رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والثمانون
في قانونِ الشَرِ يَنتصِرُ الجَبانْ
ما دامَ حَليفهُ الشَيطانْ
وَفي قانونِ الخَيرِ يُهزمُ الشُجعانْ
لَطالما كانَّ عَدوَهمْ الاِنسانْ
وَفي قانونِ السَقرْ
وَمِنْ أجلِ أنْ اظفرَ بِالنَصرْ
أنا مُستَعدٌ لأنْ اكونَ حَليفَ اِبليسْ
حَليفُ ذلكَ اَلذي يُدعى النُعمان
في العَلنِ ذِراعهُ اليَمينْ
وَفي السرِ غادِرٌ وَخَوانْ.
Flash Back (فلاش باك)
«تجول الماضي مِنَ الزمان في أزقةِ ذاكِرةِ النسيان».
دمار: دخلت من الدفنة للبيت تعبان ضايع كل شي بيَّ يندب عمي الطيب تعمى عين الدنيا الزين يموت والمثل نعمان الخاين عايش وبدموعه القذرة اجى اليوم يدفن أخوه الصار موته على ايده!
نزعت ملابسي بالباب ظليت بالداخليات كلي تراب رحت للحمام صحت على أمي جابت لي الملابس سبحت وطلعت لگيتها گاعدة بالصالة ايدها على خدها والدموع تسيل عيونها مختفية من البچي
زهراء: يعني هذا هوَ دفنتوه بالتراب، ظاهر مات.
دمار: كافي ليصعد سكرچ، ادعي له البچي ميفيده بشي راح عمي بعد دموعچ مترجعه.
زهراء: شسوي أبني والله مو بيدي بعدك متعرف، هالرجال وگف لي وگفات الأخ بهذا الزمن ميوگفها لأخته، ظاهر صعب يتكرر حرامات الموت ياخذ الزين بسرعة بعده حتى ما تهنى بشبابه وسودة عليَّ أمان وسَقاء منو لهم من بعده حتى مَرجانة خطية ما لها أحد غيره خايفة لا تاخذ ولدها وترجع للعراق والله روحي بيهم خصوصًا أمان تربى وياك حسبته بحسبتك شلون نتحمل إذا راح وتركنا
دمار: بعد على هالحچي الرجال توه اندفن.
درت وجهي دخلت للغرفة مسكينة يا بنت المغوار متدري شگاعد يصير من وراها بين النذل والخاينة
داغير ملابسي حتى اطلع دخلت عليَّ تنوح استغفرت بصوت عالي ورگعت باب الكنتور حيل
دمار: كافي يمة امشي عليچ تراب أبوچ كافي شلون اطلع للفاتحة وأنتِ بهذه الحالة ليش دتأذيني
زهراء: أخذني وياك اواسي مرت عمك صح ما اكو فاتحة نسوان بس المسكينة تحتاج أحد يواسيها.
دمار: أم يحيى يمها مراح تقصر اگعدي واسكتي أنتِ هنا وشبعتِ بچي ترحين يمها شتسوين
زهراء: ولك يمة لتعاند هذه الأصول إذا بالشدة ما وگفنا لبعض شوكت نوگف
دمار: مع السلامة
داطلع من الغرفة لزمت معصم ايدي بعصبية
زهراء: لا أبوك ولا أخوك هنا بس أنتَ تركب راسك وتطلع من دوني اقرب تكسي آخذه واروح لها
دمار: شلون تالي اليوم.
زهراء: اشو دتصيح عليَّ! بعدك بطول زري مسوي روحك براسي رجال لو ناوي تصير لي مثل أخوك عاق وتربيتي ضايعة بيه اليشوفه شلون يعاملني يگول أني مرت أبوه مو أمه
دمار: اكلتيني وشربتيني غير خايف عليچ نصي عينچ باوعي على وضعچ حامل بالسادس وسكرچ يدور حجة تردين تموتين والله شنو اواسي مرت عمك
زهراء: العلاج موجود ميصير لي شي، يلا اخذني
دمار: امشي امري لله ليش أنتِ منو يگدر عليچ هوَ بس رب العالمين ونعمان.
وصلتها ورحت بوجهي للفاتحة، المغرب مرينا أني وأبوية عليها طلعت منتهية لليل تخربطت علينا ثاني يوم اجتها الأوامر من نعمان ممنوع تروح سمعت كلامه گلتها محد يگدر عليها غيره.
باليوم الأخير بعدما اِنتهت الفاتحة رجعت وياه للبيت تلگتنا أمي من الباب تعزي بينا تركتهم ودخلت لغرفتي تمددت على السرير البيت هدوء اسمع حتى حركتها رايحة راجعة تخدمه حتى رجله غسلتها بالمي والملح، معيشته أمير تحبه ومعمية بحبه رغم هوَ ساعاته براحاته احيانًا يعاملها وكأنها الحب الوحيد البحياته واحيانًا اخرى ينزل عليها غلط ومسبة وكأنها عدوته ومجبور يتحمل وجودها بحياته لخاطرنا.
زهراء: شلونها أم أمان بالي يمها، نعمان لو تشوف أول يوم الفاتحة گطعت روحها گلبي انكسر بعدها شگدوتها وترملت متستاهل المسكينة
نُعمان: راح وترك حمل الجبال على ظهري.
زهراء: أنتَ گدها مراح تعوفها هيَّ وولدها وحدهم عفية لتخليها تاخذهم وترجع للعراق صح احنا بحياة ظاهر متگاطعين وناس متوصل لناس بس والله متعلقة بأمان احبه ما اتخيل يروح ويعوفني وحتى لو راحوا منو لهم هناك ترجع لأهلها حتى تنذل هيَّ وولد أخوك بيد اليسوى والميسوى، أنتَ مترضاها
نُعمان: اكيد ما ارضاها وعلمود هيچ ببالي فكرة ما اريدچ تتعصبين إذا سمعتيها خلينا نحچي بهدوء
زهراء: خير يا رب اشو طريقة كلامك تخوف.
نُعمان: ما اكو داعي للمقدمات أنتِ حچيتِ كل شي بنفسچ وتعرفين بوضع مَرجانة وولدها شگد صعب لذلك راح ادخل بالمفيد واكيد راح تستوعبيني
زهراء: هذه بدون مقدمات وهيچ داحچي يمعود
نُعمان: ما عندي غير حل راح اتزوج مَرجانة
زهراء: شنو! أنتَ من كل عقلك تحچي صاحي لو بيك شي شنو تتزوجها شبيك نعمان
نُعمان: مجبور وعيونچ لو تردين اخليهم يرجعون للعراق وينذلون بيد فلان وعلان.
زهراء: لا ميرجعون بس اكو هواي حلول ما وگفت على زواجك من مَرجانة، تگدر تصرف عليهم وتلبي احتياجاتهم وأنتَ عمهم مو شرط زوج أمهم بعدين أنتَ مو غريب حتى تشيل هم الناس بالطبة والطلعة.
نُعمان: مو قصة ناس افهميني، ولد أخوية يحتاجون أب يعوضهم غياب أبوهم واكيد ما اكو شخص بالدنيا احن عليهم من عمهم والمرة هم بعدها صغيرة وحلوة اكيد يجي اليوم التطلع من حزنها وتبدا تلتفت لحياتها تريد رجال يسندها ويعوضها تروح تتزوج واخلي ولد أخوية للغريب لا والله فلا اقبل لو تبقى بلا زواج لو احرمها من ولدها.
زهراء: حقها وإذا تزوجت مو من حقك تحرم حلال رب العالمين ولا من حقك تحرم أم من اطفالها إلا إذا طلع زوجها المستقبلي مو ابن حلال ساعتها عود تدخل وسوي التشوفه مناسب
نُعمان: وأني ما اظل انتظر الفاس توگع بالراس يلا اتحرك المثل يگول الباب التجيك منه ريح سده واستريح وباب بيت أخوية محد يسده عليهم غيري.
زهراء: كذاب وحق الله كلها حجج بعدك تحبها مو سالفة خوف على مستقبل ولد أخوك أنتَ بعدها نفسك بيها اعترف يلا اعترف لتلف وتدور واجهني
نُعمان: ذكريات طيش مراهقة واِنتهت أنتِ صرتِ مرتي وحبيبتي ما اشوف غيرچ وداعتچ زهراية.
زهراء: نعمان مستحيل مراح تسويها ما اسمح لك تسويها ما اتحمل وحدة تشاركني بيك اموت تعرف شنو يعني اموت، شيل الفكرة من راسك مصلحة شهوة نزوة شما كان هدفك من هذا الزواج امسحه بالگاع اتقبل تطب لهذا البيت جنازتك وما اتقبل تطب عليَّ بضرة اصحى لتخلينا نخرب
نُعمان: اهدأي وتعالي يمي اگعدي نتفاهم ليش كل هذه العصبية اسمعي مني بعدين احكمي.
حاول وياها هواي يجيبها منا يوديها منا كالعادة يريد يقشمرها بس هذه المرة الوضع اختلف البزونة المغمضة فتحت، لأول مرة بحياتي اسمع أمي ترفع صوتها على أبوية تعارضه وتنتفض متهتم لعصبيته ولا تخاف منه إذا اخذها بالصياح والصوت العالي
كسر غلط سب علگت بيناتهم، طلعت من غرفتي سحبتها من گدامه لغرفتها بس گعدت على السرير سمعنا صوت الباب انضرب عاف البيت وطلع.
زهراء: سمعته لأبوك يريد ينزل عليَّ ضرة ومنو مرت عمك الترابه بعده اخضر حتى ما لحگ ينشف
دمار: تعرفين أبوية البراسه يسويه أنتِ هيچ مراح تأذين غير نفسچ.
زهراء: لا والله على گص رگبتي يسويها من تزوجته لليوم كل شي تحملت ساندته ساعدته تعايشت ويا عصبيته تقبلت تقلباته ومزاجيته بس توصل بيه يريد ينزل عليَّ ضرة لا يشوف غير زهراء احرگه والله هوَ وذيچ السافلة عبالهم تعبر عليَّ سالفة زواج المصلحة همَ واحد ميت على الثاني مبين من اجى فتح موضوع الزواج وأخوه ما صار له يومين ميت معناها بعدها براسه وبعده براسها ما صدگوا الرجال يموت حتى يرجعون امجاد حبهم القذر.
دمار: أنتِ شلون عرفتِ بالماضي اليجمع بين أبوية ومرت عمي؟
مسحت دموعها صافنة توها يلا بدت تستوعب.
زهراء: أنتَ اللي شلون عرفت حتى ما انصدمت من كلامي معناها تعرف بعلاقتهم مو مني سمعتها
دمار: اي اعرف عمي الله يرحمه حاچي لأمان وأمان حچى لي حتى يوضح لنا سبب خلافه ويا أبوية.
زهراء: اخ يا ظاهر الله يرحم التراب الأنتَ بيه شگد كنت طيب وعلى نياتك عكس أخوك أول ما متت حط عينه على مرتك گوم تعال شوف شديصير بحالي صوچي أني ما سمعت كلامك وكلام أبوية
دمار: احچي يوم منين تعرفين عمي ومنين عرفتِ بعلاقتهم القديمة.
زهراء: اعرف عمك قبل أبوك، كان بينه وبين أبوية مصالح مشتركة تخص الزرع والگاع ومن راد ظاهر يهج من العراق بسبب أخوه اقترح المغوار عليه يسافر وياه لمصر هيچ هيچ أبوية وحيد لا ولد ولا تلد ما طلع من هذه الدنيا بغيري راسه براسي يشتغل ويتعب علمودي حتى ليخليني بعازة بشر من بعد عينه واختار مصر لأن بيبيتي الله يرحمها مصرية من الصعيد وخواله كلهم فلاحين معروفين هناك گال اكيد راح يفيدونه منك التعب لأن بعدك شباب ومني راس المال وفليساتك خليهن على گلبك سنة سنتين عشرة بالهواي وتهب على وجه الدنيا الزراعة بمصر كلش ناجحة وإذا استثمرت تعبك بشكل صحيح راح يدر عليك الرزق من كل مكان.
سافروا سوى، اشتغلنا على الگيعان وصارت مزارع الظاهر بظرف سنتين تدر خيراتها على كل مصر مو بس الصعيد
ما اخجل اگولها انعجبت بيه انعجبت برجولته بقوته وذكائه ما شاء الله عليه كان إذا يلزم التراب يتحول ذهب حتى أبوية بيوم گالها بوجهي لوما ظاهر متزوج ما اتردد لحظة اوهبچ مرة له لأن ما اعتقد اكو رجال راح يگدر يحافظ عليچ ويصونچ من بعد عيني بگد الظاهر بس شنسوي تظل الحياة قسمة ونصيب.
وبيوم من الأيام گاعدة ويا أبوية ببيت المزرعة نسوي جرد سنوي للمحاصيل اجى ظاهر سلم وفتح موضوع نعمان وياه، صايرة له مشاكل بالعراق وجاي لمصر يطلب من ظاهر المساعدة، تدري عمك گلبه طيب راد من أبوية يشوف له شغلة بعيدة عن الگيعان لأن ميريد يرجع يختلط بيه بعد مشكلتهم الأخيرة، من طلع سألت أبوية عن سبب الخلاف البينه وبين أخوه حچى لي القصة كاملة منا عرفت بعلاقة نعمان بمَرجانة ومن يمي شبيت نار شلون الواحد يگدر يغدر بأخوه هيچ علمود مرة.
أبوية من عرف نعمان خريج هندسة اتوسط له عند واحد من معارف أهل أمه شغله وياه بشركة صغيرة مال بناء هذا همْ اخذت رجله على الگيعان شوكت ما شاف ظاهر ما موجود يجي لأبوية چاي وسوالف.
شفته أكثر من مرة بس هوَ ما كان يشوفني أول مرة لمح طولي من اجى يزور أبوية بمرضه تعبان ميگدر يگوم اضطريت ادخل اضيفه بنفسي ومن هذه اللحظة بعد ما عافني صار يوميا يجي بسبب بدون سبب يجي يتحجج بأي شي علمود يشوفني منها مرة من المرات تعمد يكب الچاي على نفسه حتى أبوية يصيحني، أني ما كنت معبرته ضايجة منه كلش ما انسى شلون غدر بأخوه بس هوَ ما فك عني ياخة.
ظل يلاحقني من مكان لمكان وين ما اروح الگاه ناط بوجهي وبيوم من الأيام واجهني بحبه ما گدرت اسكت حچيت له عن غدره لأخوه برر تصرفه بالطيش گال مراهق ضحكت عليَّ بحبها بعدين صحيت على نفسي أني مو هيچ أني ندمان والله ما ردت أغدر ظاهر رحت حتى احچي وياها صدمتني بكلامها أني ما اباوع لواحد مثل هذا أني احبك وكنت منتظرة تجي تعترف وتبادلني المشاعر مو تفاتحني بموضوع أخوك الما شايفته من گاعه ومن يومها بدا يلعب وياها هوَ سماه لعب گال ما حبيتها ولا كنت ناوي اتزوجها وأخوية عينه منها والدليل أول ما أهلها كشفوا علاقتنا شردت حتى لا تتكربس براسي ما كنت متصور راح يجبرون ظاهر عليها.
حبيته مو بيدي الحب عماني، من اجى يتقدم أبوية وظاهر نصحوني اليخون مرة يخوف ألف ما سمعت منهم اكل بعقلي حلاوة وگعت أمك وگعة لليوم ما گايمة منها احب أبوك دمار كلش احبه إذا سواها وتزوج عليَّ اموت ما اتحمل اشوف وحدة تشاركني بيه الغيرة تذبحني كل شي اتحمل إلا اشوف نعمان ويا غيري هنا الموت يصير ارحم من عيشتي.
أمان: يعني على حچيها أبوية مو بس ساعده بفلوس الزواج لا ساعده يلگى وحدة مثل أمك شريفة عفيفة تقبل ب مثله رغم مالته، عجيب هالنعمان شگد ناكر الجميل وجاحد للنعمة
دمار: من البارحة لليوم منهارة لأن يريد يتزوج أمك لعد لو تدري العلاقة بيناتهم مستمرة شتسوي
أمان: شتگول شلون راح يفاتحني بالموضوع، همْ يتحجج بنفس الحجج الواهية الواجه بيه والدتك.
دمار: راح يفكر عنده وقت يخطط ويتكتك لتخاف عليه شيطان رجيم محد يگدر له، المهم أمي تريد تشوفك تريد تحچي وياك بخصوص هذا الموضوع
أمان: انتظر ادخل سَقاء للبيت واذب كتبي واجيك.
تركت دمار بالحديقة توني راجع من المدرسة وقبل ايام فاقد والدي التعب ماخذني حتى من نفسي ايدي بيد أخوية دخلنا للبيت وهنا تلقيت ثاني اكبر صدمة بحياتي بعد صدمة اِكتشاف خيانة مَرجانة للظاهر، لگيتها ويا نعمان بالصالة گاعدة ومرجعة جسمها على صدره متحاضنين بهذه الطريقة، بس شافتني نهضت بسرعة زواج المصلحة ميصير يبين زواج ناتج عن الخيانة من أول يوم
نُعمان: لتفهم غلط أني وأمك تزوجنا اليوم الصبح.
صرخت كسرت فقدت عقلي فقدت اعصابي اعرف بنجاستهم وكاشف خيانتهم بس متوصل بيه ياخذ مكان والدي بعد وفاته بثلاثة ايام وزاد الموقف سوء من عقدوا ودخل للبيت ولا كأنني موجود بحياتهم لأن اعرف هدف نعمان من هذا التصرف يوصل لي رسالة أني الآمر الناهي بحياتك وحياة أمك وأنتَ بهذا البيت مجرد طفل كلامك وسكوتك واحد رضيت او ما رضيت حياة الظاهر صارت حياتي.
وصلت وياه لمرحلة ضارب ومضروب، سَقاء خاف ظل يصرخ على صوت الهوسة دخل دمار من عرف بالموضوع صار وياية على نعمان، كبرت المشكلة بدا يهدد بشكل واضح ما ردت ابقى اكثر سحبت أخوية وطلعت ليش سويت هيچ ما ادري لحد اليوم وأني ألوم نفسي على هذه الحركة تمنيت ايدي مشلولة ولا سحبته بيها من ذاك البيت.
واگفين بالشارع نتعارك ويا ظلنا والعقل يغلي من صلافتهم لمحت نعمان طلع وياها صعدوا السيارة وتحركوا، وين رايحن منعرف بس دمار گلبه لعب خاف ليوصل خبر لأمه على شكل صدمة قبل لا هوَ يبلغها بهدوء حامل والمرة مريضة مراح تتحمل صدمتهم فطلب مني نتحرك بسرعة، صعدنا تكسي متوجهين لبيت أهله وصلنا سيارة نعمان موجودة فتح دمار الباب دخل وحده ما گدرت ارافقه سَقاء بيدي ما اكو دقيقتين وطلع يركض باِتجاه الجهة الخلفية من البيت عرفت صاير شي ولازم اتبعه.
أمان: سَقاء حبيبي اوگف هنا بهذه الزاوية شيصير لتتحرك من مكانك إلى أن ارجع واخذك بنفسي خوش، ادري بيك حباب تسمع الكلام مراح تزعل أخوك منك وأني ما اتأخر شوية واجيك
هز راسه بالاِيجاب تركته ورحت اركض، لگيت دمار يم شباك غرفة منام أهله واگف نصف جسم يتسمع عليهم ويراقب حركتهم من غير ميلفت الاِنتباه، صرت وراه كانوا والده ووالدته وحدهم بالغرفة الباب مسدود والنقاش محتد بعدما عرفت بزواجهم.
زهراء: عوفني ليش حبستني وخر منا خليني اطلع احرگ البيت عليك وعليها، ولكم الله اكبر البارحة خلصت فاتحته اليوم تزوجت مرته بأي دين بأي ملة بأي شريعة سويتوا هالشي، عرفنا متصوم ومتصلي ومو يم ربك بس متوصل بيك تزني بيها يا عار
نُعمان: اِلزمي حدچ ترى بديتِ تمسلتين.
زهراء: وإذا ما لزمته شتسوي هاا؟ متگدر تسكتني بعد نعمان باب جهنم فتحته على روحك بهذا الزواج راح اگوم واگعد اطب واطلع احچي للعالم بنذالتك امشي واصيح موت أخوه حتى ياخذ مرته واگص ايدي منا إذا ما طلع موته المفاجئ وراه أنتَ وهذه الساقطة الواگفة برة واضح واصلاً وإلا أي عقل يستوعب توافق تتزوجك بعد ايام من وفاة زوجها لا عدة لا حقوق لا صخام وجه وبكل عين صلفة جايبها وجاي تبشروني بنذالتكم بس والله مراح اسكت فلا اسكت يا نعمان وإذا ما خليتك تاكل أصابعك ندم مو بس تعضها ما اتسمى زهراء.
نُعمان: ولچ يا عيني يا عمري أنتِ استوعبي هذا...
زهراء: اشش اكتم نفسك ولتكمل أني اليوم تغيرت مو نفسي زهراء التتقشمر بكلمة منك، حبيتك صح وبسبب هذا الحب مشيت وياك على الصراط المستقيم شتگول حاضر وتم ما فد يوم كسرت لك كلمة ولا بيوم خالفت لك راي روحي قدمتها لك قبل لا اقدم حالي ومالي بس من توصل بيك تدوس على كرامتي وتخوني لا والله تعذرني بعد لأن ساعتها ادوسك بطريقة احقر من طريقتك.
نُعمان: متگدرين متسويها بس حچي أنتِ تحبيني زهراية وتعرفين بيَّ شگد احبچ.
زهراء: هاك آخذ أول دليل على كلامي، ارمي عليَّ يمين الطلاق هسه بهذه اللحظة وقبل لا تطلع من هذا الباب ترجع كل شي اخذته مني كل فلس كل گاع المزرعة اريدها ارض البور اريدها هذا البيت بيتي اشتريته من فلوسي الشقة اللي بالصالحية بيت الاِسماعيلية المأجره سيارتك الحديثة المتباهي بيها سيارتي باسمي ومن مالي محل الاِنشائيات العايش من خيره وصار براسك خير من شغله وسواك من اشهر اصحاب الاِنشائيات اريده تسلمني مفتاحه ويا باقي المفاتيح وولي اطلع من حياتي ارجع حافي مثلما عرفتك أول مرة ارجع ابني روحك من الصفر روح قشمر على الحية مالتك عيش براسها مثلما عشت براسي بس يا نُعمان حوبتي هذه وكسرة روحي إذا ما طلعت بيك ما اطلع بنت حلال، رب العالمين عادل ميفوتها لك سنة سنتين مية تطلع حتى لو أنتَ وعلى فراش الموت راح تطلع حوبتي من بين عيونك قبل لا تطلع روحك وهمْ مراح اسامحك دنيا وآخرة ما اسامحك تسمعني ما اسامحك نعمان.
نُعمان: ما راح ارمي اليمين ولا اسلم مفتاح عاجبچ عاجبچ ما عاجبچ وراچ الحايط ارگعي راسچ بيه
زهراء: مو بكيفك يا عار يا حافي يا منتف الگدامك مو وحدة هينة مو قليلة شر حتى تفرض شرك عليَّ مراح اسمح لك تسرق تعب أبوية مثلما سرقت شبابي وحق ربك ارفع بدل الدعوى ألف وأوكل بدل المحامي عشرة وشرط يكونون من اشطر محاميين مصر لو اعرف ادفع لهم كل الراح آخذه منك همْ ادفع وأني راضية المهم يرجع جيبك يفرغ.
نُعمان: هاي على منو گاعد تتجاوزين!
حچاها ودفعها حيل السرير وراها وگعت عليه، ثنى نفسه عليها يكرر جملته بعصبية
زهراء: عليك وقليل بحقك، شنو حافي شنو منتف أنتَ عار أنتَ أنتَ أنتَ مو ابن أبوك مو أخو ظاهر الشريف أنتَ اكيد أبن حرام روح افحص دمك شوف من أي مستنقع جاي لهذه الدنيا
قبل لتكمل كلامها رفع المخدة من السرير يصرخ كتم بيها انفاسها بكل وحشية لدرجة معالم وجهه تغيرت بوضوح.
دمار طفر من مكانه بعدما ضرب الشباك حيل حتى ينبهه على وجودنا بلكي يرتدع بس ما اكو فاقد يريد يخلص عليها مو مجرد ترهيب وساعة عصبية.
ترفس جواه تريد الهوا وهوَ كل همه شلون يذكرها بكلامها ويرجع يسب ويغلط على أبوية الميزت بينه وبين نطفته النجسة، كل هذا الكلام صار في غضون ثواني بسيطة درت وجهي بعدها حتى اشوف سَقاء وراية من الرعب البعيونه عرفته كان شاهد على تفاصيل الجريمة، باوعت للشباك مرت عمي فقدت المقاومة صارت متحرك ساكن احتاريت بينها وبين أخوية الظل يصرخ خنگها ماتت خنگها.
تقدمت على السريع اخذته من ايده وركضت متوجه لمدخل البيت ما اگدر ابقيه برة وافوت مصدوم كل شي يصير اخاف يطلع للشارع اضطريت ادخله وياية مَرجانة واگفة بالصالة رهبة الموقف واضحة عليها ودمار فاقد على باب الغرفة واگع بيه دفرات يريد يكسره ما عنده القوة الكافية، ركضت دفعته وياه مرة مرتين بعدنا نحاول اِنفتح من جوة وطلع نُعمان تجاوزناه ودخلنا لها مفزوعين.
حتى ممكلف نفسه يرفع المخدة من وجهها سحبها دمار يصرخ جسيت النبض بيدي ميتة
في اِحدى القُصَص القَديمة
قَصتْ الأسطُورة احداثًا مَدثورة
فَ بَدأتْ بِمُقدمتِها المَعهودة
كان يا ما كان في سالفِ العَصرِ وَالأوان
كانَّ هُنالكَ ماكرٌ ليسَ لهُ في الحياةِ قيمَة
النَصائِحُ مَعهُ عَقيمة
رَجلٌ بالاِسمِ لا بِالأفعالْ
ثُعبانٌ في التَصرفِ وَالأقوالْ
يُخطِطُ بِجُهدٍ يَسعى بِكلِ ما لَديه.
لِكي يَحصُل في خِتامِ مَعركَةِ الشَرِ على الغَنيمة
حتى اِنتَهتْ الحَربُ بينِ العَبدِ وَالحَرائِر
وَباتتْ الخَسائِرْ
لا تُقاسُ بِالأموالِ
بلْ بِالذِممِ وَالضَمائِرْ
لِتَخُط اقلامُهمْ مُجرياتْ الهزيمة
مَفادها مَوت العَدلِ وَاِنتصارِ الظَليمة
فَ كُسرَ الأولُ بِالمُقدِمة
وَاِنثَلمَ الثاني في الخاتِمة
وَكُتِبتْ على الثالثِ النِهاية الألِيمة.
ما اذكر ردة فعلنا بالضبط لأن من شدة الصدمة كنا شبه مغيبين عن الوعي، شي واحد محفور بذاكرتي مستحيل انساه من هجمنا أني ودمار على نعمان بوقت واحد وكان هدفنا من هذا التصرف نخلص عليها نهائيًا بس ما اعرف شنو الصار بالضبط
بحركة ايده السريعة والعشوائية اِختلط شي غريب ويا الاوكسجين بالجو ومجرد أن استنشقناه غبنا عن الوعي ما صحينا إلا واحنا بمكان ثاني!
اظلم بارد رطب خاوي كان هالمكان عبارة عن زنزانة مصغرة حكم علينا نعمان بالسجن داخلها، كانت هذه الخطوة بداية لنهايتنا نهاية مرحلة الصبا وبداية النضوج، عقلنا صار يسبق عمرنا، عشنا بيها ايام شيبت گلبنا قبل راسنا، الصار داخل هالزنزانة سلب مني أمان الما گدر يسلبه موت أبوية، منا وأني صرت السقر منا فقدت نفسي فقدت ضميري فقدت ديني واِنسانيتي منا وبدت رحلة حياتي السوداوية
براسي دتدور اصوات متداخلة
بكاء كبير.
علي أنين صغير
فتحت عيني من شدة الظلام اختفت معالم المكان
هذا صوت دمار صوت سَقاء ذولة همَ موجودين يمي تلمست الأرض صلبة مو تراب صحت دمار ما اكو رد شوية وطخت ايدي جسمه كان منهار كان فاقد ومو أي فقد هذه أمه شافها تنقتل گدام عينه وعجز يتصرف حتى ينقذها مثلما عجزت أني عن تهدئته.
بالطرف الثاني وبنظر گلبي مو عيوني وصلت لسَقاء كان بحالة يرثى لها حرارته مرتفعة اطرافه ترتعد اسنانه تصك على بعضها مريض فاقد للوعي صدمة روحه طغت على سقم جسده اصيح بيه اريد اسمع صوته ميحس عليَّ تلمست عينه مغمض أنفاسه المتسارعة وحدها گدرت تسكني.
جردت نفسي من الملابس بقميصي بسترتي بروحي غطيته اريد بس ادفيه، صحت بصوت عالي يا رب واحد يسمعني يا رب يجي شخص يخلصه، أني مو مهم عسى ما انسجن عمري كله قابل بس خل يجي شريف يخلص الطفل من مرضه قبل هالمكان
ما اكو أي اِستجابة لوما اصوات الكلاب الدتدل على واقعنا لاِعتقدت احنا دنواجه حقيقة الموت.
صرخت بدمار يگوم يساعدني، رجعت عليه وبخته ضربته سحبته، أمه ماتت بس لو ظل عايش بداخل دوامة الصدمة أخوية همْ راح يموت ويتبعها.
نهض مستند عليَّ تجرد من ملابسه مثلي، غطيناه احتضناه اخذ دمار كفوفه الصغيرة بين ايده يزفر انفاسه الباردة عليها، مر وقت طويل واحنا على هذه الحالة ما بقى شي يعتب علينا ما سويناه إلى ان بدت اشعة الشمس تتسلل من شباك مرتفع عرضه ميتجاوز المتر، غرفة فارغة تمامًا ما بيها غير الأرضية والجدران وبيوت العناكب المغطية زواياها.
دمار: هذا حبسنا هنا لو دفننا لو شنو السالفة وين راح ليش ما له صوت ليش محد ديسمع لنا صوت
ركض كل سرعته يضرب على الباب الحديدي بطريقة جنونية يصيح يستنجد يطلب من الناس المساعدة حباله الصوتية تجرحت من شدة الصراخ
سَقاء: موتها خنگها عمة ماتت
درت وجهي عليه بسرعة بس شفت عيونه مفتوحة نصيت عليه ماخذ راسه لحضني
أمان: ما ماتت حبيبي لتخاف عمة عايشة هذه مجرد لعبة مثلما ألعب أني وياك عمو كان ديلعب وياها.
سَقاء: بردان جوعان، اريد مي أمان، غطيني
حضنته لصدري حيل، ما عندي شي اساعده بيه غير حضني، من طلعت الشمس بشكل تام اكتشفنا اكو باب داخل هذه الغرفة يودي لحمام صغير وفسحة فارغة من كل شي ما عدا بواري مي ممتدة داخلها تدل على أنه هذه الفسحة كانت مطبخ سابقًا.
مر اليوم ما بين تعب دمار ومرض سَقاء سنة عليَّ، لليل انفتح باب الغرفة 4 ثواني مو اكثر ورجع اِنغلق ظلمة كل شي منشوف فجأة اِنفتح نور مصباح احمر جدًا صغير يا دوب ينور المكان الداير مداير مخرج الغرفة، نهضت اتفقد الوضع لگيتهم تاريكن لنا أكل ومي اخذته ورجعت، بدون تردد جبرتهم ياكلون لو هذا الغذاء راح يصلب طولنا حتى نقاوم ونعيش لو يهدنا ونموت موته جماعية وهيچ نخلص من شر نعمان ونرتاح من غدر هذه الدنيا.
بدا سَقاء وبالتدريج يتحسن صحيًا لكن من الناحية النفسية كان مدمر بشكل كامل لدرجة صار يخلص ليله بالكوابيس، من اگول كنا بسجن اعنيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى صارت الأيام تمر واحنا داخل هذا المكان المظلم منميز اليوم عن الثاني إلا عن طريق شروق وغرب الشمس النراقب اشعتها من فتحة الشباك، الأكل وجبة وحدة تجي نهاية الليل بفتحة سريعة للباب متتجاوز الثواني تكفينا طول اليوم، الحجارة لو موجودة تشهد عن قساوة الأيام وصعوبتها كنت احسب على الجدار يوم يوم مثل السجين حتى اعرف المدة الراح نقضيها داخل هذه السجن ومتى راح يتم الاِفراج عنا.
بعد أسبوع ضبط اِنفتح باب المكان معلن عن دخول نعمان ووياه عدد كبير من الرجال، القسم الأول قيد حركتنا والقسم الثاني بدا يعلق بالجدارن اشكال الحدائد صارت الغرفة مثل غرف تعذيب السجناء الكنا نشاهدها بس بالأفلام واليوم هذه هيَّ تتنصب وأمام أعيننا، ليش وعلى شنو ناوي ما كنت مستوعب.
بعدما انتهوا من عملية التنصيب الغريبة اشر نعمان بالمغادرة يطلب يقيدون ايدينا للخلف، بقينا نراقب والخوف متملك كل خلية بينا، اطفال بعدنا بداية مرحلة المراهقة عمرنا حتى ممتجاوز السن القانوني لا حول ولا قوة مو گد ابليس ولا نگدر على مواجهته مع ذلك ما استسلمنا قاومنا مخاوفنا وخفينا الضعف البعويننا عن عيونه واجهناه بكل شجاعة
نُعمان: ها كتاكيتي شلونكم هسه؟
صدگ بعدكم مصممين تردون تتخلصون مني؟
مع الأسف والله أني لحمكم ودمكم
أني أبوك عار
عمك ولك ساقط
شلون تردون تحولون الدم البيناتنا لمي
دتجبروني اقسى عليكم وأني ممحتاج احلف احبكم
دمار: مثلما خنگت أمي راح اخنگك بيدي
نُعمان: أمك هذه الخانتني ويا عمك لو غيرها.
دمار: أنتَ شنو گاعد تحچي الله ينتقم منك إن شاء الله، أمي شريفة لا تجيب طاري شرفها على لسانك لا تجيب طاري عمي لا تحچي عليهم روح شوف نفسك شوف مَرجانة البدلت أمي بيها ريحتكم فايحة قذارتكم واصلة لجهنم بس بالله العظيم وهذا يمين عظيم عليَّ إذا ما اخذت حقهم من خشمك من عيونك من روحك قبل جسمك يا نعمان ما اطلع أني نازل من ظهرك الفاسد وگول دمار الزعطوط مثلما تسميني گالها ونفذ.
نُعمان: احاول اخاف بس شوية فرصة اشو الموضوع يضحك ميخوف مدري الخلل بيَّ مدري بيكم بعدين من كل عقلك راح تطلع منا أنتَ!
دمار: راح اطلع وراح ابلغ عليك راح اگول هوَ هذا الخنگ أمي گدام عيوني هوَ هذا النهى حياتها وهيَّ حامل هذا المجرم...
نُعمان: لا هاي شنو أنتَ بعدك ما دريت؟ اعذرني ما شفتك حتى ابلغك غير أمك الله يرحمها ويحسن لها سكرها وضغطها علگن بوقت واحد وهيَّ منا حامل فكل شي بيها ضرب بحيث احتاروا شنو يكتبون سبب الوفاة بشهادة الوفاة تالي مشوها ارتفاع ضغط الدم وسلموني الجثة هاك ادفنها وخلصنا
دمار: أني آخذ حقها منك بيدي ما احتاج وسيط
راح اموتك
بس اطلع منا اموتك
ما راح اسمح لك تعيش.
نُعمان: لا والله صرت بعير وگمت تهدد أبوك دمار، لا أبوك لا أبو أمك لا أبو اليخليك تشوف النور بعد هاليوم ويطلعك من هذا المكان.
حچاها وسحبه ركضت ايدي مقيدة دفعته بجسمي راد يوگع باوع لي بنظرة مليانة شر تركه واجى عليَّ أخذني للحديد المعلق ربط رجلي بالأسفل ونهض يربط بيدي، دمار وراه ديحاول ينقذني بس قيوده مانعته كمل مني وربطه بنفس الطريقة، أمام مرآى ومسمع سَقاء بدا الشيطان يتلذذ بتعذيبنا باقسى وابشع واحقر الطرق الاِجرامية في التعذيب.
سبعة أشهر من اصعب ما يكون ضاعت من عمرنا داخل هذه الزنزانة، مارس علينا نعمان من خلالها مختلف انواع التعذيب اثارها لليوم عالقة بعيوننا بأرواحنا بذاكرتنا قبل لا تكون عالقة بأجسادنا.
شنو يخطر على بال الأنس والجن من طرق وحشية اِجرامية نفذها نعمان بينا، حرق سلخ سياط كهرباء غرق فلقة جلد حلق رأس قلع اظافر وصلت بيه ينتف شعر الساق بالمي الحار مثلما ينتف الاِنسان ريش الدجاج، لليوم متعجب شلون گدرنا نقاوم كل هذا التعذيب وما انتهت حياتنا تحت ايده!
كان عذابنا مستمر ساعتين باليوم على مدار الأسبوع لنا بيه يوم اِستراحة زحم نفسه يتركنا نرتاح مو لسواد عيوننا لا بس حتى نستعيد طاقتنا ومنموت تحت طرق تعذيبه الما اكو بشر بالدنيا يحملها.
وكله يهون مقابل وجعي بسَقاء، أخوية الما تعذب جسديًا مثلنا بس تدمر نفسيًا وهوَ يشهد عذابنا اوجاعنا يسمع اصواتنا يشوف دماء اجسادنا، دخل بحالة من الصدمة بمجرد أن نلمس ايده ولو صدفة يفز مذعور يصرخ مرعوب يتوسل محد يأذيه يهذي باسم نعمان بطريقة هستيرية، فقد عقله كل كلام الدنيا لو جمعته على لساني ما راح اگدر اقنعه يتعايش ويا وضعنا على أنهُ مجرد مزحة أو كابوس
بعد سبعة أشهر أخذت من عمرنا عمر
دخل ابليس للمكان.
ناوي ينهي العذاب والحرب
ويبدأ بمرحلة التفاوض والصلح
نُعمان: لا لا لتگومون خليكم گاعدين، اليوم ما اكو تعذيب اليوم عندكم اِستراحة استثنائية لأن ناوي اتفاوض وياكم كافي تعبت وأنتم همْ تعبتوا مو صح
أمان: بأي عين جاي تتفاوض أنتَ من كل عقلك راح نسمع لك، عذب عادي جسمنا تعود على وحشيتك.
نُعمان: إذا متفكر بنفسك فكر بهذا الطفل الوياك مو خطية باقي جلد وعظم على ساعة يموت، بعدين والله ها وأنتم ممحلفيني أني سويت كل هذا علمودكم شايفين بالجيش شلون يطلعون جلد للجندي بدل جلده أني هيچ عذبتكم وعيشتكم أتعس من حياة العكسرية حتى تصيرون زلم اي زلم محد يگدر لكم متهابون الموت متخافون المواجهة كلمة الآه متطلع من شفاهكم، مو هسه بعدين راح تترحمون على أبوية بترابه لان حولتكم من مراهقين ما لهم قيمة بالحياة لزلم خشنة الگاع تهاب دوستهم.
أمان: إذا الرجولة تتمثل بيك لا هلا بيها
دمار: ليش منو گال الگدامك رجال.
نُعمان: ميخالف يابة ميخالف راح اعيدها هالمرة لأن أني جاي لهنا رايد مصلحتكم ما اريدكم تندمون اسمعوا مني يا بابا الحياة اخذ وعطاء يعني تخلصون الباقي من حياتكم وأنتم لسه بأول العمر محبوسين داخل هذا السجن تحت رحمتي بالأكل بالشرب بالتعذيب ممكن على أي لحظة واحد منكم جسمه يتعب ويموت گدام صاحبه لو تطاوعوني وتطلعون من هذا المكان السنة الدراسية الراحت عليكم تعوضوها، احسن أكل احسن شرب احسن لبس تتخرجون من افضل الجامعات وتخالطون من المجتمع ارقى الفئات، تعيشون بجالي ومن خيري واحد منكم ذراعي اليمين والثاني اليسار، مثلما محتاجيني أني همْ محتاجكم رايدكم بحياتي بس عون مو فرعون سندوني راح تعيشون ملوك وكل يوم عدا عليكم داخل هذه الزنزانة وعد راح اعوضكم عنه من ايام عمري بس شغلوا عقلكم ولتعاندوني.
أمان: ما راح تحصل التريده منا احنا اعداء لنعمان لا تتأمل يجي اليوم النصير اتباعه
نُعمان: لكم فرصة لباچر فكروا زين أبد لتستعجلون وراها اكون سويت العليَّ ومحد يلومني بعد على أي تصرف راح اتصرفه بحقكم نفر نفر، كتاكيتي
حچاها وطلع يمشي بظهره تحسبًا لأي حركة ممكن نغدره بيها، رجعت لمكاني گعدت يم سَقاء ردت احضنه فز مرعوب ضميته لصدري حيل على گلبي بين اضلاعي الدتتكسر من وجعها عليَّ.
دَسار: لتعاندون اطلعوا منا حياة السجن ما تنراد
رفعت راسي مصدوم ما توقعته يعرف بوجودنا داخل هذا المكان ومو بس يعرف ضحكته اللي على وجهه تأكد مدى تأييده لأفعال أبوه!
دَسار: ها شبيكم بس لا اشتاقيتوا لي
دمار بعده واگف، تقدم خطوة خطوتين رفع دسار السلاح بوجهه يمنعه يكمل طريقه
دمار: أبوك قتل أمك دسار وأنتَ جاي تنصحني اترك العناد وامشي وياه ولا كأن شفت جريمته بعيني!
دَسار: عار وغسله التخون تستاهل تموت هذا واقع ليش تزعل منه بعد
دمار: زهراء تخون! متأكد دتحچي عن أمك تعرفها وتعرف نعمان منو الخائن ومنو اليستاهل الموت أني وأنتَ نعرفه كلش زين لتغشم نفسك دسار
دَسار: راح اطلع اجيت اقدم لكم نصيحة واروح هذا الواگف برة مو هين راح يدمركم إذا عاديتوه.
تمم نصيحته وغادر المكان غالق الباب وراه، حرب الاعصاب العيشنا بيها نعمان تلفت اعصابنا دمرت صحتنا ميمر يوم إذا ما دمار شكى من وجع راسه أني من وجع معدتي سَقاء انتهى تغير، معالمه ذبلت بشرته شحبت فقد عقله تقريبًا ميحچي ميگعد مخلصها لو نايم لو يفز يصرخ من الكوابيس التجيه بمنامه عجزت اعالجه فشلت انقذه، مصيره كان اصعب من مصيرنا إذا احنا كبار وتعبنا هوَ الطفل الكل عمره سبعة سنوات شلون راح يتحمل.
دمار: أمان ارفع راسك باوع لي
أمان: شتريد
دمار: لازم نطلع منا لازم نسمع كلامه إلى متى نبقى معاندين ما راح نقاوم أكثر من هذا سَقاء ميتحمل
أمان: ما احط ايدي بيد هذا المجرم لتحاول
دمار: مؤقتًا بس خلينا نخلص من هذا السجن أمان لتعاند راح نموت هنا ومحد يدري عنا، طاوعني
أمان: نسيت أمك!
دمار: ما نسيت ولا راح انسى بس ما عندي غير حل وإلا راح يكون مصيري مثل مصيرها ساعتها اموت وحقها يضيع ويا حقي.
أمان: هذا اليريده نعمان نخضع له نستسلم ونقبل نكون لعبة بيده يحركها شلون ميريد
دمار: نقلب المعادلة عليه ما راح تدوم له بس خلي بالأول نوگف على رجلنا نكبر نوعى ندخل الجامعة نكمل دراستنا نقوي كلمتنا حتى تقوى بيها لكمتنا الضربة اللي نوجهه له لازم تكون ضربة مميتة
أمان: كافي اسكت اريد انطمر معدتي بدت تأذيني.
حچيتها وتمددت بجانب أخوية حضنته بيدي عيوني تتأمل ملامحه الذبلانة، صراع داخلي من التفكير كان كفيل ياخذ بعقلي نحوَ الجنون، غمضت بتعب ظاهر رباني صح رباني إنسان مؤمن علمني ووصاني بالشدة لتخلي لسانك يطلب المساعدة من بشر وحده رب العالمين اليستحق تذل له نفسك وحده اليستحق تتوسله وتناجيه.
يا الله يا رب العالمين خلقتني من رحم أم فاسدة مثل مَرجانة حمدتك وشكرتك اخذت مني سندي بهذه الحياة أبوية الما اكو بشر يعوض مكانه حمدتك وشكرتك، وگعتني تحت رحمة نعمان سبعة أشهر شفت بيها اشكال وانواع العذاب والاِجرام حمدتك وشكرتك، أنتَ تعرف وأنتَ تعلم وتشهد رغم الشدة الأني بيها ما قطعت فرض ولا تركت دعاء كل الاطلبه منك تخلصني من هذا المكان تمسح على گلب أخوية بالصبر وعلى عقله بالنسيان هوَ سندي من بعد أبوية ما اريد يصيبه مكروه ما اريده يعيش متعلعل خلصني وخلصه من هذا العذاب ما طلبت منك المستحيل وإذا كان هالشي مستحيل فأنتَ رب المستحيل، لتسمح لنعمان يسلب مني روحي لتسمح له يلوث ايدي بيده اريد عدلك اريد معجزتك إلى متى هذا الظلم يدوم!
غفيت وأني ادعي ربي وكنت على يقين راح يستجاب لي هذه المرة ما راح يسمح للباطل بالدوام
فزيت كالعادة على صوت احلام سَقاء بس هالليلة كان حلم حقيقي ما كان مجرد كابوس، شربته مي وحضنته شد قبضته على جسمي بقوة ولأول مرة يسويها لأن ما كانت عنده طاقة على الحركة
أمان: لتخاف حبيبي أني يمك كابوس وراح
سَقاء: بابا اجى حتى ياخذني.
انضربت على راسي مرتين مرة لأن نطق جملة مفيدة وهوَ خلص الأشهر الماضية شبه أخرس حتى من يحچي كلامه يكون ما مفهوم، ومرة ثانية بحلمه الغريب بابا اجى حتى ياخذني!
ما گدرت انام بعد حچيت وياه شوية حضنته طمنته إلى أن غفى نهضت على حيلي اكيد اكو مخرج من هذا المكان ما راح اسمح لنعمان ياخذ مني أخوية.
ظليت رايح راجع افكر عقلي تعب روحي تعبت كل طاقتي نفدت التعذيب العذبني اياه نعمان ما بقى عظم بجسمي صاحي حتى المشي اللي على الأرض كانت خطواته بمثابة سكين تنغز بگلبي من وجع رجلية، اباوع على حالتي النزف من كل مكان الألم من كل مكان العمر كله مو كافي حتى يداوي جراحي
گعد دمار ما حچيت له شي ما حچيت له عن الحلم خفت لا من يسمع تفاصيله يأكد مخاوفي، دعيت ودعائي ما راح يرجع عليَّ أني متأكد ربي ميردني.
مر وقت طويل من النهار ما اعرف مقداره، گاعدين واحد صافن بوجه الثاني دخل نعمان للمكان باوع دمار عليَّ يتوسلني بنظراته حتى اخضع واستجيب
نُعمان: صار وقت القرار اسمع رأيكم؟
أمان: منحط ايدنا بيدك هذا حلم بالنسبة لك نعمان وما عندنا غير هالكلام بعد
نُعمان: قرار نهائي يعني
دمار يباوع لشفتي شانطق ينطق مثلي ميريد يتحرك منا خطوة بدوني حتى وإن كان بهذه الخطوة خلاصه الوحيد من جحيم هالمكان الموحش.
أمان: إذا انتَ ثعلب احنا مو ذيولك هذا هوَ قرارنا ومستحيل يتغير
نُعمان: وأنتَ دمار؟
دمار: ما عندي شي اضيفه على كلام أمان
نُعمان: فرصة من ذهب وضيعتوها بغبائكم
طلع من المكان بقى دمار يباوع لي، فترة بسيطة ورجع الباب اِنفتح دخل العم صالح علينا!
اقاربها للحجية
صالح: ما عندي وقت اجيت ابلغك رسالة من أمك تگول تنازل أمان لتضيع الفرصة من ايدك ما اگدر اخلصك من نعمان خلاصك الوحيد لسانك وبس
أمان: شلون وصلت لهنا.
صالح: وصلت مو مهم شلون المهم بلغتك الرسالة.
كان يتكلم وخطواته قريبة من خطواتي، رغم حبي الشديد لهالرجل ورغم الزاد والملح البيناتنا إلا إني انجبرت ولأول مرة استخدم القوة مو بس وياه لا ويا البشر بصورة عامة، تلقى مني ضربة على راسه على اثرها سقط بالأرض رجعت بسرعة اخذت أخوية من ايد دمار وطلعنا نركض من كل عقلنا راح ننجوا مندري نعمان حمايته تارسة المكان بس طلعنا توجهت علينا اسلحتهم من جميع الاِتجاهات منين له كل هذا ما ادري مو رجل طبيعي رجل مافيات.
رفعت عيني صار نعمان بوجهي، اشر لهم يرجعونا للداخل شوية واجى ورانا بحركة بسيطة من سبابة ايده انهالوا علينا بالضرب من شدة النزف صرت ما اشوف گدامي الدم غطى حتى عيوني
فجأة سحبني نعمان من الأرض مسحت الدم العلى عيوني باكمام القميص باوع لي عاصر وجهي بكف ايده ونظرة الغضب مسيطرة عليه.
نُعمان: تتحداني أمان تتحدى عمك متعرف نعمان منو متعرف اللعب ويا أمثالي يدفعك الثمن مو دمع دم، أنتَ ليش مصمم تكتب نهايتك على ايدك
صالح: سامحهم بس هالمرة بعد ميعيدوها
نُعمان: اسكت أنتَ، جاوبني أمان اريد اسمع صوتك
من الضرب ما احس بفكيني بعد، حركت عضلات وجهي يمين يسار استجمعت قوتي وبصقت على وجهه بطريقة يموت وما ينساها
أمان: وصلك جوابي.
شيطان ودست عليه صرخ غضب فقد السيطرة على اعصابه سحب سَقاء من ظهري قبل لا اتحرك قيدوني جماعته، دار وجهه عليَّ مفرفح خايف
سَقاء: أمان اخذني راح يموتني راح يعذبني مثلكم
أمان: اتركه حسابك وياية الطفل ما له ذنب
ما سمع مني صرت اصرخ وأني اشوفه يقيد بيه اخذ السوط المعلق على جدار الغرفة ضربه ضربة من قوتها شاغت روحه صاح يستنجد بأبوه، بالضربة الثانية شهگ بقوة وبعدها نصى راسه فاقد للوعي.
أمان: موافق شتريد موافق راح انفذ طلبك راح اصير ذراعك بس اتركه لتضربه نعمااان.
وياما صرخت اسمه اشر لهم يتركوني ركضت عليه فتحت قيوده ساند جسمه بجسمي نزلت وياه على الأرض قبلته حضنته مسحت مكان السوط بيدي، احچي وياه اريده يفتح عينه اريد ارجع اسمع صوته اريده يجاوبني، أخوية صار جثة هامدة بين ايدي ما تقبلت الواقع ما حبيت استوعب الحقيقة بعدني احاول وياه هسه يفتح هسه يگوم هسه ينطق اسمي بنبرته البريئة هسه وهسه وهسه إلى أن نزلت ايده من حضني معلنة عن وفاته الحتمية.
انطفت الدنيا بعيوني انكسرت روحي حسيت الحياة ما بيها عدل حچيت هواي حچي ما اتجرأ ارجع اعيده ألحدت تركت ديني تركت ربي توقعت من اتجرد من اِنسانيتي انتزع ضميري اترك مخاوفي تصورت راح اگدر اعيش مرتاح راح يفارقني النحس الرافقني من بداية حياتي صرت اقنع نفسي أنتَ صح أنتَ على حق ما اكو عدل الظلم طاغي ما اكو حساب ما اكو كتاب دعيت ربك وما استجاب خسرت أخوك نعمان ربح الشر انتصر فتح عقلك ولتظل عايشة بدوامة الحلال والحرام عيش حياتك بالطول بالعرض امشي مغمض الرؤيا تسلب الراحة من صاحبها.
وعشت حياتي غطيت بذنوبي تمردت بطغياني ومع ذلك النحس ما فارقني، مرتي خانتني صحتي غدرتني أختي الوحيدة صارت ضحية عنادي إلى أن وصل الدور لسَقاء العوضني عن سَقاء هوَ همْ غادرني ذاك دعيت يدوم وما دام وهذا ما دعيت ولا توسلت سويتها شغلة عناد وهمْ ما دام!
اجيتيني بالوقت الكنت بيه بعز اِنهياري گلتِ اسجد طلبتِ مني ارجع لربي صحيتِ بيَّ صوت الضمير الدفنته بقراءة الكتب المميتة للعقول، صح قبلها رجعت لديني بس لربي ما رجعت إلا بيوم وفاة أبني والعجيب حسيت بالراحة المفتقدها من يوم فقدي لأخوية، راحة استوطنت اعماقي رغم عظم المصاب
قدر لازم تعرفين إذا الموت علينا حق الجزع مو من حقنا، ارواحنا أمانة شوكت ما شاء رب العالمين يستعديها منا لازم نسلم لأمره مذعنين.
قدر: كان يتكلم عن رحيل اغلى احبابه بغصة تنافس غصتي على رحيل اخواني، اخذني من حزني لحزنه اِنشغلت عن مصابي بمصابه اِلتزمت الصمت ودموعي مستمرة تسيل، شگد عانيت عانى هوَ شگد تأذيت تأذى اضعافي مع ذلك ما شكى وجعه إلا اليوم بس علمود يهون عليَّ وجعي.
أمان: أنتِ قوية، بأصعب الظروف ظليتِ محافظة على صلابتچ ما احب اشوفچ تضعفين ما احب اسمعچ تبچين امسحي دموعچ واوعديني بعد لو شيصير متنزليها حتى لو متت تعالي على قبري عاتبيني لوميني ذمة لتبريني بس دمعتچ هذه التحرگ روح أمان ما اريدچ حتى على ترابه تنزليها
گاعدين بظلام الغرفة البدا يخيم على گلوبنا واحد مجاور الثاني بس حچاها وجاب طاري الموت درت عليه حضنته بقوة شادة قبضة ايدي على قميصه.
قدر: لتحچي هيچ لتجيب طاري الموت
ما اتحمل الخسارة بعد
ما اتحمل خسارتك أنتَ بالذات
احبك أمان
اموت إذا تسويها وتعوفني...