رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السادس عشر
تراجعت للخلف ومدهوشة من ألي سمعته، سرت بخطوات سريعة لغرفتي ةسحبت موبايلي وجسمي يرجف وانا أتذكر كلامه. معقولة صدك؟ ما أعرف شلون أتصل بعد من رجعة إيدي، طلعلي رقم شَمس وسريع أتصلت ودموعي تنزل بقى يرن وأنا أدور بالغرفة مثل المخبلة وأحس الغصى ببلعومي ما داگدر أتنفس أبدًا...
أول ما ردت عليَّ حچيت بحروف مُتقطعة بدون لا أنطيها مجال: ش شَمس شَمس...
جاوبتني بنبرة قلق: شصاااير؟
مِراس: شَ مس ب ابا.
شَمس: أهدي مِراس أهدي بنتي وأحچيلي شنو الموضوع؟
مِراس: بابا موجود، بابا فعلاً عايش.
شَمس: شلون فهميني منيلچ هالمعلومة؟
جاوبتها وأنا أبچي والحروف بالگوة دتطلع مني: عمو وضاح سمعته يگول هالمكانين المفروض يكون بيهم الفهد.
جا صوتها منفعلة: وييين؟ وييين مِراس بأي مكاااان؟
گعدت بالأرض وأبچي: ما أعرف الأماكن تعالي أنتِ.
غلقته مني وأنا منهارة هالشي حقيقي أكيد أنا ما داتوهم أبوية فعلاً عايش وإحساسنا طول هالسنين ما خاب!
حَسيت إيد رفعتني من الأرض بسرعة ألتفتت ما واعية: بابا.!
خاب أملي من شفته راجح بقت دموعي تنزل وصافنة بي وهوَّ ما فاهم شي مَيلت راسي وصرت أشهگ بالبچي سحبني لصدره ويمسد على شعري: شصاير؟ ليش دموع الشُجاعة نزلت؟
ما أعرف شنو أجاوب مُجرد الفكرة بأن راح نشوف أبونا تحسسنا بشيء غريب وأمان لا نهائي، وبنفس الوقت عدم تصديق هالشيء راح ياكل من قلبنا لحد ما نقُر عينَّا بشوفته، من يمسح على راسنا ويبوس جَبينّا، من نسمع نبرة صوته وهوَّ يندهلنا وقتها راح نصدق وما نكذب عينّا...
گعدني ع السرير ولا زلت منهارة وما أعرف السبب شنو بالضبط إلى مخليني بهالحالة والضُعف مَديت إيدي لقلبي وغمضت عيني: عشت هين طول الوقت ولا يوم نسينا وولا يوم مَر بدون ذكراك، عشت بقلب أربع بنات طول سنين، صارلك أربع قلوب سبب يخليك تعيش طويلاً وتحافظ عليهم.
فتحت عيوني راجح بعده مگنبص گدامي ويدحگلي بأستغراب همستله: تسندني بَس أتمدد هناك؟
هز رأسه وسحب إيدي مگومني رجليَّ ما داحس بيهم ولا يعينوني أضطر يحملني وينومني بسريري غطاني وگعد بحافية السرير يمسح على شعري ويمسح دموعي...
ما گدرت أنطق ولا گدرت أتحرك ما أعرف ليش فجأة ما گدرت أعين نفسي، درت جسمي على جِهته وغمضت عيني وما زال يمسح على شعري بحنية، قاطع سلسلة الصمت: ليش هيچ تعبتي؟
مِراس: جا الوقت ألي نشيل حجاب القوة ونتكئ على سندنا، جا الوقت ألي نضعف ويتطبطب على كتفنا، عشنا سنين حياتنا نتمنى شخص يطبطب علينا ويسندنا مثله بَس ما لگينا ولهذا صرنا السند لبعض، جا العَوض إلى الله وعد بي أربع بنات.
راجح: من أول ما عرفتچ ما شفت هيچ ضُعف، ما يلوگلچ الضعف أنتِ تلوگلچ بَس القوة.
بقيت مغمضة عيوني بينما حَسيت بقبلة أعلى جَبيني وهَمس بأذني: يمكن ما أوفي وعدي ألچ ويمكن أوفيه، بَس تأكدي راح أصير ألسند ألي تبحثين عنه والكتف ألي تتكئين عليه، حتى لو وقتها بعاد عن بعض ولو بينا مشاكل وحُقد ولو كُنا أعداء المُهم تحسين بالسند الدائم ألچ وبالوقت ألي راح تحتاجي راح يكون موجود.
مِراس: مو گلتلك أنا سند نفسي؟
أبتسم وقرب إبهامه يمسح دمعتي جاوب بضحكة: تكابرين أنتِ، قاسية وبنفس الوقت حنونة، قوية وبنفس الوقت ضعيفة، سند نفسچ بَس تجي أوقات تحتاجين كتف تتكئين عليها من قساوة الحياة.
مِراس: بسبب وضعي هذا حسيت أني ضعيفة؟
راجح: أنتِ أقوى بنت شافتها عيني
رفعت رجليه ونمت مثل الطفل إلى ببطن أمه شلون يلم نفسه على نفسه أنا مثله دحست راسي بالفراش وأبچي وما أعرف شنو سبب بٌكائي بالوقت إلى لازم أفرح ليش دابچي؟
حَسيت بي گام من يمي وصوت خطواته عرفت طلع من الغرفة بقيت على حالتي هاي وعلا صوت بچيي وأكتم صوتي بالمخدة: ياربي شنو هالشعور؟
من بعد وقت طويل شلت الغطى وأحس نفسي شويه أحسن رفعت جسمي ودحگت بالغرفة واتفاجئ براجح لهسه گاعد ع الميز مال التلفزيون ويدحگلي بسرعة همست: أنتَ من شوكت هين؟
راجح: أنا ما طلعت من باب الغرفة أصلاً.
مِراس: شلون جا صوت الباب وطلعت؟
راجح: شلون أطلع وأعوفچ بهالحالة؟ شلون أعوفچ وأنتِ تبچين لو صارلچ شي لا سامح الله! لو تعب قلبچ فجأة؟
مِراس: ليش ديتعب عادي متعودة على هالشي مو جديد أبدًا.
گام من مكانه وتقرب يمي مسح الدموع الباقية على خدي وخلا إيده على قلبي وعينه بعيني: قلب الشخص ضعيف، لو باچية شويه ألخ چان تأذى قلبچ ومن المُستحيل يتعالج بسهولة.
مِراس: ليش يتأذى؟ شيصيرله مثلاً!
راجح: ما يتحمل الشعور ألي نحسه ولهذا شعورنا يطلع على شكل دموع لإن لا القلب ولا أي شيء ثاني يگدر يمحي ألشعور من داخل الشخص أو يخرجه.
أبتسم ونزل نظرة وهمس بحسرة: والأصعب يبقى الشعور بداخلنا وما نگدر نطلعه لا على شكل دموع ولا حتى نگدر نتغاضى عنه ونتخطاه ويرافقنا طول الوقت.
ميلت راسي وأردفت ببچي: شنو ألي مار بي قلبك!
أبتسم وبعد أيده مني: مار بعدة طُرق وما زال ضائع وما لقى وجهته الحقيقية.
سحب إيديه وضمهم بإيدينه: لا تنسين بعد كُل ضيق فرج.
أسترسل بكلامه وهوَّ يرفع راسه يمنع دموعه تنزل: گومي غسلي ولا تهتمين لشيء الله يرتب حياتچ بالطريقة ألمكتوبة عنده.
تقربت منه أكثر رفعت أيدي الضعيفة لوجهه
مَيلت راسي بحزن ودموعي تنزل أردفت بخفوت: شنو هالشعور ألي ب داخلك.!
رفع عينه ل عيني يحاول يعدلها وما ترمش وتنزل دمعته إلى منتظرة رمشة وحدة حتى تفيض خَده، بسرعة بعد وجهه مني وجاوبني: تعالي غسلي وجهچ حتى تصحصحين.
مِراس: راجح...
التفت بكامل جسمه وأردف بأبتسامة: عيوني.
گمت من السرير ونزلت منه برغم دايخة بَس متوازنة تقربت يمه بقيت أتأمل وجهه لثواني وهوَّ نفس الحالة، فتحت أيديه وهمستله: تگدر اليوم تحس أكو شخص يمك وراح يحتضنك ويسمعلك بدون مُقاطعة.
راجح: أنا أذيتچ هواي نسيتي؟
مِراس: أنسى كُل أذيتك ليوم واحد فقط تگدر تثق بيَّ ليوم واحد.
تقدم ألي متردد وصدره يصعد وينزل من تنفسه السريع والمتردد، بقى ثواني بدون كلام بعدها رفع إيدينه لوجهي أحتضنه دنگ شويه وباس جَبيني بهدوء وسحبني لصدره محتضنّي أستمعت لنبضات قلبه ألمُتمردة تضرب بصدرة من بعد دقائق أجاني صوته والغصة واضحة بي.
راجح: ماضيي ومُستقبلي حياتي وأنا وشخصيتي وكُل شي يخصني راح يأذيچ ويخليچ تتمنين لو ما سامعة شي ولا حاچيلچ، ولهذا لا تسمعيلي أبدًا ولا تفكرين بيوم أنچ تعرفين شنو بيَّ ما أريد أزيد الوجع بداخلچ.
غمضت عيوني ونزلت دمعتي، عرفت شنو يقصد وشنو المُستقبل ألي ينتظرني عرفت وقتها راح أكون الفائزة وبنفس الوقت خسرانة نفسي وحياتي، ردت أبتعد ردت أتركه بَس ما أگدر والسبب ما أعرفه شنو برغم أعرف نهاية الطريق هذا وأعرف قدري نفسه إلى ما يخليني أترك كُل شي وأرجع من وين ما أجيت، هوَّ القدر إلى يحرضني حتى أكمل ما بديت بي وأخرب كُل شي وأگلب كُل شي رأسًا على عقب حتى يتحقق المكتوب بكتاب الله.
بعدني منه بعد مُدة قصيرة وطلع من الغرفة مكسور وما يعرف شنو الطريق المُناسب ألي لازم يسلكه، شخص تائه كان عايش حياة رُبما تكون قاسية لدرجة ما خلته يفهم أين هيَّ وجهتي؟ مُمكن ما كان أكو شخص واحد يأشرله على الطريق الصحيح مُمكن الضغوطات عملت هالشي وخلقت من خلالها شخص تائه يتعثر بكُل الطُرق...
غسلت وجهي وطلعت والكُل يسألني ليش وجهچ هيچ وليش باچية وليش راجح طلع فجأة، محد يدري شنو نعيش داخل هالغرفة وشلون ننام ونگعد ونحنَ گدامهم زوجين مُحبين لبعضهم وداخل الغرفة بَس المشاكل. التمثيل گدامهم صعب جدًا...
همست بصوت مبحوح: ماكو شي بَس صار بينا كلام وعلا صوته عليَّ وأنا ما تحملت وبچيت وحتى لا تزيد هوَّ طلع.
صارت أمه تگول عادي هالمشاكل تصير بين كل زوجين بَس لا تخلوها تأثر عليكم وعلى علاقتكم. تركتهم وصرت أجهز العشا وأنتظر شَمس تجي بَس ما أجت أبدًا وقتها عرفت السبب ما رادت تجي وتفضح كُل شي فجأة وراح يصير اللوم عليَّ أنُ أنا سمعت هالكلام ووصلته لشمس. ما رادت أصير ناقلة كلام وما أحفظ السر بنظر بيت عيالي ولهذا راح تحلها بطريقتها.
ما كان ألي نفس أتعشى أبدًا بقيت أنتظره ع العشا بَس ما أجه وحتى من سألوني ما عرفت شنو أجاوب. كملت المطبخ ورتبته وبقيت گاعدة لوقت متأخر أنتظر يجي بقى بالي يمه أتصلت بي مرات كثيرة وموبايله مُغلق.
دخلت لغرفتي وسديت الباب بدلت وتمددت أبد ما أجاني نوم هواي أفكار تضرب براسي هواي أسئلة، محتاجة شي يخفف عني شي يمحي الأسئلة هاي، محتاجة أنام بحضن شَمس وأحچيلها كُل شي بَس ما أگدر حتى من هالشي البسيط محرومة.
بقيت مُدة قصيرة وبعدها غفيت. ما حَسيت بعدها غير على طبگة الباب عدلت نفسي التفتلي وهوَّ يضحك بطريقة غريبة: بعدچ گاعدة!
گمت من فراشي وصافنة بي مستند ع الحايط وحركاته غريبة تقربت منه وأهز راسي ب لا صرت أمامه وما زال بمكانه أردفت ما مصدگة: گول أنا ما سويتها! گول أنا ما شارب!
عاف الحايط ومشى خطوتين وحچى: گلتي أريد أعرف حياتك مو؟
رجف جسمي من منظرة وريحته حچيت صاكة على سنوني: أطلع من غرفتي.
التفتلي يضحك وما أعرف بشنو عثر ووگع على وجهه عبالي فقد بَس عدل نفسه وخلا إيدينه ببين رجلينه ولم روحه مثل الطفل ببطن أمه، غمض عيونه ورجع فتحهم: لو يوم جيتچ فعلاً سكير شنو ردة فعلچ؟
توسعت عيوني بصدمة من كلامه تقربت منه وأشم بي عدل نفسه وسحبني أله: ما راح تتحملين مو؟
مِراس: شدتسوي أنتَ مادافهم عليك ريحتك مشروب وواعي على نفسك شلون!
ضحك ودموعه نزلت: هذا أبسط شي من عالم المشروب المُظلم، أنتِ فقط شفتي هيچ نقطة من هالعالم نقطة بَس، شنو كان شعورچ؟!
ردت أبتعد سحبني أله أكثر: جاوبي تگدرين تتحملين شخص يوميا يرجع بهذهِ الحالة؟ تگدرين تتحملين شخص يضحك عليچ وعلى مشاعرچ ويستهزء بيها؟
هزيت راسي لا وگمت منه بقى صافن بالسقف ودموعه تنزل: بينما أنا شفت، شفت هذا العالم بكُبره عشت بي وتكونت بي وكبرت بي. تهت وضعت بي كان أكو طُرق هواي هواي بَس فضلت أبقى بمكاني وما أسلك أي طريق من هالطرق، كنت مثل ما تگولين أنتِ جبان ما گدرت أتحرك وأمشي أو بالأحرى خفت!
مديت أيدي أله ودموعي تنزل أشرتله: گوم غسل هسه وبعدين سولف.
تأمل إيدي لثواني ورفع عينه لعيني: تدرين شگد كنت أتمنى تنمد مثل هاي الإيد تنقذني من الظلام ذاك بَس محد، محد گدر ينقذني بقيت وما أجه أحد!
تقربت أله وخليت راسه بحضني ومسكت إيده: كافي راجح گوم غسل وتمدد ترتاح شويه.
راجح: خليني بحالي روحي نامي.
مسحت دموعه وگمت وسحبت إيده: گوم يلا وبلا عناد.
گعد على حيله خليت إيدي على خده: كُل شي ينحل الزمن كفيل بالنسيان.
ضحك بقوة وصوته عالي حچى بسُخرية: أي أي صح الزمن.
گومته ومستند عليَّ ما بي حيل يوگف حسبالك صدك شارب ويمكن صدك شارب ما أعرف، دخلته للحمام وفتحت على المَي البارد ما أنطى أي ردة فعل غير غمض عيونه، نزعته القميص ورفعت نفسي غسلت وجهه وشعره بيدي بَس بالمَي أجه صوته: أطلع برا أنا أسبح ما مكسرة إيديني.
مِراس: سد حلگك مُمكن؟
راجح: مِراس لا تعاندين.
مِراس: هذا مو عناد هذا واجب.
ضحك أقوى وسحبني تحت المي همس ووجهه بوجهي وما يفصلنا بَس قطرات المي: أطلعي ما أريد أئذيچ، أنا مو حايط ولا شخص ما عنده مشاعر حتى أتحمل جمالچ ولبسچ القصير هذا وبهالمنظر وبهالمكان، إلى بيَّ كافيني لا تزيديها عليَّ بذاك الشعور الخايس.
مِراس: بَس ألي يحب بصدق لو مشت گدامه وحدة عارية ما راح ينظرلها!
راجح: هذا بتفكير البنات هيچ ولو تجي گدامه وحدة عارية ما ينظرلها لكن بالحقيقة الشريف إلى بيهم تجيب راسه بنية لابسة فقط مشلح وغرفة مقفلة عليهم وشوفي الحيوان إلى بداخله شلون راح ينقض على البنية بكُل وحشية.
مِراس: وأنتَ هم هيچ؟
سد قفل المَي وتأمل عيوني لثواني وإيده يمشيها على كتفي صعودًا لخدي وجاوبني بنبرة توسل: وأسوء، لا تخليني أئذيچ أكثر من الأذية إلى ذوقتچ إياها.
مِراس: صارلي فترة معاك بنفس الغرفة ليش ما سويت شي؟ معناها كلامك غلط اليحب يوفي ويصون وما يشوف غير محبوبه.
راجح: لا تغرچ الأفلام والمُسلسلات الناس بالحياة الواقعية قذرين ومُقرفين لدرجة ما تتصوريها.
نزلت إيده مني وتراجعت خطوات للخلف: مُمكن ألي تحچي عنه ما الحُب الحقيقي النقي، مُمكن هذا حُب عابر.
راجح: ماكو حُب حقيقي بهالعالم الوسخ، ماكو حُب بالدنيا غير حُب على لفاطمة وحُب الرسول لخديجة عليهم السلام إلى يگُلچ حبينا حُب حقيقي بعد هالأربعة گُليله چذاب.
مِراس: راجح أنتَ ما واعي على كلامك هذا بسبب الضغط والكسرة ألي بقلبك تحس الكُل كذاب والكُل سيِّئ.
راجح: مو الكُل أنا فقط الكذاب و السيِّئ.
تركته وطلعت ما عرفت إلى بداخله ولا عرفت شنو إلى موصله لدرجة يحس نفسه سيِّئ والناس بأكملهم مُقرفين. بدلت ملابسي وأنطيته ملابسه ومسحت الغرفة وطلعت للمطبخ دورت أكو قهوة عرب سويتها بسرعة وأخذتله كوب بقيت أنتظره يطلع طرقت الباب عليه: راجح وينك!
راجح: جاي.
رجعت لمكاني وشويه وطلع يمسح شعره سحبته من إيده گعدته وخليت بيده الكوب: أشربه.
راجح: ترا أنا ما شارب ولا سكران حتى تخليني تشربيني قهوة!
مِراس: أعرف ما شارب ولهذا جبتلك قهوة تهدي أعصابك.
صار يشربها ويحچي: مصدگة إني ما سكران!
مسحت شعره بالمنشفة وهمست: طبعًا مصدگة لو ما مصدگة كان شفت نفسك بالشارع.
راجح: ما تتحملين تشوفين سكير يمچ؟
عدلت شعره وأردفت: أنقرف منه لأن عصا رب العالمين.
أرتشف من الكوب شويه وجاوبني: شعور حيل ما حلو الله لا يراويچ أياه.
نشرت المنشفة حتى تنشف من المَي ورجعتله مخلص قهوته مَديت إيدي أله أردف بأستغراب: ليش ضعيفة من ناحيتي؟
مِراس: مو ضُعف مني تجاهك لكن أثنينا محتاجين بعض ولازم نترك كُل شي بصفحة ونحتضن بعض بالأوقات الصعبة ما أعرف أنتَ تربيت هيچ أو لا لكن أنا تربيت ما أترك شخص يحتاجني حتى لو كان عدوي ولا أگدر أشوف شخص يعاني من شي وأبقى بمكاني أدحگله.
أبتسم ونزل راسه: لا أنا ما تربيت هيچ.
خليت إيدي على كتفه وهمست: گلنا اليوم مسموح كُل شي نسوي ومسموح ننسى منو نحنَ ومنو أقاربنا وأعز الناس ألنا.
راجح: راح تنسين أبوچ بهالليلة؟
مِراس: أبويه عايش بروحي حتى لو أنساه راح يبقى بداخلي وببالي طول الوقت ولهذا أحاول أنسى الناس ألي أدنى من معزة أبوية.
سحب إيديه أحتضنهم ورفع راسه ألي: شنو راح نسوي بهاليوم؟
مِراس: شيل فراشنا وأمشي ورايه.
وگف أمامي وحچى بضحكة: لا تگُليلي ننام بالشارع؟
درته من كتفه دفعته ع الفراش وحچيت: هسه دشيل يلااا لا تعصبني.
راجح: حاضر برنسيسة مِراس.
سحب الفراش من الكنتور ومشى گدامي: لفي شعرچ بشال لا تطلعيلي هيچ.
خليت الشال على راسي وطلعت گدامه وصعدته ع السطح وهوَّ يحچي: يولي الجو ما هلگد دافي على أي ساعة تمطر علينا.
مِراس: عجيب اول مرة اشوف نفر ما يحب المُفاجئات.
خليته يفرش الفراش بأرض نظيفة وبعيدة من الباب أشرلي: تفضلي نامي.
نزعت الشال وتمددت وهوَّ هم تمدد يمي وعينا بالغيوم إلى تحجب القمر وترجع تطلعه وتخلي ينور السماء من بعد دقائق سمعت صوته أجه: تدرين ليش الغيوم تغطي القمر؟
مِراس: لإن تغار عليه وما تحب أحد يشاركها بجماله ونوره.
راجح: ليش ما حَبت النجوم هواي يمها ليش أختارت القمر؟
التفتت عليه مبتسمة: لأن النجوم هواي بالسماء وكُلهم مُتشابهين وهيَّ حَبت المُختلف ودخل قلبها.
حچى بضحكة: تدرين القمر بي وديان وما حلو من الداخل؟ بَس من الخارج نشوف مظهره جميل!
مِراس: مُمكن مَر عليه هواي أشياء وهواي تضاربات من قبل كواكب ثانية حتى سواه بهالشكل البشع من الداخل لكن بقى مظهره الجميل للناس.
راجح: لو ما الشمس وراه هوَّ بدون لون وعَدم.
بقيت صامتة بينما هوَّ حچى: مظهره بالنهار شفاف ويختفي من السماء كثير وبس بالليل يظهر لأن الشمس تعكس ضواها عليه.
درت بجسمي عليه ساحبة الغطى لأن الجو بارد وأنا سبحانه قبل شويه وشعري بعده مبلل غمضت عيوني، من بعد وقت حسيت بي ألتفت وغطى جسمه.
مَر الليل كُله وعيوني ما أخذتها النوم بقيت گاعدة وأتأمل النجوم ساعة أو أتأمل ملامح وجهه. حايرة والأفكار والأسئلة تفتر براسي ساعة عن أهلي وساعة عن ماضي راجح وشنو شايف بحياته وشنو سر العوالم ألمُظلمة إلى مغطيها الأرض والناس ومحد يشوف شنو ديصير من وراه.
تقربت أله ودخلت نفسي بحضنه ما كان ضُعف مني ولا كان إحساس تجاهه كان فقط تعويد، تعودت كُل ما تضيق الدنيا بيَّ أحضن شَمس وأغفى بحضنها حتى أنسى شويه ويخف عني التفكير هاي طريقتي حتى يخف وجعي ويقل التفكير وما مُهم أي شخص كان المُهم أنُ أحد يحتضني لفترة قصيرة.
ضميت راسي بصدره حَسيته ضمني أقوى همست بقلق: گاعد؟
راجح: أنتظرچ تنامين.
ضميت وجهي بصدرة وحچيت: لا تفهمني غلط أنا بَس من يتشوش عقلي ويكثر التفكير أو أخاف من شي أحتاج شخص يحضني لفترة حتى أحس بأمان. لا تفكر بغير شي رجاءً.
راجح: كُل شخص حزين وضايع يحتاج شخص يحتضنه ويطبطب على كتفه
غمضت عيني وهوَّ سحبني لحضنه أكثر غطاني زين ولف إيده عليَّ: كُل شي مسموح لليلة.
صار يلعب بشعري لحد ما غفيت وقلبي ينبض بقوة وبداخلي خوف ما أعرف خوف من الحاضر لو المُستقبل...
اليوم الثاني.
حسيت قطرات مَي تنزل عليَّ
فتحت عيوني ما زال نايم وضامني بقوة دحگت للسطح كُله شَمس بَس نقط مُطر تنزل هزيت راجح: گوم دتمطر.
ما حچى شي ردت أگوم سحبني: بَس شويه.
مِراس: هاي شبيك صدگ تحچي أخاف ببالك اليوم مثل البارحة؟
راجح: ميترو نامي.
مِراس: راجح ميترو شني يوم مريس ويوم ميرو وهسه ميترو
راجح: الميترو هاي النستلة وفوگها ككاو وداخلها كريمة ما ماكلتها؟
مِراس: لاا جيبلي وحدة اضوگها.
فتح تك عيني وجاوبني: أرجعي مثل البارحة مو قاسية.
سحبت إيدي منه وخزرته: البارحة راح مع البارحة تذكر كان كُل شي مسموح لليلة وحدة، لا ببالك نسوان فوايينك.
راجح: خرب روح مهدي.
مِراس: ياهوَّ هذا.
راجح: أبن عمي السطل أبن السطل أمس تعشا على حسابي.
مِراس: يلا لا تبچي أنا انطيك حساب العشا.
گمت منه وقبل لا أنزل ندهتله: سفط الفراش ونزله معاك.
راجح: أشتغل ببيت الخلفچ أنا تعاي أنتِ.
عفته وأنا أضحك نزلت الكُل نايمين وهدوء بسرعة غسلت وبدلت وهوَّ نزل وبيده الفراش معصب سفطته بسرعة ورجعته لمكانه التفتت عليه مبطوح ع السرير گرصته من خصره: گوم ما عندك شغل؟
راجح: اليوم ماكو شغل.
مِراس: عجل گوم وصلني ما بيَّ حيل أسوق
راجح: خاف حامل...
مِراس: إي حامل من زرف الحايط مو؟
گام وهوَّ يضحك: ميترو تريد تحبل؟
غمضت عيني وحچيت بنفاذ صبر: راجح گوم بدل يلا حتى توصلني.
راجح: قاسية.
مِراس: جبان.
راجح: سرسرية.
مِراس: خاين.
قلد كلامي بحركات رجعت قلدته ضربني على راسي بخفة ومشى رگضت عليه وصعدت على ظهره عضيته من كتفه صار يصيح: چلبة والله چلبة.
نزلني خزرته: ليش متزوج چلبة؟ وين أكو إنسان يتزوچ بچلبة؟ التزواج ما يصير بين إنسان وچلب.
راجح: قصدچ أنا چلب؟
مِراس: شوف ما تقبل أگُلك چلب ف أنتَ هم لا تگُلي...
راح للحمام ويبسبس مع نفسه، بعدها وصلني لدوامي وخلا بيدي مصرف دحگت عليه نظرة ما عاجبتني وحچيت: عندي مصروف الحمد لله.
راجح: أخذي ولا تعاندين حتى لو عندچ ضمي.
مِراس: ما من نوع إلى أتكبر وما يعجبني العجب لكن لو محتاجة هالمصروف كان أخذته وغصب عنك لكن الحمد لله ربي مكني وعندي مصروف حاليًا وبعد فترة يطلع راتبي وما أكون بعازة أحد.
راجح: ما راح تاخذيهم؟
مِراس: إذا محتاجهم أخذهم أنا ما محتاجة وإذا ما محتاجهم خلي فلوسه وكُل ما تشوف إنسان فقير انطي يبقى خير إلى وألك.
نظرلي نظرات وعيونه تلمع أبتسم وسحبهم وأردف: راح يكونون خير ألچ ويتسجل حسناته بدفتر حسناتچ عند الله ??.
أبتسمت على كلامه وحاوطتني الطمأنينة والرضى، الحمد لله، نزلت من السيارة ومشيت لداخل بناية دوامي، سمعت السيارة تحركت وقبل لا أدخل للمبنى صار صوت إصطدام وناس صارت تصرخ، أغوشت عيوني وتسارعت نبضات قلبي وگعت الجنطة من إيدي ورافضة إني ألتفت لا يا ربي مو لهل درجة لااا دخيلك مو هوَّ...
- شَمس -
م
ن بعد كلام مِراس أيقنت أنُ عمامي مو بَس داخلين لعالم سحرة وشياطين لااا عمامي متفرعين لعالم الجرائم والمافيا والتهريب، هذا ألي گدرت أستنتجه من الكلام ألي وصلني.
طلعت ردت أروح، ردت أشوف أبويه وينه بَس ما خلوني
وأنا وعلى الباب سحبني المغوار: شَمس أفهمچ أنه.
بچيت ورفعت إيدي وضربته بصدره: شتفهمني؟ أبوية بإيد ناس قذرة وأقذر من عمامي هم، أبوية هسه بإيد ناس مُمكن تقتله بأي لحظة صحتلها. مغوار خليني أروح وأفهم.
المغوار: أنه أفهمچ كُل شي بَس أگعدي.
گعدني ع التخم وگعدوا يمي صار يحچيلي: أعرف بمكان ألفهد صار أكثر من أسبوع.
أنتفضت من مكاني وصرخت بي: لييييششش ما گلتليييي ليششش؟
المغوار: أدريچ عصبية وعلى ساعة تخربين كُل شي مخططله مثل ما خربتي البيعة مال الأسلحة.
صرخت بي بصوت أعلى ومارس ووهن يهدوني: شدخل هذا بهذااااا شدخل! تريدني أقبل تبيعون سلاح وهالسلاح يروح لناس ويقتلون الأبرياء بيها.
أنتفض من مكانه وصاح بيَّ: بَس لو تبطلين تفكرين نفسچ أحسن من الكل وتركزين شويه شني السبب إلى خلاني أسوي هالشي.
شَمس: ماكو سبب ماكو أي سبب يخلي الشخص حيوان ومُجرم مااااكو.
تقدملي ووجهه محتقن: لااا أكو سبب أكو سبب يخلي الأنسان حيوان ومُجرم لكُل شي أكو سبب.
شَمس: شني السبب؟ شنييي السبب إلى يخلي برگبتك أطفال وشباب وناس بريئة بَس لأن هربت سلاح أو مُخدرات؟
المغوار: أنه ردت أوصل لمعلومة وحدة تخص أبوچ...
صفگتله ودموعي تنزل: برااافو برااافو يا عِماد فهد هذا الصح بنظرك مو؟
المغوار: هذا إلى شفتو صح.
تقربت منه وجسمي يرجف من العصبية ضربت على صدري وحچيت: أنا تلقيت أنواع العذاب بدون أب، أنهانيت ونضربت، تعدوا عليَّ وأكلوا حقي باگوني وسلبوني راحتي وطمأنينتي أخذوا حياتي مني بَس ما فكرت إني أشتغل مع ناس قذرة وأسوي شي مو زين بَس حتى أبوية يخلص من إيديهم...
ضحك ضحكة ودموعه تلمع بعينه وأردف بخيبة: ما راح يجي يوم وتفهمين أخوچ.
شَمس: على شنو أفهمه على شنو؟ على سوالفه هاي وتهريبه للممنوعات خارج البلد! فهمني أطفالك بشنو راح يفتخرون؟ يفتخرون بأبوهم المُهرب؟ لو أبوهم المُجرم؟
المغوار: يفتخرون بعمتهم إلى ما تخرج عن الحق، إلى ولا يوم بحياتها غلطت غلطة صغيرة...
شَمس: راح أخليهم يفتخرون بيَّ وقت إلى أسجنك بي وأخليك تاخذ عقابك وتنعدل راح يحمدون الله إني سويت هالشي ويرجعلهم أب مثالي ونظيف من الداخل والخارج.
المغوار: راح أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. هسه رجعينا لموضوعنا.
نده لمحمد أجاه ركض وبيده موبايله قدمه إلى وهمس: بهالمكان راح تصير المواجهه وبهذا المكان موجود أبوچ. راح تتسلم بضاعة وبيدنا وقت نصف ساعة نگدر نطلع أحياء من هذا المكان.
شَمس: الشرطة تتكفل بهالشي.
المغوار: لو الشركة تگدر على هالشي چان ما ترددت ورحت بلغتهم لكن صعب تتدخل الشرطة بهذا الموضوع أولاً خطر على حياتي وحياة جوكر وثانيًا الخطر ع الفهد وعائلته.
شَمس: شلون خطر ما فهمت؟
المغوار: بكل سهولة هالناس حيوانات وما يفهمون غير بالسلاح والقتل، الفهد راح يكون ضحية بينهم وبين عمامچ.
خليت إيدي على حلگي وبقيت لثواني وأردفت: شلون! شنو قصدك؟
المغوار: عمامچ راح ينطون أبوچ لهل مافيا بمبلغ چبير، وهالمافيا الخطيرة راح تاخذ أبوچ...
قاطع كلامه الزئبق: وهذهِ المافيا سيِّئة جدًا تأخذ أباكِ وتُبقيه حتى يكون موعد قربانهم ويوهبوه لِ آلهتهم إن أستطاع هرب وإن لم يستطع ف مصيره الموت المحتوم.
شَمس: لحظة لحظة، قصدكم ياخذون أبويه لغير دولة أقصد دولة موجودين بيها هاي المافيا ألي توهب البشر قربان وبعدها يموت أبوية!
المغوار: بالضبط، وهاي المافيا مو سهل تلعبين عليهم.
گعدت ع التخم وإيدي على راسي أفكر شلون؟ شنو راح أسوي؟ يارب دخيلك أرحمنا وشوفني الطريق ألصحيح.
من بعد وقت صمت بين الجميع، سألته: شگد يطولون عمامي حتى يوصلون للمكان؟ وشگد الوقت حتى وصول المافيا بعد وصول عمامي؟
المغوار: نصف ساعة بالقليل.
شَمس: ومنو يعرف أنتم تعرفون هالمكان؟
جوكر: لا أحد يعلم غيرنا نحنَ ومن في هذا المكان.
شَمس: شنو خطتكم؟
جوكر: ندخل ونقتل كل من هناك ونخرج مع أباكِ.
گمت وگفت وأفتر بينهم وأفكر بعدها جاوبتهم: خطتكم نسبة النجاة منها صفر...
جوكر: كيف إنها رائعة ولا أحد يعلم نحنُ من قام بتلك العملية!
رجعت گعدت وطرحت فكرتي: بيدنا نصف ساعة نگدر ندخل ونطلع أبونا بكَل سهولة.
المغوار: وببالچ عمامچ راح يخلون أبوچ إلى راسو بگدچ وحدو بدون حماية! بالتأكيد راح يكون أقوى شخص بيهم موجود حتى يسلم هالقربان الدسم ومُمكن ياخذون أحتياطهم حتى محد يتعرضلهم قبل لا يجون رجال المافيا.
شَمس: قصدك همَّا راح يأمنون أكثر من يجوهم الرجال هذولاك، وببالهم محد يگدر يتعرضلهم مادام وصلوهم؟
جوكر: بالطبع، هم يثقون جدًا بقوة ه?ؤلاء الرجال.
شَمس: راح يكون مُهراب هناك أكيد لكن ما عنده الذكاء الكافي حتى يحس علينا. إذا أضطر الأمر ندخل بدون لا ينتبهون.
جوكر: مُستحيل على الأقل هنالك خسمة وعشرون رجل معهم عدا الرجال الذين سوف يأتون.
بقيت صافنة بيهم وأفكر بطريقة سحبت موبايل محمد وأدحگ بتركيز على أنحاء هالمكان وكيفية الدخول أله والخروج منه. بعدها مشيت لغرفتي وأخذت حاسبتي وطلعت، بحثت عن هالمكان ودخلت لكُل زاوية بي بعدها بعدت الفيديو وخليته ع الطاولة: يبدو ما راح نگدر نخلي المُكافحة تتدخل وهذا أنا راح أنفذه...
المغوار: شلون؟
درتله الحاسبة: نحتاج فقط قناص بهالمكان وكُل شي ينحل بسهولة.
تقربت جوكر من جهة المغوار ودنگت ع الحاسبة: هنا المكان المُناسب للقناص لكن لا تبدو هذهِ الخطة كافية.
أشرتلها على مكان ثاني وصرت أشرحلهم: بهالمكان راح يكون قناص لأن هالمكان يشوف كُل شي يصير حتى بداخل المبنى.
وهن: تگدر المُكافحة تحل كُل شي ليش مصعبيها عليكم؟
شَمس: ببساطة المُكافحة إذا تدخلت راح تطول مُستحيل تطلع بابا من هذاك المكان سليم وبنفس الوقت لو تأخرت شويه وأجوا الرجال الباقيين راح تصير مُصيبة وما يخلون شخص بينا عايش...
وهن: شَمس همَّا أفهم مننا بهالشي ومتدربين، تريدين أنتِ ألي أضعف منهم تسوين هالشي!
وگفت وأخزر بيها: گلتلچ نحنَ راح نحل هالموضوع يعني نحنَ فقط. ما راح أدخل القانون بهالموضوع وأنتهى.
حكم: أنا معاچ وين ما تروحين ألي مطلوب منچ فقط تمسكيني سلاح وللموت.
تقدم الزئبق گدامهم وأحتضن وجهي: لا أحميكِ من العالم أنا احرق العالم لأجلكِ
ما تفاجئت من كلامه لأن كلامه مال أمس فهمني وأدركت كُل شي صار وراح يصير. أبتسمت أله وشلت حاسبتي ودخلت لغرفتي، گعدت بالأرض وسندت ظهري ع الحايط هل الشي ألي راح أسوي صح؟ معقولة محد راح يتأذى؟
تسارعت نبضات قلبي وحسيت بخنگة مو طبيعية لكن تجاهلتها، تجاهلت كُل شي لخاطر أبوية ولخاطر أجتمع بي، نسيت كُل شي وما عاد فكرت غير باللقاء، تجمعت الدموع بعيني وما تحملت: يارب، يارب لو طريقي غلط نبهني. يارب لا تخليني أوگع بغلط.
من بعد كلامي أنفتح الباب ودخلت سولين أجت وگعدت يمي: ماما راح ترجعين جدو؟
بچيت وحضنتها: أي ماما إذا الله راد.
سولين: الغلط ألي راح يخرب كُل شيء تسوي هوَّ عدم معرفة القانون بهالشي.
شَمس: مجبورة يا أمي والله مجبورة.
سولين: سوي ألي قلبچ يگول عليه صحيح، وأمشي بالطريق إلى جدو رباچ عليه.
شَمس: لأول مرة راح أطلع من هالطريق، لأول مرة راح أسوي شي خارج عن القانون.
سولين: محاولتچ راح تفشل صدگيني.
شَمس: ما راح أئذي أي أحد!
مدت إيدها على خدي تمسح دموعي: أنا أعرفچ والله يعرفچ.
شَمس: هذا إلى ما مخليني أمشي ب طريق غلط، هوَّ خوفي من ربي وخوفي أنزل من عينچ.
سولين: راح أكون دائِمًا فخورة أنُ عندي أم مثلچ، حتى لو كنتِ خطأ أنا أحبچ وأفتخر بيچ.
بستها بخدها قوي وضميتها قوي لصدري: ديري بالچ على نفسچ بين ما أرجع من هذاك المكان.
سولين: راح أبقى منتظرتچ ترجعيلي.
شَمس: ياروح أمها إلى تفتهم يا نبض قلبي.
مشينا للسرير تمددت وهيَّ تمددت يمي بوست خدودها وصرت أحچيلها قصة وبالي بغيير مكان بَس ما ردت أخوفها أكثر وأبين أني مشغولة عنها وقلقة بهاي الشغلة...
من نامت سحبت نفسي وطلعت شفتهم مجتمعين گعدت صافنة بالأرض بعدها رفعت راسي للمغوار: ما عندك شخص قناص كونك رجل مافيا مثلك مثلهم؟
ضحك وأشر على جوكر: هاي قناصة الگلوب تسلب الگلب قبل ما ترمي الرصاصة بحيث فشگت گلبي هالعثرة.
دحگتلها بتركيز وبالي مشغول بيها همستلهم: بَس أنا ما أثق بيها.
جوكر: عليكِ الوثوق بي يا جميلة العينين. فأنا من يُدير هذهِ اللعبة.
شَمس: كييف؟
المغوار: حياتي شموسة إذا ما تدرين ف أگُلچ حضرة الفشگة جوكر هيَّ إلى دلتني وأنطتني هالمعلومة الختيرة مثلها.
شَمس: منيلچ هالمعلومات!
ضحكت وكتفت إيديها وأردفت: إنها إستخبارات المافيا الروسية يا سيدتي.
رجعت درت ع المغوار: ونگدر نعتمد عليها بموضوع القنص؟
المغوار: تشيلو للگلب شيل وتحدرو أسفل السافلين يولي وتراب أمي مو قناص هكر، أبصملچ بالعشرة إنها مهكرة القناص.
شَمس: راح تبقى بالمكان ألي گلتلكم عليه وأنا وألباقيين ندخل.
المغوار: عندي كم واحد عار همين يگدرون يساعدوچ.
رفعت راسي أله وحچيت: ما أريد أي شخص غيرنا.
المغوار: ما نگدر عليهم يا گَملة هذولاك خمسة وعشرين جحش وأحنا يادوبنا خمسة.
شَمس: باچر موعدهم مو؟
جوكر: غدًا عند الساعة التاسعة مساءًا.
شَمس: أنتهى النقاش فقط نحنَ وآهب اليوم يجي هم وراجح.
المغوار: بَس لا هذا الگَملة رجل مِراس.!
مشيت من يمهم تاركتهم وصلت لغرفتي وگفني الزئبق: لحظة شَمس.
سحبني من إيدي لغرفته دخلني وغلق الباب التفتت أله وجاوبته: نعم!
تأمل وجهي ثواني ورجع جاوبني: هل أنتِ متأكدة مما ستفعليه؟
هزيت رأسي ب نعم
رجع رَد بهدوء: هذا خطر يا شَمس دعيه لي.
شَمس: ما أگدر أترك شُغلي لأحد أنا أول شخص راح يدخل ويطلع أبويه من هناك.
مسك أكتافي وأردف بقلق: لن يتركوكِ وشأنك.
قوست شفايفي وجاوبته بقهر: ما عندي شي أخسره أبدًا راح أخاطر بكُل شي حتى أشوف الضحكة والآمان بوجه خواتي، فقدوا الثقة بنفسهم بسبب بعدهم عن أبويه وأنا ما أتحمل أشوفهم يضمون عني مصائبهم بَس حتى لا أنقهر وأنشغل بيهم.
الزئبق: وهل ترككِ لهم سيسعدهم مدى الحياة!؟
نزلت دمعتي بضعف نزلت راسي ما أعرف شحچي كُل شي صعب أي طريق راح أمشي صعب والأصعب أني أبقى بمكاني ما أتحرك ولا أحاول...
رفعت راسي أله وعيونه مليانة دموع أردفت بغصة: شنو أسوي بَس فهمني شنو؟ شوكت أرتاح أنا؟
ميل راسه بقهر ودموعه تلمع بعينه: أضعفي مرة واحدة وعودي قوية بعدها، أفرغي طاقة الضعف التي بداخلك منذ سنين وبعدها عودي أقوى.
تراجعت للخلف وأحس الغصة بعمق صدري حتى ما داگدر أجاوب عدل أردفت بكلام شبه مفهوم: ما أگدر أضعف ما أگدر، أنا بنتي وخواتي يستندون عليَّ إذا ضعفت همَّا يضعفون وشگد ما قوية همَّا يستمدون القوى مني...
ضربت راسي وصرخت صاكة على سنوني: ما أگدر أضعف ما أگدر أميل ولا حتى أگدر أنهار، القوة أحيانًا تكون أسوء من الضعف.
راد يحضني دفعته وضربت نفسي بقوة وصرت أحچي ما واعية على نفسي: أناا صرت أم وأب أنا صرت أخت وأخ، أنا صرت أم بَس ما ذايقة حنية أمي، أنا وحدي حاربت وأنغدرت وأنا وحدي كنت من كان الكُل بعيد. أنا كنت البطلة بنظر بنتي وخواتي وأبويه، أنا البطلة الحقيقة مو ألي بالقصص والمُسلسلات ألي بالنهاية يبوسها الأمير وتعيش بسعادة.
سحبت نفس ورجعت كملت: محد عاش مثلي ولا أحد راح يعيش، محد شاف ألي أنا شفته وحسيت بي، چنت للكُل وأطبطب واخفف عن الكُل بَس محد فكر أني طفلة محتاجة شخص يحضني شخص يخفف عني وجعي، محتاجة جُملة وحدة لا تستسلمين أنا معاچ محد گالها ألي بأضعف أوقاتي ولا أحد حَس بوجع قلبي محد...
گعدت بالأرض منهارة وأحس وجع الدنيا أنصب بقلبي، أنهارت البنت إلى من بداية عمرها قوية ولحد هاللحظة حتى بأنهيارها قوية، حضن أكتافي وهمس بأذني: أخرجي ما تبقى.
شَمس: ما بقى شي وأكو أشياء ما دتطلع من داخلي، السوء والقرف والحقد وعذاب الضمير إلى أحسه تجاه نفسي ما أگدر أطلعه.
سحبني لحضنه وأنا مثل الجثة بَس صافنة ودموعي تنزل مد رجلة اليمين وكُل ما جا يضمني أقوى ويحچي: أخرجي كُل شيء يا جميلتي. أعتبريني أنا الشيء اللذي بداخلك وأفعلي ما تشائين بي.
شَمس: هالكلمات كنت محتاجتهم من زمان بَس هسه راح مفعولهم وحتى لو گلتهم ما مُهم، دوم راح أتذكر إني كنت وحدي وواجهت وحاربت وحدي بدون سند غير الله.
مسح على شعري وأردف: هذا لا شيء يا جميلتي، القادم أسوء ليس بالسهل القضاء على هذا العالم الأسود.
شَمس: جايتنا حرب أقوى مو؟
الزئبق: أقوى مِما تظنين، لكن هذهِ المرة. لن أحميك من الجميع بل سأقتل الجميع لأجلكِ.
أبتعدت منه صارت عيوني الضعيفة بعيونه الحادة واللطيفة بنفس الوقت، طالت نظراتنا وقلوبنا تنبض بقوة همست بشفايف ترجف: لا تخليني أقتلك، لا تطلع ب طريقي أبد.
الزئبق: مصيري ألموت على يدك.
شَمس: أرجع للبلد إلى أجيت منه لا تخليني أكسب عذاب ضمير ثاني.
الزئبق: القدر هكذا يُريد هذا مصيري وأنا أقبل به ولو كان موتي على يدك هذا شرف لي.
قوست شفايفي وأردفت ببچي: أكيد أكو حَل بوقتها.
أبتسم بقهر ورفع شعري من عيوني وتلامست بشرته بشرة خدي: لن يكون هناك حَل، اللعبة تنتهي عند هذهِ النقطة، الجميع يكون بأمان عند موتي وعندما يأتي هذا اليوم لا تترددي أبدًا صدقيني الصالحين يجتمعون حتى بعد موتهم.
تقربت منه وأرفع الشعر من وجهه وأهز راسي بهستيرية: ما راح أفرط بيك مثلهم، ما راح أخليهم يفوزون.
الزئبق: الحياة أصعب مِما تظنين واللذي نقطة ضعفه أهله سيكون الخاسر.
بست جَبينه وحضنت وجهه: زئبق لا تحچي هيچ، لا تگول هيچ بعد ما راح أفرط بيك وأتركك تموت على إيدي لكًل شيء أكو حَل. الله معانا ما راح يتركنا ويخلينا نواجه هذا اليوم.
الزئبق: لم أعد ذالك الفتى يا جَميلتي اللذي تحتضنيه عند خوفه فقد كبرت في الظلام وعُشت بالرعب، لكن ما زالت كلماتكِ تبعث الطمأنينة بداخلي.
شَمس: إذا تحبني ولو عندي غلاوة بقلبك لا تخلي هذا يجي لا تخلي شَمس تموت، لا تخلي شَمس تكون جسد بدون روح أكثر مما هيَّ عليه...
الزئبق: المنظمة أقوى مني ومنك يا إمرأتي.
شَمس: والله فوقهم، الله الأقوى مننا جميعًا.
الزئبق: عندها سيكونون الحمقى بالقرب من أبا لهب.
أبتسمت على كلامه وجسمي يرجف تمددت على رجله وهوَّ يمسد على شعري سألني: هل ستكون نهاية قصتك بطل يُقبلك وتنتهي بالسعادة؟
شَمس: قصتي ما راح تنتهي.
الزئبق: كيف!
عدلت نفسي ونمت على ظهري ودحگت لوجهه: نهاية قصتي راح تكون غريبة، راح تبقى بقلوب الكُل، والكُل راح يتذكر شَمس شنو شافت وشلون عاشت وشنو كانت نهايتها الغريبة.
الزئبق: ما اللذي يجعلك واثقة هكذا!
شَمس: ثقتي بالله كافية أنّ تجعلني أثق بأن نهاية حكايتي غريبة.
خلا إيده على خدي ومسح دموعي: هل ستكون نهاية سعيدة!
أبتسمت بين دموعي وجاوبته: مُمكن، لكن ما راح تنتهي كوني أميرة عايشة بالخيال وتنتهي بقبلة أميري، وتُسير حياتي طبيعية بعد كُل هذا الخراب.
الزئبق: ومن هذا الأمير الأحمق.
شَمس: هسه خلي نركز على مُهمة باچر.
الزئبق: أرجوكِ لا تذهبي.
غمضت عيني وقلبي يوجعني حَسيت بي مَد إيده لقلبي وهمس: ما زال يؤلمك؟
فتحت عيوني بسرعة وأردفت: شعرفك!
أبتسم ورفع شعره بغرور: أنسيتي إني جراح قلب!
عدلت نفسي وتربعت گدامه: عادي تشيل الشعور من قلبي؟
الزئبق: لو كُنت أستطيع لأزلت الشعور من قلبي أولاً.
قوست شفايفي وتنهدت: راح أنام باچر عندي شغل كثير.
رفع إيده وأشرلي ع السرير: نامي هُنا أليوم.
شَمس: ما أگدر سولين وحدها.
سحب إيدي لحضنه وأردف: سآتي بها لكن دعكِ الليلة هُنا.
جاوبته بأستغراب: بَس ليش!
الزئبق: ليس لأجل شيء فقط أريدك في هذهِ الغرفة ليوم واحد.
شَمس: وهين ووحدنا لااا تخبلت يمكن!
الزئبق: أيتها المُنحرفة لم أقصد شيء ودعيني أقول لكِ إنني سأنام هُنا.
گالها وأشر ع الأرض هزيت رأسي: عجل أمشي على غرفتي أفرشلك بالأرض ونام وهم ما نگعد سولي.
الزئبق: مُمكن.
گمت وهوَّ معايا دخلت لغرفتي سولين بعدها نايمة، مشيت بهدوء وفرشتله بالأرض وهوَّ مبتسم وعيونه تلمع كملت وهوَّ نزع الجاكيت وبقى ببدي نص ردن تمدد غطيته وگعدت شويه يمه: تخيل لو ما ملتقين بهاي الظروف!
الزئبق: تخيلي لو لم نفترق من سنين.!
شَمس: راح تكون حياتنا أسوء، يمكن الله بعدنا حتى ما نشوف وجع وكسرة بعض.
الزئبق: روحي فداءٌ لكِ شَمس الحياة.
أبتسمت أله وگمت بدون لا أجاوب، تمددت بفراشي وحضنت سولين وأنا أفكر بباچر شنو راح يصير...
اليوم الثاني الساعة السابعة مساءً
شَمس: جاهزين؟
ردوا الكُل: جاهزين اليوم بكامل قوتنا.
سحبت السلاح وخليته بخصري ولبست الكفوف السود أردف المغوار: هسه نطلع يادوبنا نوصل للمكان لأن بعيد.
جوكر: الأرض متوسخة قليلاً وسأمسح بعض الحمقى بها لتنظيفها.
المغوار: هل تقصديني ايتها الشقراء اللعينة؟
جوكر: هل أنتَ أحمق؟
المغوار: راح أصير أحمق الچ يا شقرائي.
شَمس: كافي سوالفكم ألي ما ألها معنى وركزوا ع الخطة وأمشوا صح ما أريد مشاكل.
تقربوا وهن ومارس وحضنوني: ديري بالچ على نفسچ.
شَمس: أدعولي بَس.
ابتعدت منهم وحضنت سولين وبوستها: بنيتي القوية أدعيلي بصلاتچ.
سولين: أنتِ بقلبي ماما أرجعيلي بسلامة.
أبتسمت شميتها قوي وأضم عُطرها داخل رئتي
تركتها ومشيت وأنا أدعي من رب العالمين ما يصير شي يخسرنا كُل شي حتى حياتنا.
طلعنا للسيارات متجهزين بالأسلحة ومحصنين نفسنا بآيات الله، ساق السيارة زئبق غمضت عيوني ونفسي صار سريع: ياربي دخيلك خليني أرطع لهالبيت مو لأحد فقط لبنتي يارب بنتي ما عندها سند بالحياة غيري.
مشينا والخوف لأول مرة دق باب قلبي مو خوف منهم وإنما خوف على ابوية، خواتي، بنتي، خوفي ع ألي معايا. يا إللهي دخيلك أحفظنا من السوء القادم.