رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثاني والثلاثون والأخير
قبل يومين
دحگت للباب وهمست: يُمه هذا الفهد.
دخلوا هوَّ والمغوار ومحمد معاهم.
سوتلهم مجال أمي وگعدوا وحَمد يطحن بنفسو وصاك على سنونو كم مرة راد يطلع وأُمي تأشرلو ما يطلع.
أبتسم الفهد من شافو وأردف: تعال يابه ليش واگف هناك!
حَمد: أنه مو أبنك.
خرزتو أُمي وهوَّ أردف صاك على سنونو: أنه ما عندي أب، فاتن هيَّ أُمي وأبويه.
أبتسم الفهد بتفهم وگام وگف يم حَمد ربت على كتفو: راح تتندم على كُل كلامك.
نزل إيده حَمد وأشر على المغوار ومحمد: أنتَ أولادك هذول، ألي ما تركتهم ومشيت. أولادك ألي ما جبرت أُمهم تتزوجك لخاطر تحافظ على أطفالها إلى چانوا بحجم الأيد.
الفهد: بَس أنه ما تركتك!
حَمد: تركتني ومشيت من سنين وين چنتّ؟ حاير ببناتك وأولادك ونسيت عندك طفل.
التفت على أُمي يدحگلها بنظرات عتب وهيَّ دموعها تنزل وتهز راسها برفض. بقت نظراتو عليها وأثنينهم يتعاتبون بالعيون رجع ألتفت على حَمد ألي عيونو صايرة حَمرة ووجهو صاير أحمر شگد ما ضاغط على نفسو...
الفهد: راح يجي يوم وتعرف كُل شي ويمكن ما يجي لكن أتذكر زين أنه ما نسيت أحد من أولادي، أنا بعدوني من أولادي غصب عني.
ضحك حَمد بأستهزاء وعيونو الدمعة تلمع بيها أردف بسُخرية: صدگتك يا فهد صدگت كلامك.
أبتسم الفهد وحضن حَمد بالغصب وباس راسو: راح يجي يوم وكُل شي ينكشف، راح يجي يوم وتعيشون براحة، داحاول أأمنلكم فقط عيشة بعيدة عن الشياطين.
دفعه حَمد بعصبية وصاح بي: هالشياطين أجو منك هذول أخوانك مو أخواني، ولا هذول خوالي چنّة عايشين براحة قبل دخولك لحياتنا، وبَس دخلت أنتَ وبنتك خرب كُل شس بنيناه من سنين طويلة.
گالها وطلع ركض برا البيت ردت ألحگو وقفني: عوفي خلي يطلع طاقتو السلبية ويبعد عن الناس شويه يرتاح.
رجعت لمكان دحگ لأُمي وأردف: أحاچيچ بموضوع؟
هزت راسها فتحت باب الداخلي ودخلوا بقينا بَس أنا وحَمّاد ومحمد وألمغوار. گعدت يم حَمّاد وألمغوار ومحمد يتشاورون بينهم ويضحكون آخر شي همس المغوار: أبوية متزوج أمكم مو؟
دحگتلو مخزرتو: أي.
محمد: عجل سلملي من هين ليباچر محد يطلع.
ضربو المغوار وقدم نفسو شويه وهمس: يا تُرى شديسوون هسه؟
دحگت بي غمزلي بدون لا أحد ينتبه. حچى محمد: يمكن ناموا.
المغوار: لاا لااا أكيد گاعدين صارلهم سنين محرومين من بعض.
حَمّاد: إذا ناموا وإذا ما ناموا شدخلكم؟ همّا أمام رب العالمين زوجين.
المغوار: ناموا ناموا.
شاور محمد ضحكوا أثنينهم وأنا أفور آخر شي ما تحملت وصحت بيهم: كااافي شبيكم، تحچون أمشوا أطلعوا برا أحچوا.
حَمّاد: تجاهل الحمير تعيش أمير.
محمد: ما تشوفُني متجاهلك.
ضربو المغوار وصاح: عاااش الحمار عااش.
من جا صوت الفهد سكتوا وصاروا عاقلين ولا ألي يشوفهم چانوا قبل شويه مچلوبين علينا، سلم الفهد وأشرلهم يطلعون، مشوا الكُل وحَمَّاد مع الولد طلع بقى هوَّ تقدم يمها باس راسها وهمسلها يطمنها: لا تخافين الموضوع ما يطلع مني لمن ما أموت.
فاتن: أثق بيك فهد.
هز راسو وأبتسم بوجهها وأردف: عينچ على حَمد ولا تخلوا وحدو چثير.
طلع للخارج وبقت عيونو على أُمي مبتسم.
راحوا ورجع حَمّاد لأُمي: يُمه!
التفتت أُمي علي: نعم حَمّاد؟
حَمّاد: شنو راد فهد منچ؟
فاتن: شغلة قديمة يُمه شلك بيها؟
حَمّاد: لا تخبليني، بالگوة طايق هالشخص ألي تسمي زوجچ، لو هلگد شريف ما چان تركچ قبل.
أبتسمت أُمي بوجهو وأردفت: بالعكس أنه تركتو مو هوَّ تركني، وهوَّ ضم سري بالوقت ألي أنه كشفت سره، وهوَّ حماني بالوقت ألي أنا خليت حياتو بخطر، لا تفكر بيوم هذا الشخص يأذي شخص، فهد عاش لهاي اللحظة يحارب ل حماية أولادو، الشخص هذا شخص عظيم عظيم والعظمة لله.
حَمّاد: لهل درجة؟
فاتن: وأكثر، كُل شي صار بالماضي أندفن هناك بَس ما زال يلاحگنا، لو شگد ما حاولنا ندفنو راح يرجع.
حَمَّاد: وشنو السبب ألي ما خلا الفهد يجي ويشوف حَمد من كبر او من چان صغير؟
دحگت على أُمي بنظرات ما گدرت أفسرها نزلت من عينها دمعة ما ميزتها دمعة قهر لو دمعة ندم!
مشت للبيت تاركتنا...
تقدمت حضنت حَمّاد وهمست حابسة دمعتي: روح رَجع حَمد شوف وينو هسه أكيد مقهور.
مسح على شعري وباس راسي: رايح.
بعدني منو وحضن وَجهي: جهزيلنا شي ناكلو من نرجع بسببهم ما گدرت أتعشى زين.
هزيت راسي مبتسمة: ماشي، روح جيب حمودة وهسه أنه أسوي أكل.
طلع يشوف وين حَمد. مشيت للمَطبخ سحبت موبايلي ودزيتلو رسالة: هالمرة من تريد تغلط وتحچي بكيفك وأنوب تحشش أنتَ وأخوك لا تسوون هالشي گدامي لإن راح أكسر راسكم.
دزيتلو الرسالة وقفلت الموبايل أتنفس بعُمق، دحگت بالثلاجة أكو مُعلبات طلعتو وسويتو وكملت الخُضار بعد نص ساعة بالضبط أنفتح الباب ودخلوا حَمد وحَمَّاد.
طلعت ألهم مبتسمة من صاروا يمي رميت نفسي حاضنة حَمد وأهمس: لا تأذي نفسك، طُز بالدنيا وما بيها بَس أبقى أنتَ بخير وصدگني المواضيع كُلها فاهمها بطريقة غلط.
بعدت منو وسحبتهم من أيدهم گعدنا بالمَطبخ وفرغت الأكل إلى حضرتو وهمَّا مدري شبيهم يضحكون عليَّ...
تعصبت وخليت الأكل بعصبية: هااي شبيكم؟
حَمَّاد: هسه هذا إلى طلع معاچ؟ وأنه عبالي راح تسوين شوف شني طلعتي مسويه لحم مُعلب!
قوست شفايفي بقهر: مو ما أعرف أسوي غيرو.
ضحكوا حيل وسحبوني من إيدي گعدوني بنصهم.
حَمّاد: كُل شي من أيدچ طيب.
گالها ووكلني لگمة وحَمد يضحك.
كملنا أكلنا بين السوالف والضحك نسينا ظروفنا والقهر ألي بگلبنا. بعد ما كملنا شلت المواعين وتشكل حَمد معايا أنه أغسل وهوَّ يفيعهم، وحَمَّاد يمسح ويرتب المواعين بمكاناتهم...
التفتت ع الباب شفت أُمي واگفة مبتسمة وعيونها تلمع.
غسلت أيدي وركضت ألها حضنتها حيل: أحبچ حيل.
مسحت على شعري مبتسمة وباست راسي، جا حَمّاد هم باس أيدها وحضنها وحضنّي بقى حَمد واگف وعيونو مليانة دموع فتحنا أيدينا ألو بقى بمكانو ما تحرك، ما تحمل يبقى بعيد تقدم يمنا مميل راسو، بعدنا شويه بقت أُمي واگفة گدامو دنگ باس أيدها وحضنّها حيل يبچي.
حَمد: ما أريد أشوف هذاك الرجال، هذاك مو أبويه.
باستو براسو وتبچي على بچيو: يا روح أُمك يا عُمري لا تحقد على أبوك.
حَمد: لو أبوية ما يتركني وما يسأل عنّي.
بعدتو ومسحت وجهو ودموعو وتبوس بي وتبچي: الأيام راح تثبتلك شگد هالشخص ضحى وضحى لأجلك ولأجل أولادو الباقيين.
حَمد: ما أريد شي منو ولا أريد حمايتو وتضحيتو هاي، خليهم لأولادو هذولاك.
رجعت أُمي حضنتو وشمتو حيل: إلى تريدو يصير أُمي ألي تريدو أنتَ.
مشينا للصالة گعدوا وأنا مشيت أخلي الچاي رَن موبايلي مُعلن عن وصول رسالة دحگت شفتو هوَّ، اخذت الموبايل وقريت شكاتب.
المغوار: مو ما عندي غيرچ بحياتي ولهذا لا تعوفيني أبوس صماخچ الأشقر.
صفنت شويه وكتبت.
بيرنا: طبعًا اني الواگفة معاك وگفة نسوان بين ما تلگي بنتّ الحلال.
شاف الرسالة وثواني وصار يكتب. بعد شويه وصلت رسالتو.
المغوار: ألگي بنتّ حلال؟ لازم أنتِ بنتّ حرام!
سحبت نفس بعصبية.
بيرنا: أنه ما أتشرف ألگاك.
المغوار: مو داشوف الشرف يشرشب.
بيرنا: شايب شايب أگزح خالي.
صبيت الچاي شفته دز مسج كاتب بي: خطابة خطابة جيناكم خطابة.
قبل لا أمشي كتبتلو: ما نريد شياب، بنتك بگدي.
رد بنفس اللحظة: دحگ الشيطانة دحگ وينچ وين بنتي أنتِ بگد جدتها.
قفلت الموبايل ومشيت يم أخواني گعدت وهمَّا كُل واحد أخذ چايو وأنه وأُمي أصلاً ما نشرب.
مَر كم يوم على هاي السالفة وحَمد رجع طبيعي شويه.
بعد هاي الأيام چان كُل شي هدوء والوضع حيل هادئ، ببعض الأوقات خفت من هذا الهدوء وببعض الأوقات گلت هاي نهاية كُل شي تعيس وهاي حياتنا الهادئة.
چنتّ طول هالأيام بالبيت ما طلعت أبد
بقيت مع أُمي وخواتي، چان ببالي خلاص كابوس عمامي خلص بَس مو كُل شي يخلص بسهولة، حَتى الكابوس ياخذ مننا كم يوم أو فترة حَتى يختفي خوففنا منو، وهذا ألي صار معايا، لاحگني الكابوس ألي عايشة بي.
كُل شي ما تركني، صرت أعصاب أكثر من قبل ووين أشوف حايط أضرب راسي بي من الوجع ألي ما يهدأ أبد.
بقت المُخدرات بجسمي، كُل شي يشدني للشي السيِّئ.
صرت أأذي نفسي جسمي ما يهدأ إذا ما فركتو بشي خشن
كُل شي يشدني لحَبّة المُخدرات ألا عقلي ألي بكُل مرة يمنعني، صرت أتوسل بأُمي تنطيني شي يسكن ألا?مي.
أبوس أيدها تجيبلي حَبَّة وحدة بَس چانت ترفض وتبقى حاضنتني وتبچي على بچيي من وجع راسي وجسمي ألي ما هدأ وصارت ألآثار الحمرة والبنفسجية تطلع بكُل مكان، چانتّ بشرة جسمي حساسة حيل وإذا شخص گضب أيدي قوي كُبل يصير أحمر.
بقيتّ على هاي الحالة لعدة أيام وبكُل مرة ترفض تنطيني حَبَّة تشوفني شلون أفرك جسمي بالحايط الخشن ودمي يسيل وتداوي وأرجع هم أسوي نفس الحالة أخواني وأُمي حاروا بيَّ وكم مرة حَمد يريد ياخذني ع الطبيب أُمي ترفض خوفًا إنو يعرف عمامي مخليني أأدمت على شي أسمو مُخدرات...
لمن ما فد يوم چانتّ أُمي لابسة حَتى تاخذني ع المستشفى بدون لا أخواني يعرفون وصادف نفس اليوم أجوا المغوار وفهد بدون هذاك التافه.
شفتهم من الجامة وأنه دموعي تجري بتعب وأفكار شيطانية مسيطرة عليَّ، ما چانوا أخواني بالبيت بَس أنه وأُمي.
گعدوا بالأستقبال وأنه بالمَطبخ، بعد شويه من كلامهم، شفت المغوار طلع ويخابر ما أعرف منو. گمت من مكاني وكُليّ أمل بي راح ينطيني شي يخفف وجعي، وگفت وراه بالطارمة لمن ما أندار عليَّ نزل موبايلو وفاتح عيونو على وسعها: جوكر شبيچ؟ شصاير لوجهچ.
دحگ لأيديَّ چنت لابسه نص ردن رفع أيديّ ويدحگ مستغرب: شصاااير ولچ؟
جوكر: جيبلي شي يخفف وجعي.
سحبت أيدو وأتوسل بي ودموعي تنزل: بَس جيبلي الحبَّة أبوس أيدك، راح أموت.
سحبني من أيدي ع المَطبخ سد الباب وألتفت عليَّ: يولي حبَّة شني يملگوفة؟
بقيت أتوسل بي وأبچي لعلهُ يحن وينقهر عليَّ ويجيبلي ألي أطلبو بَس من عرف الموضوع موضوع إدمان سحب أيدي قوي وقربني ألو وأنه منهارة، حضن وجهي بين أيدي وگال: ما راح أخلي هالسَم يبقى بجسمچ.
گالها وأخذني لي برا دحگ بعدهم بالأستقبال، أخذني صعدني للسيارة وچان لابس يشمغ على كتفو سحبو ولبسني أياه وغطى شعري: ألله يطيح حظچ ما تبطلين ولا تتأدبين النعار كُلو فاتحة هالمصيبة ولابسة نص ردن.
بقيت أشهگ وأضرب بي وهوَّ يصيح بوجهي: لو تموتين گدامي ما أنطيچ هذاك السَم، گالها وشغل السيارة وساقها سريع حيل، بغضون دقائق وصلنا عيادة نزلني وما أدري خابر منو، سحبني من أيدي قوي ودخلني.
دحگت بالغرفة هاي بيها دكتور وممرضة ويمهم سدية تراجعت للخلف وأدحگلو بخوف، گضب أيدي وهمس: لا تخافين مو ردتي شي يخفف الوجع؟ هذا الدكتور راح يخفف الوجع وينطيچ الحَبَّة.
هزيت راسي ببچي وعيوني ووجهي صارين حمر.
مددوني ع السدية والدكتور يحچي معاه شويه وألتفتلي: كم يوم صارلچ ما ماخذه جُرعة؟
عين على وعين ع الدكتور جاوبت: أسبوعين.
هز راسو الدكتور ورجع يحچي مع عِماد. بينما الممرضة شكلت إلى كانيولا ومدري ضربتني بيها دواء خلاني أغمض وأفتح وأحس روحي تريد تطلع. رجع الدكتور مدري شيسوي والمغوار يم راسي يمسح على شعري: لا تخافين راح ترجعين مثل الأول وأحسن.
بقيت أريد أحچي بَس ما أگدر كُل جسمي ما أحس بي ألا ما غمضت عيني وهوَّ واگف يم راسي، ما عرفت شنو راح يسويلي وشنو راح يكون مصيري بعد هذا الشيء. أو شلون راح أعيش بعدها؟ هل راح أتخلص من هالإدمان أو راح أبقى على حالتي هاي وشنو راح تكون نهايتي مع هالشخص؟
??????
شَمس
رجعنا للبيت وهوَّ طول الطريق ساكت سألته: ليش ما گلت لأحد أنا اعرف اللهجة العاميّة؟
الزئبق: ما چنتّ أريد أحد يعرف أنه چنتّ عايش بالعراق.
شمس: يعني الكلام ألي حچيته ألي مال ركضك بالمُطر ووحدك هذا چان بالعراق؟
هز راسه ب نعم أردفت مُتسائِلة: ليش ما گلتلي؟ ليش ما تواصلت مع أبوية؟
الزئبق: الجميع مُراقب، شمسي السالفة مو من عمامي فقط أكو داعمين كبار لهل أشياء مثل الإلحاد والسحر والشعوذة. مو أي شخص يگدر يتخلص منهم.
شمس: يعني راح يبقون عمامي خلااص ما نگدر نتخلص من شكولهم؟
الزئبق: دحگي يا فتاة نخلص على عمامي شي سهل حيل، لكن بعد موت عمامنا راح يلاحگونا أتباعهم وما يخلون واحد عايش، لازم نتخلص من عمامي بكُل هدوء وذكاء وبنفس الوكت بكُل سرية وخَفاء.
سكتت بعد ما فهمت منه خطورة الآمر، وصلنا البيت نزلت بسرعة ودخلت سلمت وعلى غرفتي بدلت ملابسي وصليت بين ما هوَّ هم دخل وبدل نزلت فرغت النا غدا، گعدنا نتغدا بهدوء وهوَّ صافن أكثر شي.
شمس: گلبي مو متطمن.
الزئبق: ليش؟
شمس: ما أعرف شبيَّ.
الزئبق: لا تخافي أستغفري الله وكُل القلق يروح.
سويت مثل ما گال وبقيت أستغفر رَن موبايلي گمت أخذته من الشاحن وجاوبت: نعم عِماد؟
عِماد: شَمس وينچ أنتِ؟
شمس: هسه رجعت للبيت ليش؟
عِماد: جاي عندي سالفة معاچ.
شمس: تمام عيناي أنتظرك.
گلتها غلقه، دحگت للزئبق يدحگلي مستغرب همس: شيريد منچ؟
رفعت أكتافي بمعنى ما أعرف ورجعت أكُل وعقلي بغير مكان، كملنا الغدا والزئبق طلع للغرفة وأنا بقيت ع الحاسبة بالصالة، دحگت بيها زين الفهد مراسلني بَس أنه ما شايفته. دخلت للمحادثة ورديت على بَس ما چان نشط، كملت شغلي ع الحاسبة وأنتظر المغوار يجي بَس ما أجه. گمت من سمعت صوت حَيدر يحچي بالموبايل ويفتح باب المَطبخ، مشيت يمه أشرلي ما أطلع صوت كمل كلامه: دحگ وصل كُل شي لبيتها وأنه شويه وأجيك.
شويه وغلق الموبايل سألته: خير شاكو؟ ومنو هاي توصلون الها؟
حَيدر: تتذكرين عُلا ألي زوجها طلگها وراد ياخذ طفلها؟
شمس: شبيها؟
مسك جَبينه وأردف: أهلها ما ناوين يتركوها ولا حتى زوجها الحيوان، قبل كم يوم أخوها رايح ألها ومو ماخذين من المحكمة عدم تقرب منها؟ عاد همَّا هسه ديخوفوها من بعيد لبعيد حتى تتراجع عن قوتها وترجع لبيتهم.
شمس: زين الملف مال أخوها مو خليته بيدكم وگلت من يتعرضولها أشمروا بوجهه؟ ملفه مليان شغلات حيوانية وساكتين عنه حتى يترك المسكينة بحالها شني هذا بايع نفسه! لو يريد أقدم كُل شي للأمن؟
حَيدر: بعد ما يفيد معاهم محاكم ولا آمن مو سديناها من العشاير والآمن؟ هسه يردون يسووها قضية عشائرية ويلفقون عليها تُهمة على إنها مع رجال والسالفة هاي مو بعيدة عليهم يدخلون رجال لبيتها ويكبسوهم وتروح البنت.
شمس: شني غير عندها طفل؟ شني ينزلون عليها رجال هذول شني من بشر!
مشى للداخل گعد ع القنفة مرجع راسه: راح أنجلط بسببهم، صارلي يومين لا ليلي ليل ولا نهاري نهار خفت صدك يسوون هاي السالفة.
گعدت مقابيله ع الميز وهمست: نروحلهم العصر.
حَيدر: شنسوي يمعود گلتلچ بعد ما يفيدهم هاي السوالف مال تهديد وتخويف.
دحگت بي ثواني أفكر بعدها بعدة دقائق جاوبته: بَس نحنَ لهسه ما حاچين بسالفة أبنهم، نسويلهم جرة أذن حتى يبطلون.
راد يحچي رفعت أصبعي: لحظة.
سحبت موبايلي من ع الميز وگمت أتصلت بسيف ومباشرةّ جاوب: هلا شمس.
شمس: هلا بيك، أريد أستفسر عن موضوع.
سيف: تفضلي موضوع شني؟
شمس: إذا ضميت شخص عن القانون وهددته بجريمة مثلاً شنو العقوبة ألي أحصلها؟
سيف: إذا كان مُجرم يعني جريمة قتل ينسجن المُتستر عنه لمدة ثلاث سنين إلى سبعة سنين.
شمس: عجل أكو واحد حشاك دايح وسكير ويوميا معنف وحدة راح ندزه سفرة يمكم.
سيف: ما تبطلين من سوالفچ أنتِ؟
شمس: لا يابه ما راح أبطل أبد.
ضحك وسولفتله على كم شغلة وغلقته. رجعت لحَيدر مبتسمة: إذا عُلا عندها موبايل خابرها خلي نطلعلهم ونتغدا بيهم قبل لا يتعشون بينا.
مشيت للغرفة بدلت والزئبق نايم، تقدمت يمه ورفعت أيدي گدام عينه ما رمش أبد واضح غفوته ثگيلة، رفعت شعره النازل على عيونه مبتسمة: ياريت لو كُل الوقت تكون بريئ مثل وأنتَ نايم.
أنتَ مَلاك بعقل شيطان.
غمضت عيني قوي ومشيت للكنتور طلعت ملفاته هذاك التافه ونزلت جوى اجه حَيدر: فهميني شني راح نسوي؟
حچيت وأنا ألبس چفوفي: نهددهم وإذا ما فاد يسحله القانون.
حَيدر: ياهو؟
شَمس: زوجها المُعنف وأخوها السكير مو هيَّ أعترفت وگالت أخوية هيچ؟
هز راسه ب أي، طلعنا مع بعض للسيارة وشغلها وأنا بيدي موبايلي وبحضني الحاسبة، بعد فترة قصيرة وصلنا بيت عُلا نزل حَيدر دگ الباب ثواني وأجه صوتها: منوو؟
حَيدر: أنه حَيدر.
فتحت الباب وبحضنها أبنها ولابسة عباية وعلى ملامحها خوف وتوتر مَدت راسها شافتني ابتسمت أشرتلها تصعد للسيارة اجت وحيدر قفل باب بيتها، سلمت عليها مبتسمة: شلونه هالفصعون؟
عُلا: الحمد لله بخير.
صعد حَيدر وشغل السيارة بينما أحنا بقينا نسولف شويه
ولمن ما وصلنا بيت أهلها دحگلي حَيدر مبتسم: تنزلين؟
شمس: إذا ما تخجل مني راح أنزل وإذا تخجل أُختك تحاچي زلم وعشيرة ما راح أنزل.
أبتسم اِبتسامة طويلة وبقى صافن ع البيت رجع ألتفت عليَّ: ما نخجل بأُختنا ولا راح نخجل، بالعكس نفتخر عدنا أُخت قوية مثلچ واگفة بوجه الظُلم وناصرة المظلوم ومُحترمة. كُلنا نفتخر عدنا أُخت مثلچ.
لمعت عيوني لجمال كلامه، تسارعت نبضات گلبي وأنه أسمع لهل كلام إلى حسسني أنه شي چبير وقوي وماشية ب طريق صحيح لدرجة أخواني بنفسهم راضيين عن كل شي داسوي.
نزلت الأبتسامة شاگة حلگي، دگ الباب حَيدر وعُلا ضامه أبنها قوي لصدرها وواگفة وراء حيدر وعيونها تتلفت ع المكان بخوف، شويه وأنفتح الباب چان ولد يطلع عمره 18 سنة ابتسم ورحب بينا: هلا يابه، منو رايدين؟
ابتعد حَيدر والولد شاف عُلا بقى صافن عليها فتحلنا مجال دخلنا وهيَّ رفضت تدخل بس لحيت عليها وگضبت أيدها ودخلتها معايا، أشرلنا على ديوان دخلنا أله چان حيل چبير گعدنا هناك وهيَّ ترجف...
شويه وصاروا زلم هواي والديوان أمتلى بيهم. والي گعد بدون كلام وألي بقى يحچي عليها لو يسبها وبقينا ساكتين لمن ما خلصوا كلامهم گعدوا ومتعصبين، بدأ الكلام حَيدر.
حَيدر: هاي بنتكم نفسها ألي أخوها عذبها بعد ما خلصت من زوجها وگعت بأخوها وطول فترة طلاقها هوَّ يرجع سكران ويعذب بيها، ومرتين حاول يعتدي عليها وسكتتوا بَس إذا أنتم مو زلم هذا مو معناه كُلنا مو زلم.
- أنتَ شدتحچييي منيلك هالكلام كلو؟
حَيدر: إذا تشوفني غبي هذا حقك أظهر الغباء أحيانًا لكن عقلي موجود وأتابع كُل حركة وصغيرة وچبيرة.
- أحناا صدك ما زلم لأن مخليها لهسه عايشة هاي لازم تموت.
أردفت بهدوء وأنا أدير عيوني عليهم بملل: الإيد إلى تند على وصايا الرسول أبترها.
- لا تحچين كلام ما تعرفين عواقبو، وثاني شي أنتِ بنت البيت والمطبخ شلچ بسوالف الدواوين؟
گمت من مكاني أدحگله بغضب، وصلت الميز شمرت ملف أبنهم بقوة على وحچيت صاكة على سنوني:.
شمس: انه من اذب الحچاية أعرف مقاييسها
لِأن بنتّ اصل وفصل وبنتّ الدواوين.
راد يحچي قاطعتو: يجوز بعض بنات العالم مكانهم المَطبخ وضعيفات وما عدهم قُدرة مواجهة أمثالك بَس بنات الدليم لازم تاخذ حذرك منهم، لأنهم يگدرون كُل شي يسوون ووحدتهم تعادل عشيرة بزلمها ونسوانها.
أندار لحيدر وگاله: هيَّ هاي ترباية بناتكم؟
قوس شفايفه حَيدر وگالها مقهور: مو المُشكلة أنه علمتها على هاي السوالف وفخور بيها شويه بيها رجولة أكثر منكم.
مشيت گومت عُلا وگفتها گدامهم: شايفين هاي البنية؟
هاي ألي يگرب صوبها يحسب الله ما خلقه، وأبنك اليوم راح ينسحل للمركز شعنده خلي ينطي للمكافحة. وشغلة ثانية.
رفعت أيدي بتهديد: أي سوء يصير على هاي البنية أنبش ماضيكم وأطلعلكم شغلة توديكم ورى الشمس، وياويلكم تأذوها لو تفكرون توصلون باب بيتها.
سحبتها معايا وقبل لا أطلُع انداريت الهم: وطليقها الخايس دفع الغرامة وطلع هذا مو معناهاا خلص هاي هيَّ ننسى تعنيفه ألها، وصلوله يلتزم بالصمت وينسى عنده طفل.
طلعت گاضبه أيد عُلا وأبنها يبچي وهيَّ تبچي
صعدتهم السيارة وگف حَيدر گدامي: مو گلتي اهددهم بس؟
شمس: وأنه بَس هددتهم ما نفذت.
صعد للسيارة بدون كلام، رجعنا على بيت عُلا بقيت ببيتها شويه ورجعت للبيت أتصلت بالمغوار ما چان يرد. صليت صلاتي وعيني ع الساعة...
مَرَّت فترة طويلة ورجعتّ ميراس ألنا مبين عليها قوية لكن داخلها مكسور ما تحچي هواي وبقت على دوامها وتصاميمها ووجهها بالفترة هاي حيل حيل ضعف حتى اكلها قليل.
أما الفهد نزل من ألتِحاقه وبقى يومين وصاحني للأستقبال، گعدنا نسولف ع البنات وميراس بعدها حچالي كُل شي عن فاتن وأبنهم حَمد وأصلاً أنه چنتّ أعرف بالسالفة من زمان.
الفهد: حمد يكون أبني أنه.
شَمس: شلون ما فهمت؟ عجل مو تگول جوكر مو أخت المغوار؟
الفهد: جوكر وحمَّاد من أب ثاني نفسه زوج فاتن الأول، بعدها من توفى بقت فترة ببيت عيالها بَس ما رادوها وبليلة ظلمة طردوها هيَّ وطفلين إلى همَّا حمَّاد وجوكر الچبيرة. من فاتن ما لگت أحد يساعدها أجتني.
شَمس: چنتّ تحبها ولهذا جبرتها تزوجك مو؟
رفع عينه لعيني تلمع: ما حبيت غيرها أصلاً لكن هيَّ من عرفت مجبور أتزوج أكثر من مرة حتى يصير عندي أولاد كثار ما قبلت بدافع الغيرة وما تتحمل هالشي.
شَمس: وشصار بعدين؟
الفهد: انجبرت تتزوجني حتى يبقون اولادها بخير وسلامة وفعلاً بقوا يمي وحبيتهم يمكن أكثر منكم ربيتهم وكبرتهم صح بعيد منكم بَس هذا لازم يكون هالشكل، لازم كل أولادي يكونون متفرقين عن بعض لكن گلبهم واحد وإذا فد واحد وگع بيهم الثاني يركض يسندو.
شَمس: زين وحمد أجه بعد هالسوالف كلها مو؟
هز راسه ب نعم ومبتسم: چان اكثر واحد اشقر بينهم ماخذ كل صفات أُمو مثل عيونها ومثل لون شعرها، كل شي يشبهها حيل، لكن بعد فترة من ولادتو صارت شغلة وبعدتني منو.
شَمس: شنو هالشغلة فهد؟
الفهد: بوقتو المُناسب حتعرفي يابه.
شَمس: ما ناوي ترجع فاتن؟
دحگ بوجهي لثواني وأردف: ما أعرف أخاف يتحسسون أولادها!
شَمس: لا شكو بيها هيَّ زوجتك بالحلال ومحد يتدخل بينكم لا اولادك ولا اولادها.
گام وگف ومنزل راسه: الله كريم يابه.
بعد فترة من جلستنا هاي شكله أقتنع بكلامي وأخذ بيت يمنا بالمزرعة هيَّ غرفة وصحيات وأستقبال بيت صغير حيل وجاب فاتن بي هوَّ وياها وحدهم وولا واحد من الولد ما قبل يبقى يمهم برغم توسلوا بيهم بَس ما قبلوا، عاشوا بسلام بعد سنين طويلة من التعب والقهر.
رجع وضعنا طبيعي حيل.
طلعت السنة مال حَنين وحَكم لهسه ما متخطي أبد وبكُل فترة ينعاد على كل شي ويتخبل ويصيح بأسمها لمن ما ينام. ونظره شگد اخذناه ع اطباء وآهِب راجعه عند امهر الأطباء بالعراق وبالخارج بَس محد يعرف سبب فقدانه لنظره واي واحد يشوفه يگول هذا من اول ما اجه للدنيا فاقد نظره ما ببالهم فقده على حبيبته.
چنّا وقتها نحظر لزواج مارس وكملنا كُل شي بعد إصرار من نورس بقى يلح ع الزواج، وفعلاً ابوية قبل بَس گال بدون هوسة ببيتنا، الهوسة تصير ببيتهم او بالقاعة شوف وين يحبون الزوا يكون.
كملنا جهازها واغراض عرسها وكل شي حاظر
بيوم عرسهم صارت حفلة ضخمة حيل صح ما بيها هواي ناس بَس سواها ضخمة لأجل مارس، بقى گلبي يلعب من هالعائلة وبقت عيرني عليهم احسهم ضامين شي خطير بَس استغفر ربي ناس ما اعرفهم شديكون ضامين؟
چانت مارس رافضة فكرة تتزوج وميراس بهالوضع لكن ميراس لحت عليها وگالت تتزوجين وماعليچ بيَّ وشبيه أصلاً لا مطلقة ولا شي مُجرد إنفصال، يلا مارس قبلت تسوي العرس الجميل، للأمانة حيل حيل لايگين لبعض ومتونسين ببعض.
بالنسبة ألي والزئبق اكثر شخصين أستفادوا من هالفترة
صار يتقرب مني ويسولف ويگعد يمي وانا ما أمل وجوده ابقى متونسة على كلامه، تعلقت بي حيل وحسيت أملك حُب صغير بداخلي اله...
صرت ما أطيق اليوم إذا هوَّ ما بي، تطورت علاقتنا من ناحية العاطفية والجسدية، لكن لحد هسه ولا اي واحد مننا معترف بحبه. لا أنا ولا هوَّ، حسيت أملك بگلبي حُب لا يوصف أله ما أعرف هل هوَّ حُب من الطفولة أو حُب أنولد هسه؟
ترددت هواي بخصوص علاقتنا لكن بالنهاية وافقت على كل شي وسمحت أله يتقرب أكثر، أعترف چان ضعف مني تجاهه ومتندمة لكن محد يوگف گدام الحُب. أستمرت علاقتنا طول هالفترة وصدك صارت سوالفنا سوالف متزوجين معيدية على گولة ميراس...
بيوم چنتّ گاعدة ع الكُرسي ومادة رجليَّ ع الميز وبحضني الحاسبة، شويه ودخل الزئبق مبتسم وينزع بقميصه: أحبّ گعدتچ هاي.
سديت الحاسبة ودحگتله مبتسمة: الله ما تحب صاحبة الگعدة؟
الزئبق: لاا أُحبُها إنها أفعى سامة.
ضحكت على كلامه خليت الحاسبة وگمت وگفت گدامه: ليش تحاول تتقرب مني؟
الزئبق: لأنني زوجج وبالتأكيد ما أگدر أقاومچ.
گالها وتقرب أكثر ويدحگ بنظرات شريرة: نگدر نذوگ حبك وحنانك؟
بقيت صافنة بي مبتسمة: ليش ما ضايگو؟
تسللت إيدينه لخصري حاضنه وساحبني أله: لاا بالنسبة ألي بعدني ما ضگت حُبچ وحنانچ.
رفعت إيدي لرگبته حاضنته: تسيطر على نفسك؟ تسيطر على دگات گلبك يمي؟
الزئبق: لااا يا شمسُ الحياة.
شَمس: لازم تكون مستعد لكُل شي من أطفال وزوجه.
غمض عيونه وفتحهم: أتحمل كُل شي لخاطر عيونچ.
شَمس: ما راح تترك أي شي خلفك؟ مستعد لهل نقطة بتطوير علاقتنا.
حضن وجهي بين إيدي قوي وعيونه تغمض وتفتح: مستعد لكُل شي، حتى لو ما چانت علاقة زوجين حقيقيين أنه قابل منچ أي شي حتى لو حُضن صغير يكفيني، لا طمعان بجسمچ ولا بأي شي ثاني، أنه زوجچ وأريدچ يمي تسنديني، تفتحيلي حضنچ وكت تعبي مو حتى تلبين طلباتي كُل مرة.
بقيت صافنة بي وگلبي ينبض بقوة، قرب وجهه وباسني بهدوء وأبتعد: ما بقيتي براسي عقل صرت مخبل وراچ.
شَمس: زئبق.
الزئبق: عيوني شَمس عيوني.
ردت أحچي كلمة وتراجعت سحبني أله أكثر ويبوس بوجهي: الله يكتلني على هالعيون.
مَرت هالليلة إلى ضعفتني حيل تجاهه غير عن أي ليلة، كانت مُختلفة ومُميزة، أعترفنا بمشاعرنا دون كلام، كل شخص بينا يحمل شي بگلبه للثاني وغزله كان كافي أن يبينلي حُبه لكن دون كلمة أحبك ...
من بعد هالليلة كل علاقتنا تغيرت صرنا ما نگدر دون بعض وحُضن بعض بوقت التعب وما زلت نادمة لأن ضعفت گدامه ووافقت على كُل شي صار...
كُل شخص رجع لحياته الطبيعية وألبعض مننا ما زالت حياته خربطة وهوسة لكن مرتاح، والبعض ما زال قلق بحياته.
فرحتي چانت الأكثر بمارس أجتازت ووصلت لآخر سنة ألها طب وتزوجت ومتونسة بزوجها إلى طول الأتصال بيني وبينها تمدح بي وتسولفلي شگد يحبها...
وصار وقت الفهد يلتحق.
التحق وهوَّ يوصينا مثل كُل مرة ويحچيلنا شي قبل النوم ويهتم بينا مثل قبل وأحسن.
چان مستعد يسوي كُل شي علمودنا. ألتحق وكُلنا نضحك وخالة فاتن حاضنته بصفحة وتوصي يدير باله على نفسه.
شگد راح ل حَمد يحاچي ولو مرة ما قبل وحتى ما ودعه مثلنا وحضنه، چان بكل مرة أبويه هوَّ يحضنه غصب عنه ويبوس بي ويبچي، التحق أبوية ورجعنا أحنا بالصالة نسولف ونضحك...
بعد كم يوم من هذا الكلام أجاني الزئبق مبتسم: شوكت راح نديح برحلة الساحرة؟
شمس: ما دام يفيدني ويفيد خواتي راح أروح أنه حتى لو چان خطر على حياتي.
حضن وجهي مبتسم: ماكو اي خطر عليچ، هوَّ صح شويه خطر لكن أنتِ ذكية وأنه واثق بيچ.
شمس: واااو الفصحى نسيتها أصلاً.
ابتعد يضحك: ما هذا بحق الجحيم؟ ما بكِ يا جميلة العينين؟ أنا أعلم إنكِ تفتقدين هذهِ الكلمتان.
ضحكت بصوت عالي ورفعت أيدي حاضنه رگبته: أحبّ هالكلمة هيَّ وياذات عيني الغزال.
الزئبق: لما لا تُحبين الأحمق؟
شمس: ما أحبه.
غمز بعينه وهمس: هل عندي قوة جَذب؟ لِما هذهِ الأيام تلتصقين بي هكذا؟ إعترفي يا جَميلتي.
قوست شفايفي: شعرفني وبعدين تحچيها حسبالك عشيقتك مو زوجتك.
الزئبق: اللعنة على كلامي، ستبقى تنكد على عيشتي.
شمس: قصدك ما تتحملني؟
گرص خدي ألي سمنان حيل وگال: أتحمل أي شي منچ حتى لو چان الموت منچ راح يكون عسل على گلبي.
شمس: شوف غزل العراقي أحلى من الفصحى مالتك.
الزئبق: ما جاوبتيني ليش لازگة بمذهبي؟ أخاف تطلعين +2.
دحگتله مستغربة: أنتَ شتقصد ب +2؟
رفع راسه عود يفكر ورجع نزله يحمحم: مو تحسنت علاقتنا؟
هزيت راسي ب أي رحع جاوب: أحم يعني تحسنت علاقتنا حيل.
شمس: أييييي،!
خلا إيده على حلگه يضحك ودار راسه مني. مشيت گدامه وأحاچي: ايييي شتقصد ب +2؟
مَد إيده: شو تعالي.
وگفت قريبة منه نزل إيده ورفعني ورجع نزلني: أحم وزنچ زايد.
رفعت إيدي بعصبية وقلة صبر: لا تخليني أتعصب تعرفني من أتعصب تروح تغير الغرفة كُلها.
سحبني من خصري على مبتسم: مو أنه خجول بسوالف السرسرية. أي ولهذا داسألچ يا جميلتي.
تعصبت على وأبتعدت وأنا معصبة ردت أشيل الكُرسي من الگاع وأضربه صاح بيَّ: مُو أخاف حامل يا جميلة العينين.
أنداريت على معصبة: حااااامل بشيطااااان.
گعد ع الكُرسي مختنگ ضحك. بقيت أخزر بي وهوَّ يضحك، رجعت دحگت على نفسي بالمراية صايرة ثور من السمن دمعت عيني بقهر: الزعاطيط يكبروني.
أنه گلت هيچ وما أحس غير وگع من الكرسي للگاع يضحك
دنگت ورفعته حيل وصحت بي: يعنُي قصدك أنه صايرة مو حلوة؟
هز راسه ب لاا ويضحك: لااااا أنتِ جميلة بكُل حالاتك.
شمس: زئبق
الزئبق: عيني شمس عيني.
تربعت بالگاع ضايجة ومقهورة دحگتله بعصبية: كُل صار بسببك، أنه مو گلتلك طلگني وأخلص مني؟
الزئبق: ليش يا عيني؟ ليش اطلگچ؟
شمس: مو أنه أكبر منك وراح أموت قبلك وبعدين أنتَ تاخذ أطفالي وتتزوج ووحدة حقيرة تربيهم.
گام گعد يمي وسحبني لحضنه: شهل كلام؟ حتى لو چنتِ عجوز راح أحبچ وأنوب ما أتزوج بعدچ أبد.
شمس: ناصب عليَّ أدري.
باس خدي حيل وضحك: وداعت جهالي الأربعين ما ناصب عليچ.
دحگت بي ما عاجبني: أكيد مسويلي سحر أنه وين چان عقلي بهاي الفترة؟ شلللوووون قبلت أحبك؟
الزئبق: أي مو هوَّ يدگون بابچ يابه لازم تحبين فلان بن فلان.
رفعت أيدي بعصبية: زئبق لا تضحك عليَّ تراني لهسه بقوتي إذا أگضبك أخسرك حياتك.
نزل إيدي منه وحچى متصنع العصبية: شو صايرة فد مرة مو أكسر إيدچ ترفعيها بوجهي.
فتحت حلگي صافنة بكلامه: شو گلبت عراقي أنباري مُتحكم؟
الزئبق: لا عجل أخليچ تصيحين بوجهي.
گمت نافضة نفسي: عزا عزا گلب الرجال. هذا كُله بسبب المغوار غيرك عليَّ، ولك يابه رجلي تغير.
رجع يضحك مختنگ أخر شي سحبني على يضحك: كااافي ولچ جلطتيني.
شمس: عزا عزا متغير، خاف خلص مفعول السحر گُلي خلي أجدده.
بقى صافن بوجهي يضحك: أحب شخصيتچ الفرفوشة ألي بعيدة عن سوالف الزلم.
شمس: شتقصد يعني أنه چنت زلمة وصرت بنت؟
قوس شفايفه يفكر وجاوب: لااا بَس چانت حياتچ هكر وملاحگة عمامچ وطول وكتچ مع أخوانچ ما چان ببالي عندچ سوالف حلوة وفرفوشة.
لفيت شعرة من شعره على إيدي وهمست: مُمكن حتى هالشي مؤقت، راح أرجع لشخصيتي الأولى.
الزئبق: يلوگلچ بَس النكد والفرفشة.
شمس: مجبورة أرجع أفهمني.
حضني لصدره وهمس بقهر: ما راح أخليچ بالواجهة هسه جا دوري. وراح يشوفون فقط الزئبق بوجهم.
شَمس: هل هوَّ إنتقام؟
الزئبق: إنتقام من العائلة إلى ما حسستني بالحنّية ولا حسستني إني طفل حتى وكت إلى چنت بي طفل.
بقيت قلقانة من كلامه. بعد وقت گمت من حضنه ومشيت للباب وأنه أهمس: شلون راح تكون معايا؟
الزئبق: شيطان معاهم بَس وياچ إنسان.
غمضت عيوني وفتحتها نظرتله نظرة حُب وطلعت من الغرفة دحگت للصالة گاعدة ميراس وگدامها عدة أوراق وتصاميم مطشرة وهيَّ مخليه راسها بين كفوف إيديها. تقدمت يمها وگعدت عدلت نفسها وابتسمت بتصنع: شلونچ؟
شَمس: بأحسن حال.
ميراس: گلتي لزوجچ على حملچ؟
دحگت بعيونها وحچيت: هوَّ عرف من سمن جسمي.
ميراس: تحسين ندمانة لأن خطيتي خطوة بعلاقتكم؟
نزلت راسي للگاع ورجعت رفعته: مو متندمة بَس خايفة، أصلاً شلون صار كُل هذا ما أعرف، كُل شي صار بسرعة چبيرة.
ميراس: لا تخافين وتقلقين زئبق خوش زئبق.
غمضت عيني من تذكرت تحذير أبوية وحچيت: هسه عوفينا من علاقتي بزئبق أنتِ شبيچ؟ ليش مو على بعضچ صارلچ هالفترة كُلها؟
نزلت راسها ودموعها بعينها: تگدرين تگولين ما تخطيت.
سحبت إيدها لحضني وأردفت: ليش ميراس؟ مو گلنا أنسي كُل شي وأبدي صفحة جديدة؟
ميراس: أنه صح سجنت أروى بوقتها وتوسلت بيَّ يلا طلعتها بَس راجح ما چان لازم إيدينه تتقيد بذاك اليوم.
شمس: بعد صارت هاي السالفة وهوَّ طلب ينفصل عنچ بيدچ شي؟
ميراس: أنه ما همني كل شي بَس أخر جملة گالي أياها بعمري ما راح أنساها.
شَمس: شگال ألچ؟
طالت نظراتها ودموعها تنزل.
بهذاك اليوم نفسه چان راجع من السجن ووَهن يمي واگفة
تقدم ألي ونظراته خايبة ومكسورة، من صار گدامي حچى جملة أذتني حيل.
راجح: أشكرچ، خليتيني أرجع لغرفتي المُظلمة مخذول من أول شخص وثقت بي.
چانت كلماته نار وتسعر بگلبي، متت وقتها ولهسه كلامه يدگ براسي كسرته وأنه چنت أول شخص يثق بي، كسرت ثقته وكسرته تخيلي؟
أخذتها لحضني أبوس راسها: لا تخافين كُل شي راح يتصلح ب طريقة والله لو قاسملكم راح ترجعون لبعض وتنسون الماضي السيِّئ هذا.
ميراس: ما راح نرجع، ورقة طلاقي.
گالتها وأشرت ع الميز دحگت صدگ ورقة طلاق محكمة.
ميلت راسي بحزن وقبل لا أحچي رَن موبايلي دحگت بي رقم غريب سويته صامت هم رجع رَن.
جاوبت وعيني على ميراس ألي دموعها ما وگفت
شَمس: نعم تفضل.
- شَمس.
نزلت الموبايل دحگت بالشاشة ورجعت حچيت: منو؟
جاني صوتها تبچي: شَمس بنتي.
شَمس: هسه تذكرتي عندچ بنت؟
- مو متصلة علمودي، متصلة تشوفين أبوچ.
وگفت على حيلي مرعوبة: شبييي فهد؟
- قبل شويه أجاني إتصال من رقمه وو.
صرخت بيها: كملييي شنووو؟
- وأجه صوته يحچي طبيعي بَس فجأة صار صوت قوي ما أدري شنو صار بَس صوت قوي وأبوچ صاح.
علي صوتي الكُل ألتموا والمغوار يأشرلي شكو ما أگدر أنطق حرف واحد وأنه أستمع بَس: تگدرين تاخذين موقع أبوچ من رقمه چان موبايله شغال وما فصل الا ما انه فصلته.
وگع الموبايل من أيدي وگلبي يوجعني، سندني الزئبق وأحس روحي تغيب وترجع...
هل إنتهت؟
نهاية عادية!
لكِن مو كل النهايات بسيطة وسعيدة...
كان بعد لنا حياة ثانية ومشوار طويل مع أعمامي المُلحدين والسحرة، ومشوار طويل لمواجهة أختيارنا لشركاء حياة كُل وحدة مننا...
هاي كانت سنين إلى سميناها سنين الراحة بالنسبة لأشخاص مثلنا، أما السنين المُتعبة والمُهلكة، السنين ألي راح تكون نهاية قصتنا راح تكون بجزء ثاني. لإنهُ جزء واحد لا يكفي لشرح مُعاناة أب و أربع بنات وخمسة أولاد...
للحكاية بقية.
ألتقيكم في الجزء الثاني.