رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل الحادي عشر
نظر ابريس لذلك الجمع السعيد الذي اقتحم غرفته هو وزوجته للتو وكأنهم يجلسون في إحدى المرافق العامة، تنهد متجاهلا حنقه عليهم ثم نظر القلادة حيث كان صلاح يصرخ بكريمة:
انتي ياللي هتموتيني بدري بدري بتعملي ايه عندك؟
رفعت كريمة نظرها من على طبق الفاكهه الذي تحمله على قدمها قائلة بسخرية:
بصيف...
تحدث ست موجها كلماته لابريس بملل شديد:
اسمع أنا لا يهمني ما يحدث الان كل ما ستفعله أنك ستحضر قلادتك اللعينة تلك وتأتي لأخذ تلك السيدة التي احتلت عرشي قبل أن اقتلها.
مسح ابريس وجهه بملل يرى تصرفات كريمة تلك ثم نظر لاحمس يسأل بعدم فهم:
وكيف جائت معكم يا احمس أنا لا أفهم وايضا كيف عدتم انتم؟
تحدث احمس يحاول شرح ما حدث باختصار:
لقد عدنا عن طريق شجرة العصور يا ابريس ولولا القلادة التي كانت مع ست كان ليحدث لنا ما لا يحمد عقباه، استخدموا دمائنا لجلبنا من عصرك لكن الشجرة عملت كمجال مقابل لقلادة ست لا أكثر وجلبتنا من خلال الدماء الخاصة بنا ولأن تلك المختلة كريمة.
قاطعته كريمة وهي مازالت تأكل بشراهة:
الله يسامحك.
تجاهلها احمس ليكرر:
ولأنني ولسوء الحظ تبرعت لتلك المختلة كريمة بدمائي تم احضارها معنا لهنا...
تحدث مصعب بغباء لا يقتنع بحديثه:
طب ما هو لما انت اتبرعت بدمك اختلطت بدمها ودمي انا كمان اللي اتبرعت بيه ازاى بقى الشجرة اتعرفت عليها.
زفرت كريمة تهمس بضيق:
هيذلوا ابويا على بوقين الدم اللي اتبرعوا بيه ليا.
شرح تاج من خلال عمله ما حدث:.
علميا لما شخص ينقل دم لشخص بيتنقل معاه الحمض النووي الخاص بيه مع الدم ده للمستقبل اللي هي كريمة بس نسبة الحمض النووي ده بتكون قليلة جدا، لأن الدم عبارة عن نسبه كبيرة من كريات حمراء ونسبة قليلة من الكريات البيضاء واللي بيحمل الحمض النووي هي الكريات البيضاء فبيكون الحمض النووي موجود بس يكاد ميكونش مؤثر أساسا وبعد اسابيع من نقل الدم بيختفي الحمض النووي للمتبرع من دم المستقبل الا لو كمية الدم اللي اتبرع بيها كانت كبيرة.
صمت قليلا ثم أخذ يكمل حديثه دون الانتباه لملامح البلاهه التي ظهرت على وجوه البعض:.
بس ده مش بيأثر أبدا على تحاليل الوراثة او غيره لان بيتم التعامل مع الحمض النووي للمتبرع على أنه شئ غير موجود في الجسم يعني جسم الشخص اللي استقبل الدم بيتجاهل كليا جينات المتبرع وكأنها غير موجودة وفيه منهم اللي بيتأثر بيها وده بيظهر على هيئة حرارة عالية او مرض، باختصار الحمض النووي الخاص بدم احمس من المفترض بيه يفضل في دم كريمة لأسبوع تقريبا وبعدين يبدأ يختفي ومش هيقدر حد يميزه عن حمض كريمة غير بأجهزة غاية في التطور...
أنهى حديثه ببساطة وك نه كان يشرح لهم طريقة عمل البيض المسلوق وليس كلام كبير ومعقد بعض الشئ، صدح صوت كريمة من الجهة الأخرى تتحدث بكل جدية:
صح فعلا كلام تاج صح انا فاكرة كل كلامه ده وانا في اعدادي اخدناه في حصة العلوم بالإمارة كان في قانون اسمه الدم لا يفني ولا يستحدث من عدم بل يتم التبرع به.
فتح تاج فمه ببلاهة يحاول استيعاب كم التلوث العلمي الذي سمعه منذ قليل:
انتي درستي ده في اعدادي؟
تناولت كريمة قطعة موز تفكر قليلا لتقول بعدم تذكر:
كان اعدادي ولا ثانوي؟ مش فاكرة والله بس هو كان بعد الدرس بتاع المربع.
تشنج تاج متساءلا:
ده في العلوم؟
هزت كريمة رأسها بنفى:
لا ده في الكشكول بتاعي، اصلي كنت بكتب كل المواد في كشكول واحد فمعرفش ده تبع مادة ايه بس عارفة الترتيب...
كاد تاج يجيب عليها لولا حديث صلاح لهم:
معلش لو هزعجكم ممكن بس تطلعوا من السنتر اللي انتم فيه دلوقتي، ونشوف حل للزفت اللي احنا فيه.
أنهى اخر حديثه بصراخ وقد فاض به، لتتحدث كريمة بعدم فهم لغضبه ذاك:
مش فاهمة إنت معصب نفسك ليه دلوقتي؟
كاد يصرخ بها لولا ابريس الذي امسكه وهو يقول:
خلاص يا صلاح اهدي محصلش حاجة انا هروح اجيبها وارجع بالقلادة بتاعتي.
نظر له صلاح والجميع قليلا حتى تحدثت فاطمة بعدم فهم:
وده عادي!؟
نظر لها ابريس لا يفهم مغزى سؤال ليهز رأسه بايجاب:
آه عادي منا ممكن اسافر بقلادتي عادي.
ابتسم محمد (ابن مراد) بغباء مردفا:
واما هو عادي ليه حضرتك ما اخدتش اخواتك ببساطة ورجعتهم عصرهم وبعدين رجعت تاني.
نظر له ابريس ببلاهة وكذلك احمس الذي لم يفكروا في ذلك الحل يشعرون بالغباء الشديد ليقول ابريس يحاول تدارك الأمر:
احم أصل القلادة أربعة راكب بس واحنا كنا هنبقى خمسة.
ابتسم جاسر بخبث ناظرا لهم ثم قال:
طب ما انت لما روحت مع عيالك ورجعت مع مراتتهم كنتم آكتر من أربعة.
ضحك عدى بشدة على محاصرة والده ليهتف بضحك:
واحنا رايحين كنا واخدين تاج ومصعب على حجرنا.
أنهى حديثه ينفجر ضحكا هو ومصعب بينما تاج ينظر لهم بتذمر ليقول مصعب بوقاحة غامزا له:
طبعا مش محتاج اقولك واحنا راجعين مين اللي كان على ح...
لم يكمل حديثه بسبب نازيا التي وضعت يدها على فمه بفزع تحاول أن تمنعه من الحديث فهي تعلم أن القادم لن يكون بالجيد.
همس باسل والذي كان يقف على باب الغرفة بعيدا عنهم:
الله بحب آوي جو الاتوبيسات العامة ده.
تحدث ابريس ليمنع الجميع من الاسترسال في ذلك المزاح:
زي ما قولت هروح انا اجيبها وارجع.
تحدث صلاح يتقدم من ابريس:
هاجي معاك...
هز ابريس رأسه بايجاب هو كان سيطلب منه ذلك دون أن يقول فكريمة تحتاح لمن تتسند عليه...
نظر ابريس للجميع ليشير لهم للباب:
والان إلى الخارج جميعا أود أن ارتاح قليلا.
نظر له الجميع ببلاهة لا يفهمون حديثه عدا ابناءه واحفاده ليصرخ بهم ابريس:
برررررة
ركض الجميع للخارج سريعا تحت ضحكات البعض منهم على ما يحدث بينما هز ابريس رأسه ببسمة على تلك العائلة المجنونة وأغلق القلادة والتي كان ست قد تركها بجانب كريمة التي لم تهتم بالأمر واستمرت بالأكل وكأنهم لا يتحدثون عنها...
خرجت نيرة من غرفة التحقيق مع سامر تبتسم بسمة منتصرة بعد أن اثبتت التهم على تلك السيدة وتم حبسها للتحقيق معها، نظر سامر لوالدته قائلا بخفوت:
الشرطة خسرتك والله يا نيرة.
نظرت له نيرة بانتباه ليهز رأسه بلا شئ في وقت خروج أحمد من الغرفة ناظرا لنيرة ببسمة وهو يربت على كتفها:
فخور بيكي يا نيرة ما شاء الله الست هتتنقل المستشفى بعدين لما تفوق من اللي عملتيه فيها هيتم التحقيق معها بشكل رسمي...
هزت نيرة كتفها بعدم اهتمام ثم اتجهت للخارج مع الاثنان:
يلا حد ياخدني لكريمة عايزة اقعد معاها شوية، من وقت ما فاقت مقعدتش معاها وقت كويس.
ابتسم لها سامر وكاد يجيب لولا صوت هاتف أحمد الذي رن لينظر لهم قائلا وهو يبتعد:
دي فاطمة هرد عليها واحصلكم...
ابتسمت نيرة ساخرة ولم تجيب وسبقته هي وسامر للسيارة ليجلسوا بها منتظرين عودته وأثناء ذلك وجدوا سيدة من ضمن النساء اللاتي تعمل في الكازينو المقابل لهم تهجم على السيارة وتصيح بغضب أن تهبط نيرة لتنظر لها نيرة بتشنج ثم تهبط مقتربه منها:
جرا ايه ياست انتي، هتكسري العربية كسر نفوخك.
تخصرت السيدة متحدثة بصوت عالي:
انتي لسه شوفتي حاجة ده انا هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي يا بنت ال...
فتح سامر عينه بصدمة ليهبط من السيارة صائحا بغضب أعمى في تلك التي اهانت والدته للتو:
جرا ايه يا زبالة انتي مش عارفة بتكلمي مين، ده انا هخليكي تقضي بقيت ايامك في الحجز يا بنت.
لم يكد يتم سبته حتى منعته نيرة مشيرة له بيدها هاتفة ببسمة مخيفة:
عيب يا سامر يا حبيبي دي قد والدتك برضو.
شهقت الفتاة والتي تبدو في الثلاثين من عمرها او اكبر قليلا لتكمل نيرة:
اي نعم هي شتمتني بس انت متربي يا حبيبي ودي تربية زبالة انا هتصرف معاها ادخل انت للعربية ودورها اكون انا خلصت الحوار اللطيف مع الأخت.
كاد سامر يعترض لولا نظرات نيرة المحذرة ليرمق السيدة بغضب شديد صاعدا للسيارة بينما نظرت نيرة للسيدة ببسمة مخيفة مقتربة منها وهي تربت على كتفها قائلا بنبرة مرعبة:
قولتيلي بقى القمر عايزة ايه؟
عاد أحمد للسيارة ليجد سامر ينظر أمامه بضيق وبجانبه نيرة تضحك بشدة تحدث أحمد بعدم فهم:
فيه إيه؟ حصل حاجة؟
هزت نيرة رأسها برفض مشيرة لسامر بالانطلاق للمشفى:
لا ياباشا ولا اي حاجة بس سامر قموص مش اكتر.
نظر لها سامر بحنق ليتحدث أحمد مربتا على كتف سامر:
اطلع على بيت عمي ابريس يا سامر.
نظرت نيرة للمرآة حيث يجلس أحمد في الخلف:
اصبر يوصلني لكريمة الاول بعدين روح مطرح ما تحب.
تحدث أحمد بجدية:
ما احنا رايحين لكريمة يا نيرة.
نظرت له نيرة له بعدم فهم لتحدث أحمد يتذكر حديث فاطمة وقصها لما حدث عليه:
هتعرفي كل حاجة لما نوصل، سرع يا سامر.
دخلت نيرة المنزل بسرعة تقتحمه كما لو انها إحدي فرق المكافحة فقد ضغطت على أحمد في الطريق ولم تصمت إلا بعد أن علمت منه ما يحدث.
تفاجئ الجميع من هجوم نيرة التي صرخت بهم:
فين ابريس؟
هبط ابريس الدرج بعدما تجهز للذهاب مع صلاح لإحضار كريمة:
نعم يا نيرة.
أشارت له كريمة بلهفة:
اتصل دلوقتي بكريمة اخلص عشان هسود عيشتها...
ابتسم ابريس يتجه صوب الثلاجة:
مش دلوقتي يا نيرة احنا كده كده رايحين.
تخصرت نيرة تعترض على حديثه هذا:
ليه أن شاء الله؟ مش عايز تتصل بيها ليه؟
اخرج قنينة من الثلاجة يتجرع منها قائلا بجدية مضحكة:
أصل شبكة اتصالات عندهم وحشة، لما الشركة تصلحها هتصل بيها حاضر.
نظرت له نيرة لدقائق تستشعر سخريته منها، ليتجاهلها هو متجها لصلاح:
يلا يا صلاح خلينا نخلص من الهم ده.
نهض صلاح واتجه له فاوقفتهم نيرة تذهب خلفهم قائلة باصرار:
هاجي معاكم...
نظر لها حسام بحاجب مرفوع لتنظر له ببسمة بريئة تحاول اقناعه:
حسام هروح معاهم...
لم يجيب عليها حسام لتتحدث نيرة مشيرة له:
اهو وافق يلا بسرعة...
عض حسام شفتيه بغيظ على زوجته فتحدث لابريس:
سيبها هناك يا ابريس انا مش عايزها.
نظرت له نيرة بصدمة ليتجاهلها ناهضا يتمطأ بكسل:
هروح اريح شوية لغاية ما تخلصوا دوشتكم دي وصحوني بقى.
أنهى حديثه ليخرج تحت نظرات نيرة التي تكاد تحرقه بينما هو يبتسم باستمتاع على ملامح زوجته.
أشار ابريس لهم أن يلحقوا لينتهوا من ذلك وخرج وخلفه صلاح ونيرة...
نظرت ميسرة للجميع ببسمة لتقول محاولة خلق جو مرح:
عندي كيكة شوكلاتة حلوة اوي مين حابب يدوقها.
أشار سامر لعدى الذي يجلس وحدة في احد الأركان:
قصدك الصينية اللي قدام عدى دي؟ ايوة لو عدى ساب حتة هحب ادوقها آوي.
انتفضت ميسرة ناظرة خلفها لعدى الذي توقف عن الأكل رامقا اياها بفزع ليحمل الصينية ويركض بها للأعلى برعب فتصرخ به ميسرة راكضة خلفه:
عدى تعالي هنا بقولك مش كل مرة تخلصها لوحدك خد هنا يا زبالة انت.
هز سيف رأسه بيأس على أخيه ليخرج هاتفه قائلا ببسمة:
مين حابب ياكل بيتزا؟
تجمع الجميع حوله سريعا واخذوا يخبرونه بما يحبون بينما نظر تاج لهم ببسمة حتى قال يحاول تذكر شئ ما:
مش عارف ليه حاسس اني ناسي حاجة؟
صمت يفكر قليلا حتى انتفض صارخا مما افزع الجميع:
الحرامي...
نظرت كريمة حولها باحثة عن شافا التي اختفت منذ قليل لا تعلم أين ذهبت استمرت في البحث عنها لدقائق طويلة حتى ملت وعادت لقاعة العرش لعلها تريح ظهرها قليلا على عرشها والذي أخذته بالقوة من ست بعد أن تركه لها حتى بتخلص من حديثها المزعج، دخلت كريمة للقاعة لتجد ست يتوسط العرش في هيبة كبيرة لتهمس لنفسها بحنق:
شكله هيبة على العرش أمال انا كان شكلي عرة ليه؟
تجاهلت الأمر وتوجهت له تسأله:
اقدر اعرف حضرتك قاعد على عرشي ليه!؟
صدحت ضحكات احمس بجانب ست في مقعده المخصص له ليحاول كبت ضحكاته امام الجميع ثم نظر لكريمة قائلا ببسمة باردة:
أحسنتي يا كريمة استطعتي أن تخيفي شافا فهربت من هنا...
نظرت له كريمة بعدم فهم فسخر بيك:
يا رجل كل هذا وكانت كريمة تظهر لها الحب، لا أعلم ماذا كان سيحدث إن وضعتها في رأسها، الفتاة فرت وكأن الشياطين تلاحقها...
ضحك ست بعنف يتذكر مشهد امتطاء شافا لحصانها هاربة من القصر دون أن تلتفت لأحد...
لوت كريمة شفتيها بحنق:
هو أنا كنت عملتلها حاجة؟ ده هما بس كام طلب بساط كده، البت دي بياعة على فكرة.
كاد احمس يجيبها لولا ذلك الضوء الذي انار منتصف القاعة معلنا عن وصول ابريس واخيرا...
عادت كريمة للخلف ببطئ بسبب قدمها تنظر لذلك الضوء بتعجب ليتلاشى الضوء تدريجيا مظهرا نيرة وابريس وصلاح، صاحت كريمة بفرحة كبيرة:
ابو صلاح...
ركض صلاح لكريمة بسرعة يضمها بحنان يتذكر رعبه حينما لم يجدها في غرفتها ابتسمت له كريمة ليربت على ظهرها بحنان:
حبيبتي انتي كويسة؟ حصلك حاجة؟
سخر احمس من حديثه يشير لهم:
المفروض تسألنا احنا السؤال ده، احنا الطرف المتضرر هنا حضرتك.
نظر له صلاح بتعجب ثم اعاد نظره لكريمة يتساءل عما يقصد احمس لتهز رأسها ببراءة دلالة أنها لا تعلم شئ، اتجهت صوبها نيرة تتحدث بعتاب:
بقينا نروح أماكن جديدة من غير ما نقول يا كريمة.
لوت كريمة شفتيها بسخرية:
معلش يا نيرة أصل وانا بتسحب لهنا ملحقتش ابعتلك ماسيدج مكانش معايا داتا.
ضحك ابريس متجها لاخيه للتحدث معه قليلا في وقت دخول الشباب للقاعة مرحبين بعمهم الذي ضمهم بحب وفخر بهم وبعد حديث قصير تحدث ابريس موجها كلامه لاخيه وبيك واحمس:
حسنا يجب أن نذهب الان يا أخي سأتواصل معكم لاحقا...
هز ست رأسه يبتسم لاخيه:
في انتظار ااااا...
قاطع حديثه صراخ كريمة التي افزعهم جميعا:
استنى انت وهو وداع ايه اللي بتتكلموا عنه ده؟ هتكروتوني ولا إيه؟ انا لسه محققتش أحلامي هنا.
نظر لها الجميع بعدم فهم لتتجه نحو العرش جالسة عليه وهي تضع يدها على المساند الخاصة به وترفع رأسها للأعلى بكبرياء ثم صفقت بيدها وعادت لوضعيتها تتنظر شئ ما، بينما الجميع ينظر لها ببلاهة لا يفهمون ما تفعل لينحني احمس على صلاح هامسا:
مراتك اتجننت وحالتها كل مادا بتسوء اتمنى تعالجها في أسرع وقت.
نظرت كريمة حولها كأنها تبحث عن أحد ثم نظرت لست متساءلة:
أين هم؟
نظر لها ست وكأنها مجنونة يجاريها:
من هم؟
تحدثت كريمة تشرح ما تريد:
الجواري.
ردد ست كلمتها بعدم فهم لتتحدث كريمة بنفاذ صبر:
هما فين؟ الجواري فين؟
تحدث ابريس بعدم فهم:
جواري ايه؟ وانتي عايزاهم ليه يا كريمة؟
تحدثت كريمة بنفاذ صبر وهي تصفق بيدها:
هو مش المفروض الملك بيكون على عرشه واول ما بيسقف بيدخل صفين جواري وبعدين بيرقصوا ويغنوا؟
نظر لها الجميع ببلاهة ليشير لها احمس:
حسنا لا أظن أنها تحتاج للعلاج، الحل الأمثل أن نتخلص منها كليا.
تحدثت نيرة لا تفهم رأس كريمة:
جواري ايه يا كريمة اللي هيدخلوا يغنوا ويرقصوا في عصر الفراعنة.
نظرت لها كريمة باعتراض:
الجواري اللي بتغني وتقولي (لما بدا يتثنى، امان امان امان امان امان امان).
كانت تتحدث وهي تميل للخلف محركة يدها في الهواء كما يحدث في الرقصات من هذا النوع ليقول ابريس ساخرا:
واين تظنين نفسك الان كريمة؟ في العصر الأندلسي حتى تصفقي بيدك فتدخل الجواري مغنية (امان امان)؟
نظرت له كريمة ببلاهة لا تستوعب ما يقوله:
ايوة يعني ازغرك عشان يدخلوا ولا إيه؟
زفر ابريس بضيق مشيرا لصلاح بالتحدث معها ليبادر صلاح بتدارك الأمر:
كريمة الكلام اللي بتقولي عليه في العصر الأندلسي إنما انتي دلوقتي في عصر الفراعنة يا حبيبتي.
تحدثت كريمة بغباء وعدم فهم:
وهو فيه فرق بينهم؟
صاح بها ابريس بعدم تصديق لجهلها ذاك:
التاني هو العصر الأموي وانتي دلوقتي متنيلة في العصر الفرعوني اللي هو المفروض أساسا من أقدم الحضارات يا غبية.
تحدثت كريمة بضيق من صراخه:
انت بتزعق ليه؟ هو أنا غبية؟ خلاص فهمت دكهوت العصر الأموي وده العصر الفرعوني ومش بيغنوا فيه امان امان...
صمتت قليلا لتقول بعدها:
طب الجواري اللي هنا بتغني ايه طيب؟
جذب ابريس شعره وهو يصرخ بقلة صبر:
يالله يا ولى الصابرين...
نظرت له كريمة بتذمر تتمتم:
مش فاهمة انا بتزعق ليه وايه اللي هيحصل يعني لو جبتولي جواري واتنين ماسكين ريش حواليا بيهفهفوا بيه عليا ايه هيقولوا الحضارة اللي جابت جواري واتنين بريش اهي، بعدين يعني مش يمكن يكون العصر الأموي ده موجود دلوقتي بس انتم مدورتوش كويس.
أشار لها ابريس لا يستوعب عنادها الغبي ذاك:
ده انتي في حياتك معداش عليكي كتاب تاريخ، ده انتي لو مدرسين التاريخ عتروا فيكي هيقتلوكي ويمثلوا بجثتك يا شيخة.
تحدث صلاح بضيق من زوجته:
الظاهر انه ممرش عليها تعليم أساسا ده انتي وزراة التربية والتعليم لو لمحتك هتصفيكي منعا لانتشار غبائك ده.
تحدثت كريمة بضجر وهي تهبط من العرش متجهة لهم مربعة يدها بتذمر:
خلاص خلصتوا حضارتكم تريقة، انا اساسا كنت علمي ومكنتش بحب التاريخ.
تحدث صلاح ساخرا:
بالنسبة لقانون حفظ الدم بتاع الدم لا يفني تبع أدبي برضو.
ابتسمت كريمة باستفزاز قائلة:
كنت علمي رياضيات مش علوم.
هز ابريس رأسه بيأس عليها ثم تحدث:
وبما أن أحلامك مش موجودة هنا للأسف فهنضطر نرجع.
ثم نظر لاخوه ببسمة هامسا بحب:
أراك عما قريب يا أخي، وداعا جميعا.
وفي ثواني كان ابريس ومن معه يسحبون في ضوء قوي واختفوا وكان اخر حديث هو كريمة وهي تقول:
طب هي البتاع دي مش بتروح غير للفراعنة بس؟
واخيرا اختفوا ليرفع احمس يده صارخا بحماس وفرحة:
لقد تخلصنا من كريمة يا رجال، هذا يستحق الاحتفال.
دخل الجميع للقاعة ليستمعوا لحديث احمس فيضحكوا بشده ليضم كل شخص منهم زوجته وتهمس أيانا في اذن احمس:
حسنا انا ادين لكريمة بالكثير فهي خلصتنا من تلك المدعوة شافا للابد.
ضحك احمس بشدة على زوجته بينما قال ست بمرح يضم اليه نانيس:
حسنا لما لا يا احمس؟ لنقيم احتفال كبير اليوم بمناسبة رجوعنا مجددا وايضا التخلص من كريمة.
عمت البسمة أوجه الجميع وتعالت الضحكات وركض كلا منهم ليجهز للاحتفال...
تحرك الجميع صوب منزل ابريس حيث التجمع لتلمح كريمة الشرطة تحيط بالكازينو لتتعجب الأمر كثيرا فتبتسم نيرة قائلة وهي تضم كتفها:
وراك وجالة ياباشا، جاسر مسكتش غير لما استخدم كل الوسايط بتاعته وقفله ليهم.
ضحكت كريمة بفرحة شديدة وشماتة:
طب والله جاسر ده رجولة.
ضحك صلاح واستمروا في السير لتتوقف كريمة عن السير بسبب إحدي جارتها التي لمحتها:
ست كريمة حمدلله على سلامتك.
ابتسمت لها كريمة بود تشكرها برأسها لتتحدث السيدة بثرثرة:
طب والله يا كريمة وماليكي عليا حلفان كلنا قلبنا وجعنا عليكي، وصعب علينا آوي العيال الصغيرة يا حبايب قلبي قعدوا يوزعوا حلويات على الناس وهما بيقولولهم ادعوا لتيتة ربنا يحفظك ليهم يارب العيال دول سكر.
هبطت دموع كريمة من حديثها لتبتسم لها ثم شكرتها وسارت مع صلاح الذي كان يسندها وابريس الذي ابتسم لتصرفات احفاده ونيرة التي اتصلت بحسام لي تي لمنزل ابريس حيث الجميع.
توقفت كريمة فجأة تنظر لصلاح:
صلاح معاك فلوس؟
نظر لها صلاح بعدم فهم لتكمل ببسمة تمد يدها:
عايزة فلوس.
ابتسم لها صلاح لا يعلم ماذا تريد لكنه اخرج محفظته لتنظر لها كريمة ببسمة فتسمع صوته يهمس لها بحب لم ينقصه الوقت بل على العكس زاد أضعاف:
كل حاجة املكها ملك ايدك يا كريمة.
ابتسمت له كريمة لتمسك يد نيرة تجذبها لتستند عليها ثم تحدثت لهم أن يسبقوها للمنزل فهي ستفعل شئ ثم ستلحقهم نظر لها الجميع بعدم فهم:
يلا يا صلاح خد ابريس وروحوا البيت وانا شوية وهتصل بيكم وتيجوا كلكم على البيت بتاعنا اتفقنا.
هز ابريس وصلاح رأسهم بايجاب وانصرفوا بينما نظرت نيرة كريمة بفضول لتبتسم لها كريمة جاذبة اياها قائلة:
تعالي معايا يا نيرو.
عاد ابريس للمنزل ليجده يعم بالفوضى حيث كان البعض منهم يغني بصخب مزعج بقيادة سامر بالطبع وسماريا وبناتها و طبعا لا ننسى باسل الذي كان يستغل اي فرصة للتقرب من الفتيات.
وهناك في احد الأركان كان عدى يقف وهو يحمل صينية كبيرة يأكلها بشراهة وامامه ميسرة تستعد للهجوم عليه، وهناك أحمد يضم زوجته غير آبه لما يحدث حوله كما يفعل جاسر والذي يستغل غياب كريمة على أحسن وجه...
وهذا مصعب الذي يأخذ نازيا ليذهب بها للمطبخ دون شعور احد، وتاج الذي يضم عائلته بحماية بعيدا عن باسل، وسيف الذي يلاعب ابنته الصغيرة ومروان الذي يراقب ساندي دون ان يرفع عينه عنها.
كان المنزل يبدو للعين أنه يضج بالضوضاء والازعاج لكن لابريس كان يستمع لتلك الضوضاء والتي وقعها على اذنه افضل من أفضل واعذب الألحان، يدعو الله دائما أن يستمر هذا المشهد دائما.
دخل ابريس يجذب ميسرة بعيدا عن عدى الذي كادت تهجم عليه بينما انطلق تاج يركض خلف باسل هو ومروان بعد أن قبل باسل ساندي وركض وخلفهم مصعب الذي يحاول أن ينقذ ابنه من ايديهم وهناك كانت ضحكات سماريا وهي تراقص بناتها على صوت غناء سامر وبدور السئ جدا ومحمد الذي كان يطبل على اثاث المنزل وهو يغني لمروة.
ومراد الذي كان يشاكس طمطم وهي تضربه بسبب خجلها وصلاح يشاكسهم بخبث لتمر ساعة تقريبا حتى سمع صلاح صوت هاتفه فيجدها نيرة التي أخبرته أن يحضر الجميع معه للمنزل الكبير...
وقف صلاح في منتصف المنزل يصفق بيده لينتبه له الجميع فيقول بصوت عالي:
يلا يا شباب على البيت الكبير.
ركض الأطفال للخارج سريعا ليلحق بهم الجميع تحت ضحكاتهم على سامر الذي اخذ يغني أحد أغانيه التي يغنيها في التجمعات وهو يرمق بدور بعشق:
لو قلبك غرقان في غرامها ليه تستنى واقف قدامها.
قول وعيد وزيد قول عشقان.
لو نفسنا دلوقتي في حاجة ليه نستنى.
دي تبقى سذاجة نفذ فورا حالا والان.
ما قبل اي حد تاني ليه نستنى لو لثواني.
واحنا بايدينا نعيش بمزاجنا احلى كتير.
اخذت سماريا تصفق معه بكل فرحة ليبتسم عليها عدى ويضمها بحب فيكمل سامر غناءه في وسط الشارع والجميع ينظر لهم ببسمة لا يتعجبون ما يحدث فتلك العائلة دائما ما تريهم العجب:
لما خصامنا يمرر يومنا ليه نستنى نزيد في همومنا.
صالح واجه ماتكابرش لو غلطان.
حاسس حلمك اكبر منك ليه تستنى اكبرله لانك.
هي مرة ومش هتعيشها مرة كمان.
ما قبل اي حد تاني ليه نستنى لو لثواني.
واحنا بايدينا نعيش بمزاجنا احلى كتير.
في دماغك افكار مجنونة والناس بتقول مش مضمونة.
غامر عافر جازف دي الدنيا رهان.
خليك وسط الناس الحلوة عيش اللحظة كانها غنوة.
ارقص اضحك افرح من غير حسبان.
ما قبل اي حد تاني ليه نستني لو لثواني.
واحنا بايدينا نعيش بمزاجنا احلى كتير.
كان الجميع يردد مع سامر غناءه سعيدين انهم واخيرا عادوا لحياتهم الطبيعية ببسمتهم وجنونهم وضحكتهم.
انحنت ميسرة على ابريس تهمس له بضحك:
لولا الملامة كنت اتنططت في الشارع، الواد سامر ده اختياراته في الجول
ضحك ابريس لها ليصل الجميع بعد دقائق قليلة للمنزل الكبير فيدخلوا ليتصنم الجميع وهم يرون ما حدث أمامهم.
نظر الجميع لبعضه لا يستوعب ما حدث الان حيث كانت الحديقة مليئة بالالعاب القابلة النفخ فهناك ترامبولين وايضا (زحليقة) و حمام سباحة مطاطي ملئ بالماء والالعاب وآله لصنع الفشار واخرى لغزل البنات والعديد والعديد من الألعاب التي قامت كريمة بشرائها وتركيبها بمساعدة نيرة وعمال المكان الذي أحضرت منه اشياء ليبدو انها قامت ببناء مدينة ملاهي كاملة في منزلها صاح الأطفال بسعادة ينطلقون للألعاب بسرعة ولهفة لتبتسم كريمة لهم بحنان وتنظر للباقيين قائلة:.
قولت بما اننا عدينا كل حاجة بخير الحمدلله نحتفل بطريقة مختلفة شوية.
ابتسم الجميع باتساع ليجدوا فجأة سماريا تصرخ بفرحة كبيرة وهي تركض للترامبولين وتشارك الأطفال اللعب بينما انطلق عدى لماكينة الفشار والحلوى ضحك الجميع على تصرفات تلك العائلة.
وفي ثواني كانت ساحة المنزل تمتلئ بالضحك والصرخات السعيدة بين الجميع فقد نسى الجميع عمره واخذ يلعب بروح طفل صغير، حتى سيف الذي كان يرفض اللعب في البداية يخجل من الأمر الان يقبع في حمام السباحة وهو يتقاذف المياة مع إخوته وقد عاد لطفولته وتاج الذي صعد على ظهر عدى الذي القى نفسه بتاج في المياة ومصعب الذي يضحك عليهم بشده فيلقية سيف معهم...
وهناك سماريا كانت تقفز برفقة بناتها الثلاثة و باسل الذي يرقص مع سامر وهنا وحسن (ابن سامر)
ومروان الذي يدفع الارجوحة بساندي والتي علت ضحكتها، وجاسر الذي كان يضحك على نسرين التي حملها أحمد ومعتز ليجعلوها تلعب بالاجبار.
نظرت كريمة لهم ببسمة وهي تشعر بضم صلاح لها الذي همس بمزاح:
فلستيني يا كريمة؟
ضحكت كريمة بشدة عليه وهي تنظر للفرحة امامها:
تعيش وتصرف يا ابو صلاح.
تنهدت بعدها تفكر ببسمة شاردة ثم همست:
مين يصدق أن الأطفال االي كان لسة امبارح بس بنمسك ايدهم عشان يخطوا اول خطوة، انهاردة بقوا شباب وكبروا وبقى عندهم أطفال كمان.
ابتسم صلاح حب ينظر لعائلته ثم همس لكريمة:
ولسه يا كرميلا، لسه هنشوف الأطفال دي لما تكبر وتبقى شباب زي أهلهم دلوقتي، لسه في لحظات هنعيشهم معاهم بس ربنا يطول في عمرنا.
ركض باسل في ممرات الشركة يعدل من بذلته التي يمقتها وبشدة ويتمتم بضيق حتى اوقفه الشخص رقم مائة تقريبا ليعيد عليه نفس الحديث الذي يسمعه منذ دخل للشركة:
استاذ باسل المدير...
قاطعه باسل وهو يتخطاه:
عارف عارف المدير قالب عليا الدنيا من الصبح.
أنهى حديثه يبتعد عنه وهو يلعن ذلك اليوم الذي عمل به في هذه الشركة ورفض عرض جاسر وحسام بأن يعمل معهم، تحدث بسخرية من نفسه:
لااااا سبوني انا هشتغل واعتمد على نفسي وابدء من الصفر، اللهي ااا.
توقف عن الحديث بتعجب يهمس:
هدعي على نفسي كمان اهو ده اللي ناقص.
أنهى حديثه وهو يعدل من جاكت بذلته ليطرق الباب الخاص بمديره المقيت المتعنت والذي لا يعجبه شئ سمع صوته يسمح له بالدخول ليدلف للغرفة فيجد فتاة تجلس وتعطيه ظهرها فرفع حاجبه يحاول تخمين من تلك الفتاة ليهمس بصوت خافت:
مين دي؟ الضهر ده معداش عليا في الشركة.
ضيق عينه مقتربا اكثر هامسا بشئ خطر بباله فجأة:
بس انا عارف الضهر ده كويس.
فجأة فتح عينه بصدمة تزامنا مع استدارة تلك الفتاة التي وقفت تنظر له ببسمة ليهمس من بين أنفاسه بغيظ:
رنا...
أشار له المدير بأن يجلس:
واخيرا حضرتك شرفت يا استاذ، اتفضل اعرفك على المتدربة الجديدة في الشركة واللي هتكون تحت اشرافك، المهندسة رنا أحمد أظن تعرفها.
نظر باسل لرنا ببسمة غامضة ينحني للأمام قائلا:
اكيد وهل يخفى القمر؟
ليقترب منها هامسا دون أن ينتبه المدير:
نورتي يا قطتي...
خرجت هنا من المدرسة سريعا وهي تنظر للارض لا تأبه بأى أحد تسير مع رفيقتها الوحيدة حتى توقفت فجأة بسبب توقف صديقتها لتنظر لها بتعجب فتبتسم صديقتها مشيرة بعينها امامها:
العاشق الولهان شرف.
نظرت لها هنا بعدم فهم لتنظر حيث تنظر صديقتها فتجد حسن (ابن سامر) يقف مستندا على سيارته ينتظرها فتبتلع ريقها تسمع صوت حديث رفيقتها التي تخبرها انها ستتركها مع ذلك العاشق الذي لم يترك طريقة الا وفعلها ليتقرب منها، خطت هنا تجاه حسن بخطوات خجولة تنظر حولها حتى توقفت أمامه تبتسم له:
برضو جيت وعملت اللي في دماغك.
ابتسم لها حسن والذي يتمتع بهدوء وشخصية جذبت إليه هنا بسهولة كبيرة لتوافق فورا على عرض الخطبة الذي تقدم به، لكن اجلوا الزواج لحين تنتهي من دراستها فهي مازالت في الصف الثالث الثانوي ولكن هذا لم يمنع حسن من التغلغل في كل حياتها وكل جزء من يومها، انحنى حسن ليصل لطولها هامسا بحب:
خلصت المحاضرات بدري وقولت اجي انول شرف اني اوصل اميرتي بنفسي...
ابتسمت له هنا وكادت تجيب عليه لولا صوت اتى من خلفهم:
الله ما انتي حلوة اهو وبتصاحبي ولا هو عشان معندناش عربيات يعني؟
صرخ الدكتور بعنف يضرب مكتبه:
انتي يابنتي مش لسه كان فيه نسختين منك في السكشن اللي فات ايه اللي جابك هنا؟
تحدثت ريا ببسمة غبية فالجميع يخطأ بينها وبين أخواتها:
دول اخواتي يا دكتور مش انا.
زفر الدكتور بضيق يشير لها بالجلوس:
وياترى بقى انتي نفس الدماغ والغباء زيهم ولا طلعتي نبغة في العيلة؟
ابتسمت ريا بغبائها المعتاد:
ليه وانا قليلة الادب عشان ابقى غبية زيهم؟ انا اغبى منهم حضرتك.
صدحت ضحكات الجميع ليصرخ الدكتور بغضب من ذلك الثلاثي المزعج حقا، زفر الدكتور يعلن نهاية محاضرته ليركض الجميع للخارج بسرعة ومنهم ريا التي ركضت حتى الشجرة اللتي تنتظرها عندها اختيها يوميا فهي تختلف عنهم في السكشن بسبب اختلاف الأبجدية بينهم لتجد سما تضم سمارا التي تبكي بشدة، ركضت لهم ريا بعدم فهم:
فيه إيه يا سما مالها سمارا؟
ربتت سما على ظهر سمارا قائلة بغيظ:
اختك فركشت.
فتحت ريا عينها بصدمة:
تآني؟
سخرت منها سما:
قصدك عاشر.
ابتعدت عنها سمارا قائلة بحنق:
علي فكرة هما 8 ونص الزبالة الاخير مش هحسبه بواحد كفاية عليه نص
زفرت ريا بملل:
طب خلينا نخلص عشان نروح قبل ما ابوكم يخلص الاكل لوحدة.
انها حديثها تبتعد عنهم لتقف فجأة وهي تشعر بأحد يقطع طريقها قائلا ببسمة:
سما اديني فرصة يا سما فرصة واحدة.
ابتسمت رسا بغباء مشيرة خلفها لسما التي تحترق:
كان على عيني يا ضنايا بس انا مش سما.
ضرب الشاب ر سه يلعن غباءه ليرى سما اتحرك بعيدا عنه فيركض خلفها:
سما استني بس هفهمك، يعني ياربي يوم ما اتنيل اشقط واحدة تطلع بتلات أدوار.
ضحكت سمارا وريا عليها لتشعر ريا بأحد يجذبها فجأة فتصرخ فجأة...
شعرت ساندي بالصداع الشديد حيث كانت تغمض عينها تحاول أن تريح رأسها حتى يدخل ذلك الدكتور الذي سيشرح لهم المادة التالية، فهي منذ الصباح وهي تحضر العديد من المحاضرات دون ثانية راحة تفصل بينهم.
كانت الضوضاء حولها مزعجة وبشدة لتفتح عينها بضيق تتأفف من الجميع وتلملم كتبها مقررة أن تخرج وتنتظر في الخارج حتى يأتي ذلك الدكتور والذي تأخر عن موعده لتسارع تخرج من المدرج لكن أثناء جمعها للكتب سمعت صوت جهوري يتحدث:
حضرتك رايحة في مكان يا آنسة؟
والان فقط انتبهت ساندي إلى الهدوء الذي عم المكان لتعلم أن الدكتور قد دخل المدرج لترفع رأسها تعتذر:
اسفة يا دكتور كنت مفكرة إن...
قاطع حديثها رؤيتها له، زائر أحلامها والذي يطاردها في الواقع والأحلام غير تاركا إياها تهنأ بلحظة دون أن تفكر به لتهمس دون وعي:
مروان؟