رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل التاسع
ابتسمت كريمة تنظر حولها لعائلتها لكم تشكر الله على منحها عائلة كتلك...
اقتربت نيرة من كريمة سريعا لتضمها بخفة خوفا أن تأذيها هامسة لها بخوف:
كده يا كرميلا كنتي هتموتينا من الرعب يا شيخة؟
ضحكت كريمة تربت على ظهر تلك الأخت التي كانت خير مكسب لها واصبحت أقرب لها من نفسها:
يابت انا بس كنت عايزة اخليكم تعرفوا قيمتي عشان دايما جايين عليا.
ضحك جاسر يقترب من الفراش ثم قال بصدق:
غيابك كان هيوجعنا آوي يا كريمة اعرفي ان مهما نهزر ونتكلم فكل واحد في العيلة دي ليه دور ومهم آوي، حتى باسل ليه دور في العيلة.
انتبه باسل لحديث جاسر ليبتسم بغباء:
ايوة فعلا انا دوري محوري في العيلة دي.
دخل عدى الغرفة بعد أن خرج منذ لحظات ليحضر شئ يأكله فهو لم يتذوق الطعام منذ امس البارحة.
تحدث احمس ببسمة يشاكس كريمة:
حسنا يا مختلة أنتِ تدينين لي بشئ.
نظرت له كريمة بسخرية:
وده ليه أن شاء الله؟
فتح احمس عينه بصدمة يتقدم من الفراش صائحا:
انظروا لناكرة الجميل تلك، يا فتاة دمائي تسير الان في عروقك ما بكِ!؟
نظرت كريمة له بغيظ لتهتف:
يا جماعة حد يجيب اي حاجة يضربني بيها ويصفي دمي لأحسن مصعب وجدو مش هيسبوني في حالي ده، كان يوم اسود يوم ما اتبرعتوا ليا بالدم.
رفعت عينها تنظر لاحمس قائلة وهي ترفع ذقنها بإباء:
خد بالك وانت بتكلمني بعد كده تحترمني، انا دمي ده بيمشي فيه كرات دم بيضاء وحمراء وحضارة.
ضحك الجميع على كريمة ليزفر سيف بضيق من هذا العدد فيشير لهم للخروج:
يلا يا جماعة اتطمنا على كريمة فياريت نخرج كلنا عشان افحصها واشوف جسمها كله تمام ولا إيه!؟
نظرت كريمة له بخوف ثم أمسكت يد صلاح الذي ربت عليها هامسا لها:
اهدي ياقلبي اهدي انا معاكي.
نظر مراد لسيف يسأله اذا كان يشك بشئ فهز سيف رأسه بايجاب ليتحدث مراد خارجا:
هروح اشوف طمطم
انتبهت كريمة على اسم طمطم لتنظر حولها وتنتبه أنها لم تراها:
هي مالها طمطم؟
ابتسم لها مراد ليطمئنها:
مالها يعني يا كريمة؟ انتي عارفة طمطم عاملة إزاي اول ما شافت منظرك وانتي مهروسة ومعجون على الاسفلت اغمى عليها على ط...
لم يكمل حديثه بسبب رؤيته لزجاجة دواء تطير جهته فانحنى سريعا ليسمع صراخ كريمة به:
جاك ترلة تهرسك يا معفن وتعدي عليك وش وقفا امشي اطلع برة اوضتي وملمحكش فيها تآني.
ضحك مراد بصخب وهو يركض للخارج بينما صلاح يهز رأسه بيأس على أخيه وزوجته الذين لم يتفقوا منذ طفولتهم سويا وكأنهم أعداء وليسوا أبناء عمومة.
نظرت كريمة لسيف تشير له بتحذير:
اوعى تدخل مراد ده عندي تآني انا بقولك اهو، اهم حاجة نفسيتي والا بشكوة واحدة اقفل ليكم المخروبة دي.
انهت حديثها تنظر لعدى الذي يجلس جانبا دون اى صوت وهو يأكل بعض الشعيرية الصينية (الاندومي):
وحد يقول لسيد قشطة ده يطلع ياكل برة ريحة الاكل خرمت مناخيري.
رفع عدى رأسه لها ثم نهض يتجه صوبها يقول بحنق: سيد قشطة ايه يا كريمة هو آنتي شايفاني تخين ولا إيه ده انا عامل دايت حتى.
نظرت له كريمة ساخرة من حديثه، عن اى دايت يتحدث؟
بجد؟ ماشاء الله باين عليك والدايت ده بقى بتعمله ازاى؟
جلس عدى على الفراش قائلا ببسمة:
بقسم اليوم آتنين جزء باكل فيه وجزء بصوم فيه.
نظر له الجميع بعدم فهم لتقول سماريا بسخرية:
ايوة والجزء اللي بيصوم فيه بيبدأ من وقت نومه ويخلص لما يصحى.
نظر لها عدى ببسمة غبية:
أظن كده عداني العيب، مبقتش اصحى اكل في نص الليل زي زمان.
ضحكت ميسرة وهي تربت على رأسه بحنان:
يابني دايت ايه بس انت مفيش فيك بني ادمين، ده مصعب وسيف فيهم جسم عنك.
نظر مصعب لنفسه بصدمة ثم نظر لنازيا قائلا:
هو أنا تخين؟
ضحكت نازيا عليه مربته على كتفه:
لا يا عزيزي انت وسيم كما أنت يا حبيبي ولديك أيضا عضلات مثيرة.
غمز لها مصعب يقترب منها ثم يسحبها للخارج دون شعور أحد:
طب تعالي عايز اوريكي عضلاتي المثيرة.
تحدث سيف وقد يأس أن يخرج أحد ليبدأ بفحص كريمة وفحص مؤشاراتها الجميع موجود
بدا كل شئ طبيعي في كريمة حتى وصل لقدمها قائلا: حاسة باي وجع في رجلك او أعصاب رجل يا كريمة؟
حاولت كريمة تحريك قدمها لتقول بعدها:
انا مش حاسة برجلي أساسا...
سمعت ميرانا صراخ ازى في نفس وقت رؤيتها لصخرة تسقط جهتها ودون أن تشعر حاولت تفاديها لكن انفلتت يدها من الصخور لتبدأ في السقوط سريعا تحت صرخات الجميع عدا شافا التي كانت تبتسم بتشفي.
شعر حوني بقلبه يكاد يخرج من كثرة خفقاته رعب اصاب جميع اطرافه ليشعر بقرب انهيارة من ذلك المشهد لكن خرج نفس منه بفزع حينما شاهد ميرانا قد تمكنت من الإمساك بإحدى الصخور المدببة لتبدأ في استعادة وضعها...
كانت ميرانا تسقط بعنف شديد نظرت فوقها لتلمح نظرات شافا ابتلعت ريقها وأخذت تحرك يدها بعشوائية شخص يغرق في المحيط ولا يمكنه العوم
فجأة شعرت بيدها تصطدم في حافة مدببة لتمسكها دون شعور كردة فعل طبيعية من جسدها وتتعلق بها بشدة...
تنفس الجميع الصعداء ما عدا شافا التي كادت تحرق الجبل بمن فيه.
أخذت ميرانا تكمل صعودها كما فعل الجميع وبمجرد وصولهم لقمة الجبل ركضت ميرانا سريعا لشافا جاذبة اياها من شعرها بعنف شديد، تعرف أنها هي من حاولت قتلها لتجذبها بعنف شديد لحافة الجبل وتدفعها بغضب شديد تود قتلها تحت صراخ الجميع بها أن تتوقف، لكن لم تكن ترى سوى تلك الصخرة التي كادت تقتلها وسقوطها المريع الذي كاد يودي بحياتها.
ضغطت ميرانا على جسد شافا الذي كان يتدلى من حافة الجبل وهي تمسك طرفها الاخر لتقترب منها هامسة:
اذا يا هل اتركك الان فتجربين كيف يكون شعور السقوط.
نظرت شافا للأسفل حيث صخور مدببة اذا سقطت عليها تقتلها في الحال لتبدأ في التحرك بمقاومة:
اذا مت انا لن تستطيعوا إعادة أحد. اتركيني حتى لا اجعلك تندمين.
ابتسمت لها ميرانا بسمة مرعبة:
حقا؟ اراكِ تتبجحين بموقف ليس في صالحك، ثم لقد وصلنا للكهف عزيزتي لذا لسنا بحاجة إليكِ بعد الآن.
اقترب حوني من زوجته التي يبدو وأنها فقدت عقلها:
ميرانا ماذا بكِ اتركيها.
ابتسمت ميرانا بمكر لتفلت يدها قائلة بطاعة:
لك ذلك عزيزي.
ثم في اللحظة التالية كان صراخ شافا يهز الجبال المحيطة بهم من قوته...
صدم ازى واوناس مما فعلته ميرانا فلم يتوقع أحد أن تفعل ذلك أبدا.
ركض حوني لزوجته يصرخ بها:
ماذا فعلتي يا مجنونة لقد قتلتيها؟
ابتسمت ميرانا مقتربة من زوجها هامسة في اذنه ببحة مخيفة:
لا تقلق يا حبيبي فنوع الحيوانات الذي تنحدر منه شافا لا يموت بسهولة.
لم يفهم حوني شئ لكن تناهى لمسامعه صوت شافا تنادي بوجع ليقترب الجميع من الحافة فوجدوا شافا تتسطح على أحد النتوء الذي يخرج من الجبل لينقذها من السقوط للقاع، نظر حوني لزوجته الخبيثة هي كانت تعلم بوجود ذلك النتوء لذا تركت شافا فقط لتخيفها، غمزت ميرانا لزوجها مبتسمة بخبث
صاح حوني باوناس وازى:
ارموا لها حبل واحضروها لننتهي من هذا.
أنهى حديثه ينظر لزوجته التي تقدمت من إحدى الأشجار بكل هدوء ثم جلست تستظل اسفلها بطل برود ليهز حوني رأسه بيأس منها هامسا:
اقسم أنكِ مرعبة أكثر من شافا...
دخل كلا من نونيا وتاج لأحد المطاعم المجاورة للمشفى حتى يحضروا بعض الطعام لهم وللجميع...
ترك تاج نونيا على الطاولة قائلا:
ابقى هنا صغيرتي سوف اطلب الطعام واتي حسنا؟
ابتسمت له نونيا بلطف ليبادلها البسمة ويرحل ليحضر الطعام...
وهناك في أحد أركان المطعم كانت هناك شلة من الشباب يجلسون وهم يضحكون بصخب حتى توقف أحدهم عن الضحك مصفرا بصوت عالي وهو يرمق أحد الطاولات بانتباه شديد قائلا:
ايه الكريم كراميل ده؟
انتبه له اصدقاؤه لينظروا لجهة نظره فيلاحظوا فتاة تبدو صغيرة في السن قليلا وهي تمسك هاتفها وتنظر له ببسمة اشبه ببسمة الأطفال.
تحدث أحد الشباب ببسمة عابثة:
ايه الجمال الأوربي ده ياجدع؟
ابتسم الشاب الذي انتبه له في البداية:
سيبك انت من الجمال الأوربي، دي ضحكتها خطفت قلبي يا جدع هو فيه براءة كده ولا جمال كده؟
نظر له أحدهم بحاجب مرفوع:
جرا ايه يا عم يوسف؟ ملناش دعوة.
ابتسم المدعو يوسف باستخفاف:
هو انتم فعلا ملكوش دعوة؟ انا اللي شوفتها الأول والكريم كراميل ده حقي انا.
أنهى حديثه ينهض متجها جهة الطاولة الخاصة بتلك الفتاة
نظر أصدقاءه لاثره ليقول أحدهم: هو الواد ده اتهبل ولا إيه؟
ضحك الاخر وهو يتناول مشروبه:
من حقه الصراحة مش شايف الحتة دي عاملة ازاى؟
تحدث أحدهم بحماس:
اششش اسكتوا خليا نشوفه هيشقطها ازاى؟
انتبه الجميع ليوسف الذي كان قد وصل لطاولة الفتاة لينحني عليها ببسمة مغازلة:
يا ترى الجميل قاعد لوحده ليه؟
رفعت الفتاة نظرها سريعا والتي لم تكن سوى نونيا لترمقه بتعجب:
نعم أتفضل؟
وضع الشاب يده على قلبه ببسمة:
يخربيت الرقة يا جدعان هو فيه كده بجد؟ انتي منين من السما ولا من الأرض؟
أجابت نونيا بكل براءة ولم تفهم مقصده الدنئ من السؤال:
لا انا من الأرض عادي.
ضحك الشاب بصخب على برائتها تلك ليقترب منها اكثر فتعود نونيا للخلف وقد بدأت تشعر بشئ خاطئ به:
يا ترى بقى اقدر اتعرف على القمر ولا مينفعش؟
عادت نونيا للخلف اكثر بتوتر شديد وهي تنظر حولها بحثا عن تاج تشعر بالخوف من ذلك الشاب ومن نظراته تلك...
لتعيد نظرها إليه هاتفة:
لو سمحت مينفعش كده ممكن تبعد و سيبني لوحدي لو سمحت.
ابتسم الشاب اكثر ليقترب منها المسافة التي عادتها للخلف ويمد يده يتحسس خدها البض ولم يقاوم فضوله لمعرفه ملمسة والذي يبدو ناعما كالاطفال ولم يكد يتحدث حتى شعر بأحد يجذبه بحده
ولم يستوعب شئ سوى وهو يتسطح أرضا وهناك من يضربه بعنف شديد حتى كاد يخلع له فكه...
أنهى تاج طلب الطعام لينظر صوب الطاولة التي ترك عليها زوجته لكنه وجد عليها شاب يقترب من نونيا بطريقة فجة ويتحسس خدها بطريقة مقززة بينما نظرات نونيا ترتعش بخوف وهي تعود بخلف، شعر تاج في تلك اللحظة بشياطين تتلبسه ليتجه صوبهم جاذبا الشاب بعيدا عن زوجته ولم يدع له الفرصة ليستوعب شئ حتى عاجله بلكمة عنيفة اطاحت به أرضا ليشعر وقتها بالجنون ويهبط ضاربا إياه بغضب أعمى لم يره أحد به من قبل فمن يرى تاج الان يظن أنه تحول حتى أنه أصبح مخيف اكثر من سيف في غضبه، لتنطبق عليه مقولة اتقي شر الحليم اذا غضب.
ركض أصدقاء يوسف سريعا يحاولون سحب صديقهم من أسفل يد ذلك الرجل الذي يكاد يقتله ليدفعهم تاج بعنف شديد ثم يعود ليكمل على يوسف بكل جنون جعل نونيا ترتعش خوفا منه
نهض تاج جاذبا معه يوسف ليضرب رأسه بالطاولة صارخا به:
مراتي لا يا زبالة مراتي لا.
كان الجميع يراقب ضرب تاج ليوسف وهم يحاولون التدخل لكن كلما تدخل أحدهم دفعه تاج لذا لم يقدر أحد على إنقاذ يوسف من أسفل يد تاج...
واخيرا انتهى تاج من يوسف الذي أصبح تقريبا غير صالح لأي شئ ثم نهض من عليه ينظر لنونيا بعنف اخافها فجذبها من يدها وخرج من المحل بملامح مرعبة تجعل من يراه يختبئ خوفا منه...
كانت نونيا تبكي بعنف وهي تراه يسحبها لتقول من بين شهقاتها:
لم أفعل شئ تاج، اقسم هو من أتى إلى و...
صمتت برعب بسبب استدارة تاج لها بعيون حمراء وهو يشير باصعبه الذي يحمل دماءه او دماء ذلك الشاب لا تعرف، أشار لها بالصمت ليكمل طريقه معها نحو المنزل دون أن يعود للمشفى مجددا...
فزع الجميع من كلمات كريمة التي القتها منذ قليل...
اقترب سيف منها اكثر وهو ينوي فحص قدمها ويده ترتعش برعب من ذلك الهاجس الذي كان يرافقه الساعات السابقة...
تحدثت تيتي بدموع وهي تربت على كتف كريمة:
متخافيش يا كريمة هتكوني كويسة وهتمشي تآني صح يا سيف؟
بكت سماريا بعنف وهي تلقي نفسها في أحضان كريمة صارخة:
لا يا كريمة هتكوني كويسة لا لا مش هتتشلي.
رددت كريمة الكلمة ببطئ ولم تكد تتحدث حتى وجدت فاطمة تنفجر في البكاء:
لا يا ماما هتكوني كويسة اكيد من أثر العملية مش كده يا سيف ماما متشلتش.
كاد سيف يبدأ الفحص حتى صرخت بهم كريمة بعنف وهي تبعد سماريا التي تتعلق برقبتها:
اتشل مين يا معفنة منك ليها؟ بعد الشر عليا يا ختي انتي وهي، انا بقولك رجلي مش حاسة بيها بسبب البغل اللي قاعد عليها.
نظر لها الجميع بتعجب لتحرك كريمة قدمها قليلا صارخة بذلك الذي يجلس عليها:
اوعى رجلي يا عجل خلتها تنمل.
نظر عدى الذي كان يتناول طعامه إلى كريمة بتعجب لينتبه على حركة اسفله ولم يكد يستوعب ما يحدث الا وكانت كريمة تدفعه ليسقط بعنف ويتساقط عليه الطعام...
فتح الجميع عينه بصدمة لما حدث ليصرخ عدى بهياج:
ايه يا كريمة البواخة دي وقعتي علبة الاندومي ولسه كانت مليانة.
نظرت له كريمة يغيظ فهذه العلبة الرابعة تقريبا:
اطلع برة ياض اطلع برة يا زبالة، كل شوية اطرد واحد من هنا يا عيلة عرة اطلع برة.
نهض عدى يعدل ثيابه قائلا بملل:
انا همشي خالص اهو ده أخرة المعروف، الواحد يفضل يعيط عليكِ طول الليل واحرم نفسي اللقمة لغاية ما تفوقي ولما تفوقي مفيش شكر ولا حمدانية وحتى اللقمة مش عارف أكلها.
اتجه لسماريا يضمها لاحضانه واشار بعدها لبناته الثلاثة ليخرجوا امامه:
يلا يا حبايبي نشوف اي مطعم وناكل فيه بعيد عن كريمة، الظاهر العملية مع السن يا عيني أثرت عليها.
أنهى حديثه ليأخذ أسرته ويخرج تحت ضحكات سماريا التي كانت تشير لكريمة بالوداع.
ضربت كريمة كف بكف منهم زافرة بنفاذ صبر:
عيلة متخلفة...
دخل تاج للمنزل وهو يسحب خلفه نونيا التي كانت تبكي بخوف أغلق تاج باب المنزل ليجذب نونيا لغرفتهم ثم تركها بعنف صارخا بها:
لما تركتيه يقترب منك ها؟
خافت نونيا منه كثيرا ومن غضبه الذي لا تراه كثيرا فهذا تاج اللطيف والهادئ والمسالم، يفعل كل هذا.
مسح تاج وجهه بغضب يتذكر لمسات ذلك الغبي. شعر بدماءه تفور مطالبة بالعودة وقتله حتى يرتاح ولو قليلا:
لما شوفتيه بيقرب منك ليه مصرختيش وبعدتيه كنتي اعملي اي حاجة، ليه تبقي ضعيفة كده ها؟
اخفت نونيا وجهها مرتعبة منه تقول من بين شهقاتها بخوف:
كنت خايفة آوي. اول مرة حد يقرب كده غيرك مكنتش عارفة اعمل ايه.
انفجرت في البكاء اكثر لتقول بصعوبة:
اقسم انني أخبرته أن يبتعد لكنه رفض يا تاج اقسم لك انني...
لم تستطع إكمال حديثها بسبب غصة البكاء التي غلبتها لتنفجر باكية تخفي وجهها بين يدها لينظر لها تاج قليلا دون اى ردة فعل.
كانت نونيا تبكي بخوف من تاج فهذه اول مرة منذ سنوات زواجهم يتشاجرون بها هكذا فجأة شعرت به يمسك يدها ودون وعي عادت للخلف سريعا بخوف ليحزن تاج من خوفها ذلك منه فيقترب إليها أكثر يمد يده لها يدعوها لاحضانه بملامح حزينة معتذرة عما فعل بها نظرت له قليلا ترفض ذلك تخاف أن يضربها...
شعر تاج بفداحة ما ارتكبه هل اوصل صغيرته الحبيبة لدرجة الخوف منه، ركع على ركبتيه أمامها قائلا بحزن:
نونيا صغيرتي؟ هل تخافين مني؟
لم تجب نونيا بل استمرت فقط بالبكاء ليبتلع تاج ريقه ويمد يده ممسكا بيدها ليقبلها بحنان:
آسف صغيرتي انا، انا فقط لم اتحمل رؤيته وهو يقترب منكِ بذلك الشكل، اقسم انني شعرت بالنيران تنشب في صدري وحتى الآن أشعر انني اشتعل داخليا.
صمت ليقول محاولا الوصول لعينها:
انا فقط اعشقك واغار عليكِ، اقسم انني لن أكرر ما فعلته مجددا ولن اخيفك صغيرتي فقط لا تخافي مني فخوفك هذا يقتلني، بعد أن كنت مصدر أمانك أصبحت بكل غباء مصدر خوفك.
سقطت دمعة من تاج لرؤيته ارتعاش نونيا فنهض غاضبا من نفسه ولعدم ردها عليه وخوفها منه...
لكن فجأة شعر بها تضمه من الخلف وهي تستند برأسها على ظهره هامسة بارتجاف:
هو باغتني بحركته تلك اقسم أن جسدي كله اشمئز من لمسته له تاج، فليس لاي أحد الحق في لمسي سواك انت فقط تاجي.
استدار تاج جاذبا إياها لاحضانه بحب وحنان:
انا اسف صغيرتي اسف اقسم لم اتحكم في نفسي لم اتحكم في غضبي اسف.
ضمته نونيا بحب تخفي وجهها في صدره هامسة بما أثلج صدره:
انا مش خايفة منك يا تاج مش خايفة منك، عمري ما هخاف منك لو مهما عملت فيا.
رفعت عينها له تقول بحب وحنان:
حتى لو ضربتني يا تاج فلن اخاف منك ابدا، لأنني اعلم جيدا من هو تاج زوجي الحنون اللطيف وأن اي غضب يصدر منه يكون نابعا من حبه لي أليس كذلك؟
ضمها تاج بعنف يود لو يدخلها في صدره:
نعم كذلك يا صغيرتي كذلك وانا لن اتجرأ يوما على ضربك يا صغيرتي لن أفعلها أبدا، اعشقك نونيا اعشقك أكثر من روحي جميلتي.
استطاع ازى واوناس أن يرفعوا شافا من على ذلك النتوء الذي اسقطتها ميرانا عليه، صعدت شافا لتسقط أرضا على الجبل تتنفس بعنف فذلك الشعور المقيت الذي تلبسها منذ ثواني كاد يخنقها، الشعور بقرب الموت يا له من شعور مقيت حقا...
اغمضت عينها تتنفس بصعوبة وضربات قلبها سريعة جدا، ثواني حتى فتحت عينها مجددا لتتفاجئ بثلاث سيوف توجه لوجهها، رمقت الثلاث رجال ببرود تحاول أن تدعيه:
مابكم؟ ابعدوا تلك السيوف عن وجهي.
أشار لها حوني لتنهض مشيرا للشجرة داخل الكهف:
هيا الآن افعلي ما جئتي لأجله وحذاري أن تحاولي فعل شئ غير الذي اتفقنا عليه.
نهضت شافا ترمقهم بغيظ شديد فقد افسدوا لها خططها للتو، زفرت بضيق تتقدم من الكهف وخلفها الثلاث شباب يحملون سيوفهم ويوجهوها لها، ابتسمت لها ميرانا وهي تنهض من أسفل الشجرة تلحق بهم لداخل الكهف متجهين لإحدى الأشجار
التي تقبع في منتصف الشجرة.
كانت شافا تنظر للشجرة بغموض شديد كانت تنوي عدم وضع دماء سوى دماء احمس فقط والان سوف تكون مجبرة على جلب الجميع معهم، لكن لا بأس فور قدومهم سوف تتمكن من أخذ احمس وهذا يكفيها...
توقف الجميع أمام الشجرة بترقب لينزل اوناس الحقيبة التي تحتوي على دماء كلا من والديه وبيك واحمس حيث طلبت شافا دماء تخصهم فهذا اكثر شئ مضمون لاحضارهم بأسرع وقت...
نظرت شافا للحقيبة التي تحتوي قوارير صغيرة بها دماء وعلى كل قارورة مسجل اسم صاحب الدم، تقليد سخيف يقوم به الملوك حيث يحتفظون بدمائهم في قوارير لربما يحتاجونها لاحقا وها قد جاء وقتها.
انحنت شافا لاجلس على ركبتيها وتمسك القوارير الأربعة تمد يدها بهم نحو جذع الشجرة وهي تدعو الله أن تنجح في ذلك وإلا قطع هؤلاء الثلاثة رأسها.
كان الجميع ينظر بترقب لما تفعله شافا وبمجرد سكبها للأربع قوارير على جذع الشجرة عاد الأربعة للخلف لتبدأ الأرض في الاهتزاز أسفلهم وكأن هناك زلال سيسقط ذلك الجبل على رؤوسهم فيضم حوني ميرانا بخوف عائدا للخلف معه اوناس وازى بينما زحفت ميرانا للخلف برعب شديد تحاول الإبتعاد عن جذع الشجرة لكن فجأة توقف الاهتزاز وتوقف كل شئ...
صمت عم المكان بطريقة مريبة جدا ليبدأ الجميع بالنظر حولهم بتساؤل...
تحدثت ميرانا ساخرة مما حدث:
آه ياللروعة هل قطعنا كل هذه المسافة لنهتز قليلا مع الجبل.
نظرت شافا للشجرة بعدم فهم كان من المفترض أن تولد الشجرة طاقة كبيرة فادرة على انتشالهم من العصر الاخر وتحضرهم لهنا.
مسحت شافا وجهها بعدم فهم:
لا أعلم ما حدث، اقسم انني فعلت كل ما يجب فعله...
دخل سيف مكتبه وهو يسحب خلفه تيتي التي تتذمر منه:
يا سيف دلوقتي ياخدوا بالهم اننا مشينا مينفعش كده.
ضحك سيف جاذبا إياها لاحضانه وهو يهمس لها بغزل:
. مابك يا جميلتي كل ما أريده هو أن نجلس سويا لبعض الوقت لا تنسي أن البارحة فقط كانت ذكرى زواجنا ولم نستطع الاحتفال كما يجب بسبب ما حدث.
رمقته تيتي ببسمة مقتربة منه وهي تلعب في ازرار ثيابه:
حسنا ما رأيك اذا أن تأخذني للبحر كما فعلت العام السابق...
ضحك سيف بصخب على حديثها ذاك فتلك الصغيرة تحتال عليه ليأحذها للبحر كاد يجيبها لولا سماعه لصوت تحريك مقبض الباب فسحب تيتي سريعا خلف ستارة الفحص وهو يشير لها بالصمت...
فتح الباب ودخل منه ببطئ شديد يسحبها خلفه وهو يبتسم بخبث:
ايه رأيك قولتلك مش هنلاقي مكان احسن من ده.
رفع سيف جسده قليلا ليلمح من خلف ستارته مصعب ونازيا فيبتسم بسخرية:
جاي ينجسلي المكتب الزبالة...
جذبته تيتي للأسفل قائلة:
سيف هو احنا بنستخبى ليه هو مش ده مكتبك؟
نظر لها سيف قليلا ثم ابتسم بغباء:
آه صح يعني احنا سايبين الزبالة ده هايص برة واحنا جايين نستخبى.
عدل سيف من ثيابه ثم نظر لتيتي وعد على أصابع يده 1، 2، 3
وفي ثواني كان الاثنان يخرجان صارخين:
قفشناكم...
صمت سيف وتيتي بصدمة لما يرون أمامهم ليقول سيف بعدم فهم:
انتم بتعملوا ايه؟
نظر ست لبيك الذي كان ينظر حوله بملل:
ما بك يا بيك أراك منزعجا.
نظر بيك للثياب التي يرتديها بضيق:
يا رجل هذه الثياب مقيتة جدا لا أعلم كيف يتحملونها.
ضحكت نانيس تنظر لثيابها بفرحة:
حسنا ربما تظن ذلك لكن أنا أحب تلك الثياب كثيرا انها تجعلني مثيرة.
غمز لها ست قائلا بهمس:
لطالما كنتِ مثيرة جميلتي.
ضحك احمس عليهم يتذكر ايانا قائلا:
حسنا سوف أخبر ميسرة أن تعطينا واحد لايانا، فطالما أعجب نانيس كثيرا اذا ستحبه ايانا.
زفر بيك ينظر لهم وهو يعدل ثيابه:
انا احب اسينات كما هي لذا ل...
قاطع كلماته وهو ينظر لصدر ست بعدم فهم ليشير قائلا:
ست مابها قلادتك؟
نظر له ست بعدم فهم ليرمق قلادته فيجدها تضئ بشكل مرعب كما فعلت ذلك اليوم قبل أن يأتوا هنا مباشرة.
تحدث احمس سريعا يشير للقلادة:
يبدو أن هناك من يصنع حقل للطاقة في الجهة الأخرى ليستدع...
لم يكمل احمس حديثه لتصدح صرخات الأربعة وهم يشعرون بدوامة كبيرة تحيط بهم وتسحبهم وبعنف...
سمع من في المشفى صوت صراخ ليذهبوا لرؤية ما يحدث لكن لم يجدوا شئ فلم يهتموا ربما هناك أحد يتألم لا اكثر فابالنهاية هذه مشفى وهذه الأصوات معتادة هنا.
في الجانب الاخر كانت شافا تصرخ انها فعلت كل ما تستطيع فعله وليس بيدها شئ اخر يمكنها تقديمه لكن فجأة شعر الجميع بهزة جبلية أخرى اقوى من الأولى ليتمسك الجميع ببعضه وتصرخ ميرانا برعب.
عاد الجميع للخلف برعب ليشعروا بضوء قوي يكاد يعميهم وحرارة شديد تكاد تسلخ جلودهم عنهم...
ليغمضوا أعينهم بخوف وبشدة، حتى عم الهدوء في المكان هدوء كبيرة وبشكل مخيف ليفتح الجميع عينه بقلق ينظرون حولهم.
فجأة صرخت ميرانا صرخت فزعت الجميع:
لقد نجح الأمر...
نظر الجميع حيث تشير ميرانا ليفتحوا افواههم بفرحة كبيرة ويركضوا جهتهم.
آفاق احمس على صراخ قوي ليشعر بعدها بشئ يسحبه بعنف فتح عينه جيدا ليعلم أن ذلك الشئ ليس سوى اوناس الذي كان يضمه بعنف ليصرخ به غاضبا:
ايها الثور لقد كسرت عظامي ابتعد عني ما بك؟
ركض حوني يضم ست بعنف صارخا:
ابي لا أصدق انك عدت حقا أشعر انني احلم، هل تتذكرني صحيح هل تعرفنا.
ابتسمت شافا بخبث وكادت تتقدم منهم لولا الكلمات التي خرجت من فم احمس:
ما بك يا حوني هل جننت ام ماذا؟ والذي سيجعلنا ننساكم؟
لم تفهم شافا ما الذي حدث كيف مازال احمس يتذكرهم هناك شئ خاطئ في الأمر.
ضم بيك ابنه بحب قائلا:
آه يا صغيري واخيرا اشتقت اليك كثيرا لا أصدق انني عدت واخيرا لموطني، كدت اصاب بالجنون هناك.
كان ست يضم اوناس و حوني يضم نانيس بفرحة لا يصدق الجميع انهم عادوا حيث كانوا، ليتوقف الجميع فجأة على صوت تأوهات غريبة تأتي من الخلف ليتسمعوا لصوتٍ ما يتذمر:
آه يا عمود يا فقري، حسبي الله ونعم الوكيل ضهري شكله اتكسر مكانتش وقعة من على السرير اللي تعمل فيكي كده يا ختي؟
استدار الجميع بتحفز وببطئ شديد حتى فتح احمس عينه بصدمة هامسا:
انتي؟
جرا ايه يا جدو ما تخلي عند اهلك ريحة الدم وحد يقومني جاتكم البلا مفيش نظر أبدا، بعدين هو السرير بتاعي كان بيطل على جبل المقطم ولا إيه؟ هو أنا فين؟ انا وقعت من على السرير ايه اللي جابني هنا؟
تحدث ست يدعي التفكير:
كيف كنت تقولها يا احمس امممم، آه انتظر تذكرت هل هي، احيه؟
هز احمس ر سه يرمق تلك الزائرة الغير متوقعة بالمرة مجيبا:
نعم احيه...