رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الخامس والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الخامس والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الخامس والستون

طلعت من الغرفة، الجماعة كانوا مشغولين بنقاش اِستقصائي مع رجُل الدين المُعمم لدرجة الاِنعزال الأمر الساعدني أغادر الشقة من دون ما ألفت الاِنتباه، صعدت السيارة سقت بسرعة غير قانونية وأني أحاول أوصل لدمار عن طريق الاِتصال لكن النتيجة وحدة الجهاز مُغلق، وصلت للشارع العام وبمجرد تغييري لاِتجاه المسير لمحت سيارة دمار بمنتصف الطريق أبوابها مُشرعة واثنين من الشباب واگفين يمها زدت سرعة السياقة لدرجة جنونية إلى أن اِقتربت منهم ولأن كانت طريقة سياقتي مريبة جدًا، جالبة للشك، سحبوا اسلحتهم موجهيها عليَّ.

فتحت الچكمچة أخذت سلاحي ونزلت من السيارة رافعة المُسدس عليهم لكن ما دامت هذه المواجهة لأكثر من عشرة ثواني حتى تنتهي باِنزالهم للأسلحة وهمَ ينطقون اسمي بنبرة الاِندهاش!
عرفت ذولة جماعتهم، نزلت السلاح وركضت باِتجاه سيارة دمار نايم على الستيرن يتنفس بوضوح ويا أنفاسه گدرت اسحب أنفاسي براحة، اِلتفتت عليهم واحد ديجري اِتصال والثاني يراقب اِتجاهات الطريق
قدر: أدري شمنتظرين متسعفوه ليش هالوگفة؟

- أصله مش راضي حضرتك
صعدت لسيارته بسرعة، وياما سحبته من الستيرن أرجع جسمه على الكشن صرخ متوجع.
قدر: حتى هنا عنادك مشتغل متخليهم يسعفوك!
دمار: ما بيَّ شي لتخافين، سلميهم سويچ سيارتچ وبلغيهم يرجعون للشقة أخاف أحد من جماعتهم يهجم على المكان بغيابنا، خليهم يتحركون بسرعة
قدر: ما أعتقد همَ بهذا الغباء حتى يقتحمون المكان بعد الصار، أكيد يجي ببالهم احنا ماخذين اِحتياطاتنا لأن متوقعين منهم الهجوم المُفاجئ.

دمار: قدر خليهم يرحون ولتتعبيني، لا همَ ولا أنتِ دتسمعون الكلام
اِلتفتت عليهم مديت ايدي أقدم لهم السويچ.
قدر: ارجعوا للشقة الموجودين بيها الجماعة حتى تؤمنون المكان وأني أتكفل بموضوع دمار
- بس يا مدام...
قدر: گلت أني موجودة ما لها داعي هالمُماطلة بعد
دمار: تحركوا يلا وإلا بس اوگف على حيلي تلگون الفصل من العمل ينتظركم وحذاري واحد منكم يوصل الحادث للسقر.

بس حچاها أخذوا السويچ من ايدي وغادروا المكان رجعت باوعت له أتفحص جبينه بكفي، فجأة سحب وجهه للجهة المُعاكسة يمنعني من لمسه
قدر: خليني أخذك للمستشفى
دمار: ميحتاج أني بخير، الحادث بسيط والإصابات كلها طفيفة، يومين وأتحسن لتنخبصين بيَّ
قدر: ليش هوَ الحادث شلون صار؟

دمار: اجى عكس السير رافع الاِضاءة الأمامية بالأول توقعته شارب أو عنده حالة طارئة بس من استمر بالسرعة متوجه عليَّ عرفته قاصدني، حاول يوازيني حتى أصعد الرصيف وأطلع بالبناية لكن من واصلت بنفس نقطة السير وداهموه جماعتنا اضطر يضرب سيارته بسيارتي ويحول مسارها للرصيف بنفسه بعدها اِنهزم وحاليًا الجماعة ديلاحقوه
قدر: هوَ منو؟ أنتَ شاك بأحد مُعين؟
دمار: غريب منو غيره.

قدر: معناها كنت متوقع منه الهجوم لذلك أخذت الحيطة وبلغت جماعتكم علمود يؤمنوا لك الطريق
رفع راسه عابس الملامح وغمض يجاوبني بتعب.
دمار: ما أدري بيهم ديتتبعوني أصلاً، سوالف أمان
قدر: أمان!

دمار: اي أمان طلب مني أأمن نفسي بحجة غريب مو سهل وراح يوصله الخبر ويتقصدني، من عارضته ذكرني بالصار وياكم بذاك البيت وأني رديت عليه ببرود كافي سقر دتبالغ هواي بتفكيرك شلون يعرف بالموضوع إذا أصلاً هذا الزواج محد يعرفه غيرنا حتى أنهي النقاش بهذا الكلام وأخليه يتصرف من راسه، والنتيجة محد نقذني من غريب غيره.

قدر: أني همْ كنت متخوفة منه بس مثلك، گلت شلون يصير عنده علم بتحركاتنا لكن الآن تأكدت أكو أحد من داخل المصحة ديوصل له الأخبار أول بأول والدليل هجومه عليك اليوم وقدوم عمام البنات لمصر حتى يرجعوهن للعراق بنفس وقت اِنتهاء رحلة العلاج معناها أكو تواصل بين الطرفين وأكو جاسوس بيناتنا ديوصل أخبارهن لهذا الغريب.

فزيت على صوت شباب يسألونا إذا نحتاج المُساعدة رفعت ايدي على السلاح بالخفية اجاوبهم وجرس الخطر يدق براسي خايفة ليكونون من طرف الغريب ونسقط بفخه، رفضت مُساعدتهم بأسلوب لطيف مرة مرتين ثلاثة من شافوني مُصرة على الرفض عادوا ادراجهم نحو السيارات تاركينا بمفردنا، مديت ايدي على عجلة دأغلق الباب للاِحتياط لمحت سيارة اجت من بعيد متوجهة علينا
قدر: دمار شوف!

رفع راسه بصعوبة بس شافهم طمأني ذولة جماعته، نزلت بسرعة كانوا أكثر من أربع أشخاص، سألتهم شصار وياهم نصى الكان يسوق على دمار
- يا باش مهندس دمار أنا بعتذر من حضرتك حاولنا كثير إننا نفضل ماشيين وراه بس مش عارف إزاي اختفى من غير ميسيب أثر ليه وكأنه مكانش قدامنا
دمار: اغبياء.
وياما صرخها لزم كتفه متوجع صعدت له بسرعة.

قدر: اهدأ ولتلومهم دمار، غريب مو هين أني نفسي صار لي بالسنة أحاول أوصل له وماكو، جماعتي مستنفرين بالبحث عنه بدون نتيجة، تواجهنا مرة وفشلت أقبض عليه، أمان بيوم كان بظهري ونجح يحتجزنا داخل ذاك البيت بهدف القضاء علينا بشكل نهائي، هالشخص عبارة عن شيطان بشري كل شي بيه غريب واسمه عليه لدرجة زارع الرعب بنفوس هالمسكينات بغيابه قبل حضوره.
دمار: ما گاعد أحسه شخص عادي!

قدر: أكيد لأن اللي يصعب على قدر مستحيل يكون شخص عادي وأني اعترف غريب صعب عليَّ كلش
دمار: وشلون راح نوصل له بهذه الحالة؟
رن موبايلي يامن يتصل اعطيته رفض وباوعت لدمار
قدر: زين أنتَ وجماعتك محد منكم گدر يلمحه؟
- لأ يا ست هانم أصله ملثم بالسواد من فوق لتحت وعربيته كمان من غير نمر يعني يستحيل إننا نقدر نتعرف عليه حتى لو لجأنا لكاميرات المراقبة
قدر: يامن ديتصل خليني أبلغه بالحادثة أكيد القلق أكله بسبب غيابي.

دمار: لا لا لتبلغيه، وإذا وصلنا للشقة وسألوچ عن سبب حالتي تجاوبيهم حادث عادي لتخوفين البنات خل يتم العقد على خير وعود واجهي يامن بالحقيقة على اِنفراد وبعيدًا عن مسامع عِناق وأختها
قدر: صدگ يعني راح تعقد بهذا وضعك!
دمار: گلت ما بيَّ شي ليش هوَ شنو هدفه من قتلي غير حتى يخرب هذا الزواج وأني مراح اعطيه شرف هذه المحاولة وراح أفشل كل مخططاته والليلة.

حچاها واِلتفت على باب السيارة، دينزل منها توقف متوجع غادرتها بسرعة متوجهة له، لگيته لازم كتفه ويسحب النفس بصعوبة بس ضغطت على مكان الإصابة صرخ بصوت عالي منصي على نفسه ورفع ايده الثانية دفع كفي يمنع ألمه يستمر بلزمتي
قدر: بس شوية أسمح لي اتأكد أخاف عندك كسر
دمار: دتنتقمين أنتِ مو تتأكدين
قدر: ترى دفرة ما بيك حاليًا فَخليني أفحص الاِصابة أحسن متجبرني استغل ضعفك واستخدم القوة.

دمار: والله مينلام أمان من سماچ مرتي الجلادة
قدر: سد منگارك وتحمل الوجع شوية لتصير مايع
حچيتها ورفعت ايدي مرة ثانية، ضغطت على كتفه بأطراف أصابعي لزم باب السيارة يحاول يستعين بيه حتى يساعده على التحمُل لمست لوح الكتف من الأعلى للأسفل بحركة قوية طلب أتوقف، مُباشرةً باوعت له مبتسمة عبس ملامحه معترض على اِبتسامتي
قدر: مو گلت ما أسد منگاري بعد اليوم اشوفك ما تأخرت بالتراجع عن كلامك وبنفس اليوم سديته.

دمار: بحضور البومة تضطر تصمت كل الطيور
قدر: زين يا غراب البين أحب ابشرك هذه الأوجاع العندك مو أوجاع الكسر مُجرد رضوض قوية.

رفع ايده على اِطار الباب ينزل ردت أسنده هز راسه بالرفض وأشر لجماعته يجون يساعدوه، صعدوه بسيارتهم للخلف وصعدت أني بصفه اثنين منهم اجوا ويانا واثنين بقوا يم سيارته بأمر منه، وصلنا للعمارة بس صرنا عند باب الشقة صار يامن بوجهنا واگف برة ينتظر وشكله عصبي لكن من شاف حال دمار نسى كل شي وتقدم بسرعة حتى يساعده.

الكل طلع على صوت يامن، عمت الفوضى بالمكان وكل واحد منهم صار يسأل وينتظر منا الاِجابة، اضطريت أكذب عليهم واگول حادث عرضي مثلما طلب دمار لأن فعلاً البنات ما لازم يعرفن بالحادثة
دخلوه الشباب للصالة سانديه من كل اِتجاه ومُجرد ما استقر بالجلوس باوع لي يامن بتساؤل ونظرة الشك بعيونه، رفعت حاجبي بطريقة تأكد شكوكه ورجعت نظري لدمار قبل لا أحد منهم ينتبه علينا
رؤوف: شلون سويت الحادث أدري شجاك وليدي!

دمار: بعد شي وراد يصير، اتصلت عليَّ قدر علمود تستعجلني ومن الخبصة ما اِنتبهت على الطريق
رؤوف: أنتَ متأكد حادث عرضي؟
دمار: والغلط عليَّ همْ مو على الطرف الثاني
رؤوف: زين يلا امشي ناخذك للمستشفى
دمار: ما بيَّ شي، شوفوا البنات إذا جاهزات نعقد
الشيخ: لو تأجلها يا ابني لوقت ثاني...
دمار: لا شيخنا ماكو شي يستوجب التأجيل، مجرد كتب كتاب قابل راح أتزوج اليوم حتى نأجل
الشيخ: اللي تشوفوه ويلا نبدا على بركة الله.

توجهت لغرفة الضيوف البنات وياية، جهزت الگعدة وناديت على يامن حتى يجيب دمار للغرفة، شوية ودخل سانده أشرت على المكان گعده وغادر فورًا اِلتفتت على عِناق أطلب منها تگعد يمه، تقدمت باِتجاهه تريد تنفجر لأن كل شي ديصير خارج عن اِرادتها عِناق بطبيعتها شخصية قوية جدًا ترفض التسلط ومتحب أحد يمشي كلمته عليها ولا تقبل تنهزم حتى لو كان الغلط منها وهذا الشي اكتشفته اثناء رحلتها العلاجية وياية بحيث جهدتني بشكل حتى اگدر اكسبها عكس أختها ميلاف تمامًا.

عِناق: شبيه هذا شنو صاير بچهرته
دمار: هذا شنو!
أحد قشمرچ وگال ما عندي اسم؟
يابة من اليوم ورايح عِناق اسمها مرت هذا
ما أريد اسمع اسم دمار على لسانك اسمي صار هذا
عِناق: هواي عليك أصلاً
قدر: ممكن تأجلوا لي العركة، أقصد النقاش لبعد العقد لو سمحتوا! ويلا اگعدي ما أريد أسمع صوتچ إلا ساعة التردين على الشيخ بالموافقة مفهوم.

سحبتها حتى تگعد، المُستفز بعز ألمه ما گدر يبطل اِستفزازه، صاح انتظري لحظة وأخذ الكوشات حط وحدة على الثانية وباوع لها يضحك بخُبث
دمار: هيچ يا دوب راح تتساوى گعدتنا
عِناق: ترى أنتَ اللي طويل زيادة عن اللزوم مو أني القزمة
دمار: المهم النتيجة وحدة، توصلين لگلبي
مدت ايدها بعصبية.
رمت الكوشات على الأرض حادة نظرتها عليه
عِناق: اليريدني يتقبلني مثلما أني معاجب حضرتك گص رجلك حتى تصير بطولي
حچتها ورادت تگعد.

يخليها؟ لا شلون لازم يستفزها الخبيث
دمار: درجعي الكوشات قبل لا تگعدين قزمتي
عِناق: تحلم ارجعهن شاروط
دمار: تقبلين تغطين بحضني؟
عِناق: والله ما أتزوج هذا السرسري لو أموت
توجهت للباب ركضت قاطعة الطريق عليها، أني أقنع وهذا يضحك أخر شي متحملت حتى إليَّ استفزني الكوشة يم رجلي رفعتها ووجهت له ضربة من قوتها طلع صوته واختفت الضحكة، خزرته ورجعت اراضي بيها طبگت بلاعيمي يلا قنعت ترجع تگعد.

سحبتها من ايدها گعدتها يمه وعيوني عليه حلفت بس يتنفس يجني على روحه عود فرحت صار عاقل تالي هيَّ بدت تتحارش وتطلع صوته!
عِناق: گالوها، الله ما عنده عصا يضرب العباد بيها يعرف شلون يسطرهم مثلما سطرك بهذا الحادث
دمار: لا والله ما سطرني بالحادث سطرني بيچ لأن طولچ طول العصا والمثل هذا ينطبق عليچ
قدر: اشگ هدومي هسه!
دمار: عيب عرض أخوية ما أسمح لچ تطشريه
قدر: كلمة زايدة أسبك أنتَ وأخوك وتعرف أسويها.

هز راسه يضحك، ضبطت گعدتهم وصحت الشيخ وأخيرًا بدأوا بالعقد طلب هوية العروس قدمت له الاِستنساخ لأن المُستمسكات الأصلية مو عندنا عادي ما اعترض أصلاً هوَ من طرفهم بحيث أول ما شفته تذكرت نفسه الشيخ العقد لي على أمان.

رفض دمار يكون أحد منا شاهد على عقدهم وخله جماعته يشهدون حتى يبعدنا عن المشاكل، الحمد لله تم العقد على خير وبدون أي عراقيل، بس ختمها الشيخ بالمُباركة طلعت ناديت على أجود من دخل نهض دمار يسند نفسه بنفسه فات من يم أجود مبتسم ما گدر إلا يساعده حتى يوصل للصالة ثواني ورجع گعد يم ميلاف الاِرتباك واضح عليه قبل ليكون واضح عليها، عقد هالثُنائي اللطيف كان جدًا خفيف وسلسل عكس عقد دمار وچُكليته لدرجة ما حسيت بيه شلون بدأ وشوكت اِنتهى من شدة هدوئهم.

غادرت الغرفة بعد الشيخ أجود والبنات وياية وصله دكتور رؤوف للباب بعدها بارك للشباب واستأذن يروح سلم علينا وأشر لأجود يتحرك طلبت منه يبقيه وأني أرجعه للمصحة تردد بالبداية بس من يامن حچى وياه وافق وغادر الشقة ويا الشباب ما بقى غير أجود ودمار وأني والبنات وياهم
تركتهم وحدهم وتوجهت للمطبخ حتى ألملم هوسة الضيافة دقيقة مو أكثر وصارت عِناق بظهري
عِناق: اساعدچ بشي؟
قدر: لا العروس ميصير تشتغل لازم ندللها.

عِناق: سؤال واتمنى تجاوبيني بصراحة، هذا الحادث منو وراه معقولة صار بسببنا؟
قدر: ذاك دمار وروحي اسأليه أكيد راح يجاوبچ
عِناق: لا اسأله ولا يسألني خليه بعيد شگد أكرهه
قدر: اي يگولون ما محبة إلا بعد عداوة
عِناق: يلا استعجلي ضجت هنا أريد أرجع للمصحة
حچتها وغادرت، لملمت المطبخ بسرعة وتوجهت للصالة لگيت الشباب منطلقين بالسوالف والبنات صافنات عليهم، اِبتسمت لغرابة المنظر.

قدر: يلا خلونا نرجع تأخر الوقت والوضع مو تمام
دمار: أجود بلا زحمة عليك بس مد ايدك لجيبي لأن متني ديوجعني ما أگدر احركه
سوى مثلما طلب منه طلع علبتين صغار.
دمار: النيلي لك نسيب
فتحها مستغرب، حلقتين ذهب لميلاف وفضة له
أجود: دمار ميصير...
دمار: لتعترض احنا صرنا أهل وتگدر تعتبر هالشي مجرد هدية بسيطة لزواجكم، شايف الخير خويي
أجود: مردودة إن شاء الله وخير اليصيبك حبيبي
قدر: حركة حلوة منك دمار عاشت ايدك،.

يلا ألبسوها قبل لنطلع
عِناق: ما أريد ألبسها أني.

قدر: لا أشو راح تلبسوها وأولهم أنتِ، خليچ ذكية عِناق واسمعي الكلام لأن محد يفيدچ بمثل هذه الظروف غيره، عمامچ باچر جايين ياخذوكم منو راح يوگف بوجههم ويتحمل همجيتهم والمشاكل اللي ممكن تصير بعد ميعرفون بزواجكم غير دمار ورغم كل شي هوَ مستعد يتحمل المخاطر علمود يحميچ ويحمي أختچ ولو على حساب نفسه لهذا السبب أنتِ مجبورة تسمعين كلامه وتحترميه على الأقل بعد كل شي قدمه وراح يقدمه علمودكم.

دمار: على كيفچ وياها ماكو شي يستاهل إذا متريد تلبس الحلقة هيَّ حرة مراح نجبرها بس لازم تعرف ساعة اليجون عمامها هيَّ مجبورة تتصرف گدامهم بطبيعية حتى ميشكون هالزواج مجرد لعبة لعبناها علمود تخلص هيَّ وأختها من سيطرتهم ومن ضمن التصرفات الطبيعية لأي زوجين لبس الحلقة بالايد
قدر: ها عِناق؟

باوعت لي مترددة وتقدمت عليه رافعة ايدها دتاخذ الحلقة سحب كفها بسرعة عابس على ملامحه لأن الحركة آلمته، ثبتت حتى لتزيد ألمه لبسها الحلقة بنفسه وقدم لها حلقته، برفعة الحاجب نهت الموقف راجعة لمكانها ما حچى شي اكتفي بالاِبتسامة ولبس الحلقة عيونه تتأملها ببرود ونظراتها تعاكسه بالعصبية، قطعت حرب النظرات البيناتهم بطلب مني لأجود يلبسون الحلقات حتى نغادر.

حتى اسماؤهم كاتبها عليها من غير التصميم الهادئ وقياسها المضبوط، ندست ميلاف حتى تتحرك وبس صارت أمامه وگف على حيله ساحب ايداها عليه لبسها الحلقة وعيونه تشع بلمعة الحُب عكس عيونها المرعوبة بنظراتها وخايفة بنفس الوقت لكن رغم الصراع النفسي الكانت دتعيش بداخله ما گدرت تخجله من قدم لها حلقته، أخذتها منه لبسته من غير متباوع عليه ورجعت وگفت يم أختها.

اِلتفت على دمار المتخذ من عيون عِناق عُزلة مؤقته له لكن مجرد ما شكره أجود فز من صفنته مرتبك
دمار: حبيبي، ماكو شكر بين الإخوان
أجود: على راسي والله بس تعال فهمني شلون هيچ جايب القياس مضبوط؟!
دمار: نظرة سريعة تكفي حتى أميز قياس المقابل متصعب عليَّ شغلتي هذه
أجود: صح نسيت أنتَ مهندس، ما قصرت صديقي.

نزل ايده صافحه بهدوء مقدر وضعه الصحي باوعت للساعة راح تصير ال 12 دأستعجلهم يگومون رن الموبايل بحقيبتي تحركت بسرعة سحبته هوَ شفت اسم أمان على الشاشة لو مدري شصار لي ارتبكت محتارة شلون اتصرف، طول الاِتصال على صوته رجع دمار نظره عليَّ بس التقت عيوننا ولمح التوتر البيها فهم الموضوع، راد يگوم رحت له بسرعة گعدت بصفه من الجهة الثانية، سألني بتوتر
دمار: أمان؟
قدر: اي الظاهر اتصل وما حصلك فَ ظل باله.

دمار: جهازي وگع بالسيارة من انضربت أكيد اِنكسر لو اِنغلق على الأقل، جاوبيه يلا بس ألعبيها صح مو تخليه يشك بشي ما ناقصه يقلق عليَّ
فصل الاِتصال مرتين اثناء حديثنا رجع يتصل للمرة الثالثة فتحت الخط جاوبته أسلم، رد بنبرة عصبية من غير ميرد السلام وبدون أي مُقدمات
أمان: دمار وين ليش خطه مغلق؟
قدر: هذا موجود يمي وجهازه فاصل من الشحن
أمان: فاصل من الشحن والجماعة يگولون ناسيه بالسيارة!

باوعت لدمار محتارة شلون اجاوبه، شكله سمع كل شي لأن صوت جهازي مرتفع وهوَ گاعد بصفي أشر لي أنزل الموبايل وبس نزلته رفع السبيكر يحاچيه
دمار: هنا أني برو ما بيَّ شي جهازي فعلاً فصل من الشحن لذلك تركته بالسيارة والجماعة من شافوه ظنوا ناسيه، على شنو هالقلق بعد!
أمان: افتح الكاميرا
دمار: أمان صدگ تحچي داگول...
أمان: تفتح الكاميرا لا هسه أترك كل شي ورا ظهري واجيك بأول طيارة متوجهة للقاهرة.

زفر النفس يستغفر بضجر وفتح الكاميرا مجبور بس شاف أمان منظر وجهه فتح كاميرته هوَ همْ
أمان: غبي أني شنو گلت...
دمار: الجماعة يمي ممكن تأجل رزالتك لبعدين
أمان: ليش أنتَ هنا مو بالمستشفى
دمار: ما بيَّ شي والله مجرد رضوض بسيطة شوف
رفع ايده يتلمس اجزاء من وجهه حتى يثبت له فعلاً هوَ ممتأذي، اثناء الحركة لمح أمان الحلقة بأصبعه
أمان: شنو عقدت؟

دمار: اي، شوف صرنا متزوجين من بعدما كنا برأي واحد رافضين الزواج، سحلنا بنات الرافدين
أمان: احچي عن نفسك أني ممسحول
دمار: لا والله أنتَ أكبر مسحول وإذا تعاند بالكذب هسه أنزل اجيب موبايلي وأشغل الصوتية الدزيتها قبل أسبوع حتى تظل تصيح مثل عادل إمام يا دي الفضيحة أم جناجل يا دي الجرسة أم حناجل
قدر: صوتية شنو؟!
أمان: مشتاق لچ مرتي.
دمار: ضيع شاش يا بعد أخوك ضيع ضيع
قدر: مو داسأل صوتية شنو هذه؟

أمان: يسار صدري گومي من يمه عندي كلام خاص شوية مال متزوجين ميصير يسمعه غيرچ
قدر: أمان شبيك الأمة كلها هنا صدگ يعني!
أمان: لعد تسكتين أنتِ وهذا السافل لا هسه أذب كلمتين مو أكثر أخلي طشار لمتكم ما له والي
رفعت عيني أجود كان مبتسم بس باوعت له سحب الاِبتسامة يتصنع الجدية على ملامحه شگد خجلت، سحبت الموبايل من دمار سديت الكاميرا ورفعته على أذني بس بعد أيش فضحني المسربت
قدر: يلا روح تأخر الوقت ورانا طريق.

أمان: لتطلعون وحدكم...
قدر: موجودين ينتظرونا گدام العمارة لتشغل بالك
أمان: وأنتِ همْ لتطلعين بعد بدون حماية مو وقت تيبيس الراس اسمعوا الكلام شوية تعبتوني
قدر: صار يلا مع السلامة.

سديت الخط وغادرنا الشقة فورًا، طلعنا ويا الشباب وصلناهم للمصحة طلبت من دمار يرجع للقصر يرتاح والموظفة الخفر تبقى عند شغف رفض رفض قاطع لدرجة ما سمح لي حتى اناقشه، بقيت يمه عالجت جروحه واعطيته مُسكنات دأسرد عليه بعض الاِجرائات السريعة في حال لو حس بألم وأني مموجودة رن جهازي يقاطع حديثنا أمان المُتصل، رديت عليه طلب مني أبلغ دمار يفتح جهازه نهيت المُكالمة وحاولت أفتح الجهاز بنفسي انفتح زين بس شاشة الحماية كانت متهشمة للحد اللي الضربة متجاوزتها وفاطرة الشاشة الأصلية فطر بسيط، تركته يحچي وياه وغادرت المصحة، خطية الشباب بعدهم ينتظروني برة وصلنا للقصر تشكرت منهم هواي ودخلت هدوء الكل نايمين حتى بيبي، أخذت ملابسي بسرعة وتوجهت للحمام سبحت لأن ما أگدر أداوم باچر بهذا الوضع ورجعت لغرفتي اتصلت على يامن سردت له التفاصيل المخفية والكان ينتظر مني سماعها وراها صرت استعد للنوم، واگفة أسشور شعري أخاف تاخذني النومة بسبب سهر الليلة وما ألحگ أسويه الصبح رن موبايلي بدون ما أشوف الاسم توقعته أمان وفعلاً كان هوَ، طفيت السشوار ورديت متصل مُكالمة فيديو بس شاف منظري ابتسم يغمز لي، مسربت والله مسربت مو بيده.

قدر: وتالي أمان، ليش كلما جالك دتزيد سربته؟
أمان: وأنتِ ليش كلما جالچ دتزيدين جمال؟
قدر: نحچي جد؟
أمان: شنو صار ويا دمار؟
قدر: اي مو توك اتصلت بيه أكيد سألته وجاوبك
أمان: ميخالف أريد أسمع منچ احچي لي يلا
حچيت له التفاصيل انزعج جدًا وتحلف بغريب بس يرجع لازم يلگى صرفه يعثر من خلالها عليه، ساعة كاملة يحچي بموضوعه إلى أن وصلت مرحلة حلگي بعد مينسد من التثاؤب حتى عيوني بدت تدمع.

قدر: أمان بشرفك كافي من يمي تعبت!
أمان: لتطلعين وحدچ...
قدر: افتهمت والله افتهمت صرت عايد عليَّ الكلام ألف مرة، لتلطعين وحدچ وخلي الحماية يرافقوچ لترحين للهيئة هذه الفترة وابتعدي عن مواجهة عمامهن اتركي دمار يتصرف بمكانچ، شوف استاذ حفظت الدرس بس أرحم أمي وسد هالموضوع
أمان: سامعة حافظ مش فاهم؟ هذه أنتِ بالضبط
قدر: سحيري الليل راح يطلع الصبح عندكم، ليش سهران مو تعرف السهر يضر بصحتك!

أمان: السهر شعليه وتبلوه أنتم أكبر مضرة للصحة
قدر: حبيبي.
أمان: يا يسار صدره لحبيبچ
قدر: سد الخط أريد أنطمر وراية دوام دوام دوام
أمان: بالثلاثة وبعد ممنوع ترجعين لگلبي
قدر: زوج اليرجع له
ابتسم يتأمل الظاهر مني بالكاميرا.

أمان: هسه أني على شنو اباوع قدري؟ على الشعر الحرير لو على جسمچ البلور لو البجامة السحلت گلبي وأني أتخيلها عليچ، عيوني تاهت بمغارة جمالچ اليلمع مثل لمعة الذهب إلى أن وصلتيني لمرحلة عميتها عن شوفة غيرچ
قدر: أخ يا إلهي انشگ حلگي من التثاوب وعود هذا الگدامي يحس؟ لا والله ماكو إحساس نهائيًا.

أمان: حتى الفريزر يزفر حرارة مثل حرارة جنهم إذا اجينا نقارنه بيچ بس مو مشكلة قابل وأحبچ ببرودچ عنادچ وراسچ اليابس همْ أحبچ وميت بيچ
قدر: جديات أمان تعبت كافي مو وراية دوام
أمان: كلاوات گلبي قدر العنيدة إذا ضاجت من شي من أول لحظة تنتهي المُكالمة بس أنتِ عاجبچ الوضع كلش وتحبين تسمعين السقر يتغزل بيچ.

بس حچاها سديت الخط بعصبية أغلط عليه، بعده الموبايل بيدي دز ويز ما گدرت إلا أسمعه ضاحك ضحكة طالعة من أعماق گلبه وراها بادي باِستفزازه على أبو كلامي لو غلط ما كان سديتِ الخط بس تقبلين متقبلين السقر مستحوذ عليچ مرتي.

رديت عليه بسمايل التصفيق حتى أرجع جزء بسيط من الاِستفزاز ورميت الموبايل على الميز، مُباشرةً نمت مگدرت أكمل شغلي، الصبح توجهت للمصحة قبل الدوام أخاف يسووها ويجون كل شي يصير لازم أكون متواجدة، لثمانية بدينا بتنفيذ الخطة جهزنا كل شي وبقينا ننتظر، گاعدة بغرفة شغف منسجمة وياها بالجلسة اجاني خبر عمام البنات وصلوا لهنا توجهت لغرفة المدير فورًا، اِلتقيت وياهم بالممر دخلنا سوية نهض دكتور رؤوف يستقبلنا.

قاسم: ما نريد نعطلكم اجينا لهنا حتى ناخذ البنيات ونسد الباقي من حسابنا وراها نتوكل للمطار
رؤوف: بس البنات غادرن المصحة
قاسم: شلون يعني غادرن المصحة لا تسودنوني!
من صدمته بالخبر تيقنت ما صار بينه وبين غريب أي تواصل خلال الكم ساعة المضت.

قدر: أنتم طلبتوا من عندنا نسجل لبنات أخوكم من المصحة خروج مستعجل قبل الموعد المُقرر واحنا نفذنا طلبكم وبلغنا البنات بهذا الشي وطبعًا بعد تسجيل الخروج ينشطب الاسم من سجل الأمن الخارجي ويصير بإمكان المريض مُغادرة المصحة متى ما يشاء ومن غير حساب إذا كان متجاوز السن القانوني وبهذا الشكل البنات غادرن المكان بكل سهولة بمُساعدة آل الثابت وخرجن من تحت سلطتكم لسلطة أزواجهن دمار الثابت وأجود مُختار.

عدنان: أنتم شلون تسمحون لنفسكم...
قدر: رجاءً لتزعجونا بأصواتكم العالية عندكم شي ما أعتقد مركز الشرطة يتيه روحوا اشتكوا علينا.

هوسوا غلطوا تجاوزوا على المدير والكادر الطبي إلى أن اضطر دكتور رؤوف يطلب من الأمن يطلعوهم بالقوة، تبعتهم وأني على يقين تام راح يتوجهون لقصر الثابت وبالفعل تحركوا باِتجاه القصر بعدما سألوا الأمن عن موقعه، صعدت بسيارتي دزيت رسالة لدمار وسقت مُباشرةً وصلت قبلهم دخلت بينما جبت البنات من يم بيبي لگيت الدنيا مخبوصة لو يمتلكون سلاح ميترددون لحظة يرمون على السكيورتي الديبذل جهده حتى يمنعهم يتقدمون نحو البوابة وبمجرد أن فتحتها وطلعت هجموا علينا ساحبين البنات من بين ايدي بالغلط والصوت العالي، وقفت بيناتهم موقف المُتفرح وأني أسمعهم بأذني شلون منطلقين بالتهديد والوعيد إلى أن انتهت همجيتهم برصاصة وحدة من سلاح دمار تركوا بعدها البنات واِلتفتوا عليه مذهولين.

دمار: وين ماخذين مرتي!
قاسم: أنتَ شلون تتزوج بنيتنا بلاية ما تاخذ شورنا
أجود: ليش هوَ متزوجك لو متزوجها حتى تريد منه ياخذ شورك؟ البنية وافقت رأيك بعد لا راح يقدم ولا يأخر بشي لذلك لم جماعتك وأرجع من وين ما اجيت البنات صارن على ذمة زلم تكسر روسكم لو فكرتوا بيوم تلمسون شعرة وحدة من عندهن
حچاها وتقدم ساحب ميلاف من بيناتهم لظهره.
قاسم: معناها أنتَ أجود!

أجود: وهذه مرتي، مرتي يعني تحت حمايتي لا أنتَ ولا الأكبر منك يگدر يمشي كلمة عليها بعد اليوم
دمار: يلا عيني يلا انتشروا خلص التوزيع باچر تعالوا وعود لا تنسون كلمن يجيب جدريته وياه مو فوگ ما نزقنب بيكم نوزع عليكم جدورة ما صايرة هذه
قاسم: احنا راح نعلمكم الزلم شتجيب
دمار: مو شرط والله أكو عارات ويخلفون زلم ينشد بيهم الظهر وأكو زلمة معدل ويخلف عار مثلك.

بس حچاها هجموا على دمار بوقت واحد احتشدوا رجال السكيورتي أمامه حتى يحموه من جنونهم
دمار: سحلوهم لخارج الأراضي على السريع
رفع ايده يأشر لعِناق الكانت واگفة مسافة، ركضت من وراهم تجاوزت الكل محتضنه كفه بكفوفها.

دخلنا غالقين البوابة استمرت الصراعات لوقت جدًا طويل قارب الساعة على أثرها وصل خبر لنُعمان الترك أشغاله وتوجه للقصر كنا بالقاطع يم بيبي اجانا صوته يرعد طلع دمار تبعته بسرعة بس تواجه ويا والده لزمه من فكه بقوة والشر ينث من عيونه
نُعمان: على أي اساس تتصرف هيچ بدون علمي!
دمار: ليش شمسوي أني.

نُعمان: شنو سالفتكم أنتَ وذاك الثاني سقر تغطون تغطون وترجعوا لي متزوجين وايدكم بيد نسوانكم شو كلش ماخذين راحتكم ولا كأني موجود
دمار: وين المشكلة يابة تزوجنا ما سوينا شي غلط
نُعمان: شنو ممسوين شي غلط وأنتم متزوجي لي نسوان منعرف گرعة أبوهن منين أدري منو فهمكم الزواج لعبة ولك ابني الزواج اِختيار ولازم أني اللي اختار لكم مو تتزوجون وين الدايحة والمريضة.

دمار: مخبل أخليك تختار لي مرة وأنتَ من ردت تختار ما لگيت غير مَرجانة، هه اِختيار موفق
راد يضربه دفع ايده بقوة وتحرك تارك والده يصرخ وراه وكالعادة بس تكون المشكلة متعلقة بدمار تحديدًا لازم تسوء حالة نُعمان الصحية
تركتهم وتبعته أركض وصل للقاطع وگفته بصوتي، اِلتفت عليَّ التعب واضح بعيونه.
قدر: حاول تتجنب المشاكل ويا نُعمان بهذه الفترة.

دمار: اعتذر نيابة عن والدي على الكلمة التفوه بيها لسانه بس هذا نُعمان مستحيل يتغير
قدر: ما اهتميت صدگني لأن كلش زين أعرف قيمة نفسي ممنتظرة من الناس يقيموني بس أنتَ شلون خايفة لا نُعمان يسويها عناد ويبدأ يحاربك
دمار: لتخافين ميگدر يسوي شي دمار من كبر وصار له ذراع صار عزيز وميگدر بعد يأذيه
حچاها واِلتفت طرق باب القاطع دخلت قبله، كلهم واگفين بالممر يترقبون الوضع بفضول
قدر: يلا أجود لازم نرجع للمصحة.

عِناق: احنا همْ نريد نرجع وياچ لتخلينا هنا وحدنا
قدر: بس أرجع لأن أني أصلاً عايشة بهذا القصر
عِناق: وأني ما أريد أعيش هنا
اِلتفتت دمار واگف وراية يباوع عليها ونظرة الاِستياء بعيونه سألت بالاِشارة عن رأيه اندار فتح الباب غادر القاطع وهوَ يگول.
دمار: أخذيهن وياچ وإذا على الفلوس أني راح أدفع للاِثنين منا لما يتشافن من أمراضهن ويصيرن مستعدات لترك المصحة.

من بعد هذا الموقف عشنا أسبوع من القلق النفسي والتعب الجسدي بسبب كُثرة المشاكل مع عمام البنات، ما خلوا شي ما سووه حتى يسترجعوهن من عندنا أخر شي لجأوا للقانون والكان هوَ الحكم الفيصل بهذه المشكلة، استدعوا البنات سألوا عن أعمار كل وحدة بيهن وإذا كان الزواج تم بالتراضي لو أكو ضغط عليهن من جهة معينة ومن تأكدوا قرار الزواج اجى من وعي تام وهنَّ من الأساس رافضات الرجعة للعراق احتجزوا عمامهن بحجة التعدي على الحريات وما گدروا يطلعون من التوقيف لا بعد كتابة تعهد خطي لكل شخص منهم بعدم التعرض للبنات وأزواجهن طالما متواجدين داخل الأراضي المصرية.

قبل يومين من نهاية السنة، قررت أنزل مجموعتي للحديقة تصادفت بالطريق ويا رسول هوَ أيضًا كان دينزل مجموعته طلعنا سوى قسم من مجموعة يامن متواجدين بيها لكن هوَ ما كان وياهم مشغول ويا دكتور رؤوف بالفرز السنوي
اِلتقت ميلاف بأجود لأول مرة من بعد العقد ابتسم لها من بعيد دارت وجهها من شافت عِناق تراقبهم نصت عيونها وما رفعتها بعد مثل الطفل اليسوي مكسورة ومن تشوفه الأم يظل بمكانه يخاف يتحرك.

بدأت بالجلسة وهوَ عينه تراقب ميلاف مرفعها من عليها ولا لحظة وحدة عكسها تمامًا مرفعت عينها عليه نهائيًا رغم أحس بيها تريد تنظر له بس أكو عدة أسباب تمنعها وأولها وجود عِناق بيناتهم
قريب نهاية الجلسة دأختم النقاش وياهم، سمعت وحدة من موظفات السكرتارية تصيح لي من الخلف اِلتفتت مَرجانة وياها! وصلن يمنا سلمت رديت السلام بنبرة الاِستغراب مُباشرةً باوعت لشغف
مَرجانة: ها ماما شلونچ؟
عِناق: أمچ هذه؟

هزت راسها بالاِيجاب وعيونها على مَرجانة طلبت مني يحچون على اِنفراد رفضت متحججة بجلسة العلاج ما أحس إلا واحد سحب ايدي اِلتفتت هذه شغف!
تقربت مني تتكلم بهمس.
شغف: عادي احچي وياها، ما أخاف من شي بعد
قدر: زين تردين اجي وياكم؟
شغف: لا لأن أني اليوم مو نفسي البارحة صار عندي القوة الكافية التخليني أواجه الكل بدون ما أخاف.

اِبتسمت لكلامها واِلتفتت على مَرجانة أطلب منها ترافقنا للأعلى، من تحركت ويا البنات لمحت أجود همْ صعد ويانا تركت شغف ويا والدتها وأخذت عِناق للغرفة بس سديت عليها الباب ومشينا خطوتين باوعت لميلاف مبتسمة هزت لي راسها بتساؤل!
قدر: متحبين تشوفين أجود قبل ليغادر المصحة، اليوم أخير يوم له هنا باچر طالع
ميلاف: يعني راح يرجع للسجن؟
قدر: للأسف.

نصت الغصة بصوتها تريد تقابله بس خايفة، سحبتها من ايدها صعدنا بالمصعد متوجهين لغرفته وصلنا طرقت الباب صاح تفضل دخلت كان ديتدرب على الكتابة بس شافها وياية رمى القلم ونهض على حيله عاجز عن اِخفاء لهفة الحُب البعيونه عليها
قدر: جبت لك مرتك يلا استلمها مني، بس ها لازم أنتَ الترجعها للغرفة بنفسك وشوكت متحب لأن أني راح أنشغل واِحتمال بعد ما اگدر اجيكم للعصر
أجود: من عيني دكتورة.

دفعت ميلاف عليه، دأغلق الباب رجعت بخطواتي متوجهة للكاميرات اعطيتها اِيقاف مؤقت وطلعت
يامن: زين سويتِ عاشت ايدچ
قدر: أكيد لأن اثنينهم محتاجين لمثل هالاِجتماع
روح: مرحبا إخوان
يامن: باوعي شلون صايرة تحچي مثل رجلها
روح: لتصچم رجاءً
يامن: متحرش بيچ وما أدري!
ضحكت تريد تگعد متگدر، گمت سندتها.
قدر: تعالي اگعدي على السرير بطوط
روح: أعرف صايرة ألعب النفس.

يامن: بالعكس أنتِ من القلة القليلة اليحلون على الحمل ولتحسبيها مجاملة
قدر: وأني عيني؟
يامن: أنتِ اِستثناء لأن بكل حالاتچ تطيرين العقل
توجهت عليه كان جالس على الكرسي نصيت حضنته من الخلف أبوس بشعره، ردت أعدل نفسي لزمني وجع قوي بظهري أريد اوگف ما اگدر
قدر: آه يا ربي، ظهري يوجعني بطني توجعني راسي يوجعني رگبتي توجعني سكراب صرت سكراااب.

يامن: من تعبچ على تعبي ومن راحتي على راحتچ ألف سلامة عليچ من كل وجع بلوتي
گرصت خده بگزگزة أغني له سلامتك من الآه.
رسول: مرحبا إخوان
يامن: اجى الثاني
رسول: أكيد دتگصون بيَّ هوَ أني حديث جلساتكم
قدر: اي مرتك گالت وينه مُنعدم الإحساس اشتاقيت له شدعوة هالگد شايل خشمه علينا
روح: أيا حقيرة!
ضحكت ضربتني بالقلم، دترمي السجل عليَّ لزمها رسول بسرعة يمنعها تتحرك وهيَّ گاعدة على طرف السرير.

روح: لتصدگها ما گلت هالكلام
رسول: أني أعرف ألمن اصدگ يلا مدي رجلچ هيچ مو بعدين تخدر وتظلين تبچي لي مثل الأطفال
رادت تحچي قطع كلامها بحركته نصى نزعها الشوز وسحب رجلها للسرير مددها واستقام ينزع بسترته رماها على أفخاذها
رسول: جوعانة؟
يامن: اي والله كلش
قدر: ميتين من الجوع أصلاً ما بينا حتى نشتغل
رسول: ترى سألت مرتي!
يامن: ماكو فرق كلنا نسوانك حبيبي أنتَ
ضرب كتفه يضحك وغادر علمود يجيب لنا لفات.

قدر: ها فضت سالفة الاسم وتصالحتوا؟
روح: اي وتقبله عادي حتى صار يخاطبها بيه
يامن: مجبور يريد يراضي
روح: مبين الافندي ديشكي لك؟
يامن: إذا ميشكي همومه لأخوه ألمن يشكيها لعد
روح: يعني هسه أني صرت هم!
يامن: يا يابة الله يساعد رسول شگد صايرة نكدية شوكت تجيبين وتخلصينا
روح: تخلصون عيني ما ظل شي تحملوني شوية
يامن: اي شنو اخبار مجاميعكم؟

روح: أني ولا حالة راح تجدد عندي، الشباب صاروا جاهزين يترحلون على السجن وأمان أصلا ما كان له داعي يدخل للمصحة، صفرت مجموعتي
قدر: أني عكسچ مجموعتي كلها راح تجدد الاِقامة بالحالات الثانوية البنات دمار يدفع تكاليفهن وشغف اليوم أمها اجت تريد تجس نبضها إذا موافقة على الطلعة أو لا رفضت لأن مرتاحة بالمصحة گالت أنتِ هنا وصديقاتي باقيات وإخواني ما تاركيني شعنده طالعة ما أعتقد أرتاح بمكان أكثر من هذا.

روح: رسول بس حالة تجدد وأنتَ يامن؟
يامن: همْ حالة وحدة تستحق التجديد ومفكر أجدد اِقامة أجود كم شهر بعد ما زال ميلاف باقية
قدر: صدگ والله!
يامن: لاحگ على السجن لو شتگولين؟
قدر: أنتَ أحلى وأضرف وألطف دكتور بالدنيا هذه اللي أريد أكوله واللي لازم أگوله
اِنتَهتْ رِحلةُ العِلاجِ.
وَبدأ الحُبُ يَتغَلغلُ في القُلوبْ
ما بَينَ حَبيبٍ وَمَحبوبْ
حَتى مَنْ يَرفضُ الخُضوعَ هّوَ في واقِعهِ عاشقٌ خَفي.

اِجتاحَ الغَرامُ أعماقَ صَدرهِ حَتى هُزِمَ عَقلهُ القَوي
لِكلٍ مِنهُم توجَد حِكايةْ
جَمعَها القَدرِ في ذاتِ الرِوايةْ
حَتى سُردِتْ بِدقةٍ وَعِنايةْ
هَزموا الظُروفْ
بِكثيرٍ مِنَ العَزمِ وَقليلٍ مِنَ الحُروفْ
حَتى جَابهوا الأقدارْ
فَ كيفَ سَتُكتبْ لِحكايَتِهمْ سُطورُ النِهايةْ؟

للمغرب يلا ختمنا تقارير المجاميع، طلعت ويا يامن هوَ توجه لغرفة أجود وأني نزلت أتفقد مجموعتي قبل المُغادرة، توني طلعت من المصعد صاروا أجود وميلاف بوجهي نازلين عن طريق الدرج
قدر: هلوو كان بيتتها يمك شكو مرجعها!
أجود: تباتين؟
ميلاف: لازم أروح مع السلامة
لوحت له بيدها وراحت تركض، ظل يراقبها بعيونه إلى أن دخلت للغرفة، باوع لي مبتسم
أجود: شكرًا دكتورة لأن سمحتِ لي أشوف ميلاف.

قدر: دامشي أصعد لغرفتك، دكتور يامن عنده لك خبر حلو هوَ الراح يستحق الشُكر منك
حچيتها وتحركت باِتجاه غرفة ميلاف، طرقت الباب بس دخلت نهضت من سريرها تباوع لي مرتبكة
قدر: سويتِ مكسورة من وراية ميلو؟
ميلاف: لا لا والله بس حچينا لتفهمين تأخيري غلط أخذتنا السوالف وما حسينا بالوقت شلون مر
قدر: اهدأي حبيبتي داتشاقى وياچ
ميلاف: هوَ أني أكون غلطانة إذا حبيت مثلما تگول عِناق لو شنو دكتورة؟

قدر: بالعكس هذا مؤشر جدًا اِيجابي يدل على أنچ دتتماثلين للشفاء بصورة أسرع من أختچ
حضنتني تضحك وكأني شجعتها بهذا الكلام وزادت الفرحة داخلها بعدما عرفت بخبر تمديد اِقامة أجود داخل هذه المصحة لمدة غير مُعينة
رأس السنة الميلادية.

انتهى عام من حياتي بسلبياته قبل اِيجابياته وصرت استعد لاِستقبال عام جديد أجهل حقيقة أقداره، گاعدة ببيت عمو سَلمان بين أهلي وإخواني ابدأ سنتي الجديدة وياهم مثلما عودت نفسي وعودتهم بس الفرق الوحيد هالمرة بيبي مرافقتي ويمكن هذا أحلى شي صار لي بهذا العام، رن موبايلي رسالة رفعته من دمار.
صباح الخير عنيدتنا الجميلة
كل عام وأنتِ فريزر الثابت الجالط أخوية ببروده
كل عام والنسوان كلها نسوان إلا أنتِ زلمة.

كل عام وأنتِ بلا مشاعر بلا اِحساس
بس عقل يشتغل
تحركي يول من يمي اِنجلطت الله يساعد سقرنا
كل عام وأنتَ أكبر غثة عرفته بحياتي
الطيور على اشكالها تقع غريب البين ويا البومة
طلعت من محادثته مبتسمة.
باوعت للساعة ب 12: 5 دزيت رسالة لأمان
أول سنة لنا سوى وإن شاء الله تكون الأخيرة كل عام وأنتَ بألف خير ترجع لنا بالسلامة حتى أفلت بريشاتي وأخلص من سربتتك المُستفزة.

رسلتها وظليت أراقب شاشة الموبايل، دقيقتين يلا رد ويز كالعادة بداها بضحكة حقيقية
أمان: هسه أنتِ دتعايديني ترزليني تهدديني؟
مفهمنا!
بس على كلٍ.
كل عام وأنتِ يسار صدري الميغادرني إلا بالموت
ضحكت على صوت ضحكته وكتبت له.
ليش ما بادرت وعايدتني؟
حبيت أتدلل شوية ردت اشوفچ تذكريني لو لا
وشنو شفت؟
متگدرين إلا تذكريني
هذا الشي خارج قوس من الاِرادة
يامن: اي عيني الشاغل بالچ غصبًا عليه يتهنى.

قدر: تتهنى يماني لأن أنتَ أكثر شخص يشغل بالي
يامن: كذبتِ بلوة عمري وماكو أشطر منچ بالكذب
ضحكت حاضنة ايده، طلع الثانية من خلف ظهره قدم لي باقة الورد الأحمر مثل ما عودني سنويًا
ومنها بدت الأيام تمشي وبدينا بالعمل ويا المجاميع الجديدة، استلمت 5 حالات لهذه السنة حالتين عراقيات والباقي مصرية، الأوضاع كانت مستقرة نوعًا ما وماكو شي ينضاف عليها إلى أن دخلنا بشهر الثاني أول أسبوع منه تحديدًا.

العصر رجعت من دوامي تعبانة قبل لا أدخل القاطع تصادفت ويا دمار بالممر كان متوجه للمصحة، سلمت عليه ديسأل عن شغف رن جهازه أمان يتصل
دمار: أهلاً وينك اتصل و...
فجأة بهت لونه بوضوح والصدمة على ملامحه، ما أعرف شنو من خبر تلقى بحيث حتى الكلام تلاشى منه، تقدمت عليه اسأل شبيك، وياما لمسته سقط الموبايل من ايده للأرض نصيت أخذته بسرعة!
قدر: أمان صاير لك شي؟

يحيى: يمعودة وين راح هذا ما بيه شي ما بيه شي الحمد لله طلع من غرفة العمليات بالسلامة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب