رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السادس والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السادس والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السادس والعشرون

رخت ملامحي غمضت عيني بتعب وگلبي ينبض بقوة وكل نبضة توجع أكثر من الثانية، عدل نفسي وشالني ممدني ع السرير ومشى للباب مدري شني حچى معاهم ورجع سحب الكلينس وصار يمسح خشمي بعدت إيده: عوفني.
گمت من السرير ومشيت اسحب الشال مالتي بقيت صافنة بالأرض والدنيا تدور بيَّ وعيوني تستسلم وأجع أفتحها، ألا ما أختل توازني وما أعرف وين وگعت أو لحگلي ما حَسيت واستسلمت للظلام بسرعة...

وعيت على نفسي بعدني بالأرض وهوَّ يضرب خدي بخفة: ميراس.
دفعته مني وگمت صارت عيني ع الكتب إلى ع الكومدي سحبت الكتب وگعتها وأغمض وأفتح عيوني بتعب، مشيت للسرير شمرت شكو شي على وأبچي، بالحقيقة ما أعرف السبب ألي خلاني أسوي هالأشياء.

وصلت المراية وشكو شي عليها شمرته تكسر وريحة العطور ملت الغرفة، وهذا كُله أنا أمشي بتك رجل رجلي إلى ضربتها بالقنفة ما أگدر أحركها. گلبي أحس شاعلين بي نار وما دتطفى، عقلي مشوش وعيوني تغوش.

كُل أفعالي بدون وَعي، ليش داسوي هالشي ما أعرف ما أعرف ليش. هجمت الغرفة اخر شي ردت أضرب المراية على گد ما شفت وجهي بي لكن قبل لا توصل إيدي للمراية أنسحبت بقوة، ضربته بكتفه وگضبت شعره أجُر بي ودموعي تنزل، صرت أصرخ بصوت مكتوم، يبس جسمي وجمدت أطرافي وبَس دموعي تنزل.
بقى ثابت ونظراته تتوزع على ملامح وجهي.

تخبلت، تهسترت، صرت أضرب بي ما واعية واحچي كلام ما مفهوم، بنفسي أنا ما فهمته شني ما أعرف كلامي مفوم أله أو لا، لكن ألي مركزة بي داكرر أسم عمامي، داكرر عيشتي بذاك البيت مع سحرة بحد ذاتهم. داكرر شلون تعبت وشلون تعذبت، كل جملة أگولها أكررها مرتين لو ثلاثة وبصوت مكتوم وبي غصة طالعة من القلب.
صرت أغمض وأفتح عيوني بتعب وأنفاس لاهثة.
- هوَّ. هوَّ حاول هواي، حاول هواي...

فتحت عيوني على وسعها من تذكرت الموقف دفعته بكل قوتي ومشيت أفرك قلبي وأهمس: ما وصلني أوكسجين، ما خلاني أتنفس.
صرت أتنفس بعُمق وبنفس الوقت نفسي يضيق أكثر وأكثر
حَسيت بلمسة على كتفي نفرت منها أرجف ودموعي تنزل وحواجبي تتحرك بعشوائية. تراجعت بخطوات للخلف مغمضة عيوني وشفايفي ترجف وبكُل خطوة منه أفز وأهز راسي ب لااا .
قبل لا يوصل مني خليت أيدي على أذني ونزلت للأرض: لا تحچي شي، ما أريد أسمع، عوفني.

بقيت لعدة ثواني أكرر نفس الكلام مغمضة عيوني وإيديني على أذني. حَتى حَسيت بلمسة على إيدي ردت أنفر منها لكن أجاني صوت: ميمي، شبيچ!
رفضت أفتح عيوني وبنفس الوقت خايفة أجاني نفس الصوت: ميمي هذا أنا راجح.
صارت نفس الإيد على جَبيني تبعد الشعر من عيوني
بقيت نفس وضعي خايفة أفتح عيوني. لكن صرت أفتحها على كيف دحگت للغرفة ورجعًت نظري على بقيت ساكتة وأدحگ بعيونه وهوَّ كذالك.

بدون لا يحچي شي خلا أيد تحت ظهري والثانية تحت رجلي ورفعني لحضنه رجع سند ظهره ع الحايط ومَد رجله اليمين ورفعني لصدره وأنا بَس صافنة ما مستوعبه شي، شصاير بالغرفة! ليش حالتي هيچي؟ ليش أنا هلگد ضعيفة؟
مسح على شعري وأسمعه يرتل آيات من القرآن بصوت ناصي بأذني، بقت عيني ع الغرفة وما زال جسمي يرجف، لا بد يجي وقت نضعف بي لكن أنا أختاريت أسوء وقت، ما چان لازم راجح يعرف وأصلاً ما أعرف شخبصت گدامه شحچيت أنا؟

ضامني لصدره مثل الطفل وأنا أدحگ ع الغرفة بنظرات أطفال خايفة، أنا ليش تذكرت الماضي هسه ليش،؟ وگدام منو! گدام راجح؟
بقيت طول الليل على هاي الحالة وهوَّ لا كَل ولا مَل بقى يمسح على شعري بدون لا يتكلم بحرف واحد، غمضت عيني ردت أنام حَتى أنسى لكن الموضوع ما تركني وزارني بحلمي. گعدت مرعوبة ونفسي مگطوع.

رجعت إيد حنونة تمسد على شعري وإيد ثانية تشددّ على حضنتي، دحست وجهي بصدره وعيوني تفتر ع الغرفة برعب سمعت همس بأذني فزيت بذُعر، رجع طبطب على كتفي: مو هوَّ هذا أنا راجح ما أأذيچ.
أزدادت نبضات قلبي وبقيت ساكتة صارت عيني ع الساعة تصورلي نفس ذيچ الساعة والعقارب ع السبعة، رفعت نفسي وأدحس جسمي بجسمه بذُعر وأهمس: س. س. ساعة شگد؟
راجح: ساعة صارت وحدة بليل.

رفعت أيدي وحضنته قوي بعد ما ركزت بالساعة نفسها وشفتها سبعة، صار وجهي برگبته مغمضة عيوني بقوة وجسمي لامته ومدخلته لحضنه همست بتعب وقلب ينبض بخوف: راح يجي هسه، رر، راح يجي.
ضمني بقوة: محد يأذيچ ما طولني أشم الهوى.
ميراس: م، ماتگدرله.
مشت إيده وصارت تحت شعري مقربني أله ويحاول يدخلني لداخل جسمه حَتى محد يلمحني.
راجح: بدأت قصتي كَ عاشق لكِ ووعد مني راح تكون النهاية قاتل من أرعبچ بهالشكل.

بقيت مچلبة بتيشيرته وأهلوس مع نفسي وهوَّ يحچي معايا مرة أركز ومرة لا، صرت مخبلة رسمية، من بعد وقت غفيت ما حاسة على نفسي بس مأمنة منه ما راح يتركني ولا يبعد مني، واثقة راح يسهر طول الليل حَتى من أفز أشوفه گاعد وأطمئن وأرجع أنام، وفعلاً فزيت هواي والگاه گاعد ويقرأ آيات قصيرة وينفخ عليَّ ويحصنّي من وساوس الشيطان.

لِأول مرة أحسه حنون لدرجة لا توصف، برغم هذا ما يبين حنيته يخاف أحد يستغلها، لكن بهاي الليلة توضحت شخصيته ألي ومن بعد وقت طويل گدرت أفسر تصرفاته وعدم وعيه ببعض شغلات وقراراته المُتسرعة.

فزيت الصبح مكتف إيدينه عليَّ حَتى إذا تحركت يحس. چان غالق عليَّ حتى النفس ومغطيني بغطى خفيف حَتى ما أخذ برد من المُكيف المشتغل. بقيت ما تحركت مغمضة عيوني وأسمع دقات قلبه المُنتظمة ونفسه الثگيل بسبب إني نايمة على صدره وذابه كُل حملي علي.
فتحت عيوني ودحگت للغرفة مهروجة هرج وهوَّ مستند ع الحايط نايم وماد رجل وحدة وأنا كُل جسمي بحضنه، وريحة العطور المكسورة تفوح بالغرفة عبالك چنا بحرب.

رفعت إيدي طوقت رگبته وضميت وجهي وما أعرف ليش سويت هالتصرف الغبي، فزّ وشددّ على حضنتي وهمس: أشش ماكو شي، أنا هين.
بعدت منه على كيف تقابلت عيونّه بعيون بعض
رمشت عيني بثُگُل وهوَّ صافن بوجهي أردفت بصوت خافت: شُكرًا على كُل شي.
ردت أگوم سحبني أله: وين؟
ميراس: أعزل الغرفة.
سحب المخدة المشمورة خلاها ع الأرض وتمدد وسحبني وياه خليت راسي ع المخدة وإيده تحت رگبتي وعينه بعيني: نامي بعد ما طالع الصبح.

ميراس: شبعت نوم خليني أگوم.
راجح: بَس أنا ما نمت بسببچ، خلينيأنطمر هالساعة زمان.
ميراس: ما تنام منو گاضبك؟ خليني أنا أگوم وأنتَ نام.
سحبني لحضنه وهمس: أريد أنام على ريحتچ.
گالها وسحب نفس من شعري وضمني قوي: لا تتواكحين خليني انام ساعة وگعديني.

رجع غمض عيونه وغفى بسرعة بقيت على هاي الحالة لمن ما رجعت غفيت أنا هم بعد فترة قصير حَسيت بلمسات على خدي ويمررها على رگبتي يبعد شعري المنثور من وجهي وكتفي، فتحت عيوني بهدوء شفته صافن بشعري ويتأمله بطريقة جميلة.
من أنتبهلي گاعدة أردف: شعرچ حيل حلو، لا تگصي أبد.
ميراس: تتدلل اليوم أروح للصالون وأخليها تگصه.
راجح: أگص أذانچ.
ميراس: ببالك ناصبة عليك والله اليوم أگُص شعري.

لف الموضوع وبقى لدقائق ساكت وعيونه تتأمل عيوني: يلمعون ليش؟
ميراس: شني؟
راجح: عيونچ يلمعون!
ميراس: أي وأحب عيوني ولمعتهم.
راجح: وأنا هم.
بعدت أيدينه مني ردت أگوم رجعني أله: شوكت تعذبيني؟
دحگت بعينه وهمست: مو هسه لا تخاف بالوقت المُناسب.
راجح: ما راح تگولين شني العذاب هذا؟

ميراس: للصراحة ما مفكرة بعد لكن صدگني لو صرت النفس ألي يصعد وينزل عندي ما راح أخليك بدون عقاب، أنا مو بَس كلام راح أنفذ وعدي ألكم بالوقت المُناسب.
راجح: وأنا راح أنفذ وعدي ألي وعدتچ إياه أمس.
گمت من يمه تاركته دخلت غسلت وجهي، غمضت عيني بقوة أستعيد نفسي وأرجع قوية، طلعت ما شفته بالغرفة لكن قبل لا أگضب تلفوني أتصل دخل راجح مكتف إيده: صباح الخير يا گيمر عرب يا قشطة.
تقربت أله وعيوني تتوزع على ملامحه.

صرت قريبة حيل منه وما يفصلنا فقط مسافة صغيرة
همست من بين سنوني: ليلة أمس وأحتضانك ألي واجبك وغصبًا عنك تسوي لكن هذا مو معناه أنسى كُل شي سويته.
سحبني من خُصري على ومرخي ملامحه وعيونه جاحظة للأسفل قوس شفايفه لاممهم لداخل حلگه ورجع رفع إيده لخَدي يتحسسه قرب إبهامه لشفتي وعيونه عليها أردف بأبتسامة: يوميا راح أنومچ بحضني مادام هذا واجب عليَّ.
ميراس: وتنام نفس نومة أمس أنتَ وگاعد ومكبوت على نفسك؟

رفع عينه لعيني وهز راسه: أتمنى أنام طول العمر مثل نومة أمس.
بقيت صافنة بي ونظراتي تتعقب بؤبؤ عينه، غمضت عيوني وقلبي ينبض بقوة دفعته على كيف سحب إيدي همس بتعب: لا تبعدين.
فتحت عيني يدحگلي بنظرة تَرجي: عاقبيني بَس لا تبعدين مني، خليني أسمع دگات گلبچ وأي شي تريدينه أسوي.
ميراس: تأخرت حيل.
رفع أيدي مخلي على قلبه مَيل راسه وأردف: ليش حفرتي أسمچ هين وتركتي تايه مرة ثانية؟

رفعت عيني لعينه وأثنينا الدمعة بطرف عيونّا سحبت إيدي من قلبه وجاوبته: لِأن هذا عِقابك
عفته بصفنته ومشيت خطوتين وما حَسيت غير كتف إيديه وحضني من الخلف وراسه على كتفي ويحچي سريع: ميراس مو هيچ، دخيلچ لا تحرميني منچ، لا تحرميني من عُطرچ وحنيتچ، أسوي أي شي تريدينه أي شي تگولي أسوي حتى لو كتلتيني راح أقبل، موتيني بَس لا تعاقبيني هذا العِقاب.

رفعت راسي ودموعي تنزل وغصة ببلعومي وهوَّ كُل ما جا يحضني أقوى ويعيد نفس الكلام بغير صيغة ويسب بمدري منو ويحچي اشكال وألوان فقد فد مرة، رفعت إيدي لإيدينه ألي مكتفتني لمستها شددّ حضنته أكثر...
ما تركني ألا ما أندگ الباب وجا صوت عمتي: ميراس بنتي أخوچ ب الباب.
جاوبته أعدل من صوتي المغصوص: تمام عمة هسه أجي.
ردت أبتعد ما قبل وهمس بصوت يرجف: ما راح ياخذچ مو؟ ما أجه علمود ياخذچ مني؟

ميراس: ليش هلگد مُهمة بالنسبة ألك؟
راجح: مُهمة أكثر من نفسي.
ميراس: لو صحيح مُهمة ما چان تزوجت، لو صدك تحب أروى ما چان تزوجتني ولو صدك تحبني ما تتزوج عليَّ، أنتَ شخص ما عندك أهمية لحياة الناس وعادي عندك تخرب حياتهم.
راجح: ياريت لو أگدر أغير كُل شي، ياريت ما زعلت ناس بحياتي هواي مو بس أنتوا، أنا ظالم وأعترف بنفسي.

تركته ومشيت للكنتور طلعتلي ملابس بدلت وطلعت للأستقبال شفت محمد گاعد وما يمه أحد، أول ما دخلت گام حضنته قوي بادلني الحضن ويمسح على ظهري: شبيچ.؟
ميراس: مشتاقة ألكم.
بعدني منه صافن بوجهي ما رفعت عيني لعينه، رفع راسي بأصابعه يدحگ بعيوني رفع أصبعه مسح تحت عيوني وهمس: ليش باچية؟ عيونچ صايرة حمرة.

مع ما گال هيچي نزلت دموعي بقلة حيلة، گعدت ع التخم وإيدي على وجهي أبچي گعد يمي ويحچي بعصبية: شبيچ أحچي؟ أحد ضوجچ؟
هزيت راسي ب لا صاح بيَّ: منو منزل دموعچ ميراسس جاوبيني ولا تطلعيني من ديني.
خليت أيدي لحلگه وأحچي: أشش صوتك صوتك فضحتنا.
بعد أيدي: منوو مبچيچ أخر مرة أسأل.
ميراس: ذكريات بيت عمامك لهسه ملاحگتني.
سحبني لحضنه: أدبسز تعرفين تچذبين يولي أعرفچ والله ما تفشين سر.
ميراس: عجل ليش تسأل؟
محمد: ما أدري.

حضني أقوى ويحچي: حكم وحنين بعد يومين زواجهم وباچر حنتهم تجين مو؟
بعدت منه مستغربة: عزااا صدك؟
محمد: إي والله، حكم گال يكفي خلي نقرب الزواج وهم عمامي هدوء والوضع حيل هادئ يعني أفضل وقت يتزوجون بي هذا، وشمس وافقت لِأن تگول الأيام الجاية ما بيدنا وكت.
ميراس: هذول عمامي ماكو أحد يسحلهم ويطيح حظ حظهم؟
محمد: يجيهم يوم لا تخافين، هسه عوفچ من السگط عمامچ ما تجين معايا؟

ميراس: ما أگدر اليوم خلي على باچر أخلي راجح يجيبني.
محمد: خرب روح زوجچ وينو؟
ميراس: چان نايم مدري گعد لولا.
محمد: عجل أني رايح وباچر أجي أخذچ ماشي؟
هزيت راسي مبتسمة باسني براسي وأبتعد: لا تبچين مرة ثانية علمود أحد خوش؟
طلع وطلعت وراه مبتسمة لكلامه وإهتمامه بيَّ، شغل سيارته ومشى وأنا دخلت للبيت شفت راجح واگف بباب الأستقبال، مشيت سحبت أيده وقفلت باب الأستقباال ألتفتت أله: شتريد بالضبط؟
راجح: أريدچ.

ميراس: طَيب ماشي عندي شروط.
راجح: قابل بيهم.
ميراس: صعبين حيل.
راجح: أقبل بالصعب علمودچ.
تقربت أله وگفت على روس أصابع رجلي وصرت بطوله همست بأذنه: تمتحن سادس خارجي وتطلع مُعدل عالي، وطول وقت دراستك تبقى بهذا البيت وزوجتك تريد جيبها هين أو تخليها هناك مو مُهم.
راجح: شدتگولين؟
رجعت نفسي وعيني بعينه: مو تريد ما أعاقبك بالبعد عني؟ ماشي أنا غيرت عقابك.
راجح: وليش تريدين أكمل دراسة؟

ميراس: تگدر تگول عندي غاية بيها، وبعدين بنفسك گلت أنا أسوي كُل شي تريدينه وأنا أريد تكمل السادس وتطلع بي مُعدل عالي.
ضحك بأستهزاء: ميراس ناصبة عليَّ شنو هالشروط الغبية؟
مشيت تاركته وصلت الباب فتحته وقبل لا أطلع ألتفتت أله: يا أنا يا تنفذ الشروط هاي وعندك مُهلة يومين من أرجع من بيت أهلي تگُلي قرارك وإذا رفضت الشروط ألم ملابسي وبعد بعمرك ما تشوف وجهي.

رجعت لغرفتي تاركته مذهول، غمضت عيني براحة وأحچي مع نفسي داتخطين خطواتچ صح، عفيه عليچ ميراس، كُل شي بوقته حلو لا تستعجلين على شي.

شَمس...
تقدمت لغرفة الزئبق وقبل لا أوصلها رَن موبايلي رفعته چان رقم غريب فتحته وجاوبت: نعم تفضل.
أجاني صوت مو غريب عليَّ: شلونچ شمس الفهد مدري ناب الفهد؟
شمس: منو؟
ضحك بأستفزاز: معقولة ما عرفتيني أني نفسو صاحب البصمات.
شمس: الزعيم الحيوان مو؟
- بالضبط حيوان بس أذكى منچ.
شمس: الحيوانات ما عندهم عقل، وظلم للحيوانات أنتَ تكون من فصيلهم.
- لسانچ لو يبقى بحلگچ چانتّ مشاكلچ كُلها تنحل بلمح البصر.

شمس: أحچي فضني شرايد؟
- أي شي أخذتي من هذاك النفق ترجعي نفسچ.
شمس: تگدر تتفضل للمكافحة وتاخذه منهم، أنا ما أتدخل بشي حرام ولا يجي يوم وأحافظ على شي حرام أنا لو عندي الموضوع چان حرگتلك النفق هوَّ وألي بي.
- راح تتعاقبين على كُل شي سويتي معايا، خربتي هواي حملات وراح تتعاقبين عقاب شديد.

شمس: أعلى ما بخيلك أركبه، مو واحد حيوان وعار يخوفني، من اليوم راح تشوفون شلون كُل تسووا يخرب لمن ما يقضون عليكم وبنفسك راح تعترف على عمامي وأولادهم شنو چانوا يسوون وشلون يهربون ممنوعات بالتعاون معاك.
- نتواجه.
غلقته بوجهه ومشيت للغرفة چان گاعد يقرا كتاب من شافني نزله، گعدت يمه مبتسمة: شدتقرا؟
الزئبق: كِتاب.
دحگ لملامح وجهي ورجع نزع نظاراته وخلا الكتاب ع الميز، رجع دحگلي مبتسم: ما هذهِ العينين؟

شمس: شبيهم؟
رفع إيده لخدي وصعدها لعيوني مسح رموشي بأصبعه مبتسم:
عيناكِ تُرهق نبض قلبي ياذات عيني الغزال
ابتسمت لكلامه وغمضت عيني حَسيت شفايفه على عيوني باسها حيل وهمس بصوت ناصي وما زلت مغمضة عيوني: عيناكِ جميلة للحد الذي لا أستطيع التفريط بها وجعلها تبكي وتُذرف منها دمعة واحدة، عيناكِ من سلبت لي عقلي وقلبي يا مَحلا عينيكِ جميلتي.

رجف قلبي من قُربه لهلدرجة فتحت عيوني بعده قريب ويتأمل وجهي ومركز بكُل تفصيله بيَّ، ردت أبتعد سحب إيدي: ما بكِ لا تنظرين لي؟
شَمس: ماكو شي بَس تعبانة أريد أرتاح باچر ورانا تعب يابو تعب.
الزئبق: هل ستبقين هكذا؟
رفعت نظري اله: شبيَّ؟
مَيل راسه بقهر: لا شيّء.
گمت من يمه مشيت خطوتين ووقفني كلامه: ماذا كان سَيحصل لو أحببتني أولًا؟

التفتت أله ونظرتله نظرة وعيوني مليانة دموع، قوس شفايفه وهمس: نظراتُكِ كانت دومًا تُلامس قلبي المُهلك.
مسحت دمعتي قبل لا تنزل وأردفت بقسوة: طفه قلبي منك ومن أخوك وعائلتك، صرت أكره كُل شخص من هاي العائلة.
مَيل راسه بقهر مقوس شفايفه بشكل طفولي أردف بغصة: ما ذنبي أنا؟
ما تحملت شكله نزلت عيوني وهمست: ذنبك من هالعائلة وراح تبقى منها، لو چنت مُختلف عنهم بَس راح يبقى قلبي شاكك بيك ومُستحيل بيوم أثق.

بعد صمت طويل رفعت عيني لعينه نفس وگفته صافن بوجهي وعيونه تلمع دموع، أتنفس بعُمق مغمض عيونه يهدأ نفسه لكن فشل بهالشي من صاح بصوت عالي: أُخرجي.
هزيت راسي ردت أمشي أجه يمي سحب إيدي بقوة وصلنا الباب دفعني قوي على وتقرب مني حيل قيد حركتي بإيده إلى صارت ع الباب همس من بين سنونه: مُهراب أحقر شخص وأسوء شخص في حياتكِ أليس كذالك؟

بقت نظراتي لعيونه إلى صارت تجدح من العصبية، تسارعت أنفاسي من أردف بعصبية وصوت عالي: سأكون أنا أسوء شخص قد تراه عينيكِ، مُهراب هوَّ من سيتعلم مني السوء.
گالها وأبتعد مني مشى منطيني ظهره ويفرك قلبه رجع ألتفت عليَّ وصاح بوجهي ولشته ترجف: لم ترحموا هذا القلب، وَلن أرحمكم جميعًا، سأقتص منكم واحدًا تلو الآخر، لن ينتصر شخص غير الشرير الذي بداخل عقلي.

شَمس: إذًا راح تموت على أيدي، ما راح أبقي شخص من هالعائلة ولو غيرت صفك وصرت بصفهم مصيرك الموت على أيدي.
الزئبق: هل تعرفين كم أنا قوي حتى بقيت حَي لهذهِ الدقيقة؟ لن يستطيع أي شخص الفرار من عذابي.

دحگت لقمصيه بي قلم تقربت منه أختلطت أنفاسنا سحبت القلم من القميص وخليته بيده همست وأنا أتراجع بخطوات: أقتلني من هسه، راح أكون بطريقك وأخرب كُل شي تخططله، أنا ما راح أخليك تأذي شخص وترجع للظلام مرة ثانية، خلص عليَّ بهاي الدقيقة أفضل.

دحگ للقلم ورجع عينه عليَّ صافن ما مستوعب، رفعت إيده ونبتت سن القلم الحاد على قلبي: أقتلني يلااا شنو تنتظر؟ هذا القلم بَس يدخل لقلبي بقوة راح يموتني وبعد ماكو نبض دقيقتين بالقليل وأموت.

هز راسه ب لا شمرت القلم بالأرض ورفعت إيدي لخده: لازم تعترف بأني نقطة ضعفك، تگدر تأذي الكُل بَس ما تگدر تأذيني، حتى لو چنت شيطان بحد ذاتك ما راح تأذيني واثقة بهذا الشي لكن ما واثقة بمصداقية إيمانك بالله، ما واثقة أنتَ مُسلم حقيقي شنو يثبتلي ما مشيت بذاك الطريق وصرت مُلحد مثلهم؟

نزل إيدي من خده وتركني ومشى مَحني الظهر تمدد ع القنفة مخلي إيده على عيونه، تركته وطلعت وقلبي محترگ. غمضت عيوني ومسحت دموعي: ياربي دخيلك طمن قلبي، خليني بَس أثق بي، أثق أنو هوَّ مُسلم حقيقي ويعترف بيك ويصلي فعلاً مو تمثيل أمامنا، إللهي بَس إشارة وحدة إشارة منك كافية تخليني أثق بي.

مَروا يومين هوَّ بالمستشفى ما يحاچيني وخلى زينب مكاني يطلع بدون لا يدحگلي ولا يحچي أبد وجوده بالبيت محد يعرف بي ألا يشوفوا ونادر ما يگعد معانا صار بالغرفة طول الوقت أبتعد حتى من سولين وهيَّ تتسائل ليش عمي ما يقبل أدخل غرفته وليش ما يقبل يحاچيني. تمرضت هيَّ هم من القهر مثل أُمها لكن أفضل مِما نتعلق أكثر ويتبين ألنا كُنا أغبياء.

مَرت حنة حَكم وحَنين على خير وهما فرحانين لدرجة محد يتصورها، أثبتلي حُب حَكم وحنين إنو أكو حُب حقيقي بهالحياة وأكو شخص يجينا بعد تعب وسنين ضيم وقهر، لا بُد يجينا عوض، وحَنين وحكم أثنينهم تعذبوا نفس العذاب وهوَّ الأختبار بدينهم وإيمانهم بالله، لكن بقوا مُصرين على دين الإسلام وما صاروا مثل أهلهم.

مو بَس ولد عم وزوجين كانوا حياة للبيت وروح ثانية لأفراده دائِمًا همَّا يساعدونا وحنين هيَّ أسم على مُسمى حَنين الحنونة فعلاً...
أجه يوم زواجهم والكُل مخبوصين بالتحضيرات، حجزلهم ابوية قاعة صغيرة گال تصير بينا وما نعزم بَس كم شخص.
بليلة الحنَّة ما تحملت أبقى هالشكل لا بنتي بصحتها ولا أنا لكن بقيت أكابر وأگول مو مُهم وجوده بحياتي وبحياة بنتي.

بَس أتذكر هالشخص مو بَس زوج، چان طفولتي بأكملها هوَّ الشيء الجميل إلى أتذكره من طفولتي، ما أكو يوم حلو بطفولتي غير أيامنا أنا معاه، كان كُل شي بحياتي وما زال.
وگفت أمام الباب ومترددة أطرقه قويت نفسي وأجيت أطرق الباب ألا إنفتح رفعت عيني قابلني وجهه التعبان والمُتهالك، بيومين فقط ضعف وجهه شاحب، تحت عيونه هالات سودة مبين چان يسهر الليل كُله، عيونه دومًا چانت تلمع دموع وما زالت.

مَيلت راسي بقهر وأنا أدحگله، فتح إيدينا وغمض عيونه وفتحهم تقدمت منه بخطوات بطيئة حتى صار وجهي على صدره وإيدي تنرفع بضُعف لأكتافه العريضة، أنغلق الباب وصارت إيده على ظهري محتضّني بقوة وأنفاسه عالية يهمس بأذني: سأوفي بوعدي يا شمسي سأكون أسوء منهم.
رفعت راسي لكتفه شميت عُطره وجاوبته: صير سيِّئ عليهم، صير كابوسهم، لكن لا توگف ب طريقي.
الزئبق: سأكون شيطان مع الجميع، والإنسان معكِ فقط.

شددت على حضنتي وأحچي: يمكن مسويلي سحر!
زيبق: سحر محبّة.
أبتسمت على كلامه بعدت منه وما زالت إيديه محاوطة رگبته: ليش هلگد تعبان؟
زيبق: دماغي لا يفرز هرمون النوم الميلاتونين الذي هوَّ أنتِ.
شَمس: ما راح يفرزه بهالليلة؟
زيبق: بالطبع إذا كان في حُضنك، سفرز دماغي الميلاتونين.
بعدت إيدي من رگبته وسحبته من إيده گعدت بالأرض ساندة ظهري ع السرير تمدد وخلا راسه على رجلي مبتسم: النوم لا يأتي وأنتِ بعيدة مني.

دنگت راسي وبسته بجَبينه: أنا عصبيتي تحكمني ما أگدر أسيطر عليها، ف من اتعصب لا تبتعد أخذني وتعصب معايا ونتساحل ونتمالخ لمن ما نرجع طبيعيين ننسى.
زيبق: أيتها الساحرة، أعرف بعصبيتك من طفولتي، لا يبقى هناك شيء لا تكسريه والفاظكِ بذيئة.
ضربته بكتفه بخفة وأنا اضحك: والله انا ما أغلط وافشر.
زيبق: لا أتذكر هذا كُنتِ تقولين لعماد أيُها العاهِر، والمُصيبة ما زال عاهِر.

گالها وغص بالضحك عدل نفسه وسند ظهره ع السرير مثلي وأردف يمسح على لحيته الخفيفة: عاهِر...
تعالت أصوات ضحكاتنا، حضني لصدره ويحچي: من أين تعلمتي كلمة عاهِر أيتها الساحرة؟
شَمس: يول تتذكر من أجت هاي العجوز الشيطانة هم تحچي بالفصحى وگالت لجدي أيها العاهِر وانا تعلمتها منها.
زيبق: أُقسم فعلاً كان عاهِر.
شمس: تتذكر ذيچ الأيام، ما نسيتها؟

زيبق: فقط الأيام التي كُنتِ فيها، وجهك عيناكِ، نبرة صوتك الحنونة، كلماتكِ التي كانت تُطبطب على قلبي في كُلِ حين.
رجعت راسي ودحگت بي دار راسه عليَّ مبتسم صار وجهي بوجهه تأملت ملامحه لثواني وأبتسمت: چنت متوقع راح نكون مع بعض بيوم؟
زيبق: كُنت واثق إن القلوب الصافية يجمعهما القدر.
باس عظمة فكي حيل ورجع راسه صافن بعيوني هايم بيها، رفع إيده لحواجبي وبأصبعه يفرق شعرهم ويرجعون من ثُخنهم.

أردف بحُب وأنفاسه عالية: هذهِ العينين آسرت قلبي، لا تنظري لي هكذا.
أبتسمت بينما إيده تتسلل لداخل شعري صارت إيده على راسي من الخلف يقرب وجهي منه وعيونه ذبلانة همس بصوت خافت: ما أجملُكِ، وما أجمل روحُكِ.
تسارعت أنفاسي وطلع صوتي بهدوء: سولين. س. سولين
گلتها وبعدت أمسح وجهي: خليني أروح لسولين هسه مرتفعة حرارتها.

رجع ظهره ع السرير بأريحية وأردف بينما أنا اعدل شعري وأخلي ورا أذني: هل سولين من قالت سترتفع حرارتي عِندما تكونين بجانب عمي؟
شَمس: لا هيَّ چانت مرتفعة حرارتها وهسه اكيد زادت.
هز راسه يحاول يصدگني: أوو شَمسي تقولين هذا كَي تتهربي مني أليس كذالك؟
التفتت اله: شجاب هاي على هاي؟
رفع شعره بغرور وعدل قميصه: تهربين مني لأنكِ لا تقاومي جمالي وجاذبيتي، إعترفي.
دحگتله فاتحة حلگي: هاي صدگ تحچي؟

قبل لا يجاوبني أجه صوت الباب الخارجي للبيت يندگ قوي دحگتله مستغربة: شكو؟
زيبق: لا أعلم ما هُناك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب