رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والخمسون
وَلها مِنَ الحُسنِ مَعانٍ
تَنحَني عِندَها مُفرداتُ الجَمالْ
وَلها في القَلبِ مَقامٌ فاقَ أفاقَ الخَيالْ
إنَّ في الرُوحِ نَجوى
لِمَنْ خَلقَ الحُبَ فَ سوى
لا أُريدُ غَيرَ جَمعٍ بِ مَنْ أهوى
في الحَلالْ.
نست روحها متجاهلة كُل شي بمحيط المكان.
وقوفي بجانب أيمن
الناس الديمرون بالفرع رايحين راجعين
أهلها المتواجدين داخل البيت
حتى كفها اليسار من هول الموقف ارخى قبضته عن الحجاب واِنسدل للأسفل تارك شعرها مكشوف.
المسكينة بقت صافنة بوجه أيمن والصدمة مرسومة على ملامحها لا والله مو مجرد صفنة البنية تصنمت بحيث عينها ظلت مفتوحة لا البؤبؤ يتحرك ولا الجفن يرمش وهذا الثاني همْ صار يبادلها النظرات الغريبة أريدهم يصحون ماكو من التوتر الكانوا عليه حسيت دقات قلبهم صارت تنبض داخل مسامعي، خفت لتطلع أمها على لحظة وتروح أسل بيها لأن أيمن حچى لي عنها شگد شديدة لذلك جبرت نفسي أتدخل حتى أصحيهم، تحمحمت وسحبته من ذراعه بقوة باوع لي فاصل عن الواقع جسمه يمي وعقله بالعالم الموازي رفعت ايدي گرصت زنده من الخلف ورجعت نظري عليها بعدها تباوع له بذهول!
قدر: هسه نگول انصدمتِ بجيتنا ونسيتِ تسلمين آمنا بالله وعاذريچ عيني بس مال تخلينا على الباب ومتگولين تفضلوا هنا صدگ عيب بحقچ وحقنا،
أسل داحچي وياچ باوعي لي. طرقت الباب مرتين
أسل: هاا، منو!
قدر: جهال المنطقة، طوبتنا وگعت على بيتكم إذا متصير زحمة تجيبها لنا
اِبتسمت باِرتباك والخوف مسيطر على تحركاتها.
أسل: أسفة نسيت أتحمد لكم بالسلامة بس والله تفاجأت بجيتكم، ادري ليش ما بلغتني أيمن؟!
أيمن: اي أبلغچ علمود تغيرين العنوان
باِبتسامة هادئة مليئة بالاِستهزاء ردت على كلامه.
أسل: ليش هوَ بهذه السهولة يتغير
قدر: تعبت شنو مطولين بالوگفة على الباب؟
أسل: ها!
اِلتفتت للطرمة ورجعت نظرها علينا
يعني أكيد أهلاً وسهلاً بيكم بس أمي شلون؟
أيمن: ما جاي أخطبچ لتخافين بعدني على وعدي
قدر: شنو تريدين تگولي لها عنا احنا وياچ ومأيديچ.
أسل: لا عادي أصلاً هيَّ تعرفكم لأن أني حچيت لها كُل شي صار وياية بعدما فصلوني من شغلي بس مع ذلك يظل الموقف صعب، المهم تفضلوا والله كريم.
رجعت نظري لعمو ناصر استأذنه بالدخول هز راسه مبتسم، اِنتبهت أسل علينا ومن عرفته جاي ويانا أصرت عليَّ أخليه يدخل رجعت لسيارته حاولت وياه بقى ثابت على موقف الرفض أخر شي طلبت منه يروح وما وافق هالطلب إلا بعدما وعدته ما اتحرك من هذا البيت خطوة وحدة بدون علمه، بقيت واگفة انتظرت السيارة تختفي من انظاري يلا رجعت لهم شرعت أسل الباب تأشر بالدخول فتت ويا أيمن استكشف المكان من غير ما ألفت اِنتباهها، أختها كانت بباب الغرفة بس شافتنا دخلت بسرعة تبلغ والدتها.
كان واضح جدًا بيتهم هوَ من ضمن البيوت المبنية بطريقة غير قانونية، الأرضية عبارة عن صبة الجدران طابوق مكشوف والسقف چينكو أما الأبواب كانت جميعها من الحديد حتى الداخلية لكن رغم فقر الحال والبساطة في الأثاث كانت ارجاء المكان تشع نظافة وتفوح بالروائح الزكية حتى غرفتهم رغم هيَّ الغرفة الوحيدة بهذا البيت واللي كانت تجمع بين المنام والضيوف إلا إنهم مرتبيها بطريقة بسيطة ونظامية في وقت واحد، مدات مبسوطة وسادات موزعة بشكل متساوي بوفية من الخشب القديم تحتوي على مواد مطبخية فرفوري وبعض التحفيات الصغيرة والجدران مُزينة بالصور العائلية والمناظر الطبيعية، كُل شي بالمكان كان مريح للنظر وبالمقدمة عائلتها تحديدًا الأم.
مريضة والوجه جدًا شاحب، من شافتنا دخلنا عليها فجأة كَ ضيوف اِستغربت الموقف، كانت متمددة بالفراش سندت نفسها على ابنها الگاعد يكتب يمها وعدلت گعدتها تباوع لأسل بنظرة الاِستفهام
أسل: ماما هذه هيَّ قدر الدكتورة الحچيت لچ عنها بعدما فصلوني عن عملي بدار المُسنين وهذا أيمن أخوها
كوثر: يا أهلاً وسهلاً بيكم يمة نورتوا العراق
تقدمت عليها رادت تگوم لزمتها من كتفها أمنعها.
قدر: خليچ مرتاحة خالة. نصيت بوستها.
كوثر: زارتنا البركة، تفضلوا استريحوا ليش واگفين
قدر: صح متأخرين بس اجينا نتشكركم ونعتذر عن المشاكل الصارت ويا أسل بسببنا ومنها همْ نشوفچ لأن سمعنا صحتچ تعبانة هالأيام، عندچ العافية متشوفين شر إن شاء الله.
كوثر: الله يعافيچ بنيتي وعلى شنو تشكرينا مسوت أسل غير واجبها بالعكس من عرفت سبب فصلها عن عملها إفتخرت بيها الإنسانية فوگ الكل مو كل شي بالدنيا الفلوس، اي بشرينا الحجية شلونها هسه إن شاء الله مرتاحة دائمًا اسأل أسل عنها والله
قدر: بخير الحمد لله خالة بس همْ السوته أسل مو شوية وأقل شي علينا نشكرها
كوثر: ما قصرتِ يمة همْ عوضتيها بشغل ميقل شي عن شغلها السابق حتى بالراتب، رحم الله والديچ.
قدر: واجبنا هذا، تعالوا يا حلوين خلينا نتعرف
كوثر: گوموا يمة گوموا سلموا شجاكم
تحركوا من مكانهم باِتجاهنا الولد يتقدم البنية رغم فارق العمر البيناتهم لأن الواضح عليها خجولة.
قدر: أني اسمي قدر وأكون صديقة أختكم أسل
وأنتم شنو اسمكم ويا صف؟
مُجتبى: أني مُجتبى صف ثاني ابتدائي
آية: وأني آية بصف السادس
قدر: وأكيد شُطار
مُجتبى: اي حتى شوفي هذا دفتر الاِملاء مالت الأول.
راح يركض جابه ورجع فرحان بعدنا أني وأيمن نباوع لدفاترهم وشهاداتهم ونشجع بيه وبأخته دخلت أسل للغرفة بيدها الضيافة، نزلت الصينية گدامنا بخجل واضح على ملامحها اِستكانين چاي وصحن صغير بداخله بسكت مالح أبو الربع وگلاصين ماي
كوثر: يمة وقت غدا شنو جايبة للعالم چاي تحركي سوي الواجب ويا ضيوفچ
قدر: لا خالة والله...
كوثر: أبد لا تكملين جاين مناك لهناك الظهر تالي متالي تطلعون منا باِستكان چاي، عيب بحقنا والله.
قدر: ما جايين نجربكم...
كوثر: من الأخير طلعة بدون غدا ماكو لتحاولين.
باوعت لأيمن اتساءل عن رأيه هز راسه بالقبول، رفع گلاص الماي شرب رشفة ورجع نظره على أسل گاعدة مقابل أمها يتهامسون بيناتهم دقيقة وراحت أخذت فلوس من الجرار بعدما سحبت الصاية وغادرت الغرفة أشر لي أيمن أتصرف ميگدر يتحرك هوَ، نهضت مُباشرةً استأذنت من الأم بحجة أغسل وطلعت وراها بعدها بالباب توها دتفتحه صحت عليها اِلتفتت متفاجأة سدته ورجعت باِتجاهي
قدر: وين رايحة؟
أسل: هسه راجعة ما اتأخر.
قدر: ماكو داعي لهذه الحركات وإلا نروح أحسن
أسل: يا حركات.
قدر: تطلعين تشترين أكل من برة، باوعي احنا ما اجينا لهنا علمود نتعبكم ولا قبلنا نبقى على الغدا حتى نجربكم احنا وبيني وبينچ الكلام أهل لأن أنتِ بالنسبة لأخوية حياة كاملة مو مجرد مشروع زواج لذلك إذا تحبيه فعلاً وتعتبريه جزء من حياتچ وعائلتچ لتعامليه وتعامليني مُعاملة الغرباء لأن أنتِ بهذه الطريقة راح تخلقين حواجز بيناتنا وبالتالي تجبرينا نتصنع بالتصرفات ونتعامل وياكم بالمثل
أسل: بس هذا واجبكم علينا.
قدر: واجبنا توكلينا من أكلكم مو من المطاعم
أسل: أني يعني آآآ مو شنو أرجع من الدوام تعبانة...
قدر: لتكملين، الأكل قليل بايت ما طابخة مو مهم يا حبيبتي عسى ما ناكل خبز وماي همْ خير وبركة المهم يصير بيناتنا زاد وملح لو متردين هذا الشي؟
أسل: طبعًا أريد بس أمي ما راح تقتنع صدگيني
قدر: ميخالف خليها عليَّ.
سحبتها من ايدها ودخلنا، حچيت ويا والدتها ظلت مُصرة تطلعها تشتري لنا أكل من برة أخر شي أيمن قسم يمين عظيم لو سوتها نخلي ونروح منبقى عندهم دقيقة وحدة هيچ بس يلا گدر يسكتها
طلعت أسل للمطبخ مُباشرةً تبعتها أساعدها ومنها أفتح موضوع الفلوس وياها بعيدًا عن مسامع أهلها
قدر: تحتاجين واحد يسوي زلاطة يحضر الصحون لأن هذا حدي والله تعذريني فاشلة بالطبخ
أسل: لا حشاچ.
قدر: لا مو حشاية جديات فاشلة بالطبخ هوَ مو أبو المثل يگول كل حلو بيه لولة أني اللولة مالتي الطبخ أما الباقي لا الحمد لله أحسد نفسي عليَّ
باوعت لي تضحك وحچت بنبرة خجولة.
أسل: رغم الأخوة التجمع بينچ وبين أيمن بعيدة عن الدم بس حيل تتشابهون بالطباع خصوصًا ثقتكم بنفسكم صراحة يعني تنحسدون عليها
قدر: يلا الحمد لله من شفتيها ثقة ولا غرور، اي شنو أكو بهذه الجدر راويني
حچيتها وفتحته متعمدة طابخين مرگة عدس.
أسل: اجيت من الدوام علمود الاِستعجال سويتها بدون لحم خطية أمي صعبة عليها وگفت المطبخ
دارت وجهها مرتبكة فتحت الفريز، أصلاً ما عندهم لحم غير ربع كيلو مفروم بدت تطلع بالأغراض مخبوصة
أسل: هذه كبة وبورگ أني لافتهم وهذا لحم مفروم اسوي مخلمة وهمْ راح اسوي بتيتة قلي وعندي معكرونة اسلگها وأكو...
قدر: أسل حبيبتي.
احتضنت كفوفها بين كفوفي أضحك
ممكن يعني شوية هدوء حتى لتزعليني منچ
أسل: لا والله أني هادئة.
قدر: لعد رجعي كل شي لمكانه، كافي علينا مرگة العدس والتمن هذا
أسل: لا والله ميكفي قليل، حبابة صح ما خليتيني أطلع اشتري من برة بس مو معناها تمنعيني أضيفكم مثلما هوَ مطلوب ترى هيچ أنتِ دتأذيني
قدر: تمام لعد كافي النواشف، كبة وبورگ وبتيتة غيرها مرفوض والنقاش همْ ممنوع
أسل: بس أني...
قدر: لا بس ولا شي اشتغلي وأنتِ ساكتة.
حچيتها ودرت وجهي السلة بالزاوية، رحت سحبت منها كم راس بتيتة بديت أقشر وهيَّ على الطباخ نسولف ونشتغل، كملتها وتوجهت للثلاجة فتحتها أريد أسوي زلاطة ما عندهم خيار تصرفت بطبيعية وبدون ما أحسسها بشي سحبت طماطة ونومي حامض قطعتهن ورتبتهن بالصحن بشكل جدًا شهي أخر شي زينت الأطراف بورق الكرفس الموجود بسلة الخضرة، دارت وجهها بس شافت المنظر باوعت لي وحچت مبتسمة.
أسل: ها تگولين أني فاشلة بالطبخ.
قدر: بس هذا ميعتبر طبخ وإذا كنت فاشلة بالطبخ بس ناجحة جدًا بالاِقناع
أسل: يا اِقناع!
قدر: من الأخير أيمن اجى لهنا حتى يسلمچ الفلوس الراح تسوين بيهن عملية للوالدة
أسل: لا عفية شنو دتحچين أنتِ!
قاطعتها بسرعة أحاول أقنعها وفعلاً نجحت بهذا الشي لكن بعدما بذلت مجهود جدًا عظيم.
قدر: يلا كافي گلت لچ دين وإلا المفروض ماكو فرق بينچ وبين أيمن بس نگول بعد ما صارت الشغلة رسمية وصرتِ على اسمه حتى تنرفع الحواجز.
أسل: صعبة والله يعني قابل ما أدري شلون ديجمع هذه الفلوس علمود يتزوج
قدر: والفلوس هوَ إلمن يريد يعطيهن غير للي يريد يتزوجها واللي هيَّ أنتِ
أسل: بس همْ...
قدر: اتركي عزة النفس ماكو شي أهم من صحة أمچ كل شي بالدنيا يتعوض إلا هيَّ إذا راحت ماكو شي يسد مكانها وحسب مسمعت من أيمن وضعها جدًا سيئ وتحتاج تدخل طبي سريع وما عندچ طريقة تساعديها بيها غير هذه، مو أني اللي دأقدم لچ المُساعدة هذا أيمن تعرفين منو أيمن يعني أكثر شخص بالدنيا فاهمها لأسل ويحس بيها
أسل: شلون هيچ يثق بيَّ ويسلمني الفلوس الجمع كل دينار منها بشق الأنفس وسهر الليالي.
قدر: هوَ السلمچ گلبه وحياته يعز عليچ فلوس!
أسل: تصدگين قدر، ما أدري شنو الزين السويته بحياتي حتى رب العالمين يعوضني عنه بشخص مثل أيمن
قدر: لأنچ طيبة وتستاهلين أخوية الطيب،
ها هسه شنو گلتِ؟
نصت مني حيرة على خجل.
أسل: وأمي شلون عفية ما أريدها تشك بشي ما أريد أخيب ظنها بيَّ إذا عرفت بيني وبين أيمن علاقة
قدر: مراح تعرف وأني اللي راح أتصرف لتخافين
أسل: شلون؟
قدر: تسمعين الجواب بشكل مُباشر بس اصبري.
كملنا كل شي صاحت أختها تساعدنا بتحضير السفرة بس اِجتمعنا ظلت والدتها تعتذر عن التقصير
أيمن: يمة كل هذا وتگولين تقصير شنو السالفة!
كوثر: واجبكم أكثر بس شنسوي الصحة غدارة
أيمن: تگومين بالسلامة والجية الجاية تطبخي لنا من ايدچ الحلوة إن شاء الله
كوثر: رحم الله والديك خالة
أسل: تفضل هذه الطماطة...
أيمن: لا تعرفيني مو صديق الطماطة والخيار
فلت الجملة وظل مصدوم
هيَّ همْ وجهها إصفر من الخوف.
باوع لوالدتها ورجع نظره عليها يضيع السالفة.
أيمن: العفو عبالي قدر ما اِنتبهت
أسل: لا عادي خوية مصار شي
عبس ملامحه يتحمحم وبلع الاِعتراض مجبور.
خلصنا الغدا، گامت هيَّ وأختها ينقلن السفرة طول ما هيَّ تتحرك عيونه عليها راح يفضح نفسه بدون ميحس، ندست زنده واستأذنت من أمها گمنا للمغاسل موقعها بنهاية الحوش بعدنا دنتوجه لها طلعت أسل من المطبخ اِلتقوا بالطريق هيَّ تجاهلته ومشت بس هوَ عيونه ظلت وراها إلى أن دخلت الغرفة، سحبته من مكانه سحب للمغاسل
قدر: شبيك راح تفضحنا اثگل شوية.
أيمن: أحبها قدر أموت عليها، عمري متخيلت راح يجي اليوم الأحب بيه بهذه الطريقة ولا عرفت الحب إلا من عرفت أسل، كل البنات المرن بحياتي مرن عادي إلا هيَّ أحس هيچ رب العالمين رفع گلبي وحطها بمكانه، شسوت بأيمن هالبنية عجيبة
قدر: ندري شلون تحبها والدليل سحلتنا من مصر للعراق علمودها بس ثگل شوية أمها راح تكشفكم ويضيع الأول والتالي علينا
أيمن: شلون ترديني أثگل وأخوچ يحس روحي مثل الريشة بحضورها.
قدر: أهووو شلون بيه راشدي يعدل راسه المصفح
أسل: تفضلوا هذه المنشفة
أيمن: شكرًا خوية.
باوعت له مبتسمة بخجل ونصت عيونها منه.
أيمن: تصدگين أول مرة أستلذ بطعم الأكل هيچ
أسل: مو لهذه الدرجة ترى هيَّ مرگة عدس
أيمن: هذه مرگة العدس اللي معاجبتچ عند أيمن أشهى وألذ من طعام الجنة بس لأن ايدچ بيها
قدر: روحي ترى هذا مو بوعيه هسه يفضحكم
أيمن: اشتاقيت أشوف عيونچ مرة ثانية
أسل: أيمن وربي هسه أمي...
أيمن: أعشقه لربچ الخلاچ بطريقي من دون البشر
رمت المنشفة عليَّ وفاتت تركض، ظل يباوع وراها واِبتسامة الاِنتصار ملونة ملامحه.
قدر: شنو سر هالاِبتسامة عيني؟
أيمن: حبتني الغيري يتمنى نظرة من عيونها
قدر: ها يعني تريد تگول هزيت الثگيلة
أيمن: لا العكس هيَّ الهزتني
قدر: كافي اسمعني، حچيت وياها بالمطبخ وتقريبًا اِقتنعت بقت أمها محتارة شلون أقنعها بوجودك
أيمن: ميصعب على ديرو شي
قدر: صحيح كلاوات گلبي خوش تعرف تقشمر.
أيمن: حلوة هذه كلاوات گلبي، حبيت
صفنت ويا نفسي مدري شلون طلعت من لساني بلا شعور نطقتها وما اِنتبهت إلا بعدما أيمن كررها وراية
غسلت ودخلت قبله انتظر الفرصة المناسبة حتى أفتح الموضوع ويا والدتها، جابت أسل الچاي وبقينا نسولف بشكل عام أما أيمن شغل نفسه ويا أخوها للأربعة خلص له كل دروسه، قفز الطفل من مكانه فرحان وركض على أخته يقنعها يطلع للشارع
أسل: حارة عليك لتلح مو وقت طوبة.
مُجتبى: لا والله مو حارة حبابة وافقي مو ذولة وينهم اصدقائي ديلعبون بالفرع ليش بس أني محبوس
أسل: من تخلص دراستك عود أطلع
مُجتبى: خلصت عمو أيمن درسني كل واجباتي
أيمن: خليه يطلع خطية لتمنعيه
أسل: أخاف عليه بعده الشارع فارغ كل شي يصير
مُجتبى: مو طفل أني وتخافين عليَّ
أيمن: أكيد مو طفل ويلا أمشي نلعب رجال لرجال
مُجتبى: والله راح تلعب ويانا طوبة!
أيمن: لا يا بطل راح ألعب بيكم مو وياكم طوبة.
قفز يضحك وباوع لأخته بس هزت راسها بالموافقة سحب أيمن من ايده وطلع يركض.
وهنا بدت محاولاتي لاِستغلال الفرص، أول خطوة بديت احچي لأمها عن حياتي حتى ترتاح لي والخطوة الثانية بديت اسألها عن حياتها، فضفضت لي كُل شي همومها مشاكلها ظلم أقرب الناس لها وأخر شي حچت عن مرضها وضعف الحال اليمنعها تعالج نفسها وهذا الكنت أسعى جهدي حتى أوصل له
وفعلاً عرضت عليها المُساعدة بعد عِدة مُقدمات.
كوثر: لا يمة ما أقبل والله.
قدر: مو دأگول دين بعدين ليش تردين تحرميني من فعل الخير ما زال الله منعم عليَّ من فضله
كوثر: وأنتِ شتعرفين عنا يمة حتى تسلمينا مالچ
قدر: أعرف هواي خالة، عمي هنا سأل عنكم بأكثر من مكان وما سمع إلا كل خير
كوثر: ميخالف همْ هذا مو مبرر حتى أخذ منچ
قدر: اسألچ بالله، هسه بهذا وضعچ لو اجى واحد من عمام ولدچ الظلموچ وظلموهم وعرضوا عليچ المُساعدة ما راح توافقين؟
كوثر: ميسووها بس إذا نزل عليهم الوحي وسووها أوفق طبعًا لأن لو متت ولدي خلافي يضيعون
قدر: لعد أولى تاخذين من هيچ ناس لو مني أني؟
كوثر: بس يمة أنتِ ما لچ ذنب شنو اليجبرچ حتى تتحملين اعباء حياتنا
قدر: السوته أسل ويانا أني وبيبتي مو شوية هيَّ من ساعدتني رجعت لي الحياة وأني أريد أرجع حياتها المسلوبة منها برجوع عافية أمها اترجاچ لتمانعين
كوثر: هذا واجبها والله لا يسامح كل بشر يسوي بأمه سواية خوالچ بأمهم.
قدر: الواجب يسقط من يمس مصلحتنا الشخصية خصوصًا إذا كانت المصلحة العمل الوحيد المعيشتي ومعيش أهلي مع ذلك هيَّ ما سقطته صراحة يعني شگد ما احچي وأحييچ همْ ما أگدر أوفي حق تربيتچ لهذه البنية صدقًا اتمنى أكون مثلچ بيوم من الأيام وأربي بنتي مثلما ربيتي أسل
كوثر: إن شاء الله يسعدچ ويا رجلچ ويرزقچ الذرية الصالحة وتكونين أم أحسن مني بألف مرة.
قدر: رحم الله والديچ بس كملي جميلچ ووافقي تاخذين الفلوس وها لتنسين هنَّ دين.
كوثر: ومنين تسدد لچ هالفلوس بعدين؟ هوَ خلگ راتب الدكتور والعلاج والمدراس والملابس والبيت والمسواگ كله منه عمي الله يساعدها لو رجال همْ يعجز يتحمل المسؤولية المتحملتها بنتي بس المُشتكى لله أني لو بحيلي ما خليتها تعتب باب البيت لو تترك دراستها وتظل على الخارجي، الحمد لله والشكر هذا اللي الله كاتبه عليَّ وشيجي من رب العالمين خير ونعمة المهم ساترنا وراضي علينا.
قدر: خالة عسى ما بالشهر تعزل من الراتب خمسة وعشرين دينار بفلوسكم همْ ما عندي مانع لأن الحمد لله الله مفضل عليَّ وممحتاجة راتبي خير من الله وزوجي همْ إنسان متمكن ماديًا فَلتشيلين هم للتسديد خليها ورا ربچ منو يگول ما على ساعة يفتحها بوجهكم من حيث لا تعلمون وتصيرون أغنى مني ترى مو بعيدة على رب العالمين.
ظليت أقنع بيها إلى أن قنعت الحمد لله بس بشرط تكتب ورقة بالمبلغ قبل لا تستلمه وتبصم عليها حتى أضمن حقي من وجهة نظرها وأكيد وافقت حتى ترتاح وتقبل تاخذ الفلوس مني.
صارت الستة ونص ردت أروح لزمت بيَّ إلا تباتون، بالگوة قنعتها تتركني بحجة لازم أدبر المبلغ اليوم لأن باچر طيارتي العصر أخاف ما ألحگ، خطية رغم بيتهم غرفة وحدة بس تظل صاحبة واجب وتعمل بأصلها وهذا أحلى شي بهذه العائلة البسيطة.
طلعت موبايلي أريد اتصل على عمو ناصر نت ماكو سألت أسل گالت مكنكين على الجيران ومو دائمًا موجود مرات يطلعون ويطفوه، اعطيتها رقمه وطلبت منها تتصل عليه حتى يجينا دگت الرقم وقدمت لي الموبايل حچيت وياه ربع ساعة ورجع اتصل گال وصلت حضروا نفسكم مسافة خمس دقايق مو أكثر وأكون عند الباب، سلمت على والدتها وطلعت أسل وياية فتحت الباب الخارجي أيمن بعده يلعب ويا الولد طوبة بالفرع صحته جاب أخوها واجى العرق يصب منهم عبالك سابحين.
أيمن: ها خلصتِ؟
قدر: أشوف همَ اللي لعبوا بيك طوبة مو أنتَ
مُجتبى: لا شگد هدف جاب عليهم 22 گول أول مرة نفوز هيچ حباب يوميا تعال ألعب ويانا
نصى عليه يضحك باس راسه ودخل للبيت متوجه للمغاسل بس فتح الماي نزع قميصه مُباشرةً دارت أسل وجهها للجهة الثانية، من الخجل إحمرت
غسل من التعرق ورجع لبس القميص يستأذن منها يدخل حتى يسلم على والدتها، رافقته سلم ورجعوا سوى وصلوا للباب اِندار يباوع لها أخوها بصفها.
أيمن: شكرًا على حسن الضيافة
أسل: أني اللي لازم أشكركم على كل شي سويتوه ويانا، قدر من توصلين أراسلچ هسه ما أگدر احچي
قدر: وأني راح انتظر مراسلتچ على نار مو تتأخرين
ربت أيمن على كتفي يضحك وطلع بعدما سلم عليها وعلى أخوها، عمو ناصر ينتظرنا بالباب خلصت من أم أسل اجاني هوَ يلح علينا إلا أخذكم وياية للبيت
قدر: عمو فدوة خلينا براحتنا هيَّ كم ساعة ونسافر متسوه نروح حتى ما ألحگ أتعرف عليهم.
ناصر: اعذار ما أريد ذيچ المرة هم نفس الحچي
قدر: شسوي كلما دنجي للعراق نجي بظروف صعبة ذيچ المرة سالفة بيبيتي وهسه أيمن مشغول ويا الجماعة، أوعدك والله راح اجي جية مخصوصة لكم وابقى همْ أسبوع بس اصرف نظر حاليًا عن روحتي لهناك ما أعول أوصل حتى أذب تعبي وأنام
ناصر: والله ميصير بيوتي مفتوحة وتگعدون بالفندق
قدر: بيوتك عامرة إن شاء الله بس هيچ أني مرتاحة لو متريد راحتي أنتَ.
ناصر: ما راح ألح عليچ أمشيها هذه المرة بس لأن باچر مسافرة وها ما راح تنعاد من هسه احذرچ
قدر: إن شاء الله متنعاد
وصلنا للفندق وراح حجزنا غرف جنب بعض صعدنا دخل أيمن وياية حط الأغراض على السرير ورجع باوع لي يتساءل عن موضوع الفلوس بنظراته
قدر: لتخاف كل شي تمام وباچر راح نسلمهم المبلغ
أيمن: ليش ما سلمتيه اليوم؟
قدر: لتصير أثول هيچ راح تشك، أني سويت نفسي ما أدري بحالتها سمعت منها وعلى أساسها عرضت المُساعدة لو بلحظتها مسلمتها الفلوس كان شكت بالموضوع بينما تصرفي هوَ عين العقل گلت لها لباچر يدبرن ويصيرن بحضنچ لأن مستحيل اشيل هيچ مبلغ بجيبي وإلا كان بينت مقصودة
أيمن: همْ صح، زين شلون قنعتيها
قدر: شعليك أنتَ مو گلت ميصعب شي على ديرو
أيمن: والله والنعم من ظهر أخوها
قدر: يلا أشطح أريد أسبح وأنام ميتة تعب.
أيمن: بس قبلها اتصلي على بيبيتچ ورجلچ طمنيهم
حچاها وراح بس سد الباب سحبت الموبايل كنكت واتصلت على بيبي ما عندها نت كالعادة تنسى تفتحه أخذت ملابسي ورحت للحمام سبحت وجففت شعري صليت ورجعت اتصلت عليها همْ ماكو نت اتصلت على أمان ميرد دزيت له رسالة بلغته بوصولنا وطلبت منه يطمأن بيبي وراها ظلمت الغرفة ونمت مُباشرةً من التعب دخلت بغيبوبة.
فتحت عيني دايخة كلش ما أدري شگد صار لي نايمة رفعت الموبايل أباوع بتك عين الساعة ب 11 ركزت بالشاشة أمان حارگ الدنيا عليَّ بالاِتصال والمراسلة
عدلت گعدتي بسرعة أفرك بشعري، اِتصلت بس رن فتح الخط يرزل بيَّ!
أمان: وينچ يالإسلام اِحترگت عشيرتي وأني أحاول أوصلچ مو وضعية هذه
قدر: شبيك تعبانة نمت والموبايل صامت محسيت على اِتصالك ليش دتصيح!
أمان: اي گال أيمن نايمة بس مو النوم الثگيل مو عادتچ.
قدر: أني مو بمصر ترى وگاعدة من الفجر يعني كلش طبيعي أنام وما أحس غلطي الوحيد نسيت اسوي الموبايل عام دايخة ما انتبهت، شلون كفرنا
أمان: منو يمچ؟
قدر: شبيك أمان منو قابل يمي، وحدي غير!
فجأة اِلتزم الصمت بوسط هدوء رهيب بس أنفاسه المضطربة تتجول داخل مسامعي.
قدر: شكو احچي شعندك؟
أمان: ماكو شي بس ظل بالي يمچ من اختفيتِ حتى أيمن ما گدر يوصل لچ يدگ بالباب وماكو إلا شوية يبلغ الفندق يجون يشوفون شنو صاير وياچ.
قدر: غير تضحكون أنتم الزوج عبالك متعرفون بتعب السفر
أمان: ماشي ارجعي نامي باچر نحچي
قدر: بس هيچ؟!
أمان: شتريدين تسمعين، مشتاق لچ مثلاً؟
قدر: مو قصدي بس يعني من اتصلت ولحيت ورزلت گلت شو شصاير مو مال كلمتين وتروح
أمان: مو گلت ظل بالي يمچ أكو أهم من هذا الشي بعد
قدر: أمان أنتَ مريض تدري؟
أمان: أدري، يلا نامي
حچاها وبدون مُقدمات سد الخط!
هذا شبيه والله العظيم راح يطير عقلي من راسي.
رجعت اتصلت عليه أريد اسأل عن بيبي ميجاوب!
تركته على راحته، اتصلت على أيمن بلغته گعدت إذا يريد يجي وگمت للحمامات بينما غسلت انطرق الباب اجى أيمن طلب مني أغير ملابسي حتى نطلع نغير جو ما مانعت لأن فعلاً أني محتاجة لهذا التغيير، تعشينا برة وطلعنا نشتري لإخوان أسل ألعاب أما أمها طلب مني اشتري لها هدية على ذوقي لأن محتار شيجيب أخذت لها نفنوف بسيط وحجاب دنمشي صار محل الفساتين گدامي.
قدر: متجي نشتري لأسل هدية شو ناسيها
أيمن: أنسى أيمن وما أنساها
قدر: شنو طالع مشتري بدون علمي ولك؟
أيمن: اي مگدرت أنام گلت اطلع اجيب الهدية اللي ببالي أخاف نتأخر بالطلعة ويعزلون
قدر: وين الهدية أشوف
مد ايده لجيبه طلع علبة صغيرة قدمها إلي، فتحتها سلسلة ذهب على شكل قوس سهمه مصوب القلب
قدر: يا عيني على الذوق الحلو
أيمن: يعني حسب رأيچ راح تعجبها لو لا؟
قدر: هيَّ مال تعجبها تعجبها بس گول تقبلها لو لا.
أيمن: ما راح أخليها تفتحها إلا بعدما أروح وهدية أمها نقدمها باسمچ بس إخوانها عادي أني أسلمهم الهدايا لأن هنَّ مجرد ألعاب مو ذاك الشي المهم
قدر: صح ألعاب بس غالية لتنسى
أيمن: خليهم يفرحون خطية
قدر: أنتَ تحب أسل لو تحب العشيرة وياها
أيمن: أحب كل شي يخصها وكل شخص يعنيها
حچاها وسحبني لأحد المحلات القريبة علينا، أصر يشتري لي ملابس هدية شگد حاولت وياه عاند.
رجعنا بوقت متأخر وصلني للغرفة قبل لا أفتح الباب اِلتفتت عليه أذكره بالموعد.
قدر: أيمن باچر الصبح لازم نروح نسلمهم الفلوس ما طول عطلة عند أسل حتى نلحگ نلتقي بعمو ناصر ونشوفه قبل لا يصير موعد طيارتنا
أيمن: تصدگين صرت ما اتمنى أرجع لمصر
قدر: السبب؟
حب أسل لو حب الوطن
أيمن: هيَّ وطني يعني ماكو فرق
حضنته أضحك.
قدر: إن شاء الله حتكون من نصيبك حبيبي وهالأيام تصير مجرد ذكريات حلوة تتذكرها وتبتسم.
أيمن: الله يسمع منچ، يلا فوتي اِرتاحي
دخلت رميت الأغراض من ايدي واتصلت على بيبي نفس الشي ماكو انترنيت، دگيت على أمان ميجاوب ضجت كلش عود شنو معنى هالتصرف ديبيع ثگل!
غيرت ملابسي وتمددت اتصفح بالمواقع اتصل دمار
شغف: الصبح گاعدة على السرير أرسم بملل اِنطرق الباب بعدني مرافعة راسي حسيت أحد دخل باوعت هذا يامن فزيت عدلت نفسي وشعري بوقت واحد
يامن: مرحبا شغف، شلونچ اليوم؟
شغف: هلو دكتور أني زينة وأنتَ؟
آآآ أقصد يعني الحمد لله أني زينة زينة ما بيَّ شي
يامن: ليش كل هذا التوتر؟
جدًا عادي المريض يتبادل ويا دكتوره السؤال
شلونك
الحمد لله
وأنتَ
بخير
شغف: أنتَ أقصد يعني حضرتك راح تاخذني بمكان دكتور قدر اليوم؟
يامن: تمانعين هذا الشي؟
شغف: طبعًا لا، قصدي يعني لا عادي براحتك أنتَ هذا شغلك وأكيد حضرتك أعلم بيه
سحب الكرسي گعد بجانب السرير من التوتر السيطر عليَّ بقربه حسيت گلبي راح يغادر أضلاعي.
يامن: شلونچ بعد كل اللي مريتِ بيه؟
شغف: أحاول أنسى حتى أتعافى
يامن: النسيان مو علاج العلاج الحقيقي المواجهة
شغف: المن أواجه؟
أخوية التربيت وياه من طفولتي وغدر بيَّ
لو أبوية الطلع أصلاً مو أبوية
لو ذنيچ القذرات الدنت نفسهم على بنت جنسهم.
يامن: لا واجهي حالچ واجهي مخاوفچ ظلي تذكري كل شي صار وياچ، من يخطر على بالچ الماضي أبدًا لتحاولين تتهربين منه كل يوم وكل ليلة وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية خلي شريط ذكرياتچ يدور حول أبشع الأحداث المريتِ بيها، كلما تواجهين الحقيقة كلما يتلاشى شبح مخاوفها من عقلچ لتنسين تحرش أخوچ بيچ وإياچ تمحين ليلة اعتداءه عليچ من بالچ وخليچ دائمًا متذكرة ذاك اليوم الواجهتِ بيه أقذر فعل جنسي ممكن يتعرض له الإنسان، بالمواجهة تحاربين مرضچ أما إذا بقيتِ تتهربين من الواقع بالنوم والخوف وإلتزام الصمت راح تبقين العمر كله تدورين داخل دائرة أمراضچ النفسية.
شغف: مجرد التفكير بالموضوع يرعبني شلون لو سويتها فعلاً وبديت أتذكر الماضي
يامن: إذا كان الماضي يعتبر نقطة ضعف بالنسبة لچ فَالحاضر هوَ القوة، لتتنازلين عن قوتچ لمخاوفچ حقچ بالحياة مضمون ما زال بداخلچ النفس اِستغلي نقاط القوة العندچ بوجود كل شخص يحبچ ويساندچ وتمسكي بالحاضر بمواجهتچ للماضي
شغف: يعني إذا يمي ناس أعتبرهم مصدر قوة إليَّ أتذكر الماضي وما أخاف من شي؟
يامن: تأكدي وجودهم راح يكون سَكينة لمخاوفچ
غمصت مُباشرةً اتذكر كل شي صار وياية بالسنين الفاتت وداخلي يرتعد من هول المنظر.
شغف: حياتي السابقة كلها ظلام
يامن: افتحي عيونچ راح تشوفين النور گدامچ
فتحت أباوع له والدموع تنهمل بغزارة.
يامن: اي هوَ هذا النور، النور الحقيقي من تنظرين للحاضر ومتشوفين بيه شي من بشاعة الماضي يعني بكل بساطة تحول من واقع إلى كابوس والكابوس لابد تتخلصين منه بمجرد تفتحين عينچ وتصحين من الوهم الكنتِ عايشة بيه بخيالچ
شغف: وإذا الحاضر همْ راح يكون مصدر تعب إليَّ.
يامن: دروس الماضي تعلمچ شلون تتجاوزين تعب الحاضر فَقوة الإنسان لا تُقاس بعدد التجارب الصعبة التي مر بها في حياته بل تُقاس بمدى اِستفادته من هذه التجارب، يعني بين قوسين شنو الفائدة لو أني مار بألف تجربة فاشلة وصعبة ومن ينعاد الموقف بالحاضر أرجع أعيد نفس التجربة للمرة الألف!
شغف: وأنتَ تطبق هذا الشي على نفسك؟
يامن: شلون يعني؟
شغف: تتعلم من تجارب الماضي ومستحيل تكررها
يامن: بكل تأكيد.
شغف: حتى لو دخلت بصراع بين گلبك وعقلك
يامن: الإنسان الذكي يتعامل ويا تجاربه بالعقل أما الإنسان العاطفي مستحيل يستفاد من هذه التجارب لأن دائمًا يواجه تجربته بالمشاعر والمشاعر خداعه
شغف: نهائيًا متستمع لصوت مشاعرك؟
يامن: في حال لو وافقت صوت العقل أستمع لها أكيد
شغف: كلامك حيل يشبه كلام الدكتورة قدر
يامن: دكتورة مثلي أكيد تكون مفرداتنا متشابهة
شغف: ويمكن لأن تشبه روحك
يامن: روحي؟
شغف: طيبة حنونة جميلة الخُلق والأخلاق وصادقة جدًا ويا نفسها قبل لتكون صادقة ويا الناس
صفنت بعيونه أني شگاعد أسوي يا إلهي!
شغف: قصدي يعني الدكتورة قدر، هذه صفاتها
وياما حچيتها اِنطرق الباب گام يفتحه لحظات قليلة من الصدمة وسمعته من گال مُتفاجئ ضحى!
عرفتها أختچ وخطيبته بالسابق
قدر: هذه شجابها للمصحة وشتريد من يامن؟!
ضحى: ردت أطلع وقدر منبهة عليَّ ما أتحرك خطوة من شقتي بدون علمها اتصلت عليها جهازها مُغلق عليك مترد اجيت للمصحة على أمل ألگى واحد منكم هنا رغم ادري اليوم عطلة والحمد لله لگيتك
يامن: وشلون دخلتِ؟!
ضحى: عادي بالهوية عرفوني أخت الدكتورة وتأكدوا أكثر بعدما طلبتكم بالاسم واحد ورا الثاني
يامن: اي وهسه شتردين قدر مموجودة مسافرة
ضحى: أريد أطلع عندي كم شغلة حابة اشتريها.
يامن: أرجعي للشقة وأني بس أطلع من الدوام أمر أشوف احتياجاتچ وأجيب لچ كل شي ترديه
ضحى: ليش متريدني أطلع، خايف عليَّ؟
يامن: ضحى لتبلشين ما لي مزاج
ضحى: معقولة يعني نسيت فراولتك الربيتها على ايدك ألى أن كبرت وسكنت وريدك
يامن: لعد شگد طلعت فاشل بالتربية أني
ضحى: وفاشل بالكذب، عيونك فاضحتك حبيبي أبد لتحاول تبين لي أنتَ ناسيني وعمرك مراح تنساني
يامن: مريضة وباب المصحة مفتوح لعلاجچ.
گمت من مكاني بخطوات ثقيلة وگفت خلف الباب أباوع من فتحته، واگفة مقابله كلش سنتيم واحد بعد وتصير بحضنه!
ضحى: إذا أنتَ تعالجني موافقة لأنك علاجي الوحيد
يامن: ليش لا أعالجچ في سبيل الله
رفعت ايدها بكل وقاحه ثبتتها على الجهة اليسار من صدره والإبتسامة تارسة الوجه.
ضحى: ليش مو في سبيل گلبك؟
يامن: نزلي ايدچ
ضحى: شنو معناها من رجولتك تهتز بقربي إذا فعلاً بطلت تحبني
دفع ايدها حيل ورجع عنها مسافة.
يامن: أوهامچ بطليها وأرجعي من وين ما اجيتِ
ضحى: مو أوهام أنتَ تحبني تعترف متعترف تبقى تحبني والدليل حتى لونك تغير بلمسة وحدة من ايدي على المكان المسكني بيه
يامن: الله وياچ
ضحى: لحظة باوع لي قبل لتروح قسمًا بالله العلي العظيم مراح أسمح لك تتخلص من حبي وراح يجي اليوم الأخليك تسامحني بيه وترجعني على اسمك أما گلبك فأني لأخر يوم بعمرك باقية بيه مثل النبضة
قدر: شگد صلفة واِنتهازية هالبنية!
شغف: قدر.
قدر: نعم حبيبتي
شغف: سويت كارثة وما أعرف شلون أطلع منها بعد
قدر: خير يا رب!
شغف: من دخل وشفت حالته لونه متغير ومزاجه متعكر عرفت شگد كلامها صح ولسه يامن يحبها
قدر: لا شغف اترجاچ لتگوليها
شغف: صيحت عليه وطردته ويا ليت وگفت عليها
كنت متمددة عدلت گعدتي بسرعة لو يمي أكفخها على راسها على هذا الغباء!
قدر: احچي شصار بالضبط بعدما رجع للغرفة؟
شغف: شبيه لونك مخطوف؟!
يامن: ماكو شي يلا نرجع نكمل الجلسة.
شغف: ومنو يگول أريد أكملها وياك؟
يامن: شغف!
تقدمت خطوتين وگفت مقابله صرنا بالمواجهة.
شغف: طبقت كلامك ودأتعلم من تجارب الماضي لذلك أطلع من غرفتي ولتراويني وجهك بعد
يامن: شبيچ شنو هذا الاسلوب!
شغف: لتبيع عليَّ حكم ومواعظ أنتَ أفشل الناس بتطبيقها بيك حظ تعلم من تجربتك مو تصير غبي من يوگف حب عمرك گدامك وتنسى كل شي سوته.
بلع ريق بوضوح يحاول يكتم غضبه واِلتفت على الميز رمى الأوراق من ايده ضام القلم بجيب القميص
يامن: لكل شي أكو حدود وكل إنسان من عندنا لازم وضروري يعرف حدوده ويحاول ميتجاوزها
شغف: يا حدود هذه شنو دتثولها وياية على أساس متعرف بيَّ اِنضربت على راسي وحبيتك يامن
اي اي لتباوع أحبك ويا ليتك تستاهل هالحب
قدر: أنتِ صدگ تحچين اعترفتِ بحبچ هيچ عادي.
شغف: شنو يا حُب أصلاً ما أحبه ما أدري ليش هيچ حچيت، أني ثولة والله ثولة
قدر: ميفيدچ بعد الاِنكار صخمتِ الدنيا واِنتهت
شغف: شسوي أحس نفسي راح انجلط من القهر
قدر: فهميني أول شلون كانت ردة فعله؟
شغف: ماكو ظل صافن وأني حتى أرگع السالفة اللي متترگع ظليت أصيح وسويت نفسي مو بوعيي أخر شي دفعته لخارج الغرفة وسديت الباب، بعد مرجع
قدر: غبية غبية ليش دتعترفي له هوَ هيچ الحچي.
شغف: لتلوميني وساعديني ترى البيَّ كافي وزايد همْ
قدر: باوعي أني باچر راجعة لمصر إذا صبح الصبح واجى يامن لغرفتچ تلتزمين الصمت حرف واحد متنطقين ولا كأنه موجود گدامچ هوَ من يشوف ماكو تجاوب منچ أكيد راح ينسحب من الغرفة بينما أرجع وأشوف حل لهذه الكارثة السويتيها بغبائچ
شغف: فدوة مو تتأخرين
قدر: شغف مبين عليچ صرتِ زينة وطلع لسانچ؟
شغف: كلامه قواني ويا ليته ما قواني والله
قدر: لحظة أنتِ متصلة من موبايل دمار؟
شغف: اي من الصبح أريد أوصل لچ وما أگدر عاد بس اجى يبات يمي طلبت موبايله وهسه هوَ برة
قدر: إياچ بعد تتصلين من موبايل واحد من إخوانچ ذولة أجهزة التنصت عندهم مثل شربة الماي حتى بمعدتچ يحطوها وأصلاً أشك أمان مسمع كل شي
شغف: عزا لا شلون شنو هالحچي!
قدر: اجي واتصرف بس نفذي الگلت لچ عليه وأبد لتتصلين من أجهزتهم مهما صار
ما الَذي يَجري عِندَ الغيابْ
ما الَذي تريدُهُ مِنْ قَدرِنا تِلكَ الثَعالب وَالذِئابْ.
في صفوفِ المَكرِ يَقِفونَ عِندَ الطَليعةْ
نُفوسهُمْ تِلكَ الوَضيعةْ
تَسعى لاِستِئصالِ الأرواح قَبلَ الرِقابْ
لِيأتي الجَواب.
نَحنُ مَجموعة مِنَ الرِجالْ
مِنا مَنْ يريدُ الإيذَاء
وآخَر يَسعى لاِكتِساب المَالْ
في الحَرامِ في الحَلالْ
لا تَهم الطَريقةْ
المُهم عِندنا أنْ نَحصل عَلى الحَالِ مِنَ المُحالْ.
صحيت من الصبح على صوت طرقات خفيفة تنطرق على باب الغرفة، لبست الروب على بجامتي ورحت للحمام غسلت بسرعة وتوجهت للباب فتحته
قدر: أمان!
دخل وسد الباب وگف مقابيلي يباوع لي بتوتر.
قدر: شكو احچي ليش اجيت بيبي صاير لها شي
أمان: خلينا نحچي بهدوء ممكن؟
قدر: أمان بدون مُقدمات شصاير مو وگعت گلبي
دخل للغرفة يحچي وظهره عليَّ يتجنب مواجهتي.
أمان: البارحة العصر بيبيتچ اِختفت...