رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والخمسون

يا مَنْ غَيرتْ بِشَجاعتِها مَسارَ قَدَري
أيَا قَمَري.
أنا ذَاكَ الرَجُل الشَرقي الَذي إذا وَقفَ في مِحرابِ جَمالكِ اِنحرفَ وَاِنجرفْ
أودُ أنْ أقُر وَأعتَرفْ
كُلما اِنحَنتْ عَيناكِ أمامي خَجلاً
اِنحَنتْ رجولَتي أمامَ أنوثَتكِ رَغبةً وَعِشقًا.

مجرد ما لمحني تقدم نحوي بخطوات سريعة، من الاِرتباك رجعت بخطواتي للخلف، أعرف كلش زين مُساندتي لها بمثل هالفعل تعتبر بمثابة الجريمة خصوصًا والد الجنين ما عنده علم بكُل شي ديصير ولا يعرف بحدوث الحمل لكن مع شديد الأسف ما كان عندي خيار ثاني البنية جدًا تعبانة وما كان لها ملجأ غيري في ظل كُل هذه الظروف الصعبة
رسول: وينها قدر لتگولي لي نزلت الطفل؟!
قدر: شلون عرفت!
رسول: روح.

صرخ اسمها من أعماق حنجرته ودخل يركض تبعته بسرعة تقدم على غرفة الدكتورة ديفتح الباب وگفت السكرتيرة بوجهه تمنعه من الدخول.
- على فين؟ المكان ده مش للرجالة حضرتك
تجاهلها ماد ايده على مقبض الباب نزله مقفول.
رسول: افتحي هالباب لا أكسره، بسرعة
- الدكتورة عندها عملية لمريضة أنتَ مجنون ولا إيه
رسول: مرتي جوة إذا نزلت الطفل أحرگ هالعيادة على روسكم تسمعون لو لا
سحبته من زنده الناس اِلتمت علينا بباب العيادة.

قدر: متلحگ رسول صار لها بالعشر دقائق داخلة
رسول: راح تتحاسبون حتى هالدكتورة راح تتحاسب امشي خليهم يفتحون الباب قبل لا أفقد عليكم
قدر: ماشي راح أتصرف بس اترجاك تخليك بمكانك لأن بالصياح أنتَ دتفضح مرتك قبل لتفضحهم
رسول: استعجلي، أريد أشوفها واگفة گدامي خلال دقيقتين مو أكثر والطفل ببطنها
باوعت له فاقدة الأمل، مستحيل بعد مرور هالوقت كُله تطلع روح ممسوية العملية، مستحيل.

تركته وتقدمت على السكرتيرة، طلبت منها تسمح لي أدخل عاندت لأن العملية لا زالت قائمة وقوانين العيادة تمنع عليها مُقاطعة عمل الدكتورة.

بعدني أحاول أقنعها ورسول واگف مسافة دينتظرني على أعصابه والشر واضح بعيونه مستعد يهجم العيادة علينا بلحظة وحدة لو طول هالنقاش أكثر، ما أسمع إلا صوت الباب اِنفتح بحركة سريعة اِلتفتت الرعب مسيطر عليَّ طلعت روح تركض باِتجاهي فتحت عيوني مصدومة من منظرها ما أحس إلا رمت نفسها بحضني تحچي بنبرة مخنوگة والشهگة ترس صدرها!

روح: سمعت نبضه قدر ما گدرت أتخلى عنه علمود نفسي مثلما تخلت عني أمي علمود نفسها، ما گدرت أصير أنانية مثلها والله العظيم ما گدرت ما گدرت
قدر: أششش اهدئي شوية حتى أفهم عليچ
بعدتها عن حضني أمسح دموعها بأطراف أصابعي.
قدر: احچي لي شنو صار وياچ جوة؟

روح: دخلت مترددة ما أريد اجيبه لهذه الدنيا حتى ليتعذب بيها مثل أمه وبنفس الوقت أكو شعور جدًا غريب بداخلي يخليني أتمسك بيه يمكن هوَ نفسه شعور الأمومة الخلاني أنهار بشكل مو طبيعي، تركتني الدكتورة على راحتي رادت اهدأ قبل العملية حتى تتم على خير بس أبدًا ما ارتاحيت إلى أن طلبت منها تاخذ لي سونار للمرة الأخيرة، قبل أسبوع بس ما كان بيه نبض واليوم مجرد ما لاح الجهاز بطني بين نبضه عندها وسمعته بهذه أذني سمعته، روحه صارت داخل روحي شلون أتخلص منه بعد شلون!

رسول: ليش منو منحچ حق التخلص منه؟
روح: رسول!
باوعت له بذهول ورجعت نظرها عليَّ الشك بعيونها
قدر: مو أني والله ما بلغته مثلچ اِنصدمت بوجوده
تجاوزتنا تمشي سريع بعدها بباب العيادة سحبها من ايدها حيل رجعت على جسمه طوقها داخل حضنه
روح: وخر حقير دير بالك تتجرأ وتلمسني مرة ثانية
رسول: امشي وياية لازم نحچي
روح: ما أريد احچي وياك ولا تجمعني بيك كلمة بعد اليوم، كُل واحد يروح بحال سبيله وإياك تتبعني.

مشت سريع رجع لزمها، فلتت نفسها تركض ركض وراها دتعبر قطع عليها الطريق، دفعته بقوة مسك ذراعها بحركة أقوى ظلوا هيچ إلى أن صاروا بنصف الشارع والناس مجتمعين حولهم
روح: تبعد عني لو أخلي العالم تتصرف وياك
رسول: السيارات يمعودة تعالي لهنا لتندعمين
روح: معليك بيَّ أندعم أموت حياتي وأني حرة بيها
رسول: السيارة ولچ
دترجع للخلف والسيارة دتجي سريعة همْ زين رسول قريب سحبها للرصيف شعرة بعد وتروح بيها.

رسول: بطلي جنون كافي تصرفات صبيانية
روح: عاشرتك وتعلمت أتصرف بصبيانية مو ذنبي
حچتها وركضت باِتجاهي الرياجيل گدامنا من شافوا رسول يتبعها وهيَّ تحاول تنهزم منه قرروا يتدخلون
- إيه اللي بيحصل هنا؟
روح: ديتحرش بيَّ غيرتكم تقبلها؟
رسول: أتحرش شنو مذهب الحلو لتطيرين عقلي
راد يسحبها صاروا گدامه، دفعهم بعصبية احتشدوا عليه رفع ايده ضرب الگدامه فاقد أعصابه تمامًا ذولة همَ تكالبوا عليه بالبوكسات مصدگين كلامها.

قدر: اتركوه هذا زوجها، كافي يا عالم لتضربوه
روح: امشي بسرعة خلينا نروح
قدر: نروح شنو! تصرفي بسرعة والله عيب الشي الديصير بيناتكم وين تريدون توصلون من كُل هذا تتسابقون منو منكم يتفوق بغلطه على الثاني
روح: تمشين لو أولي وحدي؟
قدر: روح أعرف أعصابچ تعبانة بس عيب الدتسويه الأمور متنحل بهذه التصرفات السخيفة تدخلي يلا إنهي هالمهزلة والترديه راح يصير صدگيني
روح: أنتِ بلغتيه؟

قدر: وروح كل غالي جوة التراب مو أني وإذا طلعت أني المبلغته شتردين أخسر لچ بس حلي هالنزاع
باوعت عليهم مترددة، دفعتها من ظهرها تحركت باِتجاههم بعده واگف بالمنتصف يحاول يحمي وجهه من لكماتهم صاحت عليهم بصوت أمتص غضبهم
روح: اتركوه يمكن هذا زوجي
- يمكن يعني إيه؟!
روح: مو أني ما عايشة وياه وما شايفته غير كم مرة لأسباب خاصة شوية لذلك ناسية شكله اعتذر منكم
قدر: ترى بديتِ تمسلتين إذا منتبهة يعني.

همست هالجملة داخل مسامعها وتقدمت عليهم
قدر: نعتذر منكم، بيناتهم مشاكل وما عرفت أختي تتصرف صح أحسبوها علينا
- احنا اللي بنعتذر من حضرتك على سوء الفهم اللي حصل من شوية بس نعمل إيه المدام هيَّ السبب
رسول: عاجبچ هذه الفضايح؟ امشي وياية فضيني
روح: وخر والله مصدگ روحه اجي وياه!
سحبت ايدها منه بعصبية، رجع شدد قبضته على ذراعها والشر واضح بنظرة عيونه
رسول: تحملت هواي لتخليني أتعامل وياچ بالقوة.

روح: متخوفوني بعد الگدامك هذه مو روح القديمة
صرخ أسمها گاز على أسنانه بغضب وتقدم باِتجاهه يسحبها من ايدها للسيارة ظلت تدفع بيه وتصرخ بكل صوتها الناس بعدهم يتفرجون وذولة محاسين على نفسهم شنو گاعد يسوون ولا وين واگفين
تحركت بسرعة متوجهة لهم بعده ديحاول يصعدها للسيارة وهيَّ ملزمة بالباب رافضه تنصاع لأوامره
قدر: كافي اترجاكم كافي، العالم منا مو صرنا فرجة لليسوة والميسوة مو وضع هذا!

رسول: اصعدي يلا لتتعبين
روح: لو تموت ما أصعد وياك، لو تموت رسول
قدر: أطلع قبلنا أني اجيبها وين تريد؟
رسول: للشقة
حچاها ورگع باب الصدر بقوة، جريتها من يمه جر متقبل تتحرك وياية لأن متريد ترجع للشقة، أول ما صعدتها قفلت الباب حتى لتنزل وحركت السيارة وياما تحرك هوَ، ظلت تدردم عليَّ تريدني أنزلها من گد ما حركت مقبض الباب طگ بيدها!

قدر: عرفنا هرمونات الحمل تأثر على تصرفات كُل وحدة حامل بس مو لدرجة تحولها طفلة
روح: عفية نزليني ما أريد أرجع للشقة ليش دتخليني أندم على طلبي للمساعدة منچ
قدر: ومنو گال ترجعين؟ أنتِ رايحة حتى تتفاهمين وياه بمكان صالح للتفاهم أكثر من الشوارع
روح: ما أريد أتفاهم وياه هيَّ گوة.

قدر: إلى متى روح! تواجهتوا بعد مو صح ترجعين تنهزمين اگعدوا سوى خلوا النقاط على الحروف وانهوا المهزلة الصارت بيناتكم خلال هذه الفترة
روح: من كُل عقلچ ترديني أرجع أثق برسول!
قدر: شيريد يسوي يحبسچ مثلاً؟
ميگدر أني موجودة
روح: اترجاچ تفهميني، ما أريد أحچي وياه مطايقته مطايقة أباوع بخلقته مطايقة أسمع صوته
قدر: كرهتيه يعني؟
روح: كلش أكثر مما تتصورين
قدر: اي عود من تتواجهون گولي هالكلام بوجهه.

روح: بس أريد أعرف هذا يا كلب البلغه بوجودي
قدر: ها يعني ما شاكة بيَّ؟
روح: لا عندي ثقة بيچ أعرفچ من تگولين ما احچي ما راح تحچين قابل غريبة أنتِ أختي وحافظتچ
قدر: لعد أسمعي كلام أختچ الأكبر منچ وواجهيه بدون مشاكل، أنتِ هيچ هيچ تراجعتِ عن عملية الاِجهاض وقررتِ تحتفظين بالحمل متخسرين شي لو گعدتوا سوى وحچيتوا لبداخلكم
سحبت نفس عميق وزفرته تحاول ترخي أعصابها.
روح: ماشي بس مو وحدنا بحضورچ.

قدر: صعبة هذه مشاكل خاصة متنحچي گدام الغير
روح: والله هذا العندي وإلا ما أخطي خطوة وحدة داخل الشقة إذا ما أشوفچ تدخليها قبلي
قدر: هسه دخلينا نوصل والله كريم
رجعت نظرها للأمام ملتزمة الصمت وعيونها تراقب سيارته، قبل لا ندخل منطقة الثابت استلمت اتصال من رسول يطلب بيه مني أتوقف وما أدخل المكان بدون ما اسأله عرفت السبب، طفيت السيارة وبقيت انتظره عشر دقائق يلا اعطاني إشارة للدخول.

وصلنا للشقة الباب مفتوح، أول ما دخلنا وتواجهوا بالنظرات قررت انسحب بدون متشعر روح بس مجرد متحركت خطوتين للخلف حست عليَّ ملتفتة
روح: گلت لترحين على شنو هالحركات بعد!
رسول: خليچ قدر خليچ
قدر: تمام بس رايحة انتظر بغرفتچ من بعد إذنكم طبعًا حتى تاخذون راحتكم بالكلام
رسول: تفضلي البيت بيتچ.

باوعت لروح هزت راسها بالموافقة، دخلت للغرفة تاركة الباب مفتوح سحبت الطبلة گعدت مُقابل الصالة حتى أسمع وأشوف كُل تحركاتهم
ظلوا واگفين دقائق مو قليلة واحد يباوع للثاني بدون ميتنفسون حرف أخر شي قطعت روح صمت الكلام بسؤالها المتوقع.
روح: ليش جبتني لهنا؟
تجاوزها متوجه للتخم، گعد شابك أصابعة العشرة مع بعض ومنزل راسه بتعب ظلت تباوع له، ثواني وتحركت من مكانها قابلته بالجلوس منتظره جوابه.

رسول: أسمعيني زين روح، مراح احچي شي يخص علاقتنا حاليًا ولا اسأل ليش انهزمتِ مني وخليتيني بموقف محرج گدام أهلي وأهلچ، كل الأريد اعرفه هسه وين كنت طول الفترة الراحت؟
روح: هذا شي ميخصك
رسول: شنو ميخصني أنتِ مرتي؟!
روح: والله مرتك؟ شو عمري ما حسيت أني مرتك حتى يوم التقربت مني وملكتني بكل جوارحي فجأة رجعت تحسسني أني وحدة من الرخيصات بعدما شبعت منها صرت تطالبها تغادر فراشك.

رسول: حشاچ، أنتِ مرتي وتبقين مرتي وأتشرف بهذا الشي
روح: بس للأسف أني ما أتشرف وما أريدك بحياتي بعد اليوم، طلگني رسول
رسول: اطلگچ شنو أبني ببطنچ!
روح: ومنو گال الطفل الببطني أبنك يجوز خنتك ما لازم تنسى أني بنت أمي مو هذا كلامكم؟
رسول: روح...

صرخها وگام باِتجاهها رافع ايده شوية بعد ويضربها مدري شلون لزم نفسه على أخر لحظة، فرك شعره بعصبية ودار وجهه عنها يستغفر بصوت عالي فجأة رجع باوع لها منصية ورجلها تهتز بوضوح فتح أول زرين من القميص وجلس بجوارها منصي مثلها
رسول: أني أعرف كلش زين ألمن متزوج فلتحاولين تستفزيني بمثل هالكلام لأن أنتِ بهذه الطريقة ما گاعد تزرعين الشك بداخلي مجرد دتمسين رجولتي.

روح: لا أني فعلاً خنتك رسول، يلا روح جيب أبوية وتعالوا تفننوا بتعذيبي بعدين قتلوني واغسلوا عاري
رسول: كافي زودتيها حيل
روح: والله السويته ميجي قطرة ببحر من أفعالك
رسول: بس فهميني شنو الرايدته مني وأني أسويه
روح: تطلع من حياتي
رسول: صار راح أطلع منها بس قبلها لازم أعرف وين كنتِ طول هذه الفترة؟
روح: گلت ما أشك على شنو دتسأل بعد؟
رسول: اي أني ما أشك روح بس هالناس شاكة
روح: ميهمني الناس.

رسول: بس أني كلش يهمني يعني مستحيل أتقبل يجيبون سيرتچ بالسوء وأوگف أتفرج
روح: السوء الاجاني منك أعظم بهواي من كلامهم
فرك وجهه وباوع لها بعدين نهض من يمها متوجه للغرفة بس وصل للباب وگفت على حيلي، دخل الضياع بعيونه أول ما صار گدامي اعتذرت.

قدر: اسفة لأن ما بلغتك بس مثلما أنتَ أخوية روح أختي ولجأت لي ما أگدر أخذلها بعد كُل الصار وياها وبنفس الوقت هالموضوع خاص بيكم يعني إذا مو هيَّ قررت تبلغك بالحمل مستحيل تعرف مني
رسول: ما جاي أعاتبچ جاي أريدچ تساعديني مثلما ساعدتيها إذا فعلاً معتبرتني أخوچ
قدر: اي تتدلل بس شنو نوع المُساعدة؟
رسول: تعرفين مكانها؟
قدر: لا والله ما قبلت تگول لأن خافت أبلغك.

رسول: أريد تعرفي لي منها المكان حالاً حتى أحل المشكلة السوتها اليوم قبل باچر
قدر: تقصد تحلها بين أهلك وأهلها؟
رسول: بالضبط
قدر: عرفت تقريبًا على شنو ناوي وأحييك على هذه الخطوة لأن للأمانة مكنت متوقعتها منك، ردة فعلك الرسمتها بمُخيلتي تختلف إختلاف جذري عن الواقع
رسول: اِستعجلي شوية، بعدين نحچي بالتفاصيل وقت ما عندنا
هزيت راسي وطلعت من يمه لروح جلست بجانبها أربت بكفي على كتفها رفعت نظرها تباوع لي بتعب.

روح: شوكت نروح؟
قدر: وين كنتِ ساكنة ضروري تحچين
روح: أعرف هوَ الطلب منچ تسأليني لذلك ما أگول
قدر: حيوانة لتصيرين، ليش دتخليني أتجاوز عليچ!
روح: تجاوزي عادي تمونين.

قدر: روح اترجاچ تسمعين كلامي وتستوعبيه، أنتِ تراجعتِ عن العملية وقررتِ تحتفظين بالطفل لهنا كُل شي تمام، قبل كنتِ منهزمة من رسول وهوَ ما كان يعرف شي لا عنچ ولا عن حملچ بس هسه الحمل موجود ورسول لگاچ وعرف الحقيقة كاملةً فصار لازم نتصرف حتى ترجعين تزاولين حياتچ بصورة طبيعية بعيدًا عن مُضايقات العالم ومضايقاته
روح: شيريد يسوي قابل وأني إلى شهرين منهزمة.

قدر: شعليچ اي هوَ رجال وتكفل بالموضوع خليها عليه وأطلعي من السالفة، إلچ الصافي يا عيني
روح: تمام راح احچي بس لو يذبحوني لهذه الشقة ما لي رجعة بعد
قدر: خلينا نحل هالموضوع وياهم وكُل شي ترديه راح يصير صدگيني
روح: ساكنة بحارة شعبية بال مو شقة لا مجرد غرفة وحمامات حتى أكلي من برة أشتريه
رسول: وين بالضبط؟ اكتبي لي العنوان وسلميني مفتاح الشقة.

حچاها وقدم موبايله بس كتبته صار يستفسر منها عن أدق التفاصيل وهيَّ ترد عليه من طرف خشمها الكلمة تطلع منها بألف يا الله مجبورة تسايره
رسول: هسه تاخذيها وترحين لهذا المطعم البراس الشارع الرئيسي تتعشون وتبقون هناك تنتظرون مني رسالة على جهازچ أنتِ قدر شوكت موصلت لچ تجيبها وتجين للشقة وهذا المفتاح تفضلي
قدر: ليش نجي لهنا راح تجيبهم يعني؟

رسول: اي وراح اسألچ روح گدامهم شعندچ اجيتِ تجاوبين بجملة وحدة أنتَ گلت لي هذا البيت بيتچ شوكت متحبين ترجعين مفتاحه بجيبچ
قدر: تمام ننتظر منك رسالة
أخذتها وطلعت للمطعم، تأخر كلش بحيث ما ظل موضوع يعتب علينا ما تناقشنا بيه، قرابةً الثلاث ساعات اجاني مسج منه يطلب مني نتحرك، نهضت دأدفع الحساب انصدمت بيه جاي للمطعم بعد وصولنا بنصف ساعة دافع حساب طاولتنا ورايح!

وصلنا للشقة طلعت روح المفتاح من حقيبتها تباوع للباب وتعابير الخوف مرسومة على ملامحها
قدر: خايفة من أبوچ؟
روح: مو قصة خوف بس ما أحب أرجع أسمع نفس الكلام منه تمنيت ما أواجهه بعد لأخر يوم بحياتي
قدر: ما طول عايشة إلا ما تواجهيه الدنيا صغيرة
حركت راسها وفتحت الباب دخلنا سوى صار والدها گدامنا گاعد ويا دكتور رؤوف ورسول بالصالة، بس شاف بنته فاتت اِنتفض من مكانه بغضب عارم
رسول: روح شجابچ؟!

روح: أنتَ گلت لي هذا البيت بيتچ شوكت متحبين ترجعين مفتاحه بجيبچ
رسول: بس كان لازم تبلغني
تحسين: وينچ ولچ أني أعلمچ اليوم
ديهجم عليها صار رسول حاجز بيناتهم
رسول: أحذرك ترفع ايدك عليها
تحسين: ولك غير منهزمة منك شگاعد تلغي أنتَ
رسول: ما منهزمة
رؤوف: شنو!
رسول: اي ما منهزمة مجرد صار زعل بيناتنا وأصرت تبعد فترة حتى تريح أعصابها
تحسين: چذاب دتغطي على عملتها أعرف سوالفك.

رسول: أنتَ رجال وتعرف المرة من تنهزم ماكو شي يغطي عليها لأن الشرف مسألة غير قابلة للنقاش ومرتي شرفي اليمسها يمسني وخلصت السالفة
تحسين: لحظة شنو خلصت السالفة على أي أساس تريدها تخلص وليش من كنا نسألك مرتك وين ما كنت ترد علينا ولا گلت أنتَ عندك علم بمكانها!

رسول: بكيفنا يابة بكيفنا مرة ورجال اليوم نتزاعل باچر نتصالح، هيَّ تطلع من البيت أني أطلع من البيت محد له حق يجي يحاسبنا ولا أني اللي اجيت واشتكيت لكم طلعتها أنتم وحدكم تدخلتوا وأنتم الحكمتوا عليها منهزمة مثل أمها أما أني بقيت أدافع عنها ضد اتهاماتكم الباطلة بدون ما احچي الحقيقة لأن أرجع وأكول الشي الصار بيناتنا شي خاص بينا ماكو حق يحتم عليَّ اجي واحچي لكم بكل مشكلة تصير بيني وبين مرتي، هالخشم اللي رب العالمين وضعه بخلقتكم وظيفته تتنفسون من خلاله مو تحشروه بحياة الناس حتى وإن كان هالشخص منك وبيك أنتَ ما مسموح لك تدخل بحياته إلا إذا هوَ اجى بنفسه وطلب منك تتدخل.

تحسين: بنتي هذه شگاعد تحچي؟!
رسول: بنتك شرعًا وقانونًا خرجت بعد من وصايتك ودخلت تحت وصايتي لو شتسوي أنتَ غير مسؤول عنها تغلط عندها رجال يحاسبها من أغيب أني عود لك حق تتدخل ساعتها وبالنهاية مرتي ما غلطت هيَّ زعلت بعلمي والمكان السكنت بيه مكاني، خلصت
رؤوف: وين هذا المكان يلا أثبت لنا صدق كلامك.

رسول: راح أثبت لكم بس مو علمودكم لا علمودها هيَّ لأن مو رسول العايش بهذه الدنيا ويترك الناس يعلچون بشرف مرته وراها ما أسمح لأي مخلوق يتدخل بحياتنا بعد، هذه هيَّ گدامكم دخلت صدفة إذا كانت فعلاً منهزمة وماكو تواصل بيناتنا لا راح أعرف المكان ولا أگدر أخذكم تشوفوه وحتى تتأكدون أكثر مرتي حامل من شهرين يعني من وقت المشكلة الصارت بيناتنا وجبرتها تترك هالبيت.

حچاها وراح لغرفته، غير ملابسه لأن كان بملابس البيت دقائق ورجع طلعنا سوى بسيارته توجه للحارة الساكنة بيها روح انصدمت بس نزلنا سلمت المرأة الواگفة بالأسواق عليه وكأنها تعرفه أو شكلها فعلاً تعرفه الظاهر جاي لهنا قبل ليجتمع بيهم
دخلنا للشقة هيَّ غرفة وحدة، اجتنا الصدمة الثانية ملابسه موجودة ويا ملابسها بنفس الخانة حتى يوهمهم هوَ كان يتردد عليها باِستمرار رغم زعلهم.

ما اكتفى بهذه الدلائل من طلعنا خله أحد الجيران وصاحبة الأسوق شهود على وجوده ووجودها واللي كانوا بالظاهر يعرفوه عز المعرفة حتى مهنته عندهم علم بيها بحيث ما ترك مجال للشك بگلبي أني الأعرف الحقيقة بالكامل فكيف بيهم همَ الجاهليها
تونا طالعين تلقيت ثالث واعظم صدمة يامن بوجهي شنو اللي وصله لهنا ما أدري!

رسول: اي اجيت بوقتك، هذا يامن گدامكم دزيت له مسج من دخلت أغير ملابسي اقروا شنو مكتوب وفوگ موجود الوقت والتاريخ (يامن روح رجعت للشقة ووالدها بعده مُصر هيَّ كانت منهزمة اترك كل شي من ايدك وتعال للحارة محتاجك)
رؤوف: أنتَ تعرف بيها ممنهزمة؟
يامن: أكيد وأعرف بيها حامل وهذه الشقة الوراكم شقتها ورسول كان يتركني وحدي بالعيادة أغلب الأحيان حتى يروح لها ديحاول يصالحها لأن زعلانة.

رؤوف: لعد ليش ما حچيت يا أبني عاجبكم الحچي الصار عليها يعني!
يامن: عمي المسألة شخصية بأي حق تريدني أتدخل
تحسين: مو صوچه صوچ رجلها الظل ساكت طول هالمدة وهوَ يعرف مرته زعلانة ويندل مكانها.

رسول: ما مجبور أبرر لكم كُل خطوة نخطيها، أنتم سألتوني وينها گلت لكم زعلانة هيَّ من تريد تظهر نفسها راح تظهرها وتعرفون مكانها هذا كان نص كلامي محد ضربكم على راسكم حتى تختلقون أفلام وقصص وتسووها اِنهزمت ومصاحبة ولبستكم العار
تحسين: بس غلط السويتوه.

رسول: أبدًا مو غلط هذا درس لكم حتى تبطلون تتدخلون بحياة الناس تحديدًا حياتنا، وهسه بس ترجعون لبيوتكم كل واحد يخيط حلگ العنده بأبرة وخيط لأن الأسمعها بعد تحچي على مرتي متلوم إلا نفسها كافي وصلت حدها وإياكم بعد تجون تعيروها بأمها روح ربت نفسها بنفسها ما عندها أم ولا عندها أب وتصرفاتكم القذرة هيَّ ممسؤولة عنها أمها شردت أبوها متخلف كل لشة تتعلگ من كراعينها متجي تحمل ذنوبكم والله أنتم تغلطون وهيَّ بتبتلي، البارحة إذا ما أقبل تحچون عليها لأن هيَّ مرتي اليوم ما أقبل تحچون عليها لأن مرتي وأم أولادي بعد أشهر بسيطة وأقل كلمة سيئة أسمعها بحقها أگص لسان اليحچيها وأخليه يبلعه ويبلعها.

حچاها وسحب روح من بيناتهم، صعدها بالسيارة وصعد دگ هورن يطلب منهم يتحركون أشرت لها من بعيد رايحة ويا يامن وصعدت وياه بس تحركنا سألته مصدومة.
قدر: شنو گاعد يصير هنا؟!
يامن: اِتفاق
قدر: بين منو ومنو؟
يامن: الكُل باِستثناء أبوها لروح
قدر: حتى دكتور رؤوف يعني
يامن: هوَ براس الإتفاق ليش منو غيره جاب أبوها لشقة رسول حتى تمشي الأمور حسب الأصول
قدر: صدمة والله يعني جابه بحجة يتفاهمون وعود رسول ما عنده علم بجيتهم.

يامن: صحيح
قدر: يامن سؤال وبروح يُمنى تجاوبني بصراحة
يامن: بدون متحلفيني
قدر: رسول همْ شاك بمرته؟
يامن: إذا أني وأنتِ ما شكينا تردين رسول يشك! أكيد لا لأن كلنا نعرف روح شنو الوحيد الميعرفها أبوها أو بالأصح يعرفها بس ديغالط روحه بسبب الأمراض النفسية الزرعتها بداخله أمها الله يغفر لها.

قدر: الله يساعدها على هيچ أب أني أدري الأباء من شيمهم يفدون سمعة بناتهم بروحهم شو هذا هوَ اليطعن ببنته گدام الناس وبس ينتظر عليها الزلة
يامن: مو كل الأباء ليش نبض شوصلها للي وصلت له غير مروان هذا همْ محسوب على الأباء
قدر: صدگ شنو أخر التطورات بحالتها.

يامن: آريان من يوم محمل جنازة أحمد الله يرحمه وايده تعبانة بعده ما رجع خل تستقر أمورهم ونواصل الجلسات مظل شي التطور بحالتها كان جدًا ملحوظ لوما استشهاد أحمد الوگفنا بمكاننا
قدر: گدها أنتَ متأكدة راح تعالجها عن قريب جدًا
يامن: إن شاء الله.

وصلنا نزلني يم شقتهم وراح، بعدهم لسه مراجعين ظليت انتظر عند الباب عشر دقائق يلا وصلوا أبوها مو وياهم الظاهر موصليه من طريقهم، سلم دكتور رؤوف علينا وراح بقيت بس أني وياهم
روح: خلصت المسرحية؟
شكرًا لك على كُل شي بس صار لازم أرجع لمكاني
رسول: ادخلي للشقة بسرعة واعقلي لتتعبيني
روح: مكان بيه أنتَ مستحيل أتواجد بيه
رسول: داخل أخذ ملابسي وأروح لأهلي مباقي هنا.

حچاها ودخل قبلنا، دارت وجهه دتروح لزمتها من زندها بقوة الخزرة بعيوني.

قدر: الحياة فرص وبس الغبي الميستغل فرصها، أدخلي بسرعة يلا شقتچ فراشچ أغراضچ ترجعين للوظيفة تخلصين من التشرد والإيجارات تعيشين حياة طبيعية تمشين بين الناس مرفوعة الراس أبنچ هذا الببطنچ تولديه ببيئة سوية حتى وإن كانت الظروف التحيط بيچ استثنائية، أدخلي يا روح ولتركبين راسچ الترديه صار ورسول راح يترك لچ الشقة باللي بيها أكثر من هذا شنو طالبة منه بعد؟
روح: راح يظل يضايقني.

قدر: يعني إذا تركتِ الشقة مراح يضايقچ؟ مرته وأم أبنه طبيعي كلش يبقى يحاول حتى بس تسامحيه لو ترحين لأخر الدنيا همْ يتبعچ المسألة ما واگفة على وجودچ بهذه الشقة شغلي عقلچ شوية
روح: تعبانة قدر ما أگدر حتى أفكر.

قدر: حقچ الصار وياچ مو شوية بس أني هنا حتى أساعدچ وجربتيني ما عندي شي أهم من مصلحتچ ومصلحتچ تگول لازم تبقين بهذه الشقة وهوَ اللي يغادرها لأن الغلط بيه ليش أنتِ التنهزمين وتتركين كل شي وراچ حتى وظيفتچ وكأنما مسوي عملة
روح: صح كلامچ شقتي هذه حتى إذا انفصلنا مراح أغادرها بس الفرق أگوم أني أدفع الإيجار وقتها
قدر: اي عفية عليچ هيچ أريدچ يلا فوتي.

دخلنا ننتظر بالصالة شوية وطلع ينقل بأغراضه من الغرفة لباب الشقة گمت عاونته خطية تعب اليوم، ساعة وخلصنا كُل شي روح بعدها گاعدة ما تحركت من مكانها خطوة وحدة، راح للحمام غسل وجهه ورجع وگف گدامها
رسول: كل شي تحتاجيه راح يوصل لچ لباب الشقة ووظيفتچ همْ تنتظرچ ارتاحي أسبوع وراها تگدرين ترجعي لها إذا حابة، انتبهي على نفسچ وعلى اللي ببطنچ لأن إذا حاولتِ تأذيه تتأذين صدگيني
روح: ليش گاعد تهددني؟!

رسول: مو تهديد تنبيه لأن اليوم كنت ناوية تتخلين عنه لوما ضميرچ تحرك على أخر لحظة
روح: لتتصنع الحنية أبني هذا أنتَ ما لك علاقة بيه
رسول: المهم وعيتِ هوَ أبنچ وهذا المطلوب
حچاها وغادر ظليت وياها شوية واستأذنت حسيتها تعبانة والوقت همْ تأخر لازم أرجع للقصر، توني سديت الباب دأمشي صار رسول بوجهي جاي من شقة أهله الظاهر كان واگف ينتظرني
رسول: شلونها هسه؟

قدر: بخير لتخاف عليها هرموناتها هذه الفترة راح تظل تتقلب من لحظة للثانية لازم نتحملها
رسول: حاولي متتركيها، أعرف مشغولة ودنتعبچ ويانا بس نمون احنا أخوانچ
قدر: أكيد وبدون متوصيني مراح أتركها بس اترجاك تخليني بعيدة عن مشاكلكم لتحملني مسؤولية الشي الصار والراح يصير وياكم بدون زعل.

رسول: لو أريد أحملچ المسؤولية كان عاتبتچ شلون تستلمين منها اتصال وتعرفين مكانها وترحين بنفسچ وياها للدكتورة حتى تجهض الجنين وأني ما عندي علم بكل هذا رغم تعرفين بوضعي شنو كان بين أهلي وأهلها وشلون كنت انتظر أي خبر يوصلني منها وإن كان بسيط المهم يطمني
قدر: صدگ أنتَ شلون عرفت بتواصلنا؟
رسول: دمار
زهرة: هيَّ هذه أخرتها ديرو، دمار يدري بالسالفة وبيبيتچ لا هذه الما مرجية منچ والله.

قدر: والله بيبي ما أدري شلون عرف، أني ما گلت لأي بشر لأن البنية حلفتني كُل يمين ولا الثاني حتى ما جيب سيرة عن موضوعها بس هذا أخ منه هذا دمار لو داهية ووگعت على راسي راح يخبلني ماكو هيچ بشر باللهِ العظيم ناقص بعد بس أفتح جدر المرگة والگاه يطبش بنصها
زهرة: يجوز صاير عيون رجلچ غير يخافون عليچ
قدر: هه رجلي!

رجعت من يمها لغرفتي أخذت الأغراض اللي لگيتهن بسيارتي وتوجهت لغرفته أكيد هسه رجع وإذا ما رجع معناها راح يبات برة اليوم مستحيل يتأخر أكثر
طرقت الباب صاح تفضل دخلت ملابسه بيده يريد يروح للحمام بس شافني ابتسم المُستفز.
دمار: مرت أخوية تزورني بغرفتي، يا أهلاً وسهلاً
قدر: اجيت أوصل لك الأمانة وأروح
مديت له ايدي فتح كفه، حطيت بيه جهاز التنصت والموبايل الكان زارعهن بوسط سيارتي.

دمار: اعرف لگيتيهن وصل لي إشعار ومو بنيتي أن أخفيهن عليچ لذلك خليتهن بمكان واضح كُل اللي كنت رايده نوصل وياچ للدكتورة
قدر: بأي حق تريد توصل لها؟!

دمار: رجال اجى بنفسه يتنخاني حتى أحصل له من مرت أخوية خبر عن مرته أرجعه مثلاً؟ أكيد لا هذه مو من شيم العرب ولا من صفات الرجولة نرجع القاصدنا وأعرف قدرنا مراح تحچي إذا سألتها فتصرفت من راسي وعرفت كل شي بدون ما أتعب نفسي واتعبچ وياية، مصار شي خدمة إنسانية خوية
قدر: أنتم الزلم مال حرگ وبالمزبلة عدل
دمار: رحم الله والديچ
قدر: بعد لتعيدها دتسمع الكلام لو لا
دمار: واللي بيسمع كلمة أختو شو بتقولو.

قدر: دمار المحتال
دمار: حاضر راح أعيدها تتدللين
قدر: دمار أنتَ دمار شامل للبشرية تعرف لو لا؟
دمار: أسلحة نووية وما أدري دخيلك ربي
قدر: اي بالضبط أسلحة نووية ومن اليوم اسمك راح يتغير من دمار لخراب يلوگ لك أكثر
دمار: تغيريه أغيره من قدر لجدر وبكيفچ بعد
قدر: هه متضحك.

اِلتفتت بعصبية دأغادر وگفني صوته من گال نعم برو لا إراديًا رجعت بنظري عليه المُحتال ديضحك عليَّ واگف الملابس بيده وماكو موبايل يباوع لي ويغمز!
دمار: يا إلهي هالحب شيسوي حسيت گلبچ اِلتفت قبل جسمچ الله يساعدچ يبعد أخوچ وأهله الله يساعدچ
قدر: رب العالمين الخلاك بطريقي أكيد يساعدني حتى أگدر أتحمل اِستفزازك
دمار: لا صدگ ناوي أتعالج تعالجيني
قدر: أني الأعالجك مو غيري وتذكر هالجملة زين.

طلعت من يمه دأمشي بالممر تراجعت بخطواتي، باوعت لغرفته وغيرت مساري وگفت گدامها طرقت الباب ماكو رد نزلت المقبض ودخلت رايح للحمام
فتحت الجرار سحبت مفتاح الشقة مالت أمان من بين المفاتيح وطلعت بسرعة انتظرت بيبي بس نامت طلعت متوجهة للشقة وصلت فتحت الباب ظلمة كلش شغلت مصباح الموبايل ودخلت أتسحب.

بوجهي لغرفته فتحت الباب وأني متأكدة راح ألگاه موجود بس هالمرة إحساسي خاب على غير العادة، كانت الغرفة فارغة وواضح عليها متروكة من فترة مو قليلة معناها هوَ فعلاً مسافر مو ديدعي السفر
رجعت للقصر قبل لتگعد بيبي للصلاه، الصبح قبل لا أروح للمصحة مريت على روح الحمد لله وضعها تمام ومراح تداوم منا لأسبوع بينما ترتاح وتستعيد نفسها شوية خصوصًا عرفت مجموعتها صارت يمي.

بعد يومين العصرية كنت توني سابحة وطالعة من الحمام غرفتي وحدي ماخذة راحتي طالعة بالبرنص والمنشفة على راسي تجاوزت الممر متوجهة لداخل الغرفة بعدني بالباب صار أمان گدامي متمدد على السرير ويحيى ودمار يمه وياهم بيبي بس شافوا منظري همَ داروا وجههم للحايط وأمان صرخ بيَّ
أمان: وين طالعة يالكائنات
صرت بموقف محرج، رجعت للحمام مجبورة ثواني واجتني بيبي ملابسي بيدها.

زهرة: شجاچ الرجال مريض خليته يتزوهر من هذا المنظر داستري نفسچ يا بيبي
قدر: ترى غرفتي هذه أني شعرفني بيهم موجودين!
زهرة: حتى لو غرفتچ يمة لا تطلعين بعد هيچ
قدر: گلتِ مريض؟
زهرة: اي خطية يگولون مسوي عملية مال شنو ما أدري بس تعبان كلش گوة يتحرك المسكين
قدر: شايفة وأني أخر من يعلم!
زهرة: طبيعة رجلچ كتوم لازم تتعودين على طبعه لا تخلقين المشاكل مثل غيرچ.

حچتها وراحت، بينما غيرت ملابسي وطلعت لگيت أمان وحده بالغرفة كلهم رايحين
أمان: ألبسي عدل منا ورايح
قدر: اي گول أني اجيت حتى ألبس عدل بغرفتي
نظرت له بلامُبلاة وانداريت للميز سحبت السشوار أجفف شعري بس خلصت قرصته وغادرت الغرفة متوجهة لروح ما رجعت من يمها إلا لليل استلمتني بيبي رزايل شلون تاركة رجلچ ورايحة خليتها تدخل لغرفتها تنام ورحت للصالة تمددت بدون غطا.

توها عيني ماخذة النوم حسيت على لمسات تتخلل خُصل شعري فتحت بتعب أمان باوع لي واِبتسم
أمان: گومي نامي بغرفتچ ليش هنا
قدر: عادي مرتاحة
أمان: زعلانة مني لأن ما اتصلت عليچ؟
قدر: متهمني ترى لا أنتَ ولا اتصالك
أمان: إذا ما أهمچ على شنو نايمة هنا يا ذكية خو أسوي الموضوع عادي واجي أنام بغرفتي ولا كأنهُ أحد مشاركني بيها لو اظل أعلم بيچ أني
قدر: دأتفرج مسلسل وأخذت عيني النوم مو يمك
رفع نظره على التلفزيون مبتسم.

أمان: والمسلسل صارت تنعرض على قناة الأخبار؟
نهضت بضجر دخلت لغرفتي تمددت بالفراش الغطا على راسي، دقيقة مو أكثر واِنسحبت لحضنه!
قدر: عرفت ليش ما أنام يمك لأن أدري بيك مسربت ومو راحة
أمان: اِشتاقيت لكل شبر بيچ لصوتچ لريحة شعرچ لاِبتسامة شفتچ لنظرة عيونچ حتى لعنادچ اِشتاقيت
قدر: اي واضح الاِشتياق!
أمان: أنتِ مو گلتِ صاير ممل حبيت أغير الروتين شوية حتى يختفي الملل وتشتاقي لي.

قدر: ما اِشتاقيت بالعكس الحياة بدونك جنة
أمان: تعالي لهنا عنيدتي
دارني عليه رافع وجهي لوجهه يباوع لي ويضحك.
أمان: يلا گولي ما اِشتاقيت
قدر: ما اِشتاقيت
أمان: لعد روحتچ الفجر للشقة شنو تفسيرها؟
قدر: گلت يجوز ميت على فراشك ومحد يدري بيك
أمان: لا ميت عليچ
قدر: مريم تزوجت دَسار صار عندك علم لو بعد
بس حچيتها تغيرت ملامحه رخى قبضته مني وإبتعد متألم رجع لنومة الظهر رافع ايده على عيونه
قدر: ها ضجت لو غرت عزيزي؟

أمان: ظلمي الغرفة أريد أنام
قدر: مو على أساس متهمك وعمرك ما حبيتها!
أمان: ما حبيتها السقر ميعرف يحب استوعبي قدر
قدر: بس غصبًا عليك حبيتني، حتى لو تنكر هالحُب يبقى واضح بعيونك متگدر تخفيه
أمان: اي فاشل بالإخفاء مثلچ تمامًا
رجع غمض ينام سكتت بس عيوني ظلت تراقبه.
قدر: عملية شنو سويت؟
أمان: ضروري يعني تعرفين؟
قدر: اي شنو قابل مكان العملية سر متريد تحچي.

رفع ايده عن عينه يباوع لي ويضحك بنذالة، عرفته ناوي يغير الموضوع وينحرف عن الطريق
أمان: ها احچي
قدر: مسربت
أمان: من تگولين مسربت تجي شغلات ببالي أعوذ بالله ديري بالچ لتصير صدگ وتتطبق بالواقع
قدر: دطير صوچي أني نايمة يمك
قبل لا أگوم من يمه لمس بطني من تحت البجامة
أمان: راحة ما بعدها راحة
تصبحين على خير حبيبتي الزعلانة.

ضربته بالمخدة حيل وطلعت للصالة، تمددت أريد أنام ما أگدر التخم أبدًا مو مريح، سحبت الكوشات ونزلت على الأرضية بس حطيت راسي غفيت
زهرة: يمة ديرو گومي للصلاه
رفعت راسي بتعب، النُعاس بعده بعيني حتى ما أدري أني وين نايمة أشو بيبي تباوع لي وتضحك!
قدر: ها شكو؟
زهرة: أدري بنيتي ما عندكم غرفة نايمين هنا
فركت شعري مطيت جسمي هناك وأحس أكو ايده محاوطي خُصري نصيت بذهول أمان نايم بصفي!

زهرة: دگومي صلي ولا تفززين الزلمة خطية تعبان
اِنسحبت من حضنه بهدوء، صليت وكملت نومتي بالغرفة، الصبح فزيت على صوت المنبه بينما دخلت للحمام لگيته گاعد اثنينا محچينا شي غيرنا ملابسنا وطلعنا سوى اجى وياية علمود يشوف أخته
في الجَانبِ الآخَر
هُناكَ مَنْ يَشدُ الرِحالَ وَالتِرحالْ
يَخلِقُ المُمكِنَ مِنَ المُحالْ
هُناكَ مَنْ لا تَهدأ لإياهُ نَفسٌ وَلا تَغمِضُ لَهُ عَينْ.

مَنْ يَشعرُ أنَّ في عَاتقِهِ لِمَنْ أحبَ ثَمةَ طَلبٌ وَدَينْ
هّوَ يَنوي إلَيها السَفرْ
وَهيَّ لا تبصِرُ لِحالِها مَخرجًا وَلا تَجدُ المَفرْ
فَ أينَ لَهمْ سَ يكُنْ المُستَقرْ؟
في الحَالِ. سَ نَرى ضُعفَ الحَالْ
لِفَتاةٍ لا تَملِكُ مِنَ القوتِ شَيئًا
وَلا تُوجد بِ جُعبتِها الأموالْ
فَهلْ تَرفعُها الأقدارُ أمْ تأخذُ بِيدِها نَحوَ المُنحَدرْ.

العصر توني راجعة من الدوام اتصل عليَّ أيمن توني فتحت الخط ورفعت السبيكر دخل أمان للغرفة
قدر: ها حبيبي
أيمن: باچر مسافر للعراق ومحتاجچ وياية
قدر: خير شعندك؟
حچى لي الموضوع باِختصار، أم أسل تحتاج عملية بأسرع وقت والفلوس مستحيل تتدبر لذلك هوَ ناوي يسافر للعراق حتى يقدم لهم مبلغ العملية من خلالي على إني صديقة أسل وراح أقرضها هالفلوس كَدين.

سديت الخط منه واعدته أسافر وياه، أمان گاعد يمي لو عنده اِعتراض كان تكلم اتصلت على دكتور رؤوف أخذت اِجازة بس السبت لأن باچر جمعة طيارتنا الصبح وبديت أجهز نفسي للسفر
الفجر صليت ودخلت سبحت، واگفة على المرآة امشط شعري فز أمان على صوت زجاجة العطر بعدما ارتطمت بالميز عن طريق الخطأ.

گام للحمام غسل ورجع، راح لحقيبة سفره مدري شنو طلع منها ورجع وگف بظهري، سحبني لحضنه دايرني عليه ظليت صافنة ما أحس إلا ثنى ركبته نزل عليها يم رجلي يلبسني بحجل الذهب!
بعدني عايشة داخل الصدمة سد الحجل ومرر طرف سبابته على رجلي من الأسفل للأعلى گبل لزمت ايده خايفة باوع لي مبتسم
أمان: الماي نازل بخط مستقيم گلت أمسحه يعني مو قصدي الببالچ
قدر: شنو مناسبة هالحجل؟
أمان: شفته وتخيلته على رجلچ اشتريت لچ إياه.

قدر: شكرًا
درت وجهي كملت شغلي ورحت للكنتور، أخذت ملابسي غيرت بالحمام بنطلون أبيض وسويتر قصير أحمر وحذاء سبورت يوالم طريق السفر وطلعت دأمشي بالغرفة وگف گدامي قاطع عليَّ الطريق، رجع نصى على رجلي فتح الحجل وضمه بجيبه
قدر: ليش؟
أمان: گلت عجبني عليچ مو يعجب الناس، انتبهي على نفسچ وبس توصلين اتصلي طمنيني.

هزيت راسي وطلعت يامن وصلنا للمطار، بس نزلنا مطار بغداد لگينا عمو ناصر ينتظرنا سلم على أيمن وباس راسي الاِبتسامة تارسة وجهه رغم التعب
قدر: شوف بلغتك حتى لتزعل مثل جيتنا الأولى
ناصر: زين تسوين يلا وياية للبيت
أيمن: لا عمي مستعجلين لازم نمر على أهل البنية قبل كل شي
ناصر: يلا أوصلكم الصبح أني رحت لبيتهم اتأكد من العنوان يعني مراح تتعبون بالبحث.

طلعنا وياه وصلنا لبيتهم وبقى بالسيارة ما قبل ينزل ويانا، وگفنا بالباب الماي طالع من جوة ديغسلون الطرمة
أيمن: هذه هيَّ أكيد دتغسلها ماكو غيرها
قدر: اهدأ شبيك من يمي توترت
أيمن: خايف من ردة فعلها خاف متقبل تاخذ الفلوس
قدر: أطرق الباب وخلي الباقي على أختك.

رفع ايده طرق الباب اجى صوتها سألت منو جاوبت أني لأن حافظة نبرة صوته، فتحت الباب الحجاب على راسها وبريگ الماي والمكنسة بيدها بس اجت عينها بعين أيمن سقط البريگ من ايدها للگاع...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب