رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والسبعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والسبعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والسبعون

ما بَالُ هذا العَالم باتَ كَ غابةٍ
فيها سَيل الدَمِ يُباح
وَالعِرض للاِنتِهاكِ مُتاح
الفاجرُ يَتفاخرُ بِالفُجور
وَالفاسقُ يذمُ العاهِرَ وَينهي عَنْ العُهور
ما بَالُ هذا العَالم اصبحَ هَكذا مُخيف
في القَسوةِ مُستبدٌ
وفي الاِجرامِ مُتعسفٌ وَعَنيف
أيُصنفُ عالمُنا عالمٌ بَشري
أم انهُ للشيطانِ صاحِبٌ وَحليف!
يامن: حاولي تتذكرين قدر، ضروري تتذكرين.

قدر: خلونا نكمل التسجيل أول جائز نتعرف عليها من خلال الكلام ومنحتاج لذاكرتي
بس حچيتها رجع شغله، هواية مقدمات متستوجب الذكر بعد دقيقة من المكالمة يلا دخلنا بالمفيد
- أنا كلمتك علشان قلبي عمال يتقطع على الجالس يحصل مع باباكِ، ده مريض اوي محتاج يتعالج برة وأنتِ معندكيش خبر بحالته الصعبة
روح: ليش أنتِ منو اصلاً!
- جارتهم ومتعرفنيش.

حچتها وبدت اللعبة، طالت المكالمة بيناتهم علمود تحبك القصة بطريقة تبعد بيها الشك عن عقل روح على اساس تحسين هالفترة يمر بحالة صحية جدًا سيئة مرضه بالدم ومحتاج يتعالج بالخارج ولأن ما عنده مبلغ السفر والعلاج باقي محتار إلا لو باع كل ما عنده من املاكه وبهذه الحالة راح يصفى وهوَ وعائلته بالشارع
سألتها شلون تعرفين بهذه التفاصيل جاوبتها بحكم قربي من زوجة ابوچ بالجديد اِنتقلت للسكن بالحارة وصرنا صديقات.

نوال صارت تشكي لها من الوضع المادي والصحي ومبلغتها شلون قبل فترة اِتصل ببنته حتى يطلب المساعدة منها بس هيَّ ولأن عندها موقف سلبي منه سدت الخط بوجهه ورفضت تسمع له وختمتها أني اجيت ابلغچ من باب الاِنسانية لأن همَ عزت عليهم نفسهم وكرامتهم بعد موقفچ هذا ورافضين يتنازلون ويبلغوچ بس أني انقهرت عليهم وما گدرت ابقى ساكتة واشوفهم گدامي حايرين فأخذت رقمچ بطريقتي من دون ما احسس أحد بالموضوع واتصلت حتى ابلغچ بالوضع وأنتِ وضميرچ بعد تقبلين لأبوچ الذلة والموت علمود مشاكل دنيا خلصانة وكلنا رايحين منها لو راح تساعديه.

قبل لينهون الاِتصال سألت روح بتوسل تريد تطمئن على حالة والدها ردت قبل دقائق كنت عندهم تعبان كلش وزوجته حايرة بيه تريد تنقله للمستشفى بس عاجزة لأن العندهم والما عندهم صرفوه على الدكاترة بهذه الفترة وگعدوا على الحديدة
قدر: صح تذكرت، هذه جيرانهم بيوم الرحنا نسأل على روح وتشاجر رسول ويا تحسين كانت هيَّ من ضمن المتفرجين سمعت صوتها بيناتهم
معاذ: وشكلها؟

قدر: لا مع الأسف ما لمحت شكلها بس صوتها ظل عالق ببالي لأن مميز عن البقية خشن وبيه بحة واضحة يعني ممألوف لذلك جذب اِنتباهي، أمان؟
أمان: اِنشغلت برسول ما اِنتبهت على الموجودين
قدر: زين الرقم؟
معاذ: الاِتصال من كبينة عامة مش رقم محمول
قدر: مو مشكلة المهم لزمنا راس الخيط هسه وباقي الامور راح تنكشف بالتدريج
معاذ: دي مكالمة صادرة منها للوالد بعد مكالمتها مع الست على طول
نوال: ها خير شكو متصلة.

روح: أبوية وين، صدگ مريض وممبلغيني؟
نوال: شلون عرفتِ بالموضوع!
روح: مو مهم شلون المهم عرفت، داسأل جاوبيني
نوال: وأنتِ يهمچ ابوچ، مريض تعبان عايش ميت شتعرفين عنه ملتهية بحياتچ وحقدچ، بعد ما اريد تتصلين عليه ولا تشوفيه خلقتچ يلا ولي
معاذ: دي كل المكالمات الخاصة بالضحية في يوم اختفائها بعدها بنصف ساعة تقريبًا تقفل الخط
رسول: يامن ساعدني دخت.

لزم ايده بسرعة أمان همْ سنده گعدوه على الكرسي راح الضابط للبراد فتحه وطلع بطل مي قدمه لهم شربوه مسحوا له وجهه وخليناه يتمدد شوية
انتقلنا للتسجيلات الخاصة بخطوط نوال وتحسين كانت عبارة عن مكالمات روتينية ما بيها شي يخص روح ما عدا مكالمتها ويا نوال على خط والدها
يامن: شنفهم هسه من هذا معقولة والدها ومرته بريئين والجريمة يم جارتهم!

معاذ: اه ممكن تكون استغلت الخلافات اللي كانت بين الضحية وأهلها علشان ترمي عليهم التهمة تحديدًا بعدما سمعنا الطريقة التكلمت فيها نوال معاها وممكن يكون كل ده اتفاق بينها وبين الست دي
يامن: وشلون نگدر نحصل مصدر الاِتفاق إذا موجود والمكالمات ما بيها شي يدل عليه
أمان: سلموني اياها ربع ساعة واخليها تزوع حليب أمها مو بس الحقيقة.

قدر: أمان ما عندنا شي عليها، يعني حتى لو اِعترفت تحت التهديد او التعذيب بعدين تنكر اِعترافها أمام القضاء وبالتالي تتبرأ من التهمة وتطلع منها مثل الشعرة من العجين لأن ما اكو أي دليل يدينها
معاذ: خلينا نواجهها بالمكالمة دي ما يمكن هتخاف وتقر على نفسها من غير تعذيب.

قدر: لا باشا اسمح لي، هذه المرة ما راح اوافقك الرأي لأن المواجهة مو من صالحنا نهائيًا، حضرتك متعرف نوال هذه حشاك وحده صلفة مستعدة تتلون بالدقيقة الوحدة ألف لون يعني حتى لو عندها شي تنكره خصوصًا مكالمتها ويا روح كانت طبيعية حتى ما رادت منها تجي بل على العكس طردتها وطلبت منها متتصل ولا تشوفهم وجهها زائد سجل مكالماتها الخاص بهاتفها المحمول جدًا نظيف
معاذ: والعمل ايه في الحالة دي؟

قدر: نوصل لصاحبة المكالمة لأن بوصولنا لها راح تنفتح كل العقد وتنحل جميع الشفرات
معاذ: طيب أنا هخليهم يتحركوا في الحال
قدر: راح اطلب منك طلب واتمنى متردني خائبة
معاذ: أنتِ تأمري يا افندم.

قدر: ميأمر عليك ظالم، مبدئيًا اسمح لي أن اتحرك لوحدي مثلما تعرف حضرتك الحركة الجماعية تلفت الاِنتباه واحنا حاليًا منريد نوصل فكرة لأهلها بعدنا للآن واضعيهم بدائرة الاِتهام لأن لو فعلاً كانت لهم ايد بالموضوع راح يتحركون قبلنا ويخفون الأدلة قبل لنوصل لها وبالنتيجة نخسر القضية
معاذ: يعني هتتحري بنفسك؟
قدر: بالضبط
معاذ: طيب خليني في الصورة أول بأول ولو واجهتك أي مشكلة تكلميني على طول.

قدر: إن شاء الله، شكرًا لحضرتك
طلعنا من المكتب رسول اصر يرافقني بصعوبة قنعته يغير رأيه حتى ليضيع حق روح نتيجة العناد والتهور.

تركته بالمركز ويا يامن لأن المسكين رافض يغادره وطلعت أمان وياية، بلغته بموضوع الطفلة واتصلت على الضابط دقائق وصار يمنا توجهنا برفقته للمركز التتواجد بيه جثة الطفلة بسرية تامة بعيدًا عن مرأى ومسمع الجميع في سبيل ليعرف رسول بالخبر قبل لا نتأكد منه لأن البيه كافيه مو حمل صدمة جديدة.

وصلنا للمركز نبضات صدري تجاوزت الحد المعقول احس فقدت طاقة التحمل وما عادت عندي القوة الكافية حتى اواجه حقيقة الموت من جديد
بعدنا جالسين بمكتب الضابط المسؤول برفقة معاذ اِنطرق الباب ودخلوا واضعين جثة الطفلة بكارتونة
حطوها گدامي يطلبون مني اتفحصها، أمان الوحيد الفهم مخاوفي نهض من مكانه قبلي فتح الكارتونة تفقد الجثة بنظره ومباشرةً حوله عليَّ
أمان: ما بيها شي الجثة كاملة تعالي شوفيها.

تقربت بخطوات خالية من الاِتزان، فتح لي الاطراف كاشف عن جسد الطفلة، باوعت عليها نايمة كأنها ملاك وبشرتها مزرقة من اِنعدام الاوكسجين
معاذ: تقولي ايه حضرتك سمعينا؟
قدر: لا مستحيل هذه مو بنتها، باوعوا زين الطفلة عمرها يتقدر أسبوعين إذا مو اكثر أما بنت روح حديثة ولادة متتجاوز الأربعة أيام لو حسبنا ولادتها من تاريخ اِختفاء والدتها أني متأكدة من كلامي.

معاذ: هوَ ممكن يتم الكشف عن عمرها الحقيقي يا باشا علشان نتطمن
- آه اكيد استنوني شوية مش هتأخر
طلب منهم يحملون الكارتونة وغادر، قرابة النصف ساعة يلا رجع يأكد كلامي عمر الطفلة بالضبط 16 يوم وبناءً عليه مستحيل تكون بنتها لروح
طلعت ويا أمان تاركة الضابط بالمركز ومن لحظتها بديت بالتحرك هوَ وياية ما فارقني ولا ثانية.

أول خطوة كانت للبحث عن صاحبة الصوت واللي كانت الطعم الاصطادوا بيه روح، رقم الكابينة المن خلالها اتصلت على روح كان من مكان بعيد عن الحارة لكن الصوت من داخلها وعليه انصب تركيزي على سكان الحارة تحديدًا المجاورين لأهلها، بديت ابحث بشكل مباشر وغير مباشر مرات ابحث بنفسي ومرات اضطر استعين بشخص من المركز وبعض الأحيان الجأ ليحيى ودمار وحتى أيمن ويامن واحيانًا اخرى اوكل المهمة لأمان، ما خليت شخص ما استخدمته لأن كثرة التحرك بصفتي الشخصية تجذب الاِنتباه وحاليًا هدفي الوحيد يكون التحقيق سري حتى تبقى الأمور تسير بمجراها الصحيح وميتحرك القاتل باِتجاه معاكس وياخذ احتياطاته اللازمة في سبيل تظليل العدالة والاِفلات من جريمته الاِرتكبها بوحشية ودم بارد ناسي أنهُ البين ايديه بشر رب العالمين مقدس وجوده بالحياة.

عجزنا نوصل لصاحبة الصوت وبهذا بدأ الشك يراود مخيلتي هيَّ غريبة عن الحارة ووجودها قرب شقة أهل روح بيوم اختفائها يبرره علاقتها بنوال إذن ثبتت التهمة على نوال وبقى معرفة الدافع والوصول إلى الشريك.

سبعة أيام مرت على البحث ما معدودات من أيام العمر، لا نوم مثل البشر ولا اكل يسند الطول أني هجرت كل شي حتى نفسي، للقصر ما وصلت من يوم مقتلها يا دوب ارسل بصمة لبيبيتي يوميًا حتى تطمئن والبنات تحت رعاية رب العالمين ثم دمار.

رسول شبه عايش حالتي يمه لا شيء يذكر، الرجل انتهى مخلص أيامه يم الضابط، سبعة أيام بالتمام والكمال ما فارق باب المركز غير مرتين بالأولى راح ويا يامن لبيتهم سبح غير ملابسه ورجع وبالثانية نقلوه للمستشفى لأن خلصها ياخذ علاجات علمود مرضه والغذاء معدوم بحيث معدته تدمرت.

اليوم گاعدة بمقهى الحارة وأمان يمي عيوني تراقب ابسط التحركات وعقلي مستمر بالتفكير متأكدة أني بالمكان الصح بس صار الوقت حتى احصل على النتيجة يلا قدر شغلي عقلچ صح يلا شغليه
أمان: وين وصلتِ؟

قدر: افكر بالمجرم إلى أي مدى هوَ محترف بحيث قطع الجسد بهذه الوحشية حتى العظام يعرف شلون يفصلهن بشكل دقيق حتى متاخذ الاشلاء مساحة اكبر وتعيق الحركة اثناء محاولته للتخلص من اثار الجريمة، إذن الفاعل مستحيل يكون شخص عادي
أمان: نتيجة حتمية بالنهاية الجريمة تمت بشكل لا يمت للاِنسانية بأي صلة معناها المجرم حيوان
قدر: ومتمرس اما بالاِعتياد أو بالمهنة
أمان: الاِعتياد مجرم بس المهنة شنو قصدچ بيها!

عيوني شبحت على الحارة مكان مكان وبدون شعور توقفت عند جزارية ابو شر
قدر: مثلاً الجزار يكون محترف بالتقطيع صح؟
دار وجهه باِتجاه زواية نظري صافن على المحلات
أمان: ابو شر!
غريب هذا الاسم والاغرب منه كلامچ
وياما حچاها طلع شخص من الجزارية ضخم اسمر اللون وجهه يشع بالشر وصوته ببشاعة الفاظه
ابو شر: امشي يا ابن يا والمصحف الشريف لو مسكتك ثاني.

تلفظ بالالفاظ السوقية إلى أن انقطع نفسه أخر شي صار يتجاوز على الناس المتجمهرين بالكلام وما اكتفى بالتجاوز اعتدى على بعضهم بالضرب
شايل ساطوره ويفتر مثل الثور الهائج وكأنما هاجم على قطيع اغنام مو بشر أقل ضربة منه ممكن تنهي حياته قبل حياتهم!
أمان ما تمالك نفسه نهض بسرعة طلع من المقهى وحچى بصوت عالي يدين فعلته
أمان: هذا شبيه صدگ يحچي شنو العالم تايهة له.

- متتكلمش يا بيه اصلك متعرفش ابو شر ده رجل كله اذية متورطش روحك معاه أنا بانصحك
قدر: وليش مسميه ابو شر؟
- ما انتِ شفتيه عمل ايه قدام عنيكِ ده حد مجنون كلنا في الحارة نخاف نهوب ناحيته ليأذينا.

فجأة صار أخو روح گدامي ديتمشى بالحارة سحبت أمان من ايده بحركة سريعة دخلته للمقهى، بالباب واگفين نراقب اخذ من البقالية بعض الخضروات وتوجه لمحلات الجزارية سلم على ابو شر رد بهدوء ولا كأنه ذاك الكان يرعد قبل دقائق ويهدد بالعالم اذبح واسلخ!
حچى وياه شوية بعدها اخذ كيس اللحم وراح.

يومين وأني تاركة كل شي ومهتمة بس بيه، العرفته هوَ من سكان الحارة الجزارية لوالده بس ورثها عنه بعد وفاته باِعتباره الولد الوحيد متزوج ومنفصل اربعة مرات وعنده اربعة اطفال بس ولا واحد عايش وياه تارك كل واحد منهم عند أمه
حركاته نظراته كلامه كل تصرف يصدر منه وإن كان بسيط انوضع تحت دائرة الشبهات، خيط واحد مو اكثر يقدمه لي هدية وأني راح افك عقد الجريمة.

اجت اللحظة المرتقبة واخيرًا، بثمانية بالليل عزل المحلات وطلع الشوال بيده!
التوك توك ينتظره بالباب صعد وياه نهضت بسرعة ما ألحگ اوصل لسيارتي بقيت اركض صارت سيارة اجرة گدامي وگفتها وصعدت طلبت منه يمشي وادليه العنوان خطوة بخطوة، فجأة توقفوا نزل ابو شر وحده تارك الشوال بالتوك توك دخل للعمارة دفعت الكروة ونزلت على السريع اشرت له يوگف
قدر: توصل لحارة ×××××.

- لا واللهِ يا ابنتي تعبان ومروح علشان اريح شوية
قدر: لو سمحت عمو مشواري ضروري وتعبت وأنا استنى سيارة اجرة تمر من هنا الدنيا ليلت وأنا بنت يرضيك يعني افضل كده واقفة في الشارع
- لا ميرضينيش ولا يرضي ربنا، اركبي هاوصلك
صعدت وياه بعده ممحرك المركبة رن موبايلي أمان يتصل اكيد اجى للمقهى واستفقدني، رفضته گال جاوبي اخاف ينشغل بالهم عليچ ابتسمت ورديت ببرود هذه صديقتي مو أهلي.

سألته عن الشوال بحجة طخ رجلي واستغربت من وجوده جاوب هذا شخص يشتغل جزار معميل له مرات من يوصله يتصدق عليه بشوية لحم او كسور بقت عنده بنهاية اليوم جزاء عن تعبه وياه باِعتباره سائقه الخاص يلبي كل اِحتياجاته اليومية وبجميع الأوقات مجرد اتصال منه يصير عنده خلال دقائق.

ضربت وياه ميانة احاول اكسب ثقته ارتاح لي كلش وصار يسرد باِنطلاق بعض التفاصيل عن صعوبة الحياة وعيشته البسيطة، أني كذلك تقمصت دور روح وبديت اشتكي له من أهلي ومعاناتي وياهم
دخلنا للحارة الثانية طلبت منه ينزلني مقابل القطعة الخاصة بالنفايات نفسها العثرنا بيها عن اشلاء روح قدمت له الكروة وتوجهت نحوها صاح عليَّ يحاول يوقفني مستغرب دخولي لهذا المكان، تجاهلته.

وياما وصلت لمدخلها رميت بنفسي وكأنما شخص سحبني للداخل، سمعت صوت خطواته السريعة وأول ما دخل دفعته على السياج بقوة ايد محاوطة عنقه والثانية موجهة السلاح على منطقة البطن
- الله الله ليه كده يا بنتي أنا عملت لك ايه؟
قدر: شنو البينك وبين ابو شر!
صفن عليَّ يحاول يستوعب، صدمتين بوقت واحد الاولى تغيير اللهجة والثانية معرفتي الشخصية بالجزار
قدر: تحچي لا اخلي لحمك عشا لكلاب الشوارع.

- واللهِ ما اعرفه دأنا قلت لك هوَ معميل عندي كل يوم والثاني يبعث لي اوصله انقله غرض كده يعني
قدر: قبل أسبوع تقريبًا اجيت لهنا ويا ابو شر رميتوا شوال بين النفايات والبداخله اشلاء بشرية
- لا يا ستي اشلاء بشرية ايه أنا جبتوا صح بس مش زي متقولي ده رمى شوال فيه شوية لحمة من الجزارية تبعه لما عطل البراد باضت وبوضت الدنيا معاها فاضطر يرميها بعيد علشان الريحة بس
قدر: الريحة گلت لي!

- ايوه ما أنا لما تحسست من الريحة اللي كانت تخرج من الشوال اللي معاه حكى لي الحكاية دي
قدر: شوكت هذا الحچي؟
- قبل متطلع الشمس بشوية
قدر: زين اخذته لغير هذا المكان؟
- ايوه خذته ل×××× عند الأرض الزراعية كان جايب معاه لحمه للرجال اللي يشتري منه البهايم
قدر: وانتظرت ترجعه؟
- لا قال أنا هرجع بنفسي وطلب مني اروح على طول
قدر: امشي وياية بسرعة.

رجعت سلاحي لمكانه وسحبته من ياخة القميص، ظل يتوسل بخوف
- واخذاني على فين يا بنتي دأنا رجل غلبان مليش في المشاكل استري عليَّ يستر عليكِ ربنا
قدر: اصعد سوق وأنتَ ساكت واحذرك أقل حركة تصدر منك مخك يتطشر داخل هذا التوك توك.

ساق بدون تركيز كل شوية يريد يطلع بسيارة، ظل طول الطريق يتوسلني اتركه، وصلنا للمركز أول ما نزلت صار رسول بوجهي نايم على المصطبة وأيمن يمه سحبت الرجال بعده يتوسل فز رسول على صوته نهض بسرعة قطع علينا الطريق اللهفة بعيونه
رسول: شنو وصلتِ لنتيجة؟
قدر: وصلت، ما ظل شي حق روح راح يرجع رسول وعدتك وأني عند وعدي.

حچيتها متوجهة للمركز همَ وراية، استأذنت على الضابط طلع بنفسه بس حچيت له اخذه لغرفة التحقيق ونفس القصة الرواها إليَّ رواها للضابط مباشرةً صدر أمر اِعتقال بحق ابو شر وأهل روح
أمان حرگ الجو بالاِتصال، جاوبته حتى يبقى بمكانه وطلعنا بالدورية وصلنا الحارة القوا القبض على ابو شر قبل أهلها ظل يرعد عباله احنا ناس عاديين ويخوفنا بصوته، أشر لهم الضابط اخذوه وراحوا.

توجهنا لعمارة تحسين همَ طلعوا وأني بقيت اسفل العمارة ويا الشباب اشرح لهم التفاصيل شوية ونزلوا ملقين القبض على أبوها ومرته
تحسين: همْ أنتِ! شبيچ هواية لحيتِ يعني من كل عقلچ لي ايد بموتها معقولة تفكرين اگدر انهي حياة بنتي بهذه الطريقة زودتيها قدر وبس اطلع من هذه الأزمة راح اقدم شكوى بحقچ ما راح اسكت صدگيني
قدر: هاي هذا طلعت، اخذوهم بسرعة.

رجعنا للمركز بدت للتحقيقات واجهناهم بالحقيقة ومثلما توقعت نكروا عملتهم اشد الاِنكار، حبيت اكسب وقت اِقترحت على الضابط يرفع طلب لهيئة الاِتصالات حتى نحصل على سجل مكالمات ابو شر والسبب إذا همَ ماخذين اِحتياطاتهم لأن يعرفون نفسهم محط للشبهات هوَ مستحيل يفكر يسويها.

يومين وهمَ متزمتين باقوالهم ورافضين يعترفون، باليوم الثالث وصل لايدنا دليل اِدانتهم المتمثل بسجل المكالمات، هالسجل اللي كشف المستور وفضح الاسرار
لمْ تَتبقى هُنالِكَ اسرَار
سَتتعرى مَنْ كانتْ تَلبسُ ثَوبَ العِفةِ وَالوِقار
مَنْ كانتْ تَتكلمُ بِالشَرف
اليومَ سَ نُثبتُ لِلعالمِ انَّها فاقِدةٌ لِلشَرف
تِلكَ الَتي تَحدثَتْ عَنْ روحِنا بِالفُحشِ وَالفُجور
بِرداءٍ مُزيفٍ غَطتْ سوء فِعلها.

حتى باتتْ لِمَنْ يَعرفها عَفيفةً طَهور
وَلِكي لا يُكشفُ المَستور
نُحرَتْ النُحور
بَدأ النَحيبُ وَخرستْ الألسُن
سَتُكشفُ الجَريمةُ لِلعيانِ فَ لتَترقَب الأعيُن.

نوال: اسمع مني متخسر شي نخطفها تنفضح تبقى فترة يمنا إلى أن الكل يتأكد هيَّ مهزومة بعدين من تستقر الاوضاع وتنسي السالفة بيعها لذولة جماعة التجارة بالاِعضاء البشرية لا من شاف ولا من سمع وبهيچ راح نربح فلوس ونخلص منها ويظل ورث تحسين لي ولك بعد موته محد يشاركنا بيه
ابو شر: بس جوزها مش هيسكت عن اختفائها.

نوال: شبيك يمعود هوَ بمكان وهيَّ بمكان زعلانين معايشين بنفس الشقة وقبلها مرة سوتها واِنهزمت منه بس رجعت لأن حامل هالمرة همْ راح يتصور عادت الكرة وينفصل عنها غيابي وحتى تطمئن مراح يحس بغيابها إلا ثاني يوم من متداوم بالمصحة يعني گدامنا وقت نتكتك ونخطط بدون عراقيل
ابو شر: وحملها هنتخلص منه ازاي؟

نوال: تجيب وحدها قابل صعبة وبنتها همات نبيعها راح نستفاد والله بس خليك وراية وشوف المكسب ها ومن ناخذ بنتها تگوم تمشي بدون عيون المهم بس توصل لها وهيچ راح تخضع لطلباتنا، يعني لو نگول لها موتي تموت علمود هالطفلة
ابو شر: مش مطمئن للحركة دي
نوال: نربح ببيعتها وبيعة بنتها ونتخلص منها كوريث شريعي حتى تبقى اموال تحسين لي كل هذا وتگول ما مطمئن ما توقعتك جبان لهذه الدرجة.

ابو شر: المسألة مش مسألة جبن المسألة مغامرة ممكن نكون مش قدها، طب نقول خلصنا منها جوزك هنخلص عليه ازاي؟

نوال: يمعود ما اكو اسهل منها، هذا مريض على أي ساعة يموت هسه بس يعرف بنته اِنهزمت يخرط العافية وهوَ منا صار له فترة يعاني من ضيق التنفس بسبب مشاكل بالرئة بالليل احنا ونايمن افتح الغاز ساعة ميطول ويسلمها وبالظاهر الحادث قضاء وقدر مو جريمة وهيچ نخلص منهم كلهم ويخلى لنا الجو ونعيش متنعمين بفلوسها وفلوس أبوها
ابو شر: وجوزها؟

نوال: يبوو ولك يطلگها يطلگها مراح يتحمل الخبر مراح يتحمل هزيمتها منه للمرة الثانية والهزيمة متوقعه لأن العلاقة بيناتهم متوترة ولا راح يتحمل ضغط أهله الناس الدنيا، كلها راح توگف ضده خصوصًا الكل متوقع راح يجي اليوم التنهزم بيه مثلما سوت أمها قبلها، مرتين اِنهزمت تعرف شنو يعني مرتين بالأولى طلعت من بيت أبوها حتى لتتزوج أخوية وبالثانية طلعت من شقتها حتى تخلص من زوجها يعني التهمة ثابتة عليها ثابتة.

ابو شر: هتتعرف علينا ما هي تعرفني وتعرفك
نوال: خلي تتعرف شنو يعني بالنهاية احنا راح نبيعها مراح ترجع لهم وحتى لو رجعت شيصير تلگى أبوها ميت ورسول مطلگها لو تكبر بالجامع همْ محد راح يصدگ كذبتها واصلاً ما لها عين ترجع اخذها مني.

بدينا بالتخطيط على هذا الاساس نستدرجها عن طريق اخته باِعتبارها غريبة ما عندها معرفة سابقة بيها لأن سكن ابو شر يبعد عن سكننا مسافة تعرفه شخصيًا كونه جزار الحارة بس متعرف أهله، وضعنا كذبه متقنة نهايتها عندي في حال لو اتصلت عليَّ حتى تتأكد من الخبر السمعته عن والدها بعدين نحتجزها فترة ولمن يتأكدون انها انهزمت مثل أمها وتهدأ الاوضاع عند الكل نتحرك احنا ونبيعها هيَّ وبنتها كل وحدة على حدة همْ حتى نتخلص من اثار فعلتنا وهمْ نستفاد من صفقة البيع هذه.

معاذ: العلاقة التربط بينك وبينه نوعها ايه؟
نوال: علاقة كاملة
معاذ: فراش يعني؟ طب امتى بدت وازاي استمرت من غير متحسسوا حد بخيانتكم المكان اللي تلقتوا فيه الوقت باقي التفاصيل عايزها كلها انجزي.

نوال: اي فراش وبدت من سنة تقريبًا نلتقي مرتين بالأسبوع اكثر اقل حسب الوضع اما وين فبالشقة والوقت الصبح من اكون وحدي وتحسين وولده بالدوام اغلب شي بداية الصبح يعني بثمانية هيچ لأن اغلب سكان العمارة يكونون يا اما بدوامهم يا اما نايمين، بهذه الطريقة استمرت علاقتنا
معاذ: استدرجتوها بعدها حصل ايه؟

نوال: بيومها ابو شر عزل محل الجزارة، بقينا أني وياه ننتظرها هناك أني بالداخل وهوَ بالباب، اجت تتمشى اشر لي كل شي تمام غلق اِنارة الشارع اليم محله اظلم المكان وقت صلاه والناس كلها دتصلي بالمسجد بس صارت خطواتها گدام الباب سحبها وعيونه تراقب الشارع دخلها للمحل، شافتني رادت تصرخ سد حلگها ساحبها للمخزن الجوة هذا خاص بيه عبارة عن مكان للراحة بيه مكتبه والقاصة مال الفلوس وسرير صغير يتمدد عليه بالنهار محد يدخل لهنا غيره باب مقفول ومفتاحه 24 ساعة وياه.

قدر: بمحل الجزارة واحنا ندور عليها بشقتچ!
معاذ: كملي متخرسيش
روح: أنتِ شجابچ على هذا شدتسوين هنا شرايدة مني! نوال لا لتسويها اترجاچ گولي فهمتيني غلط گولي هالموقف بيه تبرير گولي اي شي احچي لتسكتين أنتِ صح قاسية بس محافظة على نفسچ محافظة على اخلاقچ مستحيل تسويها
نوال: دير بالك عليها دللها زين أني لازم اروح اخاف يرجع تحسين للشقة وميلگاني
روح: تعالي وين رايحة اخذيني لتخليني هنا وحدي.

گامت متهسترة رادت تطلع منعها بجسمه، ضربته كف رجع لها الضعف دتصرخ سد حلگها بقطعة من القماش محضرها هيَّ والحبال الناوي يربطها بيهن
قيدها باِحكام لا نفس يطلع ولا حركة تنجح، اخذني برة وقفل الباب بالمفتاح، بديت اهدد بيه
نوال: متدنى نفسك عليها دير بالك ترى وحق الله يا لؤي اخلص عليك بيدي هذه مو تگول ما گلتِ
ابو شر: أنا ما اشوفش غيرك يا جميل.

نوال: بطلهن مياكلن بعقلي حلاوة، يوميا راح اجي لهنا ولو شميت خبر أنتَ بس متحرش بيها مو اكثر راح اگلبه عزا عليَّ وعلى اعدائي فهمت
ابو شر: كفاية تهديد أنتِ مبتزهقيش قلت أنا مش هاقرب ناحيتها يعني مش هاقرب خلصينا بقى
نوال: تمام شيصير راح اتصل عليك وأنتَ كذلك.

رجعت للشقة أقل الساعة اجوا الولد وابوهم واگفة اجهز بالعشا رن الجرس اِنصدمت برسول وياه أنتِ دتسألون عنها وتضاعفت صدمتي من عرفتها تاركة رسالة تبلغ زوجها عن التفاصيل، أني مأمنة الاعرفه متزاعلين وكل واحد منهم بمكان يعني حتى لو رادت تجي مراح تستأذن منه ولا تفكر تبلغه وبهالطريقة راح يتصور اِنهزمت مثل المرة السابقة ومتجي بباله سالفة الخطف بس شلون وليش بلغته ما ادري يمكن مستجد شي بحياتهم وما عندي علم لأن من فترة واخبارهم مقطوعة عني بعدما والدة رسول قطعت علاقتها بيَّ وصارت مترد على اِتصالاتي لأن منها كنت اعرف الاخبار أول بأول.

قدر: وهيچ خربت مخططاتكم بعدما رسول عرف بالحقيقة ووگعتِ بشر اعمالچ القذرة
ابو شر: عرف ازاي أنتِ مش قلتِ العلاقة بينه وبينها متوترة ومش هيحس بأي حاجة
نوال: ما ادري يمكن متصالحين هسه ما اگدر احچي تحسين برة رسول نعنع اضلاعه اروح يمه ليشك بشي وشوكت متصير لي فرصة اجيك نتفاهم
ابو شر: لا لا اوعي تهوبي ناحيتي استني متتهوريش سيبي الاوضاع تهدأ شوية بعدها نتفق قبل ما نلتقي
نوال: شتگول راح تكبر الأمور؟

ابو شر: دي سايبة مسج يا بنتي أنتِ بتقولي ايه مش هيسيبوكِ خليكِ جاهزة بس لو حدث واستدعوكِ أنتِ وجوزك للتحقيق قنعيه يتكلم عن المرات اللي اِنهزمت فيها من البيت علشان البوليس يشك ان رسالتها دي مجرد تمويه مش اكثر والجهاز ده خبيه تحت الأرض علشان لو حصل وفتشوا الشقة ميعثروش عليه فهماني ولا اعيد
معاذ: الجهاز ده خاص بينك وبينه محدش يعرفه.

نوال: اي ما اگدر اتواصل وياه من جهازي لأن دائمًا بيد ولدي فجابه لي حتى ناخذ راحتنا ومحد يحس
قدر: كملي واياچ تتلاعبين بالحقيقة
نوال: خفت كلش، من بدت المشكلة تكبر واجى البوليس يستدعيني للتحقيق حسيت مراح تگعدون إذا ما كشفتوا الحقيقة، روح موجودة داخل الحارة على أي لحظة ممكن تعثرون عليها حاولت هواية ابعد الشبهة عن نفسي بس اصريتوا على الموضوع واِصراركم هذا جبرني اغير الخطة وافلت بريشاتي.

ابو شر: مكلماني ليه أنتِ عايزة تجننيني!
نوال: انجبرت اتصل لؤي السالفة كلما جالها دتكبر وما استبعد يفتشون الحارة شبر شبر حتى يوصلون لروح حاولت والله حتى تمنيت اسجن رسول علمود ينشغل بنفسه عني بس ما اكو نتيجة متخبل على مرته متأكدة مراح يهدا له بال إلا إذا لگاها
ابو شر: ويلقاها ازاي وهيَّ تعرفت علينا!
نوال: لهذا السبب ما لازم يلگاها عايشة فهمتني؟
ابو شر: تقصدي اخلص عليها.

نوال: ما عندنا غير حل وإلا راح نعفن بالسجن أني وياك وسيرتنا تصير على كل لسان
ابو شر: العتب مش عليكِ عليَّ أنا ابن ستين جزمة علشان طاوعتك من البداية
نوال: صار اللي صار لازم تتصرف حتى نتخلص منها
ابو شر: اتصرف ازاي! قتلتها وبعدين اتخلص من جثتها واحنا بالحارة ازاي ده جثة بني آدم يا بنتي مش معزة اشيلها وامشي قدام الناس ومحدش يقول لي ثلث الثلاثة كام خربتِ بيتي الله يخرب بيتك.

نوال: تصرف متصعب عليك شتريد تسوي سوي لك مطلق الصلاحية بس المهم تخلصني من هالمصيبة وذهبها والفلوس وكل شي وياها لك وحدك بالعافية تگدر تعتبره تعويض عن التعب الراح تعببه بموتها
ابو شر: طيب أنا هتصرف بس اوعي تتصلي ثاني لأي سبب كان العيون هتبقى عليكِ عشرة على عشرة
عَنْ شرهِ سَ يتحدَثْ
ذاكَ اَلذي لا يحمِلُ مِنْ الاِنسانيةِ
سوى اِسمها.

ابو شر: في يوم الجريمة ما غادرتش المجزرة، بعد ما الليل ليل والحارة هدأت قمت للتنفيذ
معاذ: قبل التنفيذ ارجع لي ورا شوية
ابو شر: اليومين اللي فاتوا ما كنتش ادخل عليها إلا في آخر الليل قبل ما اروح للبيت افكها تدخل الحمام واديها لقمة تسند طولها بعدها ارجع اربطها في الكرسي، كانت تتوسلني اسيبها حلفت لي مش هتبلغ عني ولا عنها بس ما كنتش اسمح لها تكمل.

قدر: المجزرة مكان عملك وطول اليوم العمال بيها شنو سويت حتى متخليهم يحسوون على وجودها
ابو شر: كنت اخلي في بوقها خرقة قماش واشده في الحبل وقبلها تاخذ حبايتين منوم تفقدها وعيها طول النهار وعلشان تنام ومتصحاش امددها في السرير واربطها كويس تبقى كده للمغرب ولما تبدا تصحى يكون حيلها مهدود والعمال مشيوا خلاص يعني لا حد يسمعها ولا هيَّ اللي قادرة تتنفس
معاذ: دخلت عليها وبعدين؟

ابو شر: فتحت بوقها وسط تحذير شديد لو سمعت ليها صوت هانهي حياة جنينها قبل حياتها
روح: اترجاك عوفني، والله ما اجيب سيرتك معليَّ بيك وبيها بس تعتقني اغادر القاهرة ويا زوجي وبنتي مراح احچي عن الخطف وإذا سألوا عن سبب غيابي راح اگول حبيت ابتعد عنهم فترة همَ متعودين سويتها من قبل مراح يستغربون كلامي
ابو شر: للاسف مش هينفع اسيبك خلاص الوقت فات وأنتِ بقيتِ بحكم الميتة عند الجميع.

روح: لا لا الله يخليك لا نوال وينها صيح لها احچي وياها گلبها ميطاوعها تنهي حياتي هيَّ أم وأني أم وتعرف شنو الأمومة، زين خلي الأمومة والخلافات على صفحة احنا بينا عشرة سنين بيناتنا دم بيناتنا زاد وملح مراح تقبل تنهي لي حياتي اكيد ممتفقين هيچ وأنتَ دتخالف الاِتفاق، اِتصل اترجاك تتصل بس احچي وياها كلمتين والله ما اطول اكثر احلفك بكل شخص غالي عليك لترد طلبي ابوس ايدك لتردني.

ابو شر: عينيكِ حلوة والخوف زادها حلاوة
قلت كده وفتحت قيودها جميعًا واخذها لحضني
روح: شدتسوي قذر وخر الله ياخذك إن شاء الله
ابو شر: متاخذيني أنتِ مش احسن
معاذ: اغتصبتها يا كلب!
رسول: لا لا يا ربي لا لا يا الله لا يا محمد لا لا لتگول اي لتگول اي
قدر: تقدمت عليه بسرعة، ايده على راسه منهار تمامًا جافل والعيون مفتوحة ردت اسحبه دفعني
رسول: وخري قدر وخري وخري.

قدر: گلت ابقى برة ليش دتأذي نفسك هيچ يخلص التحقيق واحچي لك الملخص اطلع اترجاك تطلع مراح تتحمل اللي تسمعه لتعاند
رسول: ما اطلع لو روحي تطلع خليه يكمل كلامه
معاذ: اسمحوا لي شوية
بعدني عنه ومن دون مقدمات حط الكلبشات بيده قيد الحركة هوَ من اساسه مصدوم فما تأثر بفعله
معاذ: أنا متأسف جدًا يا رسول بس انجبرت على كده علشان احميك من غضبك.

قدر: حتى يرجع حق روح لازم تسمع للأخير لتضيعه بتهورك لو تطلع افضل وأني راح اسد مكانك
مفجوع الحايط يمه يتحرك وهوَ لا
عنيد مراح اگدر له
درت وجهي اشرت للضابط يواصل التحقيق
معاذ: كمل يا جحش
ابو شر: قلت لنفسي البنت كده كده ميتة وجمالها ميتفوتش اتمتع معاها شوية قبل ما اخلص عليها
روح: ابوس ايدك لا لتسويها راضية تموتني خلص ما راح اعارض اخنگني اذبحني سوي التريده بس لتتقرب عليَّ لتلمسني وتنجسني بقذارتك.

ابو شر: عندي ليك صفقة هتعجبك، تجاوبي معايا دلوقتي وأنا هاسيبك تروحي مش هاقتلك
روح: مستحيل الموت اهون من أن اسلمك شرفي
ابو شر: هتخسري صدقيني
روح: إذا ثمن شرفي الموت راضية بيه، موتني
ابو شر: طب يا حلوة تعالي اخسري شرفك وحياتك في وقت واحد أنتِ اللي جبتيه لنفسك
سحبتها اقبل رقبتها وهيَّ تصوت، خفت لا ننفضح رفعت ادية عن وسطها اكتم نفسها فلتت مني خذت الكرسي وخبطتني جامد في نفوخي عقلي انضرب.

تجننت أنا تخبطني! ضربتها لما وقعت تحت رجلية سحبتها للسرير كتمت صوتها واغتصبتها بوحشية حاولت تقاومني بس منجحتش، في الأخر فضلت تلهج باسم رسول يجي يخلصها من اللي هيَّ فيه
ولما خذت حاجتي منها خلصت عليها وقتلتها
معاذ: وبنتها وديتها فين!
ابو شر: ماتت معاها
العصا الكهربائية بيده لسعه بقسوة صرخ يتوسل
ابو شر: هتكلم واللهِ هتكلم.

قدر: لتنكر وتلعب بذيلك لأن كل شي صار مكشوف احچي القصة بالتفصيل احچي شعورها شنو گالت شلون حاولت تحمي نفسها بشنو حست بعدما اِعتديت عليها احچي لتسكت احچي
السلاح عندي صرخت جملتي حتى اضربه على راسه بقوة، تقدم الضابط بحركة سريعة بعدني للخلف وصار حاجز بيناتنا
معاذ: باشا متتسرعيش وتسمحي لغضبك يسيطر عليكِ أنتِ كده هتضري نفسك، كمل وخلصني.

ابو شر: بعدما اغتصبتها فضلت على السرير تبكي منهكة مرهقة عاوزة تستر جسمها مش عارفة، دخلت في حالة من الصدمة لسانها مش راضي يفارق اسم رسول وعينيها للباب كأنها كانت تنتظر قدومه
كان الوقت بيعدي بسرعة وأنا كنت مجبر استعجل رحت سحبتها من السرير خرجنا برة في المجزرة حتة صغيرة (المسلخ) فيها جميع الادوات الحادة اللي نستخدمها في الذبح والتقطيع
قدر: لحظة مي زردومي يبس.

تحرك الضابط بسرعة سحب بطل المي من المكتب فتحه وشربني بنفسه حتى على ملابسي سقط، درت وجهي بخوف اباوع لرسول عيونه شاخصة لابو شر ميرمش ميتحرك يتنفس وبس
معاذ: أنتِ بخير، نكمل؟
هزيت راسي بالاِيجاب عجزت اتكلم، طلب منه يرجع يكمل قبل لينطق حرف رجعت للجدار سندت نفسي عليه الگاعد اسمعه جبل ميطيق حمله.

روح: ليش جبتني لهذا المكان شنو راح تسوي! لا عفية ما اريد اموت خل اجيب اول لتنهي حياة بنتي ويا حياتي لتخليها تواجه نفس مصيري حرام عليك عوفني اروح بحال سبيلي عليك القرآن عوفني
ابو شر: اكتمي نفسك ولا كلمة
ضربتها كف وسحبتها من ليَّ زقتني تصرخ.

روح: الله ينتقم منك يا شيطان الله ينتقم من نوال الكلبة حسبي الله ربي بيك وبيها حسبي الله ربي بكل من طعن بيَّ بكل من حچى عليَّ كلمة سوء بأمي بأبوية بكل اِنسان خذلني وتكلم عن شرفي راح يجي اليوم النلتقي بيه گدام رب كريم منتقم جبار ميعفو عن ظلم عبده ولا يتنازل عن حقه، راح اقاضيكم بقضاء العدل الالهي إذا فلتتوا بالدنيا من العقاب من عقاب رب العالمين مراح تفلتون، حسبي الله عليكم على كل لوعة تلوعتها وراح يتلوعوها الناس اليحبوني وراية.

اتقدم خطوة وهيَّ ترجع ثلاثة، انخبطت في الحزام المعلق تبع الآلات وقفت عن الحركة لفت راسها تبص خلفها لما شافت المنظر فزعت حاولت تهرب مسكتها، قفلت الباب علشان الصوت وخففت من شدته بخرقة قماش صغيرة شديتها حول بوقها
سحبت السكين الكبير رميتها على الأرض، قعدت عليها اثبت جسمها بجسمي وهيَّ ترفس من جواية سيطرت عليها كويس ولما تعبت فتحت بطنها.

مش صعبة اخرج جنين متعود على توليد الحيوانات خذت البنت في حضني علشان اوديها للمخزن كانت امها لسه فيها روح في صباع السبابة اشرت عايزة تتكلم، فتحت بوقها حكت في جهد شديد
روح: بس احضنها، للمرة الأولى والأخيرة خليني احضن روحي قبل لتطلع مني روحي
ابو شر: انجزي مفيش احضان
روح: لتموتها لتموتها خليها تعيش
بنتي تستاهل تعيش
اخذها لابوها حتى يربيها
لتحرمها من عنده مثلما حرمتها من امها.

اتركها على سيارته إذا تخاف هوَ راح يعرفها
من لمسة يعرفها
من نظرة يعرفها
گلبه راح يدليه عليها قبل عيونه
هذه روحه
كملت كلامها بشكل متقطع سبتها ومشيت، خذت البنت للمخزن ولما رجعت لقيتها بردو بتتنفس وعلشان اخلص على نفسها نحرتها.

هنا رسول ثار من صدمته مستسلم لغضبه، ركض يصرخ ايده مقيده راد الضابط يمنعه دفعه بجسمه موجه للمجرم ضربه على راسه بحديدة الكلبشات خر الدم تارس وجهه سحبنا رسول بصعوبة فتحت الباب كلهم واگفين صرخت بيامن يستلمه مني ودخلت قافلة غرفة التحقيق علينا حتى ليرجع يفوت
معاذ: قطعتها ليه كمل متنحش.

ابو شر: ما كانش عندي خيار ثاني غير إني اقطعها، بالطريقة دي هاقدر اتخلص من جثتها بسهولة من غير ما اتكشف وإلا مستحيل اقدر اخرج جسدها في نص الحارة بشكل كامل علشان اتخلص منه مينفعش كده كنت اروح فيها زي ما رحت دلوقتي
معاذ: يعني كنت عايز تخفي اثار جريمتك طب مكنت رميت اشلاء الضحية في مكان بعيد عن حارتكم مش في الحارة المجاورة ولا هيَّ غباوة وبس.

ابو شر: مقدرتش ابعد كثير مش عايز الرجل يحس في حاجة بالنهاية اللي في ايدي شوية لحمة فاسدة مكانها المزبلة مش سر وواجب ادفنه
معاذ: والراس ما رميتهوش معاها ليه؟ ايه الدافع اللي خلاك تدفنه بعيد مش ترميه في المزبلة
ابو شر: علشان لو حصل ولقيتوا جسدها وده شيء كنت مستبعده متتعرفوش عليها
معاذ: استبعدته ازاي!

ابو شر: المزبلة كبيرة اوي وكلها روائح كريهة يعني اللي يخش فيها علشان يرمي زبالته ميميزش ريحة اللحمة بتاعها عن ريحة المزبلة قلت في نفسي كلها يومين وتتفسخ وبكده ينتهي اثرها معاها.

قدر: لك حيوان الحيوان عنده رحمة اكثر منك أنتَ خنزير لا والله حتى الخنزير اطهر، ليش هيچ شنو الذنب الاِرتكبته حتى تقتلها زين قتلها ليش كل هذه الوحشية ليش ما كتمت نفسها مثلاً بعدها تكمل جريمتك تولدها تقطعها تشرب من دمها المهم ميتة متحس مو نفسها يصعد وينزل ويا حركة السكين وأنتَ تذبح بيها بدون رحمة وبدم بارد وكأنما البين ايدك نعجة من نعاجك مو اِنسانة
معاذ: خذت البنت الصغيرة على فين؟

ابو شر: في ثاني يوم بعتها لناس شغلانتهم يشتروا ويبيعوا في العيال الصغيرين
معاذ: ومين اللي وصلك ليهم نفسه الرجل صاحب التوك توك اللي قبضنا عليه؟
ابو شر: لا أنا كنت متفق معاهم من العصر علشان في اليوم الثاني انقلها ليهم مع سيارة اللحمة تبعهم اللي تجي تاخذ اللحم مني كل يومين والثالث
معاذ: والطفلة مبكتش يعني!

ابو شر: مبكتش خالص دي كانت تعبانة اوي، حتى همَ كلموني بعد يومين قالوا البنت مريضة لو حصل ليها اي حاجة او ماتت مثلاً ترجع لنا فلوسنا
معاذ: افرض بكت كنت هتتصرف ازاي؟
ابو شر: ما أنا حبستها في المحزن وكلمت العمال ما يجوش في يومها وسيارة اللحمة جنب الباب يعني مش هتلحق تبكي في مسافة متر واحد وحتى لو بكت الحارة فوضى مين اللي هيسمع ليها صوت
معاذ: اكتب لي العنوان بسرعة
قدر: باشا راح اغادر المكان تعبت عن اذنك.

حچيتها وتوجهت للباب، بس فتحت القفل ونزلت المقبض دخل رسول دفعني يركض باِتجاه المجرم نزل بيه ضرب راد الضابط يرفعه سحبته من ايده التفت عليَّ، همست بتعب
قدر: رجاءً خليه خلي يبرد گلبه شوية ما عنده سلاح لتخاف مجرد ضرب وبالضرب ميموت المهم تنتبه على سلاحك والعصا البيدك ليغافلك وياخذهن
مع انهُ هذا الشي خارج عن القانون بس ما رد طلبي.

تركه يضرب بيه إلى أن نهاه بس من وصل لمرحلة يلزم راس المجرم ويرگعه بالأرض اضطر يتدخل صاح على الشرطة اجوا طلعوه بالقوة اتهستر غلط فشار مسبة ما خلالهم صفحة ولا عشيرة حتى عرضهم جابه بالطاري اريد اسكته ما اگدر الكل صفن عليه گام يجيب ويخبط ساعة يسب وساعة يذكر روح ظل يلوم نفسه شلون عاشت كل هذا العذاب وما گدر يجي يخلصها ويرجع يتلفظ على نوال وابو شر بالفاظه اللااخلاقية ما انهد ولا هدأ إلا بعدما حس على الضابط طلع من غرفة التحقيق.

معاذ مقدر وضعه سكت ونظرة العتب بعيونه تجاوز رسول متوجه لغرفة التحقيق الثانية المتواجدة بيها نوال هوَ فتح الباب لو رسول مدري شلون فلت من بيناتنا بعده توه متجاوز باب الغرفة لزمناه أني والشرطة وحتى الشباب ويانا صرخ يغلط عليَّ وعليهم يريد يوصل لها ميگدر اخر شي وبحركة غير متوقعة سحب السلاح من ايدي
أني طبيعتي حذرة بمثل هيچ امور، رفعه عليها رمى أربعة مرات على التوالي اِنصدم المخزن فارغ!

صرخ صرخة تعبر عن شديد غضبه ورمى هالسلاح بقوة اجى فيت بجبينها لزمته تصرخ مثلما دمى ابو شر دماها نزلت تضرب على الأرضية وتصيح الوجع سحن روحها هوَ همْ مقصر كل الفاظ الدنيا البذيئة تلفظهن عليها وصل لمرحلة سديت أذني حتى لا اسمعه شديگول شوية وسحبوه لخارج المكان
بس انغلق علينا الباب ركضت عليها، دفرتها برجلي بعدين نصيت رفعتها من حجابها فلت سحبت شعرها حيل مثبتة عيونها بعيوني.

قدر: ولچ خلصتِ عمرچ تحچين بالشرف وأنتِ بلا شرف خلصتِ عمرچ تعيرين بروح لتخون زوجها وأنتِ سويتيها ببيته وعلى فراشه، ولچ حتى من ماتت على ايدچ ما خلصت منچ يم قبرها بكل عين صلفة تلوكين بشرفها، شنو عبالچ من اعتدى عليها مالتچ اِنسلب شرفها وصار اللي كنتِ تعيريها بيه! لا وألف لا تبقى روح ورغم كل شي صار وياها اشرف واطهر وانظف كائن بالدنيا، مو شرفها النسلب شرفكم مو حياتها النتهت حياتكم مو سيرتها التدمرت سيرتكم، ماتت بريئة نقية ضحت بروحها وما ضحت بجسدها الناس إذا رادوا يذكروها راح يذكروها بكل خير بس أنتِ أنتِ يا أنتِ الناس شراح تگول إذا انجاب طاريچ گدامهم.

بصقت بوجهها من عمق بلعومي
قدر: ليش يا ليش شو سوت لچ هالمسكينة وتسوين بيها كل هذا، ليش خطفتيها علمود الورث علمود تخلصين من تحسين علمود تنجحين بمخططچ وتدمرين سمعتها! السمعة مو مهمة يا شيطانة مو مهمة السمعة شي وهمي أنتم خلقتوه وصرتوا تقدروه على كيفكم وبمزاجكم، الاِنسان اخلاقه التحدد تربيته مو سمعته اليحددوها الناس
معاذ: يا باشا...

قدر: بس اريد اعرف شگلتِ لنفسچ وأنتِ على بعد امتار عنها نايمة على سريرچ وبفرشتچ مرتاحة وهيَّ دتتعذب وتنقتل بأبشع الاساليب الاِجرامية
نوال: أني ردت...
قدر: شنو ردتِ شنو احچي شنو شنو
انهاليت عليها بالضرب، اصرخ وصدى صوتي يرجع عليَّ ما ادري شلون اِنسحبت من بين ايدي دفعني الضابط بحركة سريعة طلعني من غرفة التحقيق
معاذ: يا افندم مينفعش كدة احنا في مركز.

سد الباب بقيت واگفة بمكاني جسمي يرجف گلبي يرجف ايدي ما اسيطر احركها، احد حضن كتفي من ورا درت وجهي أمان اخذني وطلعنا للحديقة
ما حچى شي تركني اهدأ، بعدنا گاعدين نادوا عليَّ دخلت الضابط واگف بجوار غرفة التحقيق ورسول يتشاجر ويا احدى الاعلاميات المعروفة ببرنامجها اليناقش قضايا الاِجرام بمصر
قدر: خير ليش كل هالهوسة وشنو هالكاميرات!
- عايزين نصور ومش راضي.

رجع يصيح عليها رافض الفكرة رفض قاطع، تدخل الضابط ظلت تترجانا تريد توثق الجريمة اعلاميًا سكتت سكتت سكتت إلى أن انفجرت بوجهها.

قدر: زوجها گدامچ ديگول لا يعني لا ليش هالملحة منو فهمكم حياة البشر فرجة للبشر منو قشمر عليكم وگال الضغط على حساب مشاعر أهل الضحية وناسها تقدم ونجاح، اللي يريد يقدم حياته هوَ حر بس حياة بنتنا خاصة بينا واحنا منريد نقدمها مادة دسمة للاِعلام احترموا حزننا ومصابنا كافي وقسمًا بالله إذا نشرتوا الخبر رغمًا عننا مراح يصير خير وراح اقاضيكم بالقانون وأني بنت القانون.

رادت ترد منعها الضابط، اخذها على صفحة يحچي وياها شوية واِنسحبت هيَّ وكادرها، رجع علينا
معاذ: انحلت الامور كفايا محدش هيصور ولا ينشر أنا منعتهم وانتهى الموضوع، متتضايقوش
قدر: بس خل تفكر تنشر وأني اراويها
معاذ: سيبكم منها، مش عايزين تشوفوا بنتكم
رسول: شنو عرفت وينها احچي شعرفت بنتي وين
معاذ: اهدأ شوية التفاصيل دلوقتي مش مهمة احنا هنروح في الحال علشان نجيبها، شد حيلك.

تحرك من مكانه ملهوف، طلب منا نصعد بالدورية الشباب ويانا أمان دمار يحيى يامن أيمن أخوه حتى دكتور رؤوف وعمو سلمان واگفين برة دينتظرون، كل مجموعة صعدت بسيارة بعدنا ممتحركين طلع الضابط ابو شر وياه صعده بمكانه الخاص وانطلقت الدورية قريب منوصل للمكان وجه لهم امر باِيقاف الأصوات حتى ليشكون بشي، نزلنا مسافة بيت بعيد عن مركز المدينة اشبه بالقصر المهجور سأل الضابط منو مستعد يطرق الباب لأن الكاميرات موجودة تبرع أيمن بالموضوع، بقينا بمكاننا وهوَ راح وصل للباب وگف يطرقه بالعشرة دقائق ظل ثابت ما اِلتفت ولا جلب الشك لروحه فجأة فتحه رجل متوسط بالعمر شغله أيمن بالاسئلة إلى أن انتشرت القوات بالاطراف وداهمناهم واخيرًا.

ضج الجميع بالصراخ وعمت الفوضى بارجاء المكان عدد هائل من الضحايا بيهم ما يقارب المئة نفر ما بين طفل وطفلة كان ثمن خلاصهم الوحيد من هذه العصابة الاِجرامية حياة روح
وياما اِرتفعت اسلحتنا اِرتفعت الايدي للاعلى تعلن عن اِستسلام اصحابها واِنعدام مقاومتهم، الاطفال مجموعين بمكان واحد اشبه بالصالة الوسطية تأملنا المنظر لثواني معدودة اعمارهم كانت تتراوح ما بين الثالثة والرابعة، خمسة منهم حديثي ولادة.

وجه الضابط كلامه لابو شر يتسائل عن بنت رسول كان جوابه صعب اتعرف عليها اسألوا الاستلمها مني واشر بيده يعرفنا عليهم
تقرب رسول يتجول بنظره ما بين طفل واخر صرت وراه ما استغرق وقت طويل حتى يتعرف عليها اربعة ثواني مو اكثر وركض ركضة الضامي نحو الماء حتى يحمل طفلة من بيناتهم نسخة مصغرة عن روح وكأنما روحها غادرتها حتى تسكن جسد بنتها.

اخذها لصدره حضنها بقوة ينحب نحيب الفاقدين هذه عوضه هذه بنته هذا روحها لروح...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب