها سماريا فيضيق عدى عينه بشك:
شامم ريحة خيانة في الموضوع.

صدم تاج من حديث أخيه، هل وصل الأمر لدرجة الشك في زوجته.؟

اقترب عدى من سماريا يقول بشك:
من هذا الرجل سماريا وماذا يفعل في منزلنا.

لم تجب سماريا عليه ليصرخ بها:
انطقي يابت انتي اللي عرفتيه اننا عندنا مكرونة بشاميل في التلاجة.

تشنج وجهه تاج من حديث أخيه الغبى حتى في لحظات كتلك يتشاجر على الطعام.

نظرت سماريا لعدى بتذمر وهي تلوي فمها:
والله ما عملت حاجة ده الراجل ده شوفته في السوق وهو بيبيع اللبن ليا ووقتها قعد يسألني اسأله هبلة كده.

ابتسم تاج يعلم في قرارة نفسه تلك الأسئلة الهبلة
كما تقول:
وياترى يا سماريا سألك ايه الاستاذ؟

اخذت سماريا تحاول التذكر:
أسئلة كتير زي مثلا كام واحد عايش في البيت وهل كلنا بنطلع من البيت مرة واحدة ولا بيكون في حد وامتى البيت بيكون فاضي وكدة يعني.

تحدث عدى بشك يرمق زوجته:
يعني مش انتي اللي قولتيله على المكرونة بتاعتي؟

هزت سماريا رأسها بنفي تقسم على عدم فعلها:
والله ابدا يا عدى ما قولت كلمة عنها.

ابتسم لها عدى ليشعر تاج برغبته في البكاء من هذا الزوج الغبي صرخ بهم تاج:
يا ناس ارحموني يا ناس ارحموني حرام عليكم هنشل، يعني الاستاذ كان ناوي يسرق البيت بمساعدة مراتك الهبلة وانت قلبك محروق على خرطة مكرونة بشاميل.

نظر له عدى سريعا يصحح حديثه:
اربع خرط ونص يا تاج مش خرطة واحدة انا عددهم بأيدي دي حسبى الله فيك مش مسامحك في المكرونة هتزور.

ربتت سماريا على كتفه بحنان ليشعر عدى بأحد يمسك قدمه من الأسفل فيجد فتياته الثلاث يمسكن بقدمه ويبكين بتأثر مما حدث لوالدهم ليربت عدى على ظهورهم بحب:
حبايب بابا اللي فاهمني ومقدرين احزاني وجرحي، ربنا يديمكم ليا يارب انتم وماما، مش عارف من غيركم مين كان هيفهمني في الدنيا دي.

اقترب باسل منهم ليمد يده ويضم الثلاث فتيات قائلا بتأثر:
وانا يا عمي برضو حاسس بيك.

دفع عدى باسل بعيدا عن بناته قائلا بتذمر:
مش فاكرك ياض ابعد ايدك بس كده عشان هقطعها ليك.

في الثانية التالية كان الباب يفتح ويدخل منه ابريس وميسرة والذين لا توحي ملامحهم بالخير أبدا، صرخ تاج مستنجدا بهم:
ابوس ايدكم الحقونا...

ماذا تقولين أنتِ هيا انهضي وكفي عن حديثك هذا.

ربعت كريمة يدها بكل برود تملكه تبتسم باستفزاز:
طب ايه رأيك مش متحركة من هنا غير لما تعملي اللي انا طلبته.

أشار احمس باصبعه محذرا:
اقسم إن لم تنهضي لاتركك مكانك هكذا لعل ذئب ضال يأكلك ويتسمم منك وننتهي...

عاندت كريمة بشدة لتصرخ به رامية طلبها مجددا في وجهه:
والله في سماه ما انا متحركة من هنا غير لما تجبلي هودج زي اللي في قصة شجرة الدر بتاعة 3 اعدادي والناس تشيلني على كتفها وتوقف الشعب صفين وانا اعدي في النص واشاور ليهم من الهودج بتاعي واحييهم.

رفع احمس حاجبه ساخرا:
مش عايزانا نفرش الأرض ذهب.

ابتسمت كريمة تفكر فيما ستفعله بهم:
لا يكفي تفرشوا الأرض ورد بس انا مش متكبرة استغفر الله...

صمتت تدرس ملامح احمس الذي أوشك على الانفجار لتربع يدها قائلة بترقب:
هيا يا حكيم لن انتظر اليوم بطوله فكما تعلم انا مريضة وخرجت للتو من حالة خطرة ويجب أن تعاملني برقة، هيا اذهب واحضر الهودج وخير لك أن يكون مزين جيدا.

تحدث بيك بعدم فهم لما تطلبه تلك المختلة كما يسميها:
حسنا اسمعي جيدا نحن لا نعلم عما تتحدثين وما معنى كلمة هودج تلك التي تستمرين في قولها لكن أؤكد لكِ اننا لا نعلم عما تتحدثين فهذا الشئ ليس له وجود بعصرنا.

نظرت له كريمة بشك تفكر:
ازاى ده انا شوفته بعيني في مسلسل جودا اكبر، هو زمن الفراعنة الأول ولا المغول هما اللي كانوا الأول عشان مش مصدقاكم؟

كان الجميع ينظر لها ببلاهة لا يفهمون شئ من حديثها لتزفر بضيق هامسة:
ايه الجهل ده شكلنا وقعنا مع شوية جهلة...

ثم رفعت صوتها تقول بحسم:
حسنا لا بأس احضروا لي اى وسيلة للتنقل فأنا لا استطيع الحراك كما ترون...

نظر ست لحوني بنفاذ صبر:
اذهب يا حوني انت وميرانا واحملوا تلك السيدة لإحد الخيول في الأسفل لننتهي من هذا.

ذهب حوني بالفعل مع ميرانا ليسندوا كريمة حتى الحصان في الاسفل بينما اتجه احمس لشافا يهمس لها بشر:
حذاري أن اكتشف أنك فكرتي في فعل شئ سئ شافا وقتها سأقتلك وبيدي...

أنهى حديثه تاركا إياها تفكر في سبيل للهرب منهم.

فزع كلا من مصعب ونازيا بسبب ذلك الصوت الاتي من خلفهم...
بينما كان سيف يرمق الاثنان بتعجب لما يفعلون فهو لم يتوقع أن يجدهم يأكلون، بل توقع أن يكون مصعب قد أحضر زوجته ليتفرد بها في مكتبه الشريف...

أشار سيف للطعام الذي قام أخيه بفرده على الأرض:
انت جاي مكتبي عشان تاكل؟

رغم تفاجئ مصعب بالخروج المفزع لاخيه إلا أنه ابتسم بخبث مجيبا:
اكيد، أمال يعني هنيجي نعمل ايه؟

صمت ينظر للطعام ثم رفع نظره لسيف قائلا بخبث:
مش كل الناس زيك يا كبير.

اختفت تيتي خلف سيف من الاحراج بينما تنحنح سيف وقد شعر أن أخيه قلب الطاولة عليه:
وانا يعني كنت جاي اعمل ايه؟ ده مكتبي وكنت جاي استريح شوية عشان دماغي مصدعة مش اكتر.

ضحك مصعب عاليا يغمز لنازيا:
دماغه مصدعة سمعتي...

حاول سيف الاحتفاظ بما تبقى من ماء وجهه ليقول محاولا أن يوقع أخيه:
وحضرتك اشمعنا جاي تاكل في مكتبي مقعدتش في الكافتيريا ليه ولا المطعم اللي جبت منه الاكل.

مد مصعب يده يأكل بعدم اهتمام:
عشان اخد راحتي آكتر...
ضربته نازيا بغضب ليرمقها بعدم اهتمام.

ابتسم سيف بمكر يعلم نية أخيه بالله عليكم هذا مصعب بالطبع كان يفكر بوقاحة حينما جاء إلى هنا...
فجأة وجد الجميع الباب يفتح بعنف ويدخل منه صلاح الذي كان يتنفس بعنف شديد:
مش لاقي كريمة في أي حتة...

فتحت أبواب القصر على مصرعيها تستقبل واخيرا عودة ملكها والملكة والمستشارين برفقة أبنائهم و شافا وتلك السيدة التي يبدو وانها نائمة...

دخل ست لقصره يمتطي حصانه وخلفه زوجته بشموخ وبجانبه بيك الذي يمتطي حصانه مع اوناس.

و احمس الذي يشارك حوني حصانه وخلفه زوجته وهناك في المؤخرة يسير حصان شافا والتي كل خمس ثواني تقريبا تنال ضربة على وجهها من تلك النائمة خلفها، حيث وبعد صعوبة في إنزال كريمة من على الجبل وسقوطها على شافا حتى شعرت بفقراتها تتحرك من مكانها أصرت كريمة على أن تصعد مع شافا الحصان الخاص بها ومنذ بدأ رحلتهم غرقت كريمة في النوم وكأنها لم تنم لعقود وكل خمس ثواني تضرب شافا بيدها فيصدح صراخها في الأجواء تزامنا مع انطلاق ضحكات ميرانا الشامتة عليها.

واخيرا توقفت جميع الخيول في منتصف الساحة الخارجية للقصر ليهبط الجميع من على الاحصنة عدا شافا التي بصعوبة تمكنت من الهبوط بسبب تمسك كريمة بها، نادى احمس كريمة لتستيقظ ففتحت عينها بانزعاج شديد واضح على ملامحها...

نظرت كريمة حولها بانزعاج شديد ترمق الجميع الذين ينتظرون أن تهبط من على حصانها حتى يتحركوا للداخل لتتمطع كريمة بكل برود وكأنها تملك اليوم كله بينما الجميع في الأسفل ينتظرونها أن تشفق عليهم وتهبط واخيرا قررت كريمة أن ترأف بهم لتشير لشافا أن تقترب:
تعالي ساعديني يا فتاة.

اقتربت شافا بملل شديد من كريمة تساعدها لتفاجئ بكريمة تقفز عليها بقوة وكأنها تقفز في حوض سباحة أثناء التدريب لتسقط شافا ارضا بعنف وفوقها كريمة التي تحركت بتذمر:
اه يا ضهري يا اما، الواحد حاسس انه بقى 70 سنة.

سخر احمس من كريمة وحديثها:
حقا اوليس هذا عمرك الحقيقي بالفعل؟

ابتسمت ميرانا على شافا التي أصبحت كما الجثة أرضا وهي تحاول النهوض لكن صرخت مجددا وهي تسقط بسبب كريمة التي خطت عليها سريعا دون أن تنتبه بسبب غضبها الذي يعميها في تلك اللحظة:
نعم نعم نعم، حضرتك اتفضلت وقولت ايه؟ انا 70 سنة؟ من اي اتجاه يا خويا؟ ده انا لسه ماشية في 30.

رفع احمس حاجبه بسخرية لاذعة عليها ولم يجب بسبب سماعه لصوت خلفه اشتاق له قلبه ليستدير سريعا لايانا التي كانت تركض له سريعا وتصرخ باسمه ركض احمس تجاهها بلهفة شديد يلتقطها بقوة بين احضانه يهمس لها بشوقه الشديد لها وهي تبادله العناق بحب.

ابتسمت كريمة على ذلك المشهد لتقول:
ومن هنا تم اقتباس المشهد الجميل في السينما المصرية بتاع أحمد، منى.

نظرت لايانا جيدا لتقول باعجاب:
بس تستاهل البت قمر ما شاء الله خسارة في احمس والله.

تنهدت بعدم اهتمام:
يلا الحلو ميكملش يعني البت حلوة بس هبلة...

في اللحظة التالية كانت سيدة أخرى تركض جهة بيك هاتفة اسمه بلوعة شديد لتفتح كريمة فمها بعدم فهم:
بقى البسكوتة دي مرات الدبش بيك يا سبحان الله، هي النسوان هنا اتهبلت ولا إيه.

ابتعد احمس عن أحضان ايانا وكاد يقترب مقبلا اياها لتسارع كريمة تقف بينهم:
طب حتى اعمل اعتبار للناس اللي واقفة ايه.

نظر لها احمس بضيق ليهمس لها:
الواحد ما صدق يخلص من ميسرة تطلعلنا كريمة، مش هسامح ابريس أبدا لان هو اللي فتح علينا الفتحة دي، كان هيحصل ايه لو اتجوز واحدة من هنا وريح دماغنا من الدوشة دي.

نظرت له كريمة من أعلى لاسفل باشئمزاز ولم تجيب ليتحدث احمس للجميع:
حسنا جميعا هيا للداخل دعونا نتواصل مع ابريس ليأتي لأخذ تلك السيدة من هنا...

نظرت لهم كريمة بعدم اهتمام كأنهم لا يتحدثون عنها:
انا جعانة...

نظر الجميع بتعجب لابريس الذي تجاهلهم وصعد لغرفته ليس وكأن هناك لص يقبع في منتصف بهو منزله الان، شعرت ميسرة بالغضب الشديد يتملكها بسبب أفعال ابريس الذي يصر على تجاهلها منذ تلك الجمله الغبية التي ألقتها في وجهه...

لم تهتم هي أيضا لما يحدث في منزلها وصعدت خلف ابريس بسرعة حتى تكمل شجارها معهم...

نظر الجميع لبعضهم البعض بعدم فهم ليجذب عدى اللص قائلا انه سيقيده في المخزن حتى يروا اذا كان سرق شيئا ام لا؟

ليتحدث تاج مشيرا لباسل أن يأخذ الفتيات للأعلى
ابتسم باسل بسمة ذئب حصل للتو على قطيع من الاغنام ليشير للفتيات أثناء انحنائه للأعلى:
ليدز فيرست...

ابتسمت الفتيات بغباء له ليصعدن وهو خلفهم يبتسم باتساع...

تحدث تاج بتعجب بعدما عاد عدى:
هو ابوك وامك مالهم.

هز عدى رأسه بعدم فهم:
الظاهر ميسرة نكدت عليه.

في الأعلى كانت ميسرة تجلس على الفراش تتمزق من الغيظ بسبب تجاهل ابريس لها والذي بمجرد صعوده للأعلى دخل الحمام دون حتى كلمة واحدة...

خرج ابريس من الحمام وهو ينشف خصلاته ببرود شديد متجاهلا ميسرة التي كانت تتحرك على الفراش كأنها تجلس على جمر متقد...

نهضت ميسرة سريعا متجهه صوب ابريس ترفع اصبعها في وجهه محذرة اياه:
ابريس انت...

صمتت لا تعلم ماذا تقول او ماذا تفعل أمامه الان كل ما تعرفه انها لاتود أن يكون غاضب منها لذا استمرت بالوقوف أمامه تحاول التفكير في شئ للتحدث به تريده أن يحدثها خرجت من شرودها لشعورها بقبلة تسقط على خدها بحنان شديد...

فتحت عينها بعدم فهم تنظر اليه ليبتسم لها ثم تركها واتجه للمرآة ليفرش شعره تاركا اياها لا تفهم أيا من تصرفاته تلك ابتسم ابريس في المرآة هاتفا وهو يترك مشطه:
تعالي لهنا جميلتي.

نظرت له ميسرة بشك لتقترب منه بخطى صغيره حتى وصلت أمامه فضمها لاحضانه يهمس لها ما حدث حتى انتهى:
ولولا قدومك بهذا الشكل كنت سأبعدها عني حتى لو اضطررت لدفعها لكن أنتِ حتى لم تمنحيني فرصة للتوضيح وزدت الأمر على بحديثك السخيف عن اقتراب أحدهم منك.

صمت ينظر لملامحها المعتذرة ليبتسم وهو يمسك يدها مقبلا اياها بحنان:
ميسرة يا حبيبتي نحن كبرنا على الشجار بهذه الطريقة العمر لم يعد به وقت لنغضب من بعضنا البعض ونتشاجر بالايام أود قضاء ما تبقى لي من عمري في أحضانك وليس بعيدا عنك لاي سبب كان.

ضمته ميسرة بقوة لا تحب حديثه هذا:
متقولش كده يا ابريس ربنا يديمك لينا يارب ويطول في عمرك احنا لسه شباب ياراجل ولسه هنعيش، ده انا حتى كنت هقترح عليك نروح نتفسح شوية بدل الكتمة دي.

ضحك ابريس بشدة عليها ليضمها اكثر مقبلا مقدمة رأسها بحنان حتى شعر بها تدفعه مشيرة خلفه عند المرآة بتعجب:
ابريس القلادة؟

استدار ابريس بعدم فهم ليجد القلادة تضئ بقوة ثم ظهور ست بها ليتعجب ابريس اتصال ست به وهو معه في نفس المكان ليلاحظ خلف أخيه أنه يقف في قصره رمقه ابريس بتعجب ولم يكد يترجم تساؤلاته حتى وجد أخيه يتنحى قليلا ليظهر شئ خلفه قائلا:
أظن أن هناك شئ يخصكم هنا يا أخي.

نظر ابريس خلف أخيه ليرى كريمة تجلس على العرش الخاص بست وهي تتناول فاكهة الموز بشراهة
ليشعر ابريس في نفس الوقت بباب غرفته يفتح بقوة وجميع أفراد عائلته بلا استثناء تهجم عليه ليصيح صلاح برعب:
ابريس كاميرات المستشفى جابت كريمة وهي بتختفي و...

صمت صلاح وعم الهدوء في الأجواء يلاحظ الجميع كريمة التي تتناول الموز بشراهة كبيرة لترفع كريمة رأسها لهم وفمها ملئ بالموز وتلوح بيدها قائلة ببسمة غبية:
ابو صلاح.

أشار صلاح للقلادة بعدم فهم قائلا:
هو فيه إيه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب