رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الرابع عشر
بينما السَم يتسلل أعماق قلبي وروحي ألا إنّ رؤية خواتي بخير ومحد لامسهم أفضل بكثير من إني أبقى سليمة وأشاهدهم كيف يتأذون، أتحمل الوَجع إلى يكبر بداخلي دقيقة بعد دقيقة وساعة بعد ساعة و يوم عن يوم بَس ما أتحمل شوفتهم يتأذون...
الحياة هدتني ثلاث وردات وتكلفت بحمايتهم وما أخلي هالوردات تذبل أبدًا حتى لو راح موسمها راح تبقى تتفتح وعُطرها الهادئ يتسلل لأعماق القلوب...
ها أنا وفيت بوَعدي لك يا أبي، خُذني إليك يا ألله لِأرتاح من أوجاعي ولترقد روحي بسلام وطمأنينة.
- إنفتح باب الغرفة غمضت عيني سار بخطواته تِجاهي ولامست إيده جَبيني همس بصوت تعبان: جبتلچ عِلاجچ.
شَمس: أوع د ن ي.
المغوار: بشني أوعدچ يا بعد نضبة گَلب أخوچ.
فتحت عيوني ووجهتها أله جاوبته بحروف متقطة وكُل حرف أگوله أحس بوجع داخل صدري: ت تح مي خ واتي، وم ا تتت خلي ش شخص ي قرب لل هم.
مسح على شعري وإنحنى باس جَبيني: ما محتاجة الوعد هذا أنتِ راح تحميهم، أنتِ راح ترجعيلهم بنفس قوتچ.
شَمس: ل يش مَ جروح؟
المغوار: حادث بسيط والولد كبروا.
سحب شوشه صغير من جيبه وفتحها تقدم وخلا إيده تحت راسي ورفعه شويه وصار يشربني وأحس مع نزول الدواء لداخل معدتي حسبالك كزازات صغار وتضرب كُل مكان يسير بي الدواء، بعدها أبتعد ويمسح خَدي: من الله خلقچ قوية وما تستسلمين ولا حتى تسكتين عن الحق، اليوم أنه أترجاچ ترجعين للحياة وتعودين القوية، أنه مو رجال بَس ما عندي مثل شجاعتچ لو عدنا خاطر يمچ ترجعين لخواتچ بحاجتچ.
من گالها دمعته نزلت مسحها وصار يبتسم ويمسح الدم النازل من جَبينه، طلع وبعده دخل الزئبق تقدم يمي ويدحگ ب ساعة إيده، گعد بصفي وصار يمسح على شعري وبعده لابس الكفوف السود نفسها...
الزئبق: عودي يا شَمس الحياة.
أبتسمت على كلامه وأنا مغمضة عيوني ودايخة حيل وكُل مكان بجسمي يون عليَّ ما أعرف أون على أي جزء بيَّ، ماكو شي صاحي أبد ومن الوجع ألي شفته بعد ما أعرف وين ألي يوجع ووين إلى يون أكثر، كُل مكان بجسمي بي نبض ينبض بكُل ما أتاه الله من وجع، وكأن وجع الدنيا كُلها بيَّ...
حَسيت أخر شي أيده حضنت إيدي إلى دترجف وصوته يقرألي نفس الآيات إلى قريتهم على الساحرات وإلي أبويه جبرني أحفظهم، بعدها أستسلمت للظلام إلى حاوطني، ما أعرف هذا ظلام بعده نور لو هذا الظلام هوَّ ظلام الموت إلى محاوطني من كُل الجِهات وما منه مَنفذ...
طالت المُدة ولا أعلم كم أستغرقت من ألوقت حَتى عُدت للحياة، كُنت قد رأيت الكثير من الأحلام، وأستمع لِما يتكلمون به فوق رأسي. وأحس بلمسات خفيفة عِند كَف يدي وجَبيني. لكن أقلقت أحبتي كثيرًا والحياة باتت مُظلمة لي ولهم أيضًا...
وبعد ما أستفاقيت وإيدي على قلبي تحسسته وإذا بهِ عاود النبض وعاد للحياة، تمركزت عيني على سقف الغرفة أبيض وأضواء قوية تدخل لأعماق عيني ف تؤذيها لأنها لم ترى النور لِمُدة.
نزلت بإيدي للغطاء الخفيف إلى على جسمي وحرارة الغرفة والأوكسجين إلى موضوع لي قطعع أنفاسي أكثر مما ينُقذني، بعدت قناع الأوكسجين وعدلت جسمي وأنا أغمض وأفتح عيني: يا إللهي وين أنا؟
لامس كعب رجلي الأرض ألدافية وكأن جسم غريب لامس جسمي، بالحقيقة جسمي فقد كُل شيء مُعتاد عليه بآخر فترة وأي شيء راح يلمسه يحسه خطر وراح يحذرني بردة فعل قوية وهذا بسبب المناعة القليلة...
ما أحس أني بالحياة الإعتيادية وكأني بمكان غير مكان البشر، يُقال من يموت وأعماله الصالحة تُنجيه يدخُل عالم آخر لحين موعد الحِساب. أكيد أنا بهذا العالم، كيف يكون بعالم البشر وأنا أحس روحي مو بداخلي هذا فقط جسدي المُهلك موجود معي.
ما أتذكر شي عن حياتي السابقة أنا منو؟
أهلي منو؟ كيف كانت حياتي قبل!
من بعد دقائق من عدم تذكر حياتي أنطيت ردة فعل وبأثرها ما أعرف شنو وقع للأرض وصار صوت إنذار بالغرفة وضَوء أحمر يشتغل بأعلى باب الغرفة. بغضون ثواني دخلوا كثير أشخاص ومُمرضين ومن بينهم تقرب شخص وصار يمددني ويخلي قناع الأوكسجين ويگول: - Obfuscation condition mental.
حالة تشويش عقلي.
غمضت عيني من حسيت نغزتني أبرة بزند إيدي والدكاترة ألتموا على سريري ويتكلمون ب لُغة ما مفهومة وشخص منهم بيده ضوء قوي مخلي بعيوني، تسارعت نبضات قلبي من التشويش إلى داخل عقلي وأحس كُل شي حلم أو راح أرجع لنفس الظلام إلى كان محاوطني...
ومن بين عدة أحلام وكوابيس والوقت ألي مضى وما أعرف إن كان ساعة أو يوم أو شهر أو أكثر من هذا، گدرت أسترجع نفسي وأول ما فتحت عيني إلى الرؤية ضعيفة بيها صرت أهمس وأريد أشوف إلى أمامي لكن كُل ضباب: فهد. سولين.
أنمدت أيد على خدي وأردف بحنية: أنا هُنا أيتُها الثرثارة.
ما ميزت صوت منو لكن حسسني بالطمأنينة، من بعد ثواني وضحت الرؤية عندي ونفسي گوة أسحبه أحس مخنوگة كُلش من حرارة الغرفة، مديت إيدي مسكها: لا تخافي ستتحسنين.
شَمس: بنتي.
تقرب أكثر وصار وجهه مُقابل وجهي وعيونه بعيوني مسح على شعري وهوَّ يجاوبني بنبرة وإبتسامة تطمني: هيَّ بخير وتنتظرك تعودينَ لها.
سحبت نَفس وأردفت بتعب: زئبق.
الزئبق: أهلاً يا بعد كُل نبضة ونبضة تنبض للقلب الذي مات وأحييتيه.
بقيت ساكتة لأن ما أستوعب الكلام سريع وأتذكر شغلات قديمة وشغلات ناقصة ما أگدر أميز المشاهد إلى براسي حقيقية لو خيال. كُل إلى أتذكره حاليًا بنتي.
سحب المخدة وصار يعدلني خلاها خلف ظهري وخلاني على وضعية الجلوس وهوَّ يمسح على إيدي: كُلها أيام وتلتقين بإبنتك.
شَمس: شنو صارلي؟
غمض عينه وأبتسم بتعب: لم يحصل شيء، تعالي ل نَمشي قليلًا.
سحب الشال ولبسني أياه ومسك إيدي ونزلني على كيف من لمست بشرة رجلي الأرض حسيت بدوخة بَس بعدها أختفت، سندني وكان حَذر جدًا معايا وهذا إلى أكد لي إني كُنت فاقدة للوعي مُدة طويلة ولهذا جسمي ما يستجيب وعقلي مشوش وكل ما يلامسني جسم غريب أنطي ردة فعل قوية لأن ماكو بجسمي مَناعة...
سرنا للخارج وأنا منبهرة بالمنظر إلى صار گدامي كانت جامة بنهاية المَمر مُطلة على حَديقة كُلش جميلة. سحب كُرسي وگعدني يم الجامة وإنحنى على ركب رجلي وهوَّ يمسح على إيدي ويحچي بحنية: أيُ مكان يؤذيكِ أعلميني، إتفقنا؟
هزيت راسي مبتسمة وأنا أجاوبه: وين هالمكان؟ ليش الناس إلى بالمستشفى شكلهم غريب؟
الزئبق: نحنُ في أحد مستشفيات بريطانيا جَميلتي.
توسعت عيوني بصدمة من كلامه وبسرعة جاوبت: وخواتي بنتي وينهم؟
الزئبق: عند المغوار لا تخافي الجميع بِخير وينتظرون أستيقاظك بفارغ الصبر.
شَمس: شصارلي بعد ما أنطاني المغوار العِلاج!
الزئبق: نُمتي فقط يا شَمسُ الحياة، فقط دخل الرُعب لأعماق القلب ومزقه، لَم تَعودي بسهولة أبدًا.
دمعت عيوني وقلبي تسارعت نبضاته وأنا أسمعه شلون يحچي بقهر ويمسح بقلبه، قاطعت كلامه ب شگد طولت أنا يلا رجعت؟!
ا
لزئبق: ثلاث أسابيع كانت روحك مُعلقة عِند الرَب.
من گالها أختنگت وأنا أفكر شلون خواتي تحملوا ثلاث أسابيع! بنتيييي شلون تحملت! شنو وضعهااا هسه؟
بسرعة نزلت إيدي ورفعته من إيده وأنا أگُله والنفس ألي أسحبه يوجعني: طلعني من هالمكان أختنگت.
سند إيدي ووگفني راد يرجعني للغرفة ما قبلت: رجعني لبنتي شنو حالها هسه؟
إبستم إبتسامة خفيفة ورخت عيونه بينما أجه صوت خفيف ألتفتت لمصدر هالصوت وانا أشوف سولين بيد خالة فاتن چانوا گاعدين ع المقاعد الموجودة لكن من شافوني رجعت گاموا، ردت أركض لبنتي لكن ما قبل وخلاها هيَّ تركض إلى وأول ما وصلتني ضميتها قوي وأنا أبوس راسها: يا أمي شصاير بحالچ بنيتي، شصاييير بيكم يا أمي...
بقت تبچي بحضني وأنا أبوس بيها وأبچي على بچيها، هلكت، تعبت روحي، راح قلبي من أشوف بنتي شلون ضعفانة وتعبانة ذاك وجهها الحلو وإلي يشوفه يسبح لله على جماله هسه صار أسمر وما بي ملامح غير الخوف والقهر، اليشوف العيون يگول ليلها ما نايمته ولا نهارها مگضيته بدون بچي، العيون كانت كفيلة أن تبين لي أنُ الدموع ما جَفت أبد وواضحة شلون مطبوعة على خدودها وجفونها وخشمها إلى صايرين حُمُر.
سحبني وسولين بحضني دخلنا للغرفة مددني وهيَّ ما زالت متعلگة برگبتي، بقيت أبوس بيها وهيَّ تبچي ةتضحك بنفس الوقت. راد يسحبها الزئبق ما قبلت وبقيتها متمددة على صدري وأشم شعرها، من بعد وقت بعدتها مني مبتسمة: تدرين شلون رجعتلچ؟
مسحت دموعي بإيدها الصغيرة وجاوبتني: بسبب عمو رجعتي، هوَّ ما قبل يخليچ بالعراق وگال نطلعها هناك يلگولها العلاج.
رفعت نظري أله بقى ساكت، سحبت سولين لصدري وأنا أهمس: الله هوَّ إلى رجعني ألچ، عمچ كان سبب فقط، الله من يريد شيء يُكلف شخص يكون سبب بعِلاجچ أو بمرضچ، الله كان يريد أختباري وأختباركم وكلف شخص يكون سبب بتسميمي وشخص ثاني يكون سبب بعلاج روحي المتعوبة وعودتي للحياة.
سولين: أبويه السبب الأول مو!
مسحت دموعها إلى نزلت وجاوبتها بحنية: أنا أبوچ معقولة أكون سبب بأذية نفسي؟
هزت رأسها ب لا وجاوبتني: مرة گلتي الشخص ألي مسوي زين مع شخص ربنا راح يردله هالشي، والشخص إلى مسوي شي موزين بحياته ربنا راح يردله هالشي صح؟
شَمس: صح الدنيا تدور تدور وتردلنا، الشعور إلى خليناه بقلب شخص قديمًا راح ينرد ألنا بيوم ويكون هالشعور بقلبنا ف دائِمًا أزرعي الطمأنينة بقلوب الناس حتى تنرد لقلبچ.
ألتفتت على عمها ورجعت التفتت عليَّ: عمو گال أنتِ فرد يوم زرعتي الحياة بقلبه، واليوم هوَّ زرع الحياة بقلبچ، أنتِ شَمس الحياة لقلبنا.
أبتسمت على كلامها وحضنتها قوي: أنتِ حياتي كُلها بنيتي والشريان المُغذي لقلبي لو رجعت ف هالشي بسببچ.
تقدمت خالة فاتن تحمدتلي بالسلامة وتمسح على شعري: خوفتينا عليچ أمي.
شَمس: هذا الإختبار الإلهي ولازم نخاف وننقهر بعض وقت ونحمد الله بوقت ألشدّة والخوف والقهر متسلل لداخلنا. الحمد لله على ما إبتلانا.
ومن بعد يوم مُتعب وتشتت عقلي والخوف والقلق داخلي، خرجوني ثاني يوم لكن هواي شغلات بقت معانا وهيَّ قنينة الأوكسجين وبعض شغلات طُبية مُهمة ولأن أنا گعدت قبل بمُدة من ما تذكرت شي ف خرجوني لأن هالشي ما يشكل خطر كَوني أستفاقيت من قبل من الغيبوبة إلى دامت ثلاث أسابيع...
فررنا الزئبق بشوارع بريطانيا ويلعب سولي وهيَّ متونسة معاه. نزلنا بمنتزه ما أدري شنو بَس گال ننزل شويه وخالة فاتن معانا، نزلني وما ترك إيدي أبد كان يگول مُمكن ما تتوارنين وتدوخين. گعدنا شويه هناك وهوَّ وصى خالة فاتن ما تتركني أبد بين ما يرجع وفعلاً بقت گاعدة يمي ما تركتني أبدًا وهوَّ راح مدري وين...
بعدها بعدة دقائق رجع وبيده أكواب قهوة خلاها بيدنا وسولين جايبلها عصير: أشربي أيتها الصغيرة الثرثارة.
سولين: عمو بردانة هاي مال عصير بارد هسه؟ اريد قهوة مثلكم.
ضحكت على كلامها ومَديت القهوة ولأن كانت مو قهوة وإنما نسكافيه خفيف شمت ريحته وبعدها تكتفت: هاي مو قهوة تدري القهوة شلون تكون؟
الزئبق: كيف تكون؟ هل مثل عيناك البُنية الجميلات؟
تبسمت أله بخجل وبعدها رجعت ملامحها حادة وحچت: القهوة العرب بَس نخليها ع النار تغلي إلى يشم ريحتها يموت.
الزئبق: وكيف تَشربونها؟
سولين: لااا لاا من تغلي سابع جار بالفرع يشم ريحتها والريحة گد ما فضولية تدخل للعقل وتلعب بي لعب وبعدها من يكمل كُل شي وتصير نفرغها بكوب كبير لونه بُني وبي مُكعبات اسود هاي الأكواب مال الفخار ما تعرفها، وبعدها نشربها مع حليب وأيد أُمي.
الزئبق: ما دخل يد أُمك يا فصعونة؟
سولين: مو أُمي سُكر من نخلي أصبع من أيدها بالقهوة تصير حلوة.
ضحك بقوة وهوَّ يسحبها لحضنه: أيتها الثرثارة تتكلمين كلام أكبر مِنك.
صارت تلف شعره الكيرلي على أصبعها وتجاوب: ماذا تتوقع من بنت شَمس الحياة أيها الفصيح؟
كزكز عليها وصار يعضها وسولين تضحك بقوة ولأول مرة من ولادتها لهسه تضحك بهالشكل. بقت نظراتي عليهم وأنا مبتسمة وعيوني تلمع حُب لضحكة بنتي الحقيقية...
من بعدها گمنا ورجعنا لبيت صغير مال نفرين يعيشون بي مددني ع السرير الموجود بالغرفة الوحيدة ألي بهالبيت وخلا مُعدل حرارة الغرفة مُعتدل كَون جسمي من قبل يستحر بسرعة وما أتحمل الحَرارة القوية...
طلع شويه ودخلوا خالة فاتن وسولين بسرعة حچيت: خالة عفيه خواتي شلونهم؟
فاتن: والله الكُل بخير وينتظرون نرجع.
شَمس: زين ليش أنتِ جاية! ليش ما خواتي أجوا؟
فاتن: بالبداية راد زوجچ ياخذچ أنتِ وبنتچ وحدكم بَس أخوچ ما قبل وسواها سالفة چبيرة بنفس اليوم خابرتني وَهن وطلبت مني أروح لبيتكم ومن رحت كانت مشكلة كبيرة بينهم وأخوچ يوجه كلامه لزوجچ.
المغوار: شلون تريدني أثق بيك؟ بلكي طلعت مثل أخوك وأذيتها شسويلك وكتها!
الزئبق: أيها الغبي أنا الآن زوجها من أنتَ حتى تمنعني!
قاطعت كلامها: ليش ما وحدة من خواتي أجت؟
فاتن: على اساس متفقين ياخذون وهن لكن وهن عندها دوام وقضايا وتنازلت عنهم كلهم بَس من حاچاها الزئبق گالت لعد خالة فاتن تروح وياهم نعرفها وصديقة أبونا وبوقت من الأوقات رحنا عندها وحمتنا من عمامي.
بعدها راد المغوار هوَّ يجي لكن جوكر ما قبلت وگالت عندنا شغل مُهم.
أستغربت الأسم وأردفت: منو جوكر؟!
فاتن: بنتي.
شَمس: بيرنا!؟
فاتن: نعم بيرنا هيَّ بنتي ولقبها الجوكر.
شَمس: ليش ما گلتي من قبل؟
دمعت عيونها وجاوبتني: بنتي ما بوعاتها، كُل شي تسوي من أمر عمامها وأبوها، بنتي مُهربة مُخدرات ويمكن مُدمنة هم.
تفاجئت من كلامها بَس ألي خلاني بدوامة شنو علاقة المغوار بشغل جوكر وشنو شغل جوكر مع المغوار!
توضح شي واحد من گالت وهن هالبنت خطر علينا كُلنا هذا معناه هيَّ تعرف شي وضامته لو تعرف حقيقة الجوكر من البداية!
من بعد وقت من الكلام دخل زئبق بيده أكل أشرلهم يطلعوني شويه نتغده والعصر يمكن نسافر ونرجع. أخذوني من إيدي لأن ما أگدر أخطي خطوة بالأرض بدوو لا أستند على شخص.
صح أنا صحيت من الغيبوبة من أسبوع تقريبًا حسب ما گال الزئبق وكانت أول إستفاقة ألي هيَّ يوم إلى فتحت عيوني وكنت ما أذكر شيء من الصار لكن ما فتحت عيوني الا اليوم ولهذا حالتي الصحية زينة ووظائف جسمي رجعت تشتغل طبيعي من أسبوع وحالتي كانت مُمتازة لأن أنطيت ردة فعل وأنّ جسمي وعقلي سليمين ورجعوا لوظائفهم. لكن تبقى أعراض الضُعف وتشويش العقل تستمر ومُمكن تبقى مدى حَياتي ومُمكن تنتهي عند حد مُعين من الزمن.
گعدني ع الكُرسي وگعد يمي الكُل ياكُل بَس هوَّ يقسم الصمون أو الخبز البريطاني لقسم صغار ويخليهم يمي لو يسوي لفات من اللحم وحدهم ويخليهم يمي، ما عرفت من هالأكل شي غير اللحم وحتى سولين أخذت علبة اصابع بطاطا شكلها يشهي وتبين مُقرمشة وأخذت معاها شطة وصارت تاكلها بينما أنا أنجبرت أكل اللحم إلى ما أعرف شلون مطبوخ وشنو مخلين حتى طعمه هالشكل.
أما خالة فاتن تاكل عادي، من كملت كُل أكلي گال: نامي قليلاً وبعدها نخرج.
گومني ومددني بنفس السرير وغطاني بغطى خفيف: لو أردتِ شيئًا ناديني.
ردت أحچي لكن أستحيت من طلع أجتني سولين حچيتلها: سوسه ما جايبيلي ملابس؟
سولين: عمو أشترالچ ملابس جديدة قبل أسبوع گال أمك راح ترجع.
شَمس: تطلعينه ألي!
هزت راسها وراحت للكنتور إلى بالغرفة فتحته وهمست: ماما شنو تريدين أطلعلچ؟
شَمس: أي شي مستور ماما.
طلعت راسها من باب الكنتور وحچت: ماما هينا ماكو شي مستور عمو جايبلچ أستر شي وهوَّ فستان أبيض وفستان أحمر واحد مستور بَس ضيق حيل والأبيض فضفاض بَس الصدر على شكل مُربع وقصير يطلع فوگ كعب رجلچ.
شَمس: على بختچ يمه صايرة قرد شتريدين تطلعين رجليَّ وهما صايرين عودة ماسحة گد ما ضعيفة حسبالك مومياء.
سولين: والله شوفي.
طلعتهم من الكنتور وصدگ نفس ما وصفتهم، أستغفرت ربي وحچيت: زين ماكو ملابس طلعة؟
سولين: أكو نفس ستايلچ بَس هين ماكو قميص أكو بَس بدي نص ردن أبيض وبنطلون أبيض فضفاض والمعطف باللون الأحمر.
شَمس: شسالفة يمه مسوين كمين للثور كُله أحمر.
غصت بالضحك وهيَّ تجاوب: والله ماما لو تشوفين وجه عمو شلون محتار منين يجيبلچ ملابس حلوة وتناسبچ بَس الملابس مال المُحجبات السوق إلى يبيعون بي كُلش بعيد من هين وعمو ما كان عندو وقت وجاب أستر شي.
شَمس: زين ليش ما جبتوا ملابسي ليششش؟
سولين: لو تشوفين شلون طلعنا مستعجلين عمو لو بيدو ينط من الطيارة.
شَمس: بَس لا خليتوني بدون عُطر والطيارة حارة وأنجلط الرجال.
گعدت بالگاع وتضحك ودموعها تنزل: ياااا مو هيچ أصلاً عمو كُل فترة يخلي من العطر إلى بجيبه على رگبتچ.
شَمس: شوف الأدبسز تعترف هم ولچ أنااا أمچ شلون تسمحيله يلمسني.
سولين: شو أنا كزكزت عليه من كان خايف عليچ.
شَمس: ولچ عفتچ شويه صرتي أدبسز شو صايرة فد مرة خلي نرجع وأعلمچ.
تقربت يمي وصارت تگرص بخدودي: مامي أنا أحبچ كُلش.
حضنتها وبوستها: ياروح أمها ألي كن أستهترت بسبب عمها بغيابي.
بعدت مني وراحت سحبت البدي والبنطلون وأشرتلي: تبدلين؟
شَمس: أسبح ريحتي خايسه.
سولين: شو أنا ما أشم منچ ريحه بَس نفس عُطري وعُطر عمو لازگ بملابسچ.
ردت أحچي طرق الباب ودخل صارت عينه على سولين غمزلها ويأسرلها شكو. وهيَّ غمزتله غمزتين رفع راسه وحرك شفايفه بحركة إنبهار اوووه ، سحب الملابس من إيدها وتقرب يمي يحچي بعصبية مُصطنعة: لِما لم تنامي؟
شَمس: ما جايني نوم.
الزئبق: هل تودين الإستحمام؟
خزرته وجاوبته بصوت ناصي ما يسمعه بَس نحنَ وبجُرأة وعيني بعينه: ليش هم راح تسبحني؟
كتم ضحكته وهمس: أستغفرالله.
بعدت إيده وصحت سولين: سولينا ماما صيحي خالة فاتن.
من گلت هيچ طلع هوَّ ودخلت خالة فاتن وگومتني خلتني بالحمام رادت تبقى ما قبلت وكلت أنا أدبر نفسي. أستندت بالحايط وسبحت شلون ما كان بَس حتى أنظف جسمي من ريحتة المستشفى. سحبت ملابسي وأنا صافنة شلون راح ألبس هذا! وفوگاها وحده بطرگ البدي ما فوگه شي عزاا.
توكلت على الله ولبسته. فتحت الباب وإيدي ع الحايط: سولين موجودة ماما؟
أجتني ركض: أي ماما شنو تريدين؟
شَمس: بَس غسلي ملابسي تعرفين؟
هزت راسها وگالت: أغسلهم شلون ما كان بالأخير هالملابس راح نذبها.
ساعدتني أتمدد ع السرير وهيَّ راحت للحمام.
شو من سبحت حسيت نفسي نعسانة كُلش وهم گلت أرتاح من التعب وورايه بعد سفر وگعدة، غمضت عيني ودخلت للنوم وأنا أغطي جزء جسمي العلوي خوفًا أن يدخل وأنا ما حاسة.
من بعد وقت صحيت على صوت سولين تحچي دحگتلها گاعدة بحضن عمها وبيدها الأيباد وتحچي لخالاتها عن حالتي وشلون وضعي. ومن حچيت: سولين جيبي خلي أحچي مع خالاتچ.
گامت بسرعة وأجتني طلع الزئبق وبقينا بَس نحنَ، عدلت نفسي وگعدت ووراية مخاد، بقوا يحچون وألي تبچي وتحچي أبتسمت الهم: لا تخافون والله اليوم نطلع و أجيكم.
وهن: خايس شو صاير حلو؟ ما تخلوني أغفى فد ثلاث أسابيع بكلت أصير حلوة وعندي خدود مثلك.
شَمس: يا خدود يمعود شوفي خلقتي صايرة جبار.
مِراس: دحگ الشوارب هاي صايرة مثل أختچ شو.
شَمس: وين الشوارب يا أدبسز بلگوة يبينون وبعدين جسمي ووجهي ما يطلع بي شعر وحتى لو يطلع لونه أشقر مو أسود حتى يبين.
مِراس: والعباس الزلم يشوفوها لو توها نابتة.
مارس: هاي شبيكم دكافي عوفوا كُل شي وركزولي بالزنود وكُل هذا گدام أخونا الورد.
دحگت لأيدي ورجعت خزرتهم: مو خوات أنتم بلوة، تعرفون أنا شني ما يحتاچ أغرد.
وهن: مُلفتة حتى لو شواربها أطول من شوارب محمد.
مِراس: هذا الخايس منيله شوارب شو أملط بَس حلو وكووولاسيكي
ضحكنا على كلامها وهيَّ تسوي حركات وتقلد محمد.
سديته منهم وأنا الطمأنينة محاوطتني...
طلعنا بطريقنا للمطار ومن بعدها بوقت طلعنا بطيارتنا.
جيت لهذا البلد وأنا ما حاسة واليوم أرجع لبلدي وأنا حاسة وواعية على كُل شيء يصير. مَر وقت طويل بعدها سحب إيدي إلى شكل الكانيولا بيها اليوم قبل لا نطلع سحب أبرة وحللها وضربها بالكانيولا. صار يمسح على الوريد إلى داخل العلاج بي صعودًا حتى الدواء يمشي وما يأذيني بقيت مبتسمة وأنا أشوف علبة الأدوية إلى بحضنه وواضح أنتبه لهل شي. ومن خلصت الأبرة سحب إيدي لحضنه: عودي لوظيفتك التي تُحبيها.
درت عيوني أله توتر لكن بقى ثابت: الحياة سلبت مني كُل شي أحبه، تخيل حتى الوظيفة إلى حلمت بيها ما گدرت أحقق حلمي وأدخل للقسم إلى أحبه دخلت بالقسم ألي أدنى منه وأنا ما أحبه لكن لأن التمريض هوَّ من الطب حبيته.
الزئبق: الله يختار لكِ الأجمل لو كان قد أعطاكِ الطُب مُمكن عقلك لم يكون مثل الآن وأحلامك لم تكُن هكذا وحتى مشاريعك لحياتك لم تكُن هكذا، الله يبعث الخير في كُل شيء نحنُ لا نحبه نكون غافلين عن كمية الرزق والخير فيه.
شَمس: صح كلامك بَس وضعي جبرني أشتغل غير شُغل لمصلحة خواتي حتى أأمن لهم حياة هادئة وآمنة.
الزئبق: أنا سأتولى ذالك أنتِ تعودي لتلك الوظيفة.
شَمس: الله كريم.
من بعد وقت كُل طويل وبين النوم والعدة وصلنا أرض العراق ونزلنا بالمطار كان عندهم علم اليوم نرجع ولهذا أخواني موجودين گدام المطار وأول ما طلعت أبتسمت من شفتهم حضنت المغوار حيل وهوّ بادلني الحضن ويمسح على كتفي: الحمد لله رجعتيلنا بخير وسلامة، رجعت بنت الفهد القوية.
أبتعدت منه مبتسمة جاني محمد حضنته أقوى: ياروحي أشتاقيتلك.
محمد: شلون صرتي عيوني؟
شَمس: الحمد لله حبيبي بشوفتكم صرت بخير بَس ناقص أشوف البنوات وأصير أفضل.
صعدني الزئبق بسيارته إلى جايبيها وسولين معانا وخالة فاتن والمغوار ومحمد بالسيارة الثانية. ساق السيارة وواضح شگد تعبان وعيونه گوة يفتحهم مبين ما نايم أمس وباقي ويمكن طول المُدة ذيچ هوَّ ما نام وما أرتاح أصلاً، وصلنا البيت ردت أنزل قفل الأبواب وهمس: سولينا.
صارت سولين تفتح جنطتها الصغيرة وطلعت منها جنطة أصغر خلته بيده سحب وجهي وفتح الجنطة كانت مكياج وهالسوالف صار يخلي مكياج يخفي السواد إلى تحت عيني وسولين توصي يحذر يخرب كل شي وأنا بَس صافنة بيهم شديسوون...
لمن ما خلص أبتعد طلع العطر وبخ عليَّ بعدها خزرته: شكو شنو هالشي لي صار،!
الزئبق: شَمس لا تعود ضعيفة ولا تجعل الجميع يرى ضعفها، يجب على الجميع رؤية القوة فقط، ومسموح لكِ عيش حُزنكِ معنا ومع نفسك فقط.
ما أعرف أفرح لو أعصب عفتهم ونزلت بسرعة هوَّ نزل وجاني: هل جننتِ؟
صرخت بي: أجل جننت ما شأنك؟
الزئبق: لِما تتكلمين هكذا أيتها الثرثارة؟
شَمس: لأنني سئمت أيها المخبول.
الزئبق: إمرأة حمقاء.
شَمس: رجل مدهور.
رمقني بنظرات عصبية وجه سندني دخلنا للبيت والبنات متجمعين بالباب حضنتهم ثلاثتهم: ياروح شَمس شلونكم أمي؟
- بخير بشوفتچ واگفة على رجليچ وراجعتلنا.
بوستهم وأنا مبتسمة: هالشي بفضل الله ودُعائكم.
دخلوني للداخل وكُل وحدة ساندتني من جهة تقدمتلي حنين ودموعها تنزل: شلون صرتي خوما متوجعة؟
حضنتها لصدري: يولي شبيچ ليش البچي
حكم: صار من البارحة كُل ما نجيب طاريچ تبچي يابه حنونه ليش البچي تگول هسه شَمس دتتوجع وتطلع سوالف من جوا الگاع.
هوَّ يحچي وهيَّ زادت بالبچي وتشهك مثل الطفل وتسألني إذا أكو شي يوجعني بقيت حاضنتها وگعدت ع القنفة بعدتها شويه ومسحت دموعها: والله ما بيَّ شي وما ديوجعني شي كافي بچي.
مسحت دموعها بكم دشداشتها وأردفت: هذا محمد الحقير يگُلي شَمس دتون من الوجع مثل من چانت هين.
رفعت راسي أله خزرته دار راسه يريد يضم وجهه من الضحك، رجعت حضنتها وأبوس راسها: لا تخافين هذا محمد يضحك على عقلچ شبيچ صدگتي؟
حنين: حَكم ومِراس همين.
من دحگت عليهم هم صاروا يضمون وجههم ويكتمون ضحكتهم أردفت: معليچ بيهم هذول ناقصين حنية مثل حنية قلبچ.
مسحت دموعها وأبتعدت حچت مبتسمة: شنو تريدين أسويلچ أكل؟
شَمس: أي شي من يدچ طيب.
گامت بسرعة وتخزر حكم وهوَّ يغمزلها لو يترجاها بحركاته حتى تسامحه ما قبلت ومشت للمطبخ، گعدوا يمي البنات ويبوسون بيَّ والي تنام بحضني لمن طلعوا وبقينا بَس البنات صرت احچيلهم كُل شي وهما كذالك يحچولي شصار بغيابي وأنضمت حنين ألنا وبقينا ل ساعة مُتأخرة من الليل...
سولين وخالة فاتن ناموا من التعب والبنات بعدها صاروا يغفون بَس مِراس بقت گاعدة معايا شويه وخلت راسها على رجليّ وأنا أمسد على شعرها: شبيچ شكلچ متغير صاير شي بينچ وبين راجح؟
مِراس: لا حياتنا ماشية بخير بَس شغلة بينا نحلها.
قلقني كلامها ونبرة صوتها الحزينة: مِراس محتاجة شي؟ راجح مزعلچ؟
مِراس: شوفي أنا محد يگدر يزعلني بَس تعرفين طبعي هادئة لكن عقلي أبد ما هادئ وأفكر هواي وتعبانة بسبب التفكير المُفرط.
شَمس: تفكرين بشنو مثلاً؟
مِراس: وضعچ أصعب شي وأصعب أيام كانوا ألي أنتِ ما بيهم.
شَمس: شصار غير ألي گلتولي عليهم؟
مِراس: هواي شغلات بَس صيري زينة وأحچيلچ كُل شي.
بقيت ساكتة بينما هيَّ رجعت تمددت بفراشها ألي بصفي وعينها بالسقف وتفكر ما عرفت شبيها لكن داخل عقلها شي چبير وتفكر بشي ومُمكن يخرب كُل أركان حياتها ويقتل الإنسانية والحُب داخلها...
تمددت أنا هم وأفكر بيها ما أعرف شلون تخذ قرارات وشلون أحافظ على حياتهم وأزيدها أمن وطمأنينة، ما أعرف كيف راح أعيشهم بحياة وردية بعيدة عن السواد إلى محاوطني من أربع جهات، تخليت عن كُل شي لخاطرهم ما راح أخلي تضحياتي تروح هباءًا منثورًا.
ثاني يوم الساعة الثامنة صباحًا...
گاعدين الكُل بالأرض واحد مُقابل للثاني وبينهم سُفرة ممدودة طويلة وحَنين وحَكم يخلون الريوگ ويتغامزون والمغوار يصنف عليهم، گعدت بصف البنات بعد ما غسلت وجهي أنا وسولين...
دار حديث طويل بين الجميع حول بيت عمامي وشلون لازم نتخلص منهم أو نبعد منهم قدر الإمكان، وطال هذا الحديث ختمتها ب ألي يگرب صوبنا عِقابه الموت وإنتهى
المغوار: راح تكتلين عشيرة أنتِ؟
شَمس: لو تطلب الأمر أي أقتل عشيرة بزلمها ونسوانها وأطفالها لو كانوا مثل أهلهم سحرة.
الزئبق: سنواجههم ونُبيد هذا النسل ولو كلفنا هذا حياتُنا.
شَمس: لعنتهم ما بَس راح تلحگنا لاا راح تلحگ أولادنا وأحفادنا بالمُستقبل مثل ما لحگت فهد وبنات فهد راح ينعاد الزمن.
محمد: همَّا كم ساحر مخربط مخبليكم.
ضربه المغوار بكتفه وحچه: وهذول إذا يگضبوك يشووك ع المنقل ويسووك وجبة دسمة ولو لحمك خايس وما ينعلچ بَس الخايس للخايس.
خزره محمد وأردف: خو شني تعوفني؟ مو أنه أخوك وصاحب الوگفات وحامي ظهرك.
المغوار: خاب دنچب لا أگضبك أزوعك الريوگ يول يَمصخم أنه بايع نفسي أجي وراك هاي مال أخوك وحامي ظهرك وكلها لخوالك هيَّ مال تفكير.
صاروا واحد يداهر الخ لمن ما أنتهوا من أكلهم طلعوا الولد كُلهم للخارج بقينا بَس البنات، شالوا الأكل وصاروا يعزلون البيت ويرتبوا، وهكذا مَرت فترة طويلة بالبيت بهدوء وماكو شي صار وهذا الهدوء هوَّ إلى خوفني دائِمًا كون حياتنا ما تخلى من الضجيج والأحداث الدامية.
تحسن وضعي وصرت أمشي وأجي وأروح لكن الأثر يبقى وهذا الأثر هوَّ الصُداع الدائم وعدم التركيز، صرت من أركز كثير أدوخ والصُداع ما يهدأ ألا ب مهدِئات، بقيت على هالحالة وقت طويل كنت أريد الأيام تمشي حتى يزول هذا الشيء كون بعد الغيبوبة هالشغلات لو تبقى مدى الحياة لو تترك العقل بعد فترة من الأستيقاظ...
بيوم كُنت راجعة للبيت وفعلاً رجعت بَس ما دخلت السيارة للداخل خليتها بصف البيت ونزلت أخذ شغلة وأرجع، أول ما خطيت لداخل البيت شفت المغوار وبيرنا بجانب الحديقة إلى مُقابلة لغرف البيت الخلفية. ما أعرف ليش تمشيت لحَدهم بدون ما ينتبهون وصرت خلف الحائط الموجود خلفهم كانوا يتهامسون لكن من قربت منهم صار الصوت أوضح...
المغوار: هاليوم لازم تنهين كُل شي.
بيرنا: أيها الأحمق إن لم نعطيهم ما يريدون سيقتلوننا جميعًا وحتى عائلاتنا سيُقتلون واحدًا تلو الآخر.
المغوار: نلعب عليهم لعبة يا شقراء النحس.
بيرنا: كيف؟ هل نستدرجهم لكمين؟
المغوار: خرب حظه إلى سماچ جوكر ولچ أنتِ مُصيبة وعقلچ فارغ.
سحبت ألسچينة من الجيب الموجود بأعلى فخذها وخلته على رگبته: لا تدعني أقتلك هنا قل ما هيَّ خُطتك.؟
المغوار: بَس خلي أفهمچ.
بيرنا: هيا لا تدعني أبدأ بعقلك الغبي.
المغوار: أفا عليچ جوكر عقلي هذا راح ينقذچ.
بيرنا: لا تصيبني بالجنون هيا قُل ما عندك.
صار يحچيلها ع الخطة إلى مخططلها وما أعرف راح يخلون منو بكمين، وواضح دايشتغلون مع ناس خطيرة وراح يوگعون البلاء على راسنا.
من ختم كلامه وعرفت شنو راح يسوون تراجعت للخلف وسحبت موبايلي من جيبي أتصلت ثواني وأجاني الرد: أهلاً حضرة...
قاطعت كلامه وأردفت: تتعقب شخص أسمه عِماد فهد عبدالله المُلقب بالمغوار أو العُمدة. وتعرف كُل شي دايخطط اله ووين يجي ووين يروح ودير بالك ينتبه ألك لأن ذكي ومحد يگدر يتعقبه بَس المُحترف.
گلتها وغلقت الهاتف وأنا أفكر شنو ناويين يسوون هالمخابيل وب أي مُصيبة راح يوگعونا هاي المرة؟..
دخلت للبيت وأنا أفكر بهذا الموضوع وشاغل بالي...
وبين التوتر والخوف إلى زال مُجرد ما أجت عيني على حكم وحَنين كانوا بالصالة گاعد حَكم ع القنفة وحَنين مخليه مخدة على رجله ونايمة عليها طبعًا بحجابها بَس ما أعرف ليش حسيت هالشي برغم مُمكن ما يجوز بالشرع لكن من هي وصغيرة چانت تنام بحضن حكم وتبوسه ولحد ما كبرت هيَّ هالشكل ومتعودين يعني هسه لو يحضنها گدامي أگول عادي لأن هما متعودين على هالشي من طفولة حنين.
بقيت صافنة بيهم ودخل لقلبي شعور غريب تحمدت الله أنُ كل شي صار من تخريب وحرب دامية بين عمامنا بَس ما لاحهم طشار وبقوا على حُبهم وحنيتهم لبعض، الله يحبهم ولهذا محد گدر يفرق بينهم حتى أهلهم، صاروا لبعض عائلة وأم وأب واخ واخت بالمختصر صاروا كُل شي لبعض من حنية وحُب.
حمحمت ودخلت بقوا على مكانهم ما تحركوا بَس حنين رادت تگوم حَكم خلا إيده على راسها: نامي يا نور عيوني ونظرها.
رجعت نامت وحَكم يحاچيني: وين چنتي؟ وليش وجهچ مگلوب!
شَمس: بعدين أسولفلك.
دخلت لغرفتي وأحس الصداع دمرني، گعدت ع السرير شويه وأحاول أهدأ شويه حتى يزول الألم لكن بقى مرافقني ألا ما أخذت حبوب المُهدئ هدأت أطرافي وهدأ وجع رأسي، تمددت ع السرير بملابسي حاولت أغفى شويه وبعدها أطلع بَس ما أجاني نوم بقيت مفتحة عيوني بَس ما بيَّ حيل أگوم الكسل سيطر عليَّ...
. لي ثاني يوم الساعة الثامنة مساءً.
لبست معطفي الصيفي كون الجو صار حار نوعًا ما ولبست الكفوف فتحت الكنتور وسحبت السلاح وضمته بخصري تحت البدي. طلعت مبتسمة وأعدل بالشال مالتي وبينت أني طبيعية حيل حتى محد يشك بشيء. من سألوني وين جاوبتهم: طالعين أنا وحَكم عدنا شغلة نخلصها ونرجع.
الزئبق: سآتي معكم.
شَمس: شغلة خاصة شتسوي بيها أنتَ؟
خزرني وأردف: قلت لكِ سآتي.
شَمس: زئبق لا تخبلني گتلك ماكو شي بَس طالعين بشغلة مُهمة نخلصها ونرجع وبعدين تخاف عليَّ لو على حكم؟
الزئبق: أخاف من مصائبكم التي ستحل على رأسنا.
حكم: لا تخاف ماكو شي هاي شَمس قابل تچذب عليك شغلة بسيطة نحلها مع بعض ونرجع.
ظل ساكت بينما طلعنا أنا وحَكم للسيارة...
وصلت المكان ألي وصفوا بخطتهم كان مكان بعيد حيل عن المدينة حسب ما أعرف هالمكان بالحدود وخالي من الناس، بقينا بالسيارة وبعديين عن المصنع القديم ألي بنص هالمكان المهجور.
من بعد وقت طويل شفنا سيارة تمشي من بعيد قاصدة المصنع وفعلاً وگفت يم المصنع ونزلوا منها المغوار ومحمد وبيرنا وأثنين ثانيين مثلثمين. وبعدها بنصف ساعة أجو سيارتين ثانيين ونزلوا منها هواي أشخاص والكُل مسلح.
بقيت أدحگ بيهم شنو راح يصير؟ شلون راح يطلعون من هالمكان المهجور بخطتهم الغبية ذيچ!، بقوا داخل هالمصنع تقريبًا ربع ساعة بعدها نزلنا من السيارة أنا وحكم بكُل هدوء، وتسللنا لهالمكان بخطوات حذرة وبدون لا نجذب إنتباه الأشخاص الأثنين الواگفين بمقدمة المصنع...
سندت ظهري ع الحائط مال المبنى وأكو مربع مفتوح يدخلني للمبنى هذا دخلت منه على كيف وسلاحي بيدي صار صوتهم قريب مني وصرت أستمع لكُل شيء يتكلمون عنه وهدفي ما كان هم هدفي غير شيء، درنا من حولهم بدون إنتباه أحد دحگت لهدفي الوحيد شفته واگف وظهره عليَّ وشويه بعيد منهم وما هلكد مبين بسبب الظلام الموجود وإلي مخليهم يشوفون بعض هوَّ أضوية الموبايل...
مشيت بخطوات كنت أحسبها خطوات موتي من وصلته خليت السلاح بخاصرة محمد وهمست بأذنه: ولا نفس، تراجع للخلف.
صار يسحب نفسه بدون لا ينتبهله أحد لمن ما صار بعيد حيل منهم وصار بينهم حائط أردف بهمس: شدتسوين هين رحمة لتراب الحمزة؟
رفعت السلاح لراسه وأنا أحچي: مغوار يروح وأنتَ تلحگه مثل الغبي مو؟ لو هسه الشرطة تداهم هالمكان تعرف شنو يصيرلك؟ مُستقبلك ينهدم.
محمد: أنه وعدت المغوار لو يروح للموت أروح وراه وهسه عوفيني أحسن ما أصيح وألمهم عليچ.
نزلت السلاح خليته بخصري وأنا أضحك: تلمهم عليَّ مو؟
محمد: شَمس أفضل ألچ تطلعين من هالمكان ما مُناسب ألچ.
رفعت إيدي وحضنت وجهه: بعدك صغير على هذا كُله بعد ما شفت من حياتك شي ليش تسوي بنفسك هيچ؟ ليش تذب نفسك للتهلكة؟ ما تفكر تدرس وتداوم مثل هالشباب؟
محمد: نحن أحلامنا ماتت، كُل شي بالدنيا ما يهمنا بعد حتى أنفسنا ما تهمنا.
نزلت إيدي لكتفه ودمعتي بطرف عيني: أسفة بَس ما أگدر أخليك تهدر شبابك وتعيش حياتك بالسجون.
محمد: شَمس بَس أگُلچ ال...
ما خليته يكمل كلامه ضغط على الجيوب السُباتية برقبته وگع على كتفي مغمي عليه رفعه حكم أشرتله: يلا نطلع من هين.
حَكم: والمغوار راح تعوفي!
شَمس: راح يطلع نفسه بطريقة وحتى لو ما طلع نفسه يتعاقب على أفعاله وألي ديسوي كُله لكن محمد ما أله ذنب هوَّ من فتح عينه يلحگ أخو الچبير وهسه ما أسمح ب تخريب حياة أخوية الصغير بسبب الچبير.
حكم: بَس شَمس ما يصير أنتِ أنطيتي ال...
شَمس: كُل شخص راح ياخذ جزاءه ولا يظلم ربك أحدًا.
شال محمد ومشينا لنفس المكان إلى دخلنا منه وصلنا السيارة خلاه حَكم بالكشن الخلفي ورجع وگف يمي يدحگ شنو راح يصير، ومن بعد دقائق قليلة تدخلت مُكافحة المُخدرات وقوات ثانية وصار أشتباك قوي حيل بينهم
وألي زادني غرابة كان عددهم كُلش قليل ولو حاصروهم ما يگدرون يسوون شيء بعدين يلا تذكرت أنُ بيرنا مو شخص سهل ولا بنت يگدر أحد يستدرجها ويوقعها بفخ...
حتى لو هيَّ وافقت على خطة المغوار بَس هيَّ وياه مو أغبياء لدرجة ما يخلون خطة ثانية لتخليص نفسهم من المُصيبة إلى حَلت عليهم، تبين لي أنُ لقب جوكر ما تلقبت بي عَبث، الواضح أنها مُدربة وذكية لدرجة محد يگدر يتخطاها بسوالف العصابات والتهريب وعدها خطة B لكل وضع تتخلى بي، ومن طلعوا المُجرمين تأكدت من إلى يدور براسي والأغرب وألي زاد شَكي هوَّ،.