رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والخمسون

ضَحيةٌ هيَّ.
لِ مَنْ هُمْ دون أُسُس المَسؤوليةْ
تَخشى التَحدث بِالحقِ وَتأمنُ السُكوتَ كَثيرًا
صامِتةٌ عَنْ سوءِ فِعال البقيةْ
إلا إنَّها لا تَعلم أنَّ النُطقَ بِالكلامِ هوَ أولُ طَريقٍ لِلحُريةْ.

اِنرعبت بشكل ملحوظ وهيَّ تشاهد نِتاج جريمتها، بين الخطوة والأخرى وقفت أمام منظرها المُريب عاجزة تمامًا عن التصرف والحركة، نصت على مريم تريد تلمسها فجأة تراجعت عن القرار عدلت نفسها واِلتفتت دتغادر الغرفة بخطوات عجولة صرت بمواجهتها ميفصل بيني وبينها غير مساحة الممرات الداخلية المعزولة عن بعضها بالزُجاج النصفي.

جفلت بوجهي بنظرات مذعورة قابلتها بنظرة تعجب رجعت تباوع على مريم رافعة ايدها للأعلى بحركة الاِستسلام والجسم ينفض مقاومةً للواقعة كَمقاومة أغصان الشجرة لشدة الرياح، اِرتدت للخلف بصورة مُعاكسة ومجرد ما أعلنت خطوات أقدامي عن التُحرك السريع غادرت الغرفة تركض بالإتجاه المُغاير لاِتجاهي كَمحاولة فاشلة للهرب من المواجهة.

غيرت الوجهة بسرعة بديهية الزُجاج النصفي تتخلله بعض الفتحات الصغيرة بين المسافة والثانية أشبه بالنوافذ ولأن سلاسة التفكير والسرعة في الحركة تُعد من أهم مُميزات وظيفتي العسكرية قفزت من إحدى الفتحات القريبة اِختصارًا للمسافة حتى أصير عثرة في الطريق وأقطع ب هالحركة خطواتها السريعة
ميراج: الله يخليچ اتركيني، ما سويت شي والله ما سويت هيَّ لأن عصبية وعقلها مو براسها ضربت نفسها بالحايط إلى أن وگعت.

قدر: شفت كل شي ميراج، الاِنكار ميفيدچ
سرحت بصورة غريبة وكأنما دتخطط لأمر مُبهم.
قدر: احچي ليش كل هالإجرام؟!
ميراج: أنتِ المجرمة مو أني وهسه راح أنزل جوة أفضحچ گدامهم واحد واحد
بس حچتها، رفعت ايدي سحبتها من شعرها بقوة رافعة وجهها بمستوى وجهي والتهديد واضح بنظرة عيوني عكس نظراتها المليئة بالضعف والإرتعاب.

قدر: شوفي لچ تلعبين وياية أدعسچ مثل الحشرة جوة رجلي، كاميرا بهذا الطابق ماكو بس الكاميرات بالممرات السُفلية كلها شغالة ووثقت تحركاتنا بالتتابع خصوصًا أنتِ طلعتِ من الغرفة تركضين ومبينة ناوية الشر عكسي طلعت بشكل جدًا طبيعي متوجهة للدوام لوما شفت منظرچ الغريب الجبرني أصعد وراچ حتى أعرف شنو الديصير هنا.

بچت، طلعت منها شهگة عميقة مصحوبة بالصُراخ مُباشرةً تركت شعرها، ما أحس إلا سقطت للأرض لازمة رجلي بكفينها ومنصية وجهها على حذائي تتوسلني بذل حتى أنقذ الموقف وأساعدها
قدر: گومي كافي
ميراج: يعني راح تساعديني؟
قدر: ما أگدر أوعدچ بشي قبل لا أشوف مريم، يجوز تموت ساعتها أنتِ مُجبرة تتحملين نتيجة اِجرامچ.

ميراج: اترجاچ عالجيها أبوس ايدچ لا تخليها تموت، والله مكنت رايده أسوي هيچ بس هيَّ ضغطت عليَّ هواي إلى أن اِستفزتني بكلامها وصار اللي صار.

نصيت عليها گومتها من رجلي ساحبتها وياية لنفس الغرفة البيها مريم، نايمة بدون أي حركة والدم تارس المكان المحاوطها مديت ايدي أفحص النبض الحمد لله بعدها عايشة، رفعت راسها مفتوح يحتاج له خياط من غير الكدامات الموجودة على وجهها والراح تبدأ أثارها تتوضح أكثر مع مرور الوقت، عدلت وگفتي حايرة شلون لازم اتصرف.
ميراج: الله يخليچ گولي بعدها عايشة.

قدر: عايشة، امشي انزلي قبلي تأكدي لي إذا بعدهم نايمين لو گعدوا حتى أنزلها للقاطع مالتي
ميراج: اي نايمين ميگعدون هسه بس همْ لازم أنزل اتأكد أخاف أكو وحدة من الشغلات تفتر جوة.

حچتها وراحت تركض بقيت انتظرها وأعصابي مثل البركان تفور غضب على قلق، دقيقتين أشرت لي من بعيد ورجعت نزلت تراقب الطريق، أخذت نفس عميق لبست حقيبتي وحملتها بصعوبة لأن كنت حاضنتها بطريقة مقوسة حتى ملابسي تمتص الدماء بدلاً من أن تترك أثارها على أرضية الممرات.

خلصت طاقتي إلى أن وصلت للقاطع، من شافتني ميراج بنهاية الممر طرقت الباب على بيبي مفتحت اسمعا دتحچي وياها بس رافضة تصدگها وتفتح الباب دتمشي بتعليماتنا أني وأمان، أول ما سمعت صوتي فتحت القاطع من شافت مريم بحضني رادت تصرخ تلاحقت للموقف وسكتتها بكلمة وحدة.

أخذتها لغرفة بيبي أأمن من غرفتي بهواي، خليتها ترفع الفرشة وتحط شي سميك تحت راسها حتى يمتص غزارة الدم، بس نزلتها من ايدي اِلتفتت على ميراج من الخوف وجهها شحب أكثر من وجه مريم
قدر: فوتي دبري سطل اترسيه ماي وأخذي وصلة قماش قطني أصعدي فوگ أمسحي الدم زين ما أريد يبقى أي أثر هناك حتى لا ترحين بيها ست ميراج
ميراج: زين أني منين اجيب سطل ووصلة وشلون أصلاً تنمسح الگاع والله ما أعرف!

قدر: مشكلتچ هذه عيوني، أني أريد أخيط راسها وبيبتي مستحيل أخليها تدخل بمعمعة آل الثابت لذلك امشي مثل الشاطرة تصرفي بكل هدوء قبل لا يگعدون وتنفضح كل السالفة الصخمتيها
زهرة: تعالي يمة أني عندي سطل ووصلة
قدر: بيبي فدوة من طريقچ علميها شلون تمسح واعطيها معطر أرضيات حتى بعد متمسح الدم كله ترشه على المكان وتمسحه بوصلة ثانية نظيفة.

أخذتها وطلعت للمطبخ، رحت جبت المُستلزمات ورجعت اشتغل وبيبي فوگ راسي تحقق بالموضوع، دأخيط راسها وصلت للنهاية دخلت ميراج
زهرة: ها سويتيه زين مثلما علمتچ؟
ميراج: اي سويته كله ورجعت السطل والوصلتين للمطبخ لأن ما أعرف وين أوديهن
زهرة: يمة أغسل السطل وأشمر الوصل بالزبالة لو عندچ غير كلام
قدر: لا عادي بيبي سوي الترديه بس قبل لا ترمين الوصل لفيهن بكيس أسود وأني بس أفرغ أتصرف
ميراج: شنو راح تعيش؟

قدر: اسكتي صوتچ ما أسمعه، ما أدري شلون راح تدبر إذا گعدوا وما لگوچ لا أنتِ ولا مريم بغرفكم
ميراج: مريم صار لها يومين زعلانة ويا دَسار وببيت أهلها يعني أخوية ما راح يعرف بس أمها ما أدري شنو تسوي من تشوفها بهذه الحالة، وإذا عليَّ عادي لتخافين محد راح يحس بغيابي لأن حتى لو اِختفيت يوم كامل محد بيهم راح يجي لغرفتي ويتفقدني
قدر: أگعدي هناك وما أسمع لچ صوت أخلص من مريم ونتفاهم.

ميراج: أبد ما احچي والله بس ريحي گلبي وجاوبي على هذا السؤال، مريم راح تعيش؟
قدر: ماكو خطر على حياتها بس نتائج عملتچ مراح تبين إلا بعدما تگعد الخاتونة من طمرتها
زهرة: يمة ليش تحچين عليهن بهذه الطريقة هنَّ شسون غير گلتِ متعاركات ركضت وراها ووگعت.

ما جاوبتها، خلصت بعدتها مسافة وسحبت الفرش التحتها سلمته لبيبي تغسله ونظفت المكان بعدها ضربتها أبرة وچيكت وضعها الضغط السكر كل شي تمام وصيت بيبي تسوي لها عصير كرفس وأكلة تقويها في حال صحت حتى تعوض الدم الفقدته وتقدمت على ميراج البعدها گاعدة بالغرفة تشاهد الموقف بصمت تام والرجفة واضحة على انحاء جسمها، بس سحبت ايدها متوجهة بيها لباب الغرفة بچت بحرقة والخوف بنظرة عيونها تتوسلني ما أفضحها گدامهم.

قدر: امشي لتخافين ما راح احچي لأحد
ميراج: لعد وين ماخذتني؟
قدر: نتفاهم.
حچيتها وطلعت ساحبتها وراية دخلنا لغرفة الضيوف دفعتها على التخم حيل وقفلت الباب بس اِلتفتت عدلت نفسها تشهگ بخنگة ونصت نظرها مني
قدر: يلا احچي لي شنو قصتكم؟
ميراج: المشكلة أساسًا سخيفة لأن تعاركنا بسبب دَسار وهيَّ ظلت تستفزني بالكلام إلى أن عصبتني كلش وفقدت عليها يعني متسوة هيچ نكبرها.

قدر: شوفي تحچي لي الحقيقة بالتفصيل المُمل لو هسه أطلع لنُعمان وأكشف كل شي، تعرفين أسويها
ميراج: والله هذه الحقيقة ليش مدتصدگين!
قدر: خوش لعد أنتِ الردتيها.
اِلتفتت ايدي على مقبض الباب، قبل لا أفتحه فزت من مكانها تمنعني أغادر والدموع تنهمل بغزارة
ميراج: لا لا راح احچي، والله كل شي راح احچي
قدر: يلا لعد بسرعة لتتعبيني وتضيعين وقتي وياچ.

ميراج: بس الله يخليچ، اترجاچ وأحلفچ بكل بشر غالي على گلبچ بيبيتچ أمان أي واحد تحبيه وعنده خاطر يمچ متحچين لأحد هنا الشي الراح تسمعيه مني لأن والله لو أهلي عرفوا رأسًا يذبحوني
قدر: حسب، ما أگدر أوعدچ بالسكوت في حال لو طلعتِ ظالمة مريم وتتدعين المظلومية هنا أني راح اضطر أوگف بصفها ضدچ، قدر ويا الحق دائمًا
ميراج: لا لا والله هيَّ الظلمتني ورادت تظلم أهلي وأهلها وياية بس أني وگفت ضدها وهذه النتيجة.

قدر: السالفة مبينة خطرة اگعدي خل أشوف شنو وراكم والحُكم مثل العبرة في الخواتيم
رجعت لمكانها گعدت تفرك بأصابعها، گعدت يمها ساكتة أخذت كفايتها من الاِسترخاء وبدت تسرد لي القصة المگدر عقلي يحمل تفاصيلها!
ميراج: أني أحب شخص.
قدر: أعرفه؟
ميراج: لا شاب مصري بعيد عن حياة الثابت واللي حواليهم وصار لي سنة تقريبًا على علاقة وياه
قدر: نفسه لأمان راد يخلص عليچ بسببه
هزت راسها بالإيجاب والشهگة اِرتفعت بصوتها.

ميراج: حبيته ووثقت بيه، يمكن لأن بعدني صغيرة متتسمى هالمشاعر حب صادق بس المهم حبيته ومشيت وياه مغمضة العين لأنه الشخص الوحيد بهذا العالم حسسني بالحب وقدم لي الإهتمام وگدر يحتويني بالوقت الأهلي نفسهم نفروني
قدر: عمرچ 15 سنة مو؟
ميراج: اي بعد شهر وتسعة أيام أصير 16
قدر: صح نسيت سنة بينچ وبين شغف، اي وهذا شلون تعرفتِ عليه؟

ميراج: أخو صديقتي بالمدرسة، سنة أخيرة جامعة اجى مرة يوصلها ومن شافني انعجب بيَّ ومنا بدت العلاقة واِستمرت لقبل شهر تقريبًا
قدر: انفصلتوا يعني؟
ميراج: أني دأحاول أنسحب بس هوَ ميسمح لي
قدر: زين كملي وين الربط بالموضوع؟

ميراج: مريم صديقتي من الطفولة، كنت أحبها كلش وأشوفها الوحيدة الصادقة وياية بمشاعرها تحبني بشكل وتريد مصلحتي ودائمًا بظهري مساندتني وتدافع عني في حال أحد آذاني، كنت أشوفها أخت أشوفها أهل أشوفها مراية اوگف گدامها احچي كل شي بداخلي بدون خوف وإذا تعرضت لمشكلة ماكو غيرها يلگى لي مهرب، تعرفين شنو يعني سنين عندچ صديقة أقرب لچ حتى من أختچ وفجأة تكتشفين هذه الصديقة أكبر عدو لچ وخلف وجهها الملائكي شيطان رجيم يسعى بكل ما بيه حتى يدفعچ للجحيم إذا مصلحته اِقتضت ذلك.

قدر: الحياة تجارب وكل تجربة تعلمچ بعدما تقويچ راح يجي يوم توصلين لمرحلة من اِنعدام الثقة حتى بلحمچ ودمچ بعد متؤمنين، الصداقة مُقدسة اي نعم لكن مننسى كل مُقدس نادر يعني مو بسهولة نگدر نعثر عليه وإذا عثرنا منو يگول الدنيا تخليه يحتفظ بقُدسيته، إنچ تمتلكين أخ أو رفيق طفولة أو صديق دراسة هذا ميعني إنه مُقدس ويخاف عليچ الأيام وحدها كفيلة تبين معدنه ونيته اِتجاهچ.

ميراج: صح أعترف أني غبية لأن هواي أكو مواقف مريت بيها بينت لي مريم تغار مني بس كنت دائمًا أخلق لها الأعذار يمكن لأن هيَّ الوحيدة بهذا القصر تحبني وتملئ وقت فراغي لذلك ما ردت أخسرها
قدر: المهم وصلتِ للحقيقة حتى لو هالوصول اجى متأخر
ميراج: بعديش بعدما اِنتهت حياتي!
قدر: ليش گاعد أحس البينچ وبين هذا الشاب أكبر من مجرد علاقة حب! وأمان يعرف هالشي.

نصت راسها تنحب بحرقة شديدة سحبت الكلينس من الميز قدمت لها ما أخذت، جريت كلينستين مسحت وجهها بنفسي وأخذتها بين ذرعاني.

ميراج: أمان اِكتشف علاقتي بيه من البداية، تعارك وياية وأمرني أتركه نكرت علاقتي بيه وگلت له مجرد أخو صديقتي ومن راد يتأكد من حقيقة الموضوع وگف بابا بوجهه على أبو بنتي ما لها بهذه الدروب، طبعًا صارت مشكلة قوية بينه وبين بابا بسببي واِستمرت أيام خلالها أني نهيت كل شي ويا يونس خوفًا من أمان بس الخلاني أرجع لمثل هالعلاقة السامة مريم گالت لتخسرين هيچ شاب بسبب مشاكل يجي يوم وتنتهي يونس إنسان مثقف ابن عائلة تجارية معروفة بالثراء يعني يوافق الطبقة الاِجتماعية لآل الثابت ومجرد ما يتقدم لخطبتچ راح يوافقون على الفور لأن بالنسبة لچ ولهم فرصة متتعوض، خليچ صامدة ولتهتمين للمشاكل حبچ يستحق منچ تضحية وصمود وإلا متستحقين حبه.

قدر: اعذرچ إذا مشيتِ وراها بس أريد اسألچ يونس من ابناء رجال الأعمال يعني؟
ميراج: اي بعد هالمشكلة عرفت أكو علاقة عمل قوية تجمع بين شركة والدي وشركتهم لأن احنا مُقاولات وهمَ تصميم يعني شي مكمل لشي وعرفت همْ أمان رايح ضاربه بعدما راد يخلص عليَّ ضرب الموت وتاركه مرمي على الطريق وذني أهم الأسباب الخوفتني من الاِستمرار بالعلاقة ودفعتني أتركه وأنهي كل شي لو ما مريم لعبت بعقلي من جديد.

قدر: كملي لعبت بعقلچ ورجعتِ له، بعدين؟
ميراج: اِستمرت علاقتي بيونس اليوم بعد يوم تقوى أكثر وأكثر إلى أن طلب مني نتقابل على اِنفراد وأني من غبائي اجيت وسألت مريم عبالي راح ترشدني للصواب طلع العكس ومُباشرةً صارت تشجعني أوافق على طلبه وأقابله أحسن ميمل ويتركني
قدر: نگول وافقتِ بحسن نية بس مكان اللقاء وين.

ميراج: بمكان عام مطعم راقي طلعنا سوى بثمانية الصبح بعدما كان ينتظر قدومي گدام باب المدرسة وأخذني لهناك تريگنا وبقينا نسولف للظهر يلا رجعت يعني بنفس وقت انتهاء الدوام
قدر: زين خلال هالساعات القضيتيها وياه همْ حاول يتمادى بالفعل أو الكلام على الأقل؟

ميراج: بالبداية تغزل بس لأول مرة غزله يكون جدًا جريء بعدين صار يحاول يتقرب مني بالحركات ومن لمس القبول بعيوني لزم ايدي وظل لازمها بس غير هذا الشي ما سوه بيومها
قدر: يعني أكو يوم غيره، هذا مو اليوم الوحيد اللي اِلتقيتوا بيه؟

ميراج: اي وراها بأسبوع تقريبًا رجع يتوسل بيَّ يريد نلتقي مرة ثانية وهمْ بسبب مريم طاوعته، اِلتقينا من جديد بنفس المكان ونفس السيناريو اِنعاد وصار هاللقاء يتكرر بين فترة والثانية إلى أن بيوم من الأيام أخذتنا السوالف وتأخرنا بالرجعة لقريب العصر يلا اِنتبهت على الوقت، طلبت منه يگوم فورًا وطلعنا من المطعم ايدنا بيدين بعض هناك وأشوف أمان نزل من السيارة حتى ما لحگت أبعد عن يونس اجى يركض عليَّ لأن من الأصل هوَ جاي مخصوص علمودي ما أدري شلون عرف باللقاء وصار اللي صار گدامچ واللي بسببه أني تركت دراستي لأن أمان ودمار ما تركوني عايشة إلا بعدما بابا وعدهم أترك المدرسة وينسحب مني رقم الموبايل وكل مواقع التواصل الاِجتماعي الخاصة منها والعامة وميبقى عندي غير جهاز فارغ من كل البرامج ما بيه غير بس اليوتيوب وشوية ألعاب أتسلى بيها.

قدر: شلون لعد ظليتِ مستمرة وياه إذا الموبايل والمواقع كلها اِنسحبت منچ!
ميراج: مريم الشيطانة، جابت لي موبايل ثاني بيه خط جديد مفعلة عليه كل المواقع وما اِكتفت بهذا الشي لا رايحة لجامعة يونس حاچية وياه وماخذة رقمه وهيچ رجعت العلاقة بيناتنا من جديد بعد اِنقطاع أكثر من شهرين
قدر: يا طلابة غباء ميراج ومكر هالمريم!
ميراج: اِعترفت وأرجع اعترف، اي أني أكبر غبية
قدر: كملي خاتونة شصخمتِ بعدين.

ميراج: هوَ رجعت علاقتنا ورجعت أني أتواصل وياه بكل أريحية لأن محد يجي لغرفتي وإذا غبت ماكو بشر بهذا القصر يفكر يتفقدني بس هوَ ما اِكتفى بهذا التواصل ورجع يلح على اللقاء رغم يدري كلش زين أني مستحيل أگدر أطلع من القصر بعد الصار
قدر: وأكيد كالعادة حچيتِ لمريم وهيَّ بدورها لگت لچ الطريقة التطلعين بيها من هذا القصر وتقابليه.

ميراج: صح بس هذه المرة كان اللقاء يختلف عن غيره لأن الوضع تغير ولازم طريقة اللقاء تتغير وياه
قدر: قبل لتكملين وأني تقريبًا عرفت شنو اللي راح يصير بدون متحچين شي المهم حابة بس اسأل هذا السؤال، إذا هيچ يحبچ وتحبيه لدرجة ما گاعد تگدرون تفترقون عن بعض ليش ما اجى تقدم لچ حسب الأصول حتى تنتهي مهزلة هاللقاءات السرية.

ميراج: طلبت منه الزواج من أول علاقتنا بس هوَ أول شي تحجج بدراسته أتخرج واجي أخطبچ هسه والدي مستحيل يتقبل فكرة زواجي وبعدما أمان كشف العلاقة صار يتحجج بالمشاكل لأن أخوية شافه وتعرف عليه گال خلي تعدي فترة يهدأ الوضع وينسى أخوچ اللي شافه بعيونه وراها اجى أخطبچ
قدر: كملي عيني كملي.

ميراج: اي مكنت أگدر أطلع ولأن أمان محرج عليَّ أعتب بوابة القصر لگت مريم فكرة متخطر حتى على بال إبليس، راحت لأمها تطلب منها تحچي ويا أمان بحكم العلاقة القوية التجمع بينهم وهوَ يعتبرها بمثابة الأم يعني مستحيل يگدر يرفض لها طلب اي فطلبت منها يسمح لي أطلع وياهم نشتري بعض النواقص ونغير جو وهوَ وافق على أساس طلب خالة أم يحيى وهناك بالطريق تركنا خالة بالسوق بحجة نريد نفتر هواي ولأن هيَّ مرة على نياتها وما بيها حيل تفتر ويانا وافقت على طلبنا، أني متفقة ويا يونس مقدمًا نلتقي بمكان قريب من السوق ومجرد ما لمحت سيارته واگفة تركت مريم وتوجهت له بعدما اِتفقت وياها ساعة وأرجع.

قدر: وين اِلتقيتوا ميراج؟!
ميراج: هوَ گال منگدر نتقابل بمكان عام أني معروف وأنتِ أخوچ مو هين وبعد اللي صار إذا تكررت المصيبة واِنكشفنا لا راح يرحمچ ولا يرحمني لذلك لازم نگعد بمكان بعيد عن الانظار وماكو أنسب من شقتي منتأخر أقل الساعة وأرجعچ لهم
قدر: اترجاچ لتگولين وافقتِ!
بس حچيتها نصت عيونها مني بتعب واِرتفعت أصوات نحيبها المليء بالندم وصحوة الضمير.

قدر: رحتِ وياه لشقته وبعدين؟ يلا احچي ميراج كافي بچي وقت ما عندنا لازم تستعجلين
ميراج: الشقة كانت خاصة بيه گعدنا قدم لي عصير ما أدري ليش خفت أشرب ومن لح عليَّ سكبته على ملابسي متعمدة، اِنخبصنا سحب الكلينس يمسح بيهن وبهذه الحركة صار قريب مني كلش
قدر: كملي لتسكتين مو راح تجلطيني
ميراج: ما أدري شلون صار هيچ، يمكن الشيطان سيطر عليَّ بلحظة ضعف بس والله مكنت رايدة لهذا الشي يصير
قدر: أخذ شرفچ يعني؟!

ميراج: لا
قدر: لعد؟ ميراج احچي لتقطرين عليَّ بالكلام
ميراج: يعني شسمه.
آآآ تقرب مني ووو هذا ملابس مو كلها
يا ربي والله ما أعرف شلون احچي متوترة حيل
قدر: لتتوترين ولتخجلين، احچي حتى اساعدچ
ميراج: تقرب مني، حاول بس من حسيت الشغلة صارت صدگ وعيت على نفسي واِنسحبت منه
نصيت رافعة ايدي على راسي الراح ينفجر من شدة الضغط النفسي والعصبي.

قدر: صورچ وگاعد يهددچ هوَ من صفحة ومريم من صفحة ثانية وأنتِ ظالة بيناتهم مثل بلاع الموس لا يگدر يبتلعه ولا هوَ المتخلص منه ومرتاح
تعالت أصوات شهگتها لدرجة الاِنهيار.

ميراج: أدري محد ورطني أني ورطت نفسي بنفسي بس كل ظني مريم كانت تشجعني لأن تريد مصلحتي مكنت أعرف كل همها أطمس بالوحل أكثر وأكثر وهذه النتيجة من شافتني طمست اِستغلت هالشي لا ووگفت گدامي من رفضت اسوي علاقة وهمية ويا يحيى وبعده دمار تگول لي لتسوين روحچ شريفة براسي وأنتِ أسقط البنات عادي تفرطين بنفسچ للغريب بس صعبة تسوين علاقة وهمية ويا شخص قريب حتى نوصل للي نريد نوصل له، تخيلي عندها عادي أسوي علاقة ويا أخوية قدر تعرفين شنو يعني أخوية لو لا!

قدر: اهدئي البچي والندم ميفيد بعد لازم نشغل عقلنا حتى تخلصين من هذه المصيبة
ميراج: والله أمان ودمار إذا عرفوا راح يذبحوني
قدر: ما راح يعرفون، كملي وخلي الباقي على قدر
ميراج: من صحيت حاول يرجعني لحضنه بس أني رفضت عدلت ملابسي وطلعت بسرعة حتى مخليته يوصلني أخذت تكسي ورجعت للسوق بس هالمرة قررت ما احچي اللي صار لأي بشر حتى مريم نفسها
قدر: اختصري أريد المفيد تعبتيني.

ميراج: اي محچيت حتى لمريم ومن رجعت سألت ليش من وقت جاوبتها علمودكم ما أريد تنتظرون بسببي هوَ بهذه الاثناء ظل يتصل ويدز رسائل هواي يعاتبني شلون تركته وصلت للقصر حچيت وياه اِتصال عادي نفس الشي ما عنده غير العتاب وأني أحبچ وحتى لو صايرة بيناتنا هذه الشغلة كان عدت على خير وخطبتچ من أهلچ ولتتصورين اضحك عليچ وكومة من هالحچي الكله كذب بكذب، وراها شاف الكلام وياية مديفيد حتى صرت أرفض اللقاء إذا طلبه فتعب وبين على وجهه الحقيقي.

قدر: هددچ؟
ميراج: اي لو تجين نتقابل لو افضحچ گدام أهلچ لأن كل شي صار بيناتنا مصور ودز لي فيديو للتأكيد
قدر: هه هسه بس يلا عرفت ليش ما سواها وكمل عملته القذرة وياچ لأن الأفندي ديصور وميريد يبين گدام الكاميرات أكو مقاومة منچ راد يبين الوضع كله طبيعي تمامًا مثل استسلامچ له بالبداية حتى ساعة اليهددچ بهذا التصوير تكون الأوراق كلها ضدچ
ميراج: بس أني رفضته وغادرت بالأخير.

قدر: يقتص هذا الجزء حبيبتي خو ما راح يترك لچ نقطة قوة تستفادين منها بمواجهته، المهم كملي
ميراج: ظل يهدد، عيشني برعب الله وحده يعلم بيه بس الخدمني ب هالفترة أمان كان مسافر سفرته الطويلة قبل سفرة العراق وهوَ كل تهديده بيه أكثر من دمار، ورجع هالتهديد تكرر بمجرد رجوع أمان للقاهرة بس الحمد لله أمان ما طول هنا ورجع سافر للعراق واجت الصدمة الحقيقة بعد سفره
قدر: مريم!

ميراج: اي هيَّ الحقيرة متواصلة وياه وبدت تتفق عليَّ حتى تخدم مصلحتها الشخصية
قدر: ليش وهيَّ شنو مصلحتها من أذيتچ؟
ميراج: تريد أنفذ الببالها مُقابل السكوت ووعدتني إذا صار الشي التريده راح توگف شخصيًا بوجه يونس
قدر: وشنو اللي ببالها؟!
ميراج: أمان دمار يحيى، تريد تضرب الكل بيچ
قدر: بيَّ أني!
ميراج: يمكن متصدگين الشي الراح تسمعيه مني
قدر: احچي بسرعة أني شكو بالموضوع.

ميراج: اجت هددتني من كنتوا بالعراق وگالت حتى أسكت عن عملتچ القذرة أريدچ تاخذ لي حقي من الكل وأولهم أخوچ أمان، سألتها شلون گالت من يسافرون أمان ودمار تسوين علاقة ويا يحيى عن طريق الموبايل وتستدرجيه إلى أن تطلبين منه اللقاء هوَ لا إراديًا راح يلتقي بيچ بشقة أمان لأن ما عندهم مكان يجتمعون بيه غيره مدري عن أي شقة تحچي بس هذا اللي گالته بالحرف الواحد، وبعدين من يوصل هيَّ تتصرف وتخليه يفقد الوعي وراها تدز لچ رسالة من موبايله أمان وصل للعراق وبالشقة ينتظرچ راح ترحين فورًا ومن توصلين تستخدم نفس الأسلوب الاِستخدمته ويا يحيى حتى تفقدچ الوعي وراها تصوركم سوى على السرير بوضع مخل بالأدب وأنتم نايمين وتدزها لأمان كمُفاجأة من الطرفين همْ أخوه وصديق طفولته وهمْ مرته.

قدر: أنتِ صدگ تحچين!
ميراج: والله والله هذه الحقيقة مگاعد أكذب
قدر: وليش رفضتِ تنفذين خطتها؟ أكيد مو لسواد عيوني لابد يكون عندچ سبب ثاني
ميراج: أكو سبب أقوى من حياة أخوية، أمان مسافر يسوي عملية قلب واللي هيَّ أخطر شي على حياة الإنسان تخيلي بس توصل له هيچ صورة عن مرته وصديق عمره شراح يصير بيه أكيد ميتحمل ويموت
قدر: زين أمان واِفتهمنا سبب حقدها عليه بس هذا المسكين يحيى ليش؟ مو أخوها!

ميراج: ما أدري بس تگول تريد تنتقم لأن بعد زواجها من دَسار يحيى حاربها ومنعها توصل لأمها تگول أحسه عدو بحياتي مو أخو وما أطلع مريم إذا ما أكسره وأرجع له كل شي سواه بيَّ، طبعًا أني جاوبتها بنفس اللحظة يبقى أخوچ شلون تغدريه هيچ هسه أني أمان ميحبني ودائمًا يحسسني أني عدوه مو أخت مع ذلك مستحيل أتمنى له الشر أو أكسره
قدر: ويحيى سافر ويا أمان!

ميراج: اي غير رب العالمين دز لها اِشارة حتى تعقل وتتوب عن تفكيرها الشيطاني لا شلون يصير هذه مريم مو حي الله، البارحة بالليل راسلتني صوتيات حتى تصدمني بقرارها الجديد راح ننفذ نفس الخطة بس هالمرة بينچ وبين دمار وهيچ الضربة تكون لأمان أقوى وأقسى بهواي من سابقتها.

قدر: لا هنا اسمحي لي كلامچ خله براسي ألف علامة اِستفهام وتعجب، أول شي بحيى يعرف صوتچ وأكيد مراح يتوه عنه ومستحيل يوگع بالفخ وإذا تگولين نستمر علاقة كتابية بدون اِتصال كان هيَّ نفذت الخطة بدل هالهوسة كلها نگول يحيى أخوها ونفسها متتقبل تكون وياه علاقة حتى وإن كانت وهمية بس دمار عادي تگدر شنو اليمنعها حتى تخلي أخته لحمه ودمه تسوي وياه علاقة وتوگعه
بس حچيتها غيرت صوتها بصورة توگف العقل!

ميراج: شوفي شلون عندي موهبة فطرية بتغيير حتى نبرة الصوت مو فقط تغيير الصوت لا وأگدر أغير لصوت طفل مرة عجوز حتى رجل عادي متصعب عليَّ لدرجة اليوگف گدامي ميصدگ هذا صوتي عباله مسجلة ودأحرك فقط الشفاه ولأن مريم تعرف هالشي استغلته حتى يخدم مصلحتها الشخصية
قدر: وأنتِ ليش اصريتِ على الرفض؟
ميراج: يعني قبل ما رضيت اسويها علمود لا يتأذى أمان تردين هسه أؤذي أخواني اثنيناتهم!

قدر: شغف همْ أختچ بس عادي گدرتِ تؤذيها!
نصت عينها تتحسر بألم.
ميراج: هيَّ أذت نفسها مثلي تمامًا من بدون وعي دخلت بعلاقة دمرتها وقضت عليها بس هسه يلا حسيت بغلطي ما كان لازم أطاوع بابا ودَسار واحچي لإخواني الحقيقة لأن بسبب هالشي هيَّ تدمرت ودخلت مصحة وسجن وكل شي سيئ صار وياها
قدر: وأنتِ مصدگة شغف تسويها!

ميراج: اي همَ غير راووني كل شي، أني والله مكنت رايدة لها الأذية بس حب أمان ودمار لشغف وخوفهم وحرصهم عليها وكأنما هيَّ أختهم الوحيدة خلاني أحقد عليها وهذا الشي الدفعني أسند بابا وأوگف ضدها ويا زن مريم براسي طبعًا لأن هيَّ السبب الرئيسي بحقدي مكنت حاطتها ببالي ولا أهتم بعلاقتها ويا إخواني بس مريم هيَّ الخلت گلبي يشيل عليهم وكانت باِستمرار تفتح عيوني على تصرقاتهم وياها الما يوم تصرفوها وياية إلى أن وصل بيَّ الحال أكرهها وكأنها عدوتي مو أختي الوحيدة.

قدر: ظلمتيها هواي بس مو وقته هالحچي كمل لي شنو صار بينچ وبين مريم أخر شي؟

ميراج: هوَ گلت لچ من رجعتِ وعرفت يحيى اللي سافر ويا أمان مو دمار اِتصلت البارحة بالليل حتى تصدمني بخطتها الجديدة، ما گدرت توسلت بيها والله گلت لها أبوس حتى رجلچ اتركي هذا التفكير لأن مستحيل أگدر أطعن إخواني بهذه الصورة واحد بشرفه وإخلاصه لأخوه والثاني بصحته وحياته بس ما فاد ظلت تهدد وگالت كل شي عندي بالدليل أدز الفيديو وصورچ لأمان وأخليه يترك سفره والعملية ويجيچ بأول طيارة ينهي حياتچ گدامي.

قدر: هذا الحچي البارحة يعني مو اليوم الصبح؟
ميراج: اي البارحة بالموبايل وأني حتى أخلص منها طلبت نلتقي الصبح گلت عسى ولعل إذا حچينا وجه لوجه يفيد وتصرف نظر عن الموضوع بس بالعكس انجنت أزيد من اِلتقينا وصارت تهدد بطريقة قذرة وتتلفظ عليَّ أبشع الألفاظ إلى أن بلحظة عصبية فقدت نفسي وضربتها مثلما شفتِ بعيونچ
باوعت لها بنظرة شك تعالت أصوات نحيبها ومدت ايدها على جيب البجامة سحبت الموبايل فتحته.

ميراج: والله العظيم ما كذبت عليچ بحرف، جهازي هذا يمچ فتحته تصفحي بيه وشوفي كل شي الصور محدثاتي ويا يونس وياها الصوتيات البيناتنا حتى أكو مكالمات سجلتها أخاف يجي الوقت الاحتاجها كدليل يثبت مظلوميتي اِتجاه هالشياطين
رفعت ايدها غطت وجهها وصارت تتكلم بشهگة.

ميراج: وثقت بيهم لأن همَ الوحيدين الحسسوني بقيمتي، عشت عمري منبوذة من الكل أمان ميطيق يشوف شكلي دمار دائمًا يهينني شغف متحبني بابا وجودي وعدمه بهذا البيت عنده واحد ماما عمرها ما حبت غير أمان وحتى أمان عندها اِستعداد تدوس عليه في حال لو تعارض حبه ويا حب نُعمان الثابت بگلبها، كلهم يحسسوني وجودي بهذا القصر عالة عليهم، والله لو اظل بغرفتي يومين ما أطلع خطوة وحدة محد منهم يجي يدگ الباب ويگول بيچ شي مريضة ميتة أصلاً مرات ينسون أكو بالقصر بنية تخصهم اسمها ميراج، دَسار الوحيد اليهتم بيَّ بين فترة والثانية وإذا واحد تعارك وياية يوگف بوجهه بس هذا الثاني همْ دائمًا مشغول، أني بحياته شي ثانوي ميذكرني غير وقت الفراغ يمر يشوفني يحچي كلمة كلمتين ويروح، هذه هيَّ عيشتي بقصر الثابت.

أخذتها لحضني اِنهارت أكثر، رفعت أطراف أصابعي أمسح دموعها وايدي الثانية تربت على أكتافها
قدر: كافي اسكتي أني راح اتصرف وياهم
ميراج: بس مريم مستحيل تسكت
قدر: أخ يا مريم حرامات هذه بنت الحجية الطيبة وأخت يحيى الشهم بس ليش استغرب عندي مثلها
ميراج: حبابة ساعديني
قدر: مو گلت لچ راح أتصرف كل الأريده منچ هسه تصيرين مثل الببغاء شنو احچي ترددين وراية
ميراج: ومريم؟

قدر: راح تسكت، برضاها بدون رضاها راح تسكت أعرفها شلون تفكر بس أهم شي أني مسمعت منچ حرف واحد ولا أدري بحقيقة النقاش الدار بيناتكم
ميراج: شلون لعد شراح نگول لها
قدر: رددي وراية وبس، حاولي لمرة وحدة بحياتچ تستخدمين كيد النساء اللي الله أنعم بيه عليچ
ميراج: تمام راح احچي مثلما تحچين بالضبط
زهرة: يمة ديرو هذه البنت گعدت تعالي شوفيها
قدر: اجيت بيبي.

گمت بسرعة فتحت الباب متوجهة للغرفة وميراج وراية، دخلنا مغمضة وتئن بس گلت لها سلامتچ فتحت عيونها بذهول والخوف على وجهها.
مريم: أني. أخ يمة راسي: شجابني لهنا؟!

قدر: بلا هذه سالفة منچ تگعديها من صباحيات رب العالمين حتى تاخذين الموبايل منها إلا أشوف شبيه، ترى خصوصية هذه ميصير هالشي شوفي هاچ بعيونچ النتيجة صعدت فوگ تركض وراچ حتى تاخذه إلى أن عثرتِ واِنضرب راسچ بالحايط وهذه النادرة عود دتساعدچ من الخوف رجعت وگعتچ على وجهج واِنرسمت بمعالمه خريطة الوطن العربي
ميراج: اسفة مريوم والله مو قصدي بس أنتِ لحيتِ هواي ولو أدري هيچ يصير أبد ما أركض وراچ.

مريم: لا حبيبتي عادي ما صار شي أني الاعتذر منچ
قدر: يلا مصار شي أخوات وحبن يتمازحن مع بعض شوية بس مرة ثانية اِنتبهوا لأن مو كل مرة تسلم الجرة وعاد همْ زين ميراج سوت عقل واجت عليَّ حتى اساعدچ وإلا كان من النزف متي راسچ اِنفتح
اِلتفتت على ميراج هذه همْ سمعت الكلام وشغلت مكرها، رجعت نظرتها المليئة بالتوسل لمريم حتى توهمها هيَّ محچت شي وخايفة لا مريم تسويها وتحچي وبالنهاية تنفضح گدام أهلها وإخوانها.

اِنطرف الباب بهذه الاثناء راحت بيبي تفتح، عرفتها أم يحيى قبل ليجيني صوتها، سمعت بيبي گالت لها فوتي لغرفتي وبس دخلت جفلت من منظر بنتها
الحجية: هذه أنتِ هنا وأني أدور عليچ، شبيچ شنو هذا وجهچ وليش هالنومة شصاير وياچ؟!
حچت لها بيبي الكذبه نفسها المشيتها على مريم.
الحجية: أدري زعاطيط خو ما زعاطيط صدگ تحچن.

قدر: يلا ميخالف صارت بعد بس خالة فدوة لعينچ أني عرفت من ميراج مريم لها يومين يمچ، أخاف دَسار لو واحد من القصر يسأل عن وضعها گولي وگعت من الدرج وجبتها لقدر تعالجها لأن خلافهن صار على الموبايل وتعرفين بالمشكلة الصارت قبل فترة لميراج يعني إذا عرفوا الموبايل السبب أكيد راح يشكون بيها ونكون بشي نصير بشي أكبر منه
مريم: اي يمة گولي نفس كلام قدر، خطية ميراج لتتأذى بسببي.

الحجية: وأني ما رايدة للبنت الأذية لذلك مجبورة اطاوعچن وأچذب حتى أدفع السوء عنها والله يسامحني ويسامحچن
بقت يمنا هيَّ ومريم، ميراج صارت مثل ظلي وين أروح تجي وراية تخاف تفارقني لحظة وحدة، گعدت گعدة طويلة على موبايلها دأفهم السالفة بالتفصيل المُمل من خلال المُحادثات والصور وراها صار وقت الأذن صلينا وبيبي صبت الغدا السوته مخصوص علمود مريم، بس تغدوا سندتها أمها وراحن للبيت.

هيَّ لا تَدعْ مَظلومًا إلا وَنصَرتهْ
وَلا ظالِمًا إلا وَدَحرَتهْ
الإنسانيةُ رَمزٌ لِلسَلامِ عِندَها حَتى مَعَ خَصمِها
مَنْ يَطلبُ النَجدةَ حَتمًا سَ تُجيبهْ
وَمَنْ يَفعلُ السوءَ حَتى وَإنْ كانَّ غَريبًا جَهرًا سَ تُعيبهْ
مَنْ خُلقتْ مِنْ طِينِ الرَحمةْ
سَ تَكُنْ عَلى مَنْ اِتَبعَ شَيطانهُ بَلاءً وَنِقمةْ
مَنْ تَمتلِكْ اجنِحةَ الخَيرِ كَ جُناحِ المَلاكْ
سَ تَصلْ بِعدوِها مِنْ دونِ شَكٍ إلى قاعِ الهَلاكْ.

قريب العصر دخلت للحمام أسبح وميراج بالغرفة يم بيبي بس سمعت الباب اِنفتح اجتني تركض.
ميراج: قدر قدر تعالي مريم دزت لي رسالة
قدر: أشوف؟
(راح أسامحچ على السويتيه بيَّ وأعتبره شي ما صار بس بالمقابل تنفذين الموضوع الگلت لچ عليه وإلا أكشف كل شي گدام أهلچ وتعرفين الباقي)
ميراج: ها شنو راح نسوي هسه؟

قدر: هاچ اكتبي الراح اگول لچ عليه بالحرف، اعتذر منچ مرة ثانية ما كان قصدي الشي الصار بس أنتِ كلش اِستفزيتيني، مريم الدتطلبيه مني مو شوية إذا اِنكشفنا نروح بيها بنفس اللحظة وتعرفين أمان مو هين حتى بمرضه وبعز ضعفه مينلعب عليه واحنا بهذه الطريقة دنلعب بالنار بدون منحس. يلا أعطيها اِرسال وخلينا ننتظر ردها
ما تأخرت دقيقة وحدة واجانا الرد.

(ولچ لتخافين ما راح ننكشف أنتِ بس أمشي وراية وشوفي شلون راح أخذ لچ حقچ من الكل وأولهم يونس العار وإخوانچ الحقراء)
قدر: اكتبي يلا، ميخالف اعطيني فرصة أفكر وأدرس الموضوع زين بكل الأحول أمان راح يتأخر أشهر بالرجعة لمصر يعني الوقت گدامنا كلش طويل.
ميراج: شوفي كتبت تمام فكري زين عندچ أسبوع كامل غيره ماكو فرصة بعد
قدر: انتظريني هنا دقائق وأجيچ بس أغير ملابسي.

دخلت للغرفة، جففت شعري على السريع وغيرت ملابسي وطلعت بعدها تنتظرني أخذتها لغرفة الضيوف وسديت الباب
قدر: شوكت يتواجد يونس بشركة والده؟
ميراج: هيچ وقت ويبقى لليل
قدر: هاچ الموبايل اكتبي لي رقمچ وعنوان الشركة بالضبط لأن الأعرفه لهم أكثر من فرع بالقاهرة
ميراج: اي صحيح هالكلام
سيت رقمها وكتبت العنوان،
سألتني شنو راح تسوين ما رديت عليها
وصيتها تظل عند بيبي متغادر المكان إلا برجوعي وطلعت متوجهة للشركة.

وصلت طلبت أقابل المدير شتلوني ساعتين بالسكرتارية قريب المغرب يلا اجاني الفرج.

دخلت يونس موجود بالمكتب عند والده، من نظرة وحدة گدرت أتعرف عليه، سلمت وگعدت كان مشغول بالأوراق حتى ما أعار أي أهمية لوجودي لكن مجرد ما بديت أعرف عن نفسي رفع راسه يباوع لي والخوف قبل الصدمة اِنرسم على ملامحه لأن حضوري بالفرع الرئيسي لمجموعة الشركات التابعة لهم وجلوسي مع والده على نفس المكتب كان بالنسبة له بمثابة القنبلة الموقوته الممتوقع اِنفجارها بعد كل شي سواه بميراج وهيَّ ساكتة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب