رواية لعنة الفراعنة الجزء الثالث للكاتبة رحمة نبيل الفصل الثالث عشر
كان المكان بأكمله مظلم حيث أن مفاتيح الإضاءة الخاصة بالحمام تقبع بالخارج وهي الآن سجينة هذا المكان ولا أحد هنا ليخرجها فقد ظلت تصرخ لساعات طويلة ولم يجيبها أحد تنفست بعنف تحاول أن تهدأ وتتذكر حديث والدها لها، أنها قوية، تتذكر حديث مروان لها أنه دائما سيكون معها وبقلبها.
اغمضت عينها قليلا تحاول أن تهدأ لكن دون أن تشعر خرجت شهقة منها لتتبعها بشهقات أخرى فتسقط أرضا تبكي بعنف تشعر بالخوف يستوطن قلبها، دفنت وجهها في قدمها تنادي والدها ومروان تلعن حظها السئ الذي اوقعها في هذا المأزق وايضا اكتمل الأمر بضياع هاتفها...
علت شهقات ساندي لتملئ الحمام كله وهي تصرخ بصوت عالي بيأس شديد علّ أحد ينجدها رغم استحالة الأمر فقد تأخر الوقت كثيرا و قد رحل الجميع بالفعل لكن كما الغريق يتعلق بقشة هي أيضا تمسكت بأمل أن يسمعها أحد لتبدأ بالصراخ من بين شهقاتها: حد سامعني؟ ارجوكم حد يخرجني، بابا، مروان، اي حد ارجوكم خرجوني، اى حد، يا مروان ارجوك تعالي خدني انا خايفة آوي.
كام صوتها يتلاشى شيئا فشيء حتى خفت كليا لتسقط أرضا بتعب لا تشعر بما حولها وكأن عقلها قد اشفق عليها ليريحها مما عانته...
نظر بيجاد أرضا بخجل بسبب نظرات والدته المعاتبة له: وده صح اللي انت عملته يا بيجاد؟
رفع بيجاد عينه بخجل ليهز رأسه رافضا هو يعلم أنه خطأ لكنه فقط كان يود أن يخبر الجميع أن هناك من يمكنه النظر في وجهه دون الاشمئزاز هو ليس بتلك البشاعة ابتلع ريقه مجيبا والدته: غصب عني والله يا امي صحابي هما اللي...
قاطعته والدته بحزم مستنكرة حديثه: متقولش صحابي يا بيجزد اللي زي دول مش صحاب أبدا، اللي يتريقوا عليك مش صحاب.
كاد يفتح فمه يحاول تبرير فعلتهم لتقاطعه بس أمة شديدة: حتى لو بهزار يا بيجاد.
صمت ولم يجب لتقترب منه والدته تحدثه وكأنه طفل صغير: الصاحب اللي بجد يا بيجاد بيكون عارف ايه اللي بيضايق صاحبه ومش بيجي جنبه حتى لو من باب الهزار لانه مش بيكون حابب انه يزعل صاحبه، اللي عمله شوية الصيع دول تصغير منك، انت مش ناقص عنهم حاجة عشان تحاول تثبتلهم انك مرغوب زيك زيهم، هما اللي عندهم نقص مش انت يابني.
رفع بيجاد عينه لوالدته بحزن يعلم حديثها ذلك لكنه ليس له أصدقاء فعليا غيرهم، زفرت والدته بضيق لحزنه ذاك ثم اتجهت لتضمه بحنان: حبيبي انت زيك زي الباقي اوعى في يوم تشوف نفسك اقل منهم او انك محتاج تثبت للي حواليك انك زيك زيهم، لأنك بالفعل زيهم بل أنت زيادة عنهم بقلبك الطيب والحنية االي عندك دي اللي عمري ما شوفتها في انسان غير والدك الله يرحمه.
ابتسم لها بيجاد لتقبل رأسها هامسة له بمزاح تخرجه من حزنه: هي حلوة!؟
نظر لها بيجاد بانتباه لتبتسم والدته مكمله: البنت اللي عطتها الورد حلوة؟
ابتسم بيجاد يتذكرها ويتذكر غباءها ولطفها ليضحك بشدة فتبتسم والدته منتظره حديثه ليقول هو بشرود: طفلة آوي، عارفة انا مش عارف اشمعنا هي اللي اخترتها حقيقي انا لقيت نفسي مرة واحدة بشدها وبديها الورد بس...
صمت يتذكر ما حدث ليكمل وبسمته تزداد اتساعا: مش عارف حسيت اول ما شوفتها انها بريئة وطيبة وممكن تساعدني ومتكسفنيش غير كل البنات اللي بيكون باين على وشها الخبث لا دي غيرهم كلهم يا أمي كانت ملاك صغنن ماشي في وسط الكل...
نظر لوالدته ليقول بحماس شديد: متعرفيش اول ما ابتسمت ليا حسيت قلبي هيطير كنت شوية شوية وهشدها لحضني عشان اخبيها ومحدش يشوف بسمتها غيري و، ااااه.
صاح بيجاد بألم يفرك كتفه بحنق ينظر لوالدته التي ضربته على كتفه: احترم نفسك يا واد قال تحضنها قال، انت ياض بقيت قليل الادب امتى طول عمرك قافل على نفسك.
ابتسم بيجاد بسخرية يفكر كل هذا لأجل عناق ماذا لو علمت انه رغب في تقبيلها أيضا يجزم انها ستقيم عليه الحد...
خرج من شروده على ضربه أخرى لوالدته:
يا واد بتروح فين؟
اخرج بيجاد صوتا مستنكرا ليكمل اعداد الطعام:
معاكي يا أمي هروح فين يعني؟
ابتسمت له والدته لتقف خلفه ليخفيها هو بسبب طوله الفارع:
بقولك ايه رأيك لو طلبتها ليك؟
توقف بيجاد عما كان يفعل يفكر هو يتزوج ذلك الملاك؟ وهل يمكن أن تقبل به؟
صمت وطال صمته لتيأس والدته من اجابته فتتركه وتتجه لاكمال الطعام لكن توقفت على حديثه الذي خرج مه بشرود: تفتكري لو اتقدمت ليها هتوافق؟
ألقت رنا نفسها على فراشها تتنفس بعنف لا تصدق ما حدث لها اليوم، باسل والذي كان حب الطفولة ورفيق المراهقة واخيرا عشق شبابها قد عرض عليها الزواج اغمضت عينها تبتسم كالبلهاء ودموعها تهبط بفرحة تتذكر ما حدث عندما عرض عليها الزواج...
خرجت رنا من الشركة بعد انتهاء الدوام تنظر في ساعتها لكن فجأة شعرت بنفسها تصطدم بأحد رفعت نظرها بحنق:
باسل ابعد من...
توقف عن الحديث وهي تنتبه لرائف ذلك الشاب الذي كانت تحدثه اليوم وهو ذاته الذي دخل المكتب عليها عندما سقطت على باسل، خجلت كثيرا مما قالته فهي ظنته باسل وانها قد اصطدمت به كما يحدث بالافلام لتلعن في سرها كل الافلام والروايات:
احم رائف، معلش ما اخدتش بالي.
ابتسم رائف بلطف لها يشير بيده أنه لا بأس:
ولا يهمك يا باشمهندسه تحبي اوصلك في طريقي.
ابتسمت له رنا بحرج لعرضه وكادت تجيبه لكن قاطعهم صوت بوق سيارة من خلفهم يصدح في نغمة وكأن يزف عروسين نظر الاثنان للخلف ليخرج ليروا باسل يجلس في سيارته وهو يضغط على البوق في إيقاع معين وهو يغمض عينه بأنسجام وك نه يستمع لمعزوفته المفضلة ليرمقه الاثنان بعدم فهم لما يفعل، مرت ثواني ليفتح باسل عينه ويدعي الصدمة من وجودهم:.
الاه، هو أنا ازعجتكم؟ انا اسف بس الكلاكس (البوق) جديد فكنت بجربه وقولت بالمرة اعزف مقطوعة كده لبيتهوفن.
تجاهله رائف و أعاد اهتمامه لرنا ليقول مبتسما:
ها يا باشمهندسة اتفضلي اوصلك معا...
قاطع حديثه عودة صوت البوق مجددا لكن تلك المرة معه سوت باسل الذي صدح يغني بصوت جميل حقا:
حبيبي يا حبيبي يا حبيبي، انت فين؟
ليطلق بعد انتهاءه من ذلك المقطع بوق السيارة ويكمل غناء بعناد:
حبيبي يا، يا حلم انا، عشت عمري بتمناه، واستناه، الفرقة عليا صعبة...
كان بين كل مقطع والآخر يطلق بوقة بقوة ليصم رائف ورنا لكن رنا لم تنتبه لصوت البوق ولا حتى لرائف بل كانت انظارها معلقة على باسل الذي يغني تلك الكلمات رغم أنها تخرج منه بعنادوليس بمشاعر وكم تمنت أن لو كانت تلك الكلمات موجهه لها، خرجت من شرودها على حديث رائف لتنتبه له معتذرة:
احم، اسفة يا باشمهندس بس انا هرجع مع باسل لأن بابا بلغني ارجع معاه حضرتك عارف هو ابن عمي وكده.
ابتسم لها رائف بسمة مصطنعة ليمد يده مصافحا اياها:
اكيد يا باشمهندسة ولايهمك.
لكن وقبل أن تمس يده يد رنا كان باسل يضرب البوق بغضب شديد فينتفض رائف بانزعاج يحدق في باسل بضيق ليبتسم له باسل باستفزاز:
معلش يا باشمهندس اصلنا متأخرين، يلا يا رنا يا قلبي عشان الاولاد مستنين في البيت.
نظرت له رنا بعدم فهم ليبتسم لها باسل غامزا فيزفر رائف راحلا من هنا قبل أن يقتل باسل ذاك، اتجهت رنا سوب السيارة لتصعد إليها وما كادت تستقر بها حتى وجدت باسل ينطلق بها بسرعة رهيبة لتصرخ به رنا برعب:
باسل يا متخلف هتموتنا أقف يا غبي.
لكن باسل لم يجيبها او يتوقف لحظة واحدة لتستمر هي بالصراخ لكن لا إجابة منه لتنظر له بغيظ وفي ثواني كانت تجذب شعره الطويل بغيظ شديد صارخة به:
أقف ياض لأحسن والله اقلب ام العربية بيا وبيك انا مجنونة بنت مجانين، فوق ياض ده انا حفيدة كريمة.
نظر لها باسل ببسمة ليعاند معها ويزيد من سرعته صارخا بها:
وانا حفيد ميسرة يا قطتي...
صرخت به رنا تجذب شعره اكثر ليصرخ بها يحاول أبعاد يدها صارخا بها:
هنموت يابنت الهبلة اوعي ايدك الله يخربيتك.
صرخت به رنا بحدة:
والله ما هسيبك غير لما تبطئ.
نظر لها بغيظ ليبعدها بغيظ عنه:
اوعى هموت قبل ما ابوسك حتى.
فتحت رنا عينها بصدمة لتسمعه يقول بجدية لم تعهدها منه:
وافقي تتجوزيني وانا هبطئ.
صدمت رنا من حديثه ليزيد سرعته صارخا:
ها قولتي ايه نتجوز بما يرضي الله ولا نموت ونتجوز في الأخرى.
قالت رنا وقد نست كل شيء حولها:
انت بتتكلم جد يا باسل؟ والله العظيم لو مقلب من...
قاطعها باسل بما جعب قلبها يكاد يتوقف:
بحبك...
لم تصدق رنا ما سمعته منه ليعيد حديثه عليها مجددا وقد توقف بسيارته:
رنا تتجوزيني؟
لم تستوعب رنا شيء من حديثه ليعيد حديثه للمرة الثالثه:
اتجوزيني وانا والله ما هبص لبنت، غير لما متكونيش معايا.
رفعت له رنا حاجبها لتضربه على كتفه بحدة ليضحك بشدة عليها ثم صمت قليلا:
نتكلم بجد، اسمعي يا رنا انا هجيب الحاج والحاجة واخوات الحاجة والحاجة والعيلة الكريمة كلها ونيجي نتعشى عندكم ونشرب عصير وناكل كيك وشوية فواكهة كده وبعدين نشرب قهوة و...
قاطعته رنا بحنق:
حيلك حيلك انت رايح مطعم ولا ايه، هنقضيها اكل؟
ضحك باسل عليها ليفهمها وجهة نظره:
افهمي يا غبية كل ده مقدمة عشان نضمن عدى ونخليه يكتب الكتاب وقتها على طول.
لوت شفتيها بتشنج ليضحك ثم اقترب منها فجأة فعادت للخلف بتحفز تستند على الباب لتجده يقترب منها اكثر فاغلقت عينها بشدة شعرت بالباب يفتح لتسقط أرضا خارج السيارة فيضحك باسل بعنف عليها قائلا من بين ضحكاته:
والله ما كان قصدي، كنت عايز اخوفك وفي الاخر افتح الباب واقولك متقلقيش انا بس بفتح الباب، بس حظك انك كنتي لازقة في الباب.
نهضت رنا بغيظ ترتب ثيابها محدقة فيه بغضب شديد ليضحك عليها هو كان في باله أن يفعل مثل تلك المشاهد التي كان يراها وهو أن يقترب منها بشدة لتظن هي أنه سيقبلها لتكتشف أنه يفتح الباب فتخجل منه وتركض للمنزل سريعا لكن يبدو أن حياتهم لا تشبه بأي شكل تلك المشاهد الرومانسية، كما يقول تاج يبدو أن حياتهم قد صُنفت كوميدي.
خرجت رنا من شرودها اتضحك بعنف على ذلك الموقف الذي تعرضت له لتتذكر رحيلها بغضب شديد تحت ضحكات باسل والذي أخبرها أنه سيحضر الجميع لطلب يدها...
اغمضت عينها ببسمة تتحسس ظهرها بوجع:
زبالة اقسم بالله، بس بحبه الحيوان.
قصدك ايه يا عمي؟ هي ساندي مرجعتش البيت لغاية دلوقتي؟
وصله صوت تاج الفزع:
لا مرجعتش انا فكرتها معاك وحاولت اوصل ليك بس مردتش.
لم يستوعب مروان شيء إذا لم تعد للمنزل أين هي الآن...
وصله صوت تاج المرتعب:
بنتي فين يا مروان؟ هي مش بتروح في حتة غير لما تقولك.
لم يجب مروان بل استدار سريعا عائدا للجامعة وعقله يعمل في أكثر من اتجاه لا يعلم أين يبحث، أين هي الآن وماذا تفعل، هل هي بخير، كل تلك الأسئلة كانت تدور في رأس مروان الذي يستمع لكلمات تاج الفزعة ليغلق معه المكالمة بكلمات مقتضبة:
هكلمك تآني يا عمي متقلقش مش هرجع غير بيها.
وهكذا أغلق المكالمة تزامنا مع وصوله للباب الرئيسي للجامعة فيطلق بوق السيارة لينتبه له أحد الحراس الذين يتولون الحراسة المسائية، اقترب منه الحارس لينظر في وجهه بتعجب:
دكتور مروان؟ فيه حاجة يا دكتور؟
أشار له مروان أن يفتح الباب:
افتح الباب لو سمحت.
نظر الحارس للباب ثم رمق مروان بعدم فهم ليقول مروان بعصبية وهو يضرب على المقود:
افتح الباب بسرعة اخلص.
ارتعب الحارس من صراخه ليتجه لفتح الباب الرئيسي فعلى كل حال مازالت الجامعة لم تغلق كليا حيث أن هناك بعض المحاضرات المتأخرة في بعض الكليات، انطلق مروان سريعا يشق طريقه في الجامعة لا يعلم ماذا يفعل هنا أو من أين سيبدأ يشعر أنه طفل صغير تائه توقف جانبا يفكر جيدا يحاول الهدوء ليصل لحل استمر الأمر لدقائق حتى رفع رأسه سريعا وتحرك بسيارته بسرعة تجاه بوابة الجامعة مجددا ليجد نفس الحارس يجلس فاطلق مروان بوق سيارته ليتقدم منه الحارس فيسارع مروان بسؤاله:.
فين غرفة المراقبة اللي هنا؟
نظر له الحارس ببلاهة لثواني حتى قال:
ليه حضرتك حصل حاجة؟
زفر مروان بضيق يحاول أن يهدأ:
لو سمحت بس دلني على الاوضة اللي فيها شاشات المراقبة.
هز الحارس رأسه وبدأ يصف له طريق غرفة التحكم لينطلق لها مروان بلهفة يدعو أن بجد هناك ما يساعده لإيجاد زوجته هبط من سيارته سريعا وركض في ممر طويل حتى وصل لغرفة مكتوب عليها غرفة التحكم ليفتحها والجا إليها سريعا.
كان الحارس مستمر بمراقبة الأجواء لينتفض فجأة على صوت فتح الباب بعنف:
ايه ده مين حضرتك؟ ممنوع التواجد هنا يا فندم لو سمحت.
اقترب منه مروان بلهفة:
لو سمحت اسمعني الأول...
كان الوضع في المنزل محتدم بشدة حيث أن تاج لم يتوقف عن الحركة ذهابا وايابا في انتظار كلمة من مروان تطمئنه والجميع يجلس على اعصابه يريدون المساعدة لكن لا يعلمون كيف.
زفر ابريس بضيق مشيرا لتاج:
اقعد يا تاج شوية اللي بتعمله ده مش هيرجعلك ساندي بسرعة.
جلس تاج بجانب نونيا بضيق شديد لتربت نونيا على طافه تحاول أن تهدئه بينما هي تكاد تحترق خوفا على صغيرتها الوحيدة...
تحدث باسل بخفوت:
تحبوا اروح ادور عليها مع مروان.
تحدث تاج بعنف وغضب من مروان لعدم اجابته على الهاتف:
وهو حد عارف فين مروان أساسا؟
تحدث سيف بهدوء يراعي حالة أخيه:
اهدى يا تاج انا عارف مروان مش هيرد على حد غير لما يلاقي ساندي، فارجو الكل يهدى لغاية ما يوصل لينا مكالمة من مروان تطمنا على ساندي.
تحركت ميسرة تجاه تاج لتضمه بحنان مربتة على كتفه:
اهدى يا حبيبي بإذن الله هتكون بخير ودلوقتي مروان يكلمنا ويطمنا كلنا انت بس اهدى.
استكان تاج في أحضان والدته يحاول أن يهدأ كما يخبره الجميع لكن بحق الله هذه طفلته الوحيدة في مكان لا يعلمه غير الله، كيف يهدأ؟ بل يشعر بقلبه يحترق خوفا، نظر جانبه ليجد نونيا تجاهد نفسها حتى لا تنهار رعبا على طفلتهم فامسك يدها بحنان يحاول أن يبثها طمئنينة هو نفسه لا يملكها...
كان مروان يراقب الشاشة بانتباه شديد فبعد عناء شديد واتصاله بعميد الكلية التي يُدرس بها وجعله يتوسط له حتى يقبل رجل الأمن بفحص الكاميرات، وها هو يراقب مكتبه في اللحظات التي دخل فيها مع ساندي إليه لتمر دقائق يحترق بها وهو يراقب كل شاردة وواردة تحدث أمام مكتبه حتى خرجت ساندي من مكتبه ليمر بعينه في جميع الشاشات يراقبها تركض خارج المبنى ليتتبعها بعيونه جيدا حتى فجأة اختفت عن الكاميرات نظر مروان للرجل بتعجب ينتظر منه تفسير ليقول الرجل بحيرة:.
ده اخر مكان ظهرت فيه على الكاميرات وبعدها اختفت وفي حاجة من آتنين ياما خرجت من الجامعة او...
صمت قليلا ليدفعه مروان للتحدث صارخا بعدم تحمل:
او ايه!؟
تحدث الرجل يشير للشاشة التي اوقفها على المشهد الاخير لساندي:
بما أن مفيش مشاهد لظهورها تآني فاحتمال كبير تكون راحت للمبنى القديم لأن ده المكان الوحيد اللي مش فيه كاميرات بالإضافة لأن الاتجاه اللي كانت ماشية فيه ده هو اتجاه المبنى القديم، بس ممكن تكون كانت رايحة المسجد مش اكتر و...
لم يدعه مروان يكمل حديثه وتركه سريعا يركض في أنحاء الكلية لا يستمع لنداء الرجل الذي لحق به بدوره يحاول إيقافه لكن مروان لا يرى أمامه سوى زوجته التي من المحتمل انها قضت ساعات وحدها في ذلك المكان النائي ربما تم حبسها هناك، شعر بجسده ينتفض لهذه الخاطرة، واخيرا وصل حيث ذلك المبنى ليتنفس بعنف ناظرا للرجل الذي لحق به ثم قال بانفاس لاهثة:
معاك مفتاح المبنى؟
نظر له الرجل بتعب من الركض ثم هز رأسه يخرج سلسلة مفاتيح كبيرة مكتوب عليها أرقام معينه ليبحث بها لثواني ثم تقدم من باب المبنى ليفتحه ولم يكد يسحب المفتاح من الباب بعدما فتحه حتى وجد مروان يدفع الباب بعنف يركض في المبنى كالمجنون يصرخ بصوت عالي وقلبه يقرع بشدة داخلة يدعو الله أن تجيب عليه:
ساندي، ساندي، انتي هنا؟ سااااندي.
كانت تجلس في الظلام تبكي بخوف شديد وهي تناجي ربها وتنادي مروان ووالدها كل فترة، حتى تناهى لمسامعها صوته الذي ظنته من خيالها، اتبعت ريقها وهي تستند على الباب ترهف السمع أكثر لتسمع اسمها مجددا لتبدأ في طرق الباب بعنف وجنون تخشى رحيله دون العثور عليها وتضطر للبقاء وحدها مجددا اخذت شهقاتها تتعالى اكثر وهي تصرخ بأسمه:
مروااااان انا هنا يا مروان خرجني يا مروان انا خايفة.
ازداد طرقها على الباب بجنون حتى كادت تكسره صارخة برعب:
مروان خرجني من هنا يا مروان ارجوك.
كان مروان يسير في الطرقات كالمجنون وهو يصرخ بأسمها حتى استمع لطرق عنيف وصوت صراخها ليشير الرجل معه:
الصوت جاي من ناحية الحمامات شكلها محبوسة هناك.
ركض مروان سريعا كالمجنون بدفع الرجل بعيدا عن طريقة حتى وصل للممر الذي يحتوي على الحمامات ليسمع الطرق وقد ازداد عنف وصرخاتها تدخل قلبه تدميه بعنف اقترب من الباب سريعا وبدون كلمة فتحه من الخارج ليجدها تقف خلفه بملامح شاحبة وعيون ذابلة من كثرة البكاء وقد أحمر وجهها بشدة وهي تتنفس بعنف رامقة إياه ودون كلمة واحدة جذبها لاحضانه بعنف حتى كاد يكسر عظامها...
كانت تشعر بضربات قلبه الهادرة أسفل يدها تشعر أن قلبه سيكسر صدره ليخرج منه من عنف ضرباته. ضمته وهي تزداد في البكاء تقول من بين شهقاتها:
كنت خايفة آوي، كنت خايفة آوي.
اخذت تردد تلك الجملة وهو يضمها إليه اكثر واكثر يتذكر تلك الساعات التي مرت عليه كالجحيم، كاد يفقد روحه رعبا عليها.
ابعدها عنه بعد مرور دقائق او ثواني لا يعلم لينظر لوجهها وهو يمسح دموعها ويقبل جبينها بحنان ثم عدّل من وضع حجابها دون كلمة واحدة وبعدها امسك يدها بقوة وكأنها ستهرب منه ثم خرج ليجد رجل الأمن ينتظر جانب الباب من الخارج ليشكره مروان بأمتنان على مساعدته واعتذر له على الازعاج ثم خرج بهدوء يسحب خلفه ساندي التي كانت ما تزال شهقاتها مستمرة ليتجه بها صوب سيارته فاتحا لها الباب بهدوء مريب لتصعد وهو ايضا ثم انطلق بالسيارة بكل هدوء لا يود الحديث الان منهك لدرجة لا يستطيع قول كلمة واحدة...
مدت كريمة يدها لتضرب حسن على كتفه بغيظ:
ولا ولا اعدل خلقة امك دي، انت جاي تنكد على اللي خلفوني؟
زفر حسن بضيق يعيد شعره للخلف فاصدرت كريمة صوتا ساخرا فهي لطالما كانت تسخر من شعره هذا راميا اياه أنه (اكرت) كما تدعي وهو يستمر بالتذمر بأن شعره (كيرلي) وليس كما تدعي هي.
نهض حسن يدور في المكان بغيظ شديد لتنحني كريمة تحمل خفها رامية إياه به فينحني هو سريعا متفاديا اياه ليقول بهدوءه الذي يستفز كريمة:
ولو كان جه في وشي بقى؟
ابتسمت كريمة عليه بسخرية:
يا سلام ده هو ده المطلوب منه عمله، ناولني ياض الشبشب ده، ابن بسكوتة باشا هتوقع منك ايه؟
وعلى ذكر بسكوتة باشا وجدوا سامر يدخل للمنزل بغضب شديد يبحث عن ابنه صارخا بغضب:
بتعملي فيها بلطجي يا خويا ورايح تضرب العيال قدام المدارس.
توقف حسن مكانه دون تحرك خطوة واحدة ينظر لوالده بهدوء شديد مجيبا اياه:
هما اللي قلوا ادبهم.
اغتاظ سامر من هدوءه ذلك ليصرخ به:
ايه ياض يا مستفز ام برودك ده انت هتجلطني.
لوت كريمة شفتيها تؤيد سامر:
اديله البارد ده، بيشلني انا عارفه طالع لمين الخايب ده، ابوه بسكوتة باشا وأمه المعلم رضا وجدته أشرف وهو، طالع للواد سيف ابن ابريس ومروان ابنه وليث البارد برضو ومين تآني؟
كانت تتحدث وهي تعد على اصابعها لينظر لها الاثنان ببلاهة، زفر سامر يتجه لابنه متساءلا:
اقدر اعرف سبب اللي حضرتك عملته.
انتبهت لهم كريمة تنتظر شرحه ليتذكر حسن ما حدث ومضايقة ذلك الشاب لهنا ليفقد حسن اعصابه ويتخلى عن بروده في مشهد نادر له فيوسعه ضربا بعنف شديد، و بصعوبة تمكن بعض المارة من ابعادهم عن بعض ليأخذ هنا ويرحل غاضبا بشدة ثم يوصلها للمنزل دون كلمة واحدة ويرحل لكريمة فهو لم يرغب في العودة للمنزل وهو بهذه الحالة...
خرج من شرودة على صوت سامر الغاضب:
ما تنطق سرحت في إيه.
تناولت كريمة بعض المكسرات موضحة لسامر وهي تشير لحسن:
ده بيعمل
Flash back سيبه.
نظر لها الاثنان بغيظ لتكمل أكل وهي تقول بلا مبالاة:
عيلة تقصر العمر والله.
صاح سامر ساخرا من حديثها:
تقصر عمر مين يا ختي ده انتي فيكي شباب عني.
أشارت كريمة بأصابعها الخمس في وجهه تصيح باستنكار:
خمسة في عنيك يا حسود انت وجاسر وعيلته كلها.
ضحك حسن بشدة على حديث كريمة التي يشعر احيانا انها تعيش في كوكب وحدها بعيدا عن المشاكل وكل شيء فهي تصنع لنفسها حياة خاصة بها بعيدا عن أي شيء، سمع الجميع صوت صلاح ينادي كريمة لتضع الطبق ببسمة على الطاولة وتنهض متقدمة من الدرج:
ايوة يا روحي جاية.
ثم نظرت خلفها لسامر الذي يرفع حاجبه مبتسما بسمة جانبية لتقول:
خد ابنك ياض وغور اتخانقوا في بيتكم.
انهت حديثها تصعد الدرج ببرود شديد ليشير لها سامر يلوم ابنه:
عجبك كده؟ خليت كريمة تتكلم علينا، أتفضل قدامي يا خويا اما نشوف حل معاك.
لؤى حسن فمه ليسير امام والده الذي أخذ يتمتم بغيظ أن نهايته على يد هذه العائلة أصبحت وشيكة...
ساندي.
كانت تلك كلمة تاج الذي نهض سريعا يركض لابنته ملتقفا اياها بين احضانه برعب شديد يحمد الله انها بخير بينما جميع العائلة قد احاطت بها تتأكد أنها بخير وهي فقط تنظر لمروان الذي يراقبهم من بعيد ثم انسحب بكل هدوء من بينهم، فاقت على صوت باسل الذي مازحها:
والله يا ساندي وما ليكي عليا حلفان كنت هخرج اوزع مارشيمللوا عشانك، آه معلش كريمة مش احسن منك.
ضحكت ساندي بخفوت تنظر له بيأس باسل سيظل باسل، بعدها نظرت لتيتي التي كانت ترمق سيف بعنف يبدو أنه أخبرها بشيء ترفضه:
بطل قلة أدب يا سيف احسن والله أعلي صوتي وافضحك واقولهم انك عايز تب...
اتجهت صوب تيتي تسحبها بعيدا قبل أن تكمل كلمتها وهي تنظر لسيف ببسمة:
معلش يا عمو هاخد تيتي منك شوية.
نظرت تيتي لسيف أثناء ذهابها مع ساندي وهي تشير على رقبتها علاقة السكين ليلقي لها سيف قبلة في الهواء مشاكسا إياها لتخرج له لسانها فتصدح ضحكات سيف جاذبا انتباه الجميع...
ابتعدت تيتي مع ساندي لتحدق فيها بترقب لتنظر ساندي حولها كأنها على وشك قول سر خطير فتنظر معها تيتي بغباء وهي لا تعلم عما تبحث لتهمس لها ساندي مشيرة بعينها لسيف الذي ينظر لتيتي ببسمة:
عملتيها ازاى!؟
رمقتها تيتي بعدم فهم لسؤالها ذاك ناظرة لسيف حيث تشير ساندي:
قصدك سيف؟
هزت ساندي رأسها بايجاب فتحدثت تيتي بغباء:
هو أنا لسه معملتش بس عموما مش انا اللي بعمل ده سيف هو اللي قليل الادب وعايز ي...
لم تكمل كلمتها بسبب ضحكة سيف الصاخبة والهدوء الذي عم المنزل لتدرك أنها كانت تتحدث بصوت عالي.
ابتسم مصعب بخبث يغمز لسيف بينما لم يستطع باسل تمالك نفسه ليسأل بمكر:
ايوة ي. ايه بالضبط عشان خيالي بيسرح لحتت بعيدة صديقيني ازبل من اللي كان هيحصل أساسا.
ضحك سيف بصخب ينظر لتيتي يرتقب اجابتها لتصيح بغضب وتوتر:
لا بقولك ايه قلة أدبك دي تطلعها هناك على رنا إنما هنا هديك بالجذمة سامع.
ضحك باسل يغمز لها بخبث:
ليه بقى التفكير ده انا كان قصدي شريف.
صاحت ساندي بغيظ شديد في باسل:
اسكت بقى يا باسل خليني اتنيل اعرف اراضي الواد.
نظر لها الجميع بعدم فهم ليبادر ابريس يسأل بمكر:
ويا ترى الواد زعلان ليه؟
زمت ساندي شفتيها بضيق تتذكر غضب مروان حينما عرف سبب ذهابها للمبنى متأخرا:
حفيدك بيدلع يا ابريس، والمشكلة إن هو أساسا بارد ومش عارف أراضيه ازاى.
ابتسم ابريس يرمق سيف بسخرية مشيرا اليه:
اسألي ابوه بيتراضى ازاى وما هم نفس التفصيلة.
ابتسمت ساندي بمكر تنظر لتيتي:
منا كنت بسأل الخبرة بقى مش هي اللي بتراضي.
أشارت تيتي لنفسها بصدمة:
انا يابنتي؟ شكرا على ثقتك الغالية.
ضحك سيف بعنف يتذكر أساليب تيتي الغبية عندما يغضب: ايوة ايوة اسألي الخبرة.
نظرت له تيتي بضيق ثم رمقت ساندي بجدية:
بصي يابنتي النوع بتاع ابني ده زي سيف عايز تناحة وكلاحة.
نظرت لها ساندي بعدم فهم لتبتسم تيتي:
يعني تاخدي العشا بتاعه وتطلعي تفضلي تزني على دماغه ولو شخط وقالك سيبيني دلوقتي لوحدي اوعك تسيبيه تلزقي فيه وخليكي تنحة متسبيهوش غير لما يستسلم او يطلقك.
ثم ربتت على كتفها ببسمة وكأنها تودعها للحرب:
يلا ربنا معاكي يابنتي هنعملك كولدير ماية على روحك.
رفع باسل يده ببسمة غبية:
وانا هوزع مارشيمللو.
أشارت تيتي لباسل ببسمة فخورة:
وباسل هيوزع مارشيمللو كمان على روحك ابسطي.
ابتلعت ساندي ريقها بتوتر من حديثها لتقول بخفوت:
هو ممكن يضربني ولا إيه؟
فزعت تيتي من حديثها:
يضربك؟ يضربك ايه استغفر الله هو آخره لما يتعصب وانتي مترفضيش تمشي زي ما قولتلك هيحدف اي حاجة تقابلة في الحيطة وانتي عارفة بقى الشظايا المتطايرة غدارة.
ضحك سيف بعنف على حديثها ثم اقترب منهم يضم تيتي إليه قائلا بجدية:
سيبك من اللي بتجهزك للمصارعة دي انتي اعملي زي ما هي قالتلك متخرجيش غير وهو متراضي وكلميه براحة ولو يأستي نزلي دمعتين وانتي مش هتهوني عليه.
أنهى حديثه ينظر لتيتي بحب وهو يربت على خدها بحنان فأبتسمت له
تنفست ساندي تنظر للأعلى ثم نظرت لابيها تستأذنه بعينها لبشير لها بالموافقة
ابتسمت تتجه للمطبخ:
طيب هحاول، تعالى يا تيتي جهزي معايا طيب الاكل و، ااااااااااه.
كانت تتحدث أثناء اتجاهها صوب مفتاح الإضاءة وبمجرد اضائتها للمطبخ صرخت بفزع تجد جسد ينحني على الطاولة وهو يتناول الطعام بشراهه ومن غيره عدى.
وضعت يدها على قلبها الذي يكاد يتوقف من الرعب الذي تعرضت له منذ قليل لتشير متذمرة لعدى:
يا عدى وقفت قلبي حرام عليك بتعمل ايه؟
اكمل عدى طعامه بكل برود يجيبها وهو لا يرفع عينه من على طبقه:
بتشمس.
لوت فمها بضيق تتركه متجهة صوب أواني الطعام لتصب لها ولمروان لكن لم تجد سوى القليل فقط لتستدير لعدى تجد امامه تقريبا كمية تكفي لاطعام أسرة من خمس أفراد، تخصرت بضيق تشير للطعام:
ده اكلنا انا ومروان يا عدي على فكرة.
نظر عدى لاطعام بتعجب من جميع الجهات ثم رفع بصره لها يرمقها ببرود:
بجد!؟ مفيش تيكت باسمك انتي ومروان عليه ووطي صوتك شوية عشان ميسرة بقالها فترة مستقصداني.
أخرجت ساندي صوت مستنكر من حنجرتها ثم حملت صينية ووضعت بها بعض الأطباق واتجهت له بحذر تمد يدها لتأخذ بعض الطعام فرفع وجهه له بعدم فهم لما تقدم على فعله:
انتي هتعملي ايه؟
نظرت له بتعجب تبتسم بغباء:
هاخد عشا ليا انا ومروان.
اشاح عدى بيده مستنكرا حديثها:
وبتقوليها في وشي كده عادي؟ ايه مبقاش فيه احترام ليا في البيت ده ولا ايه؟
نظرت له ساندي بعدم فهم هل اهانته للتو؟ سمعته يزفر بضيق مشيرا للثلاجة:
فيه في التلاجة لانشون و جبنه خدي منهم واتعشوا بس متكتريش عشان تناموا خفيف.
صاحت ساندي باستنكار شديد:
يعني كلكم تتعشوا محشي وفراخ واحنا نتعشى لانشون وجبنة ايه بتعشوا فيران؟
نظر لها عدى ببرود لكن سرعان ما تغيرت ملامحه للحنق وهو يجد ميسرة تدخل للمطبخ صارخة به:
تآني يا عدى؟ هو مش انا طلعتك من المطبخ ده ميت مرة!؟ وبعدين ايه ده خلصت اكل العيال يا أخي ارحم نفسك.
نظر لها عدى بتذمر كطفل صغير:
الله يا ميسرة جعان يا ستي انام جعان يعني؟ انا مش فاهم انتي حاطة نقرك من نقري ليه.
وأثناء حديثه كانت ساندي قد حملت بعض الطعام من على الطاولة لتركض بهم خارج المطبخ تحت صرخات عدى بها:
شوفتي عجبك كده اهو أخدت الاكل ومشيت استريحتي يا ميسرة يارب تكوني استريحتي اسيبلك البيت وامشي عشان تستريحي آكتر.
قلبت ميسرة عينها بملل من حديثه الذي يعيده على مسامعها كلما منعته من الاكل.
سمع عدى صوت ابريس من الخارج يقول بنبرة تحذير:
فيه حاجة يا عدى اجيلك يا حبيبي؟
ابتلع عدى ريقه يصيح ببسمة غبية:
سلامتك يا غالي متتعبش نفسك ده انا بس كنت بجيب لانشون وجبنة عشان اكل حاجة خفيفة قبل ما انام...