رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثامن والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثامن والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثامن والعشرون

بقيت أروح للغرفة وأشوف حالة حَكم ما زال يبچي هالدموع ما نشفت ويحاچيها: أنا حميتچ طول سنين من اهلچ وهسه بعد ما كبرتي وصرتي مثل الورد تروحين ليشش؟ ما فكرتي بيَّ ما گلتي حَكم شلون يعيش بدوني؟ ما گلتي لنفسچ شلون أأذي روحه؟
تراجعت للخلف وأشهگ بچي وگلبي أحس نار نار شاعلة بي.

چنت متأكدة حَكم راح يموت بعد حَنين ومُستحيل يتقبل موتتها لكن صار العكس، صار الأسوء من الموت، صار شي محد متوقعه نهائيًا وأصلاً محد مصدگه لو ما شافه بعينه.
صار الصبح وأنا گاعدة بالممر إلى بين الغرف وكُل شويه أدخل للغرفة أشوفه نفس وضعه ودموعه ما نشفت، ما غفت عينه لحظة بقى گاعد يمها ويحاچيها، أول ما صبحنا جابوا حرمة تغسل حضروا مكانها البنات.

طلعت للغرفة فتحت الباب بعده نفس حالته مشيت للكنتور طلعت الها لبسة خفيفة وتقدمت يمها همستله: ساعدني أغير ملابسها.
رفع راسه عليَّ لون عيونه ما يبين صاير دم كُله
رجع راسه لحنين من بقى صافن بيها ودموعه تنزل تقدمت أنا فليت شعرها وصرت أنزعها الفستان وقبل لا يطلع جزء من جسمها دار راسه عاصر نفسه، ضرب رجله قوي وگام يستند بالحايط لمن ما طلع برا.
بالگوة رفعتها وبدلت الفستان وأنا دموعي شلال.

لبستها اللبسة الخفيفة وأمسح على شعرها، وعيني على وجهها شفايفها صايرين زرگ وجهها أصفر.
دنگت راسي بست جَبينها وأهمس بأذنها: دمچ ما راح يروح هدر، مُهراب راح يموت على إيدي وهذا وعد من شَمس الفهد.
گلتها ومشيت للباب فتحته شفت حَكم گاعد ع الأرض وساند ظهره ع الحايط ويشهگ دنگت يمه وأردفت: كافي حَكم أرحم حالك شوف عيونك راحت من البچي، حرام ألي دتسوي بنفسك، ما يجوز هالشي.

رفع إيده دمها ميبس عليهم وحچه بكسرة: عشگ طفولتي ماتت بحضني!
مسح وجهه حيل وضرب الأرض بيده قوي وصاح بوجهي: الربيتها وحميتها من عائلتها خذاها الموت.
زدنا بالبچي أثنينا وصار يضرب گلبه بقوة ويصيح: لييش ما يتوقف؟ ليش ما يتوقف مثل گلبها، ليش خلتني هين وحيد، ليش أخذت روحي بروحتها.
التموا الولد على حضنه آهِب وحالته مو أحسن من حَكم
وگفت وأشرت للزئبق يجي يشيلها ننزلها نغسلها.

دخلنا للغرفة غطيتها بجرجف أبيض گعد يم راسها ويمسح شعرها ودموعه تنزل دنگ على راسها باسه حيل وأردف: لتذهبي للجنة يا عصفورتي.

غطاها مقوي گلبه لأجل حَكم مَد إيده وشالها ومشى گدامي طلع من الغرفة وحاملها بين إيدينه والكُل يدحگ اله ودموعه تنزل، راد حَكم يگوم قيدوا حركته حتى ما يعيق غسلها وتكفينها. نزلنا للمكان إلى مجهزينا والحرمة تنتظر مددها ع السرير نفر واحد نزل الجرجف لأخر مرة مسح خدها وگعد ع الكرسي دنگ راسه خلاه على صدرها ويحاچيها:.

الزئبق: أعترف إني سيِّئ ونفرت منكِ بأول لقاء، وأعترف قصرت ولم يكن لدي وقت كافيّ لكِ لكن أنا أُحبكِ، أُحبكِ جدًا وأكثر من أي شيء، ستبقين في قلبي وتبقين فراشتي الصغيرة، سأختم القرآن لأجلكِ جًميلتي، سأفعل كل شيء حتى تكوني فتاة الجنة والمليئة بالحسنات وأكثر من الجميع، سأجعل جميع الفتيات يغارون منكِ على حُبي وجعل حسناتكِ تتعالى على الجميع.

رفع راسه يمسح دموعه مبتسم غطاها وغمض عيونه: لن أجعل لكِ سيئة واحدة في ميزانكِ ستمتلئ بالحسنات فقط.
گام من يمها مسكته من إيده طلعنا وسديت الباب
وگفنا بالخارج زاد بالبچي فتحت إيدي أله وأنا هم دموعي تنزل بهدوء، حضني حيل ويهمس: كيف سأعيش من دونها؟ هيَّ عائلتي الوحيدة!
شَمس: راح تعيش وتتناسى، راح تبقى فقط ذكرى.
الزئبق: لن تكون ذكرى ستكون جرح قلبي دومًا.

طبطبت على ظهره: راح تكون نسمة خفيفة تحسسنا بالحنية نفسها إلى حسستنا اياها من هيَّ وعايشة، فعلاً راح تكون بروحنا وگلبنا دوم، راح تبقى حَنين گلبنا كُلنا ووين نشوف شخص حنون نتذكرها ووين نشوف فراشة طايرة نتذكرها، هيَّ باقية يمنا بدون لا نشعر بيها.
الزئبق: قلبي يحترق.

سكتت ما أعرف شجاوبه، عدلت وگفته ودخلته للصالة الكُل گاعدين وصافنين، البيت صار ما ينسمع بي بَس البچي وآهات القهر، شغلت قرآن بالبيت وعليت الصوت حيل نزل حَكم من فوگ يعرج ورجله تنزف دحگت لآهب ميل راسه بقهر: ضرب نفسه.
راد يطلع حكم وقفته مسكت إيده: حرام إلى دتسوي، وتعرف حق المعرفة هيَّ ما ترضى ب إلى دتسوي.

نتر إيدي منه وصرخ بقهر: أنااا أريد أموت أموت، لو هيَّ ترجع لو انا أروح معاها، أنا ما أبقى بالحياة بدونها.
شَمس: تعارض حُكُم الله؟
ضربته بصدره حيل وصرخت بي: تعارض القدر أنتَ؟ راحت خلاااص لو شما تسوي هسه لو تبچي مو دم لإن أنتَ فعلاً دتبچي دم عليها لكن لو تبچي حجر هم ما راح ترجع، لو تبقى تدعي من هين لطول عمرك ترجع هيَّ ما راح ترجع، هيَّ موجودة بداخلك ما راح غير جسمها.

ضربته بگلبه: هين هيَّ، راح تبقى هين تشوفك وتحس بيك.
گعد بالگاع على ركبه حاضن رجلي: موتيني، الله عليچ طلقة بگلبي مثلها وخلصيني.
رفعت راسي أمنع دموعي تنزل وهيَ تزيد بالأكثر، أنحنيت أله وحضنته حيل: كافي تعذب نفسك وتعذبنا أدعيلها حَكم أدعيلها وصلي الها، هيَّ محتاجة هذا منك ما محتاجة دموعك وموتك، بالنهاية راح تلتقون بالجنة إذا الله راد، ليش ما ترضى بحكم ربنا؟
حَكم: ببالكم سهل عليَّ هالشي مو؟

سحب نفس وصفن بالفراغ
حَكم: خذت كل حيلي وياها
ما بقى عندي شي أستند على وحتى سندتني الدنيا كُلها راح أطيح بعدها.
مسحت دموعه وهمست: قوي نفسك حَكم الليلة أول ليلة الها بالقبر لازم تصلي وتدعي الله يثبتها عند السؤال، لازم توگف معاها وتدعيلها مو تبچي وتعذبها، قوي نفسك خوية ربنا كريم وراح ينسيك كل شي بمرور الأيام.
حَكم: عزيزة گلبي ما تنسي لو يمر عليها دهر.

رفعوا الولد من عندي وهو صافن بَس ودموعه تنزل من هالعيون إلى مابيها لون غير الأحمر، مددوا ع القنفة وعيونه بالسقف صافن ونفسه ينگطع ويرد من گد ما الغصة ماليته.
بعد وقت طويل طلعوا جثمان حَنين وحكم صافن بيها مكفنه تقرب شويه مسكوا الولد أشرتلهم يعوفوا تقدم يمها وگعد صافن شلون مكفنة وما يبين بيها شي، رفع راسه إلى همس محروگ گلبه: شيلوا هذا من رجليها وايديها لا تقيدون بنيتي.

يقصد شلون لافين الكفن تقدمت سولين يمه مخليه إيدها على كتفه: هذا بالقبر يضيق ع الإنسان السيِّئ ويتسع للإنسان الصالح، لا تخاف من هذا حَنين چانت صالحة ومؤمنة برب العالمين وبالقبر هالخيط راح يتسع والملائكة تشيله.
رفع راسه الها ببچي: يعني ما تختنگ؟
سولين: لا ما راح يخنگها ما طولها مؤمنة ومظلومة، هذا يخنگ الناس السيِّئة.

بقى ساكت وعينه ع الكفن دنگ باسها من الكفن ومخلي راسه على قلبها: ما راح أنساچ ولا أخليچ بظلمة راح أدعيلچ هواي حتى يبقى النور بقبرچ، أحبچ حيل يا نور عيوني، راح أكون إنسان صالح ومؤمن حتى نلتقي بالنهاية ولا راح أتزوج بعدچ ولا تصير بعيني حرمة غيرچ.
مسح دموعه ورجع مسح ع الكفن همس بغصة: حَكم: كفوف الرحمان تحتضنچ بنيتي.

باسها لأخر مرة وشمها سحبوا الولد من عندها و وَهن تعدل بالكفن وتمسح على شالوها للدفن صاح بحرگة.
حَكم: يمه راحت عزيزة گلبي يمههه، خليييي أشمها وَهن خلي أشمها.
يبچي ويحچي بضعف وكسرة وغصة كل شي ملموم علي، طلعوها للدفن ومشوا أخذه آهِب للسيارة وياهم وگوة يمشي رجله مبين متأذية حيل...
بقت سولين تتوسل بيَّ نروح معاهم ما چنت أقبل الا ما صارت تبچي وتبوس إيدي: ماما فدوة خليني اروح مع عمو.

شَمس: مايصير بنتي مايصير.
بقت تتوسل الا وافقت لبست عبايتي وهيَ هم لبست عباية خالتها وتسحل وراها، صعدت السيارة ومشينا وانا اوصي البنات ع البيت بين ما ارجع.
چنتّ اسوق وگدامي السيارات مالت الولد ودموعي تنزل
وصلوا المگبرة نزلوا واكو ناس موكليهم بالحفر ديحفرون القبر انقبض گلبي من المنظر ورجف جسمي.

بقينا واگفين بعيد، من كملوا حفر شالوا الجثمان ونزلوا على كيف بالقبر صار حَكم يصيح ويزحف ع التراب يريد يوصلها: لااااا تدفنووووهااااااااا، لااااا تاخذون روحي...
يسحبون بي الولد ما يفيد يصرخ بيهم ويشيل تراب ويضرب نفسه: ما أگدر ما أگدرر...
التفت عليهم واحد واحد ويهمس ودموعه تجرب: أدفنوني هين، أدفنوني يمها، تخااااف تخااااف من الظلمة.

يحچي ويضرب نفسه ويضرب الگاع بقوة ويشيل تراب ويخلي فوگ راسه: رااااحت روحيييي رااااحت فراشة گلبييي، يا كبر كسرتيييي ياااا كبر حسرتيييي، ولججج ياااا يمههه...
وصل قبرها وگعد صافن بي ودموعه تنزل صااح بكسرة: ولكمم داااافن بنت گلبيي، ولكم دافن نظر عيني، ولكمم ما لمسنيييي شي حنون مثلهااا، هاااي عائلتي هاااي مَلاذي.
تقدم آهِب يحضن بي وحكم يضربه بقوة ويصيح ويبچي،
حَكم: ولكم الموووت أخذ حنيني ونبض روحي.

تركت إيدي سولين وراحتله ركض دخلت من بين الزلم وبعدت آهِب وحضنت حَكم حيل وتبوس راسه: لا تبچي خطيه حَنين تتعذب.
نزل إيدها منه وضرب صدره: يااااربيييي شنوووو هالعذااااب شنووووو.

حضنته سولين حيل وتبچي على بچيته ما أدري شني همست بأذنه دحگلها مميل راسه بقهر، هزت راسها سولين تطمنه ومَدتله إيدها بقى ثواني وگضبها رادوا يقربون منه يسندوا ما قبلت و سندته سولين وحدها برغم ثُگله گدرت تساعده وتگعده بصفحة أخذت بطل مي وفرغت على إيدها الصغيرة ومسحت وجه حَكم من التراب.
گعدت يمه وبيدها مصحف صغير ماخذته من الزئبق.

تمدد حَكم على رجلها الصغيرة وعينه عليهم شلون يدفنون حبيبته كأنه دخل بصدمة صمت وعدم حركة بقى بَس صافن بدون حركة ولا نفس.
قرأت سولين على راسه القرآن وتمسح على شعره
تفاجئت ببنتي حيل معقولة هاي صغيرتي؟
شلون تفكر هالشكل وشلون گدرت تساعد حَكم برغم كل الموجودين عجزوا عن تهدئته بهالوقت گدرت هيَّ تهدئه.!

رجعت لسيارتي وأبچي بقهر بقيت لمن ما خلصوا دفن وحكم ما زال بدون حركة للحظة حسيته مات وراح لحبيبته لكن اشوف دموعه تنزل بهدوء وبدون حركة. ما بقى احد غير العرف تقدم فهد وگعد مقابيل حَكم وصار يحچي وياه ما اعرف شني...
الا ما سولين حچت شغلة ومسحت على راس حَكم بحنية ورفعت عينها لجدها تحاچي وتنظرله نظرة حادة، بقى صافن بيها ثواني وگام يهز راسه موافق بنتي الكلام إلى ما عرفت شني هوَّ.

مشى تاركهم واخواني كلهم بقوا بعيد من حَنين وسولين
رفعت راسها عليهم وحچت شغلة التفت الفهد عليها ورجع التفت ع الولد واشرلهم، كلهم مشوا وراه الا آهِب بقى يم حَكم وسولين.

حَكم بغير عالم حرفيًا، نزلت من سيارتي بعد ما شفت الكل مشى بين ما اتقدم گام حَكم من مكانه ومشى بخطوات مهزوزة، گعد يم گبر حَنين يمسح على ويبچي، خلا راسه على وتمدد حاضن گبرها: ما ترجعين يعني؟ سويتيها صدك؟ يعني هاي هيَّ خلصت قصتنا مو گلتي راح ابقى معاك طول الحياة ليش عفتيني؟ انا استحق هذا منچ؟

باس تراب گبرها ودموعه بللت التراب: هاي جزات زينيتي؟ تتركيني بنص الطريق، هاي قسمتي معاچ؟ ليش ما دخلتي لحضني قبل لا توصلچ الطلقة! ليش تراجعتي وزرفت گلبچ هذيچ الطلقة؟
ضرب الگبر بقوة وصرخ بيها بصوت يرجف: ليييشششش، ليشششش ترااااجعتييي لييششششش، ليش متتي وعفتيييني ليششش؟
سحبه آهِب من الگبر ضربه بقوة وصرخ بي: لااا تبعدنييي من فرااشتي، هسه ظلمة هيَّ تخاف. هيَّ تخاف من الظلمة والأماكن المُغلقة.

رجع تمدد ع الگبر ويمسح علي: اسف ياروحي اسف فززتچ، ما اتركچ ابد ما أتركچ للظلمة نور عيني أنتِ، راح ابقى يمچ.
أشرلي آهِب اخذ سولين وأرجع للبيت واضح ما راح يرجع هسه الا يبرد گلبه شويه ويصدگ هيَّ راح تبقى هين، وفعلاً راحت سولين وگعدت يمه على ركبها مَدت ايدها على خده وهمست تبچي: هيَّ بين كفوف الرحمان، ثق بالله ربنا حنون اكثر منك وراح يفتحلها باب يدخل النور لقبرها، ما راح تعيش بظلمة ابد.

ما رد عليها وكأنه ما يسمع اي كلام مننا، سحبت سولين منه وهيَّ محروگ گلبها على حَكم، رجعنا للبيت انا معاها مشى أول يوم فاتحة مثل السنة علينا وين ما أروح أشوفها تخبلت أنا وهيجي ديصير بيَّ عجل هوَّ شلوون؟
للعصر دخلوا محمد واهب شايلينه وهوَّ مغمض عيونه وملابسه تراب وشعره تراب چانوا جايبي من المگبرة ركضت الهم واهمس: شكووو؟

آهِب: رجعنا قبل كم دقيقة للخيمة دخلنا بين الزلم وما أشوفلچ غير وگع من طولو نازل ضغط دمو جيبيلي مغذي اذا عدنا واذا ماكو محمد جيب من الصيدلية.
راح محمد وانا ساعدته دخلته للغرفة مددناه ع السرير وآهب يفتح عيونه ويصيح بي: حتى نزف بعيونو صاير وما ديوگف بچي.
شَمس: خوما خطير؟
آهِب: لاا بَس من شدّ الأعصاب يصير قطع بأوعية العين ويسبب نزف مؤقت ويروح بَس عيونو راح تبقى بهالشكل لثلاث اسابيع بعد.

شَمس: إذا خطر ناخذه ع المستشفى آهِب ليكون نزيف لهسه.
خلا أذنه على گلب حَكم ورجع رفع راسه: ما بيهم شي عيونو والنزف متوقف لا تخافين مجرد دم من الخلف وتروح تدريجيًا.
گام وجاب كانيولا شكلها بإيد حَكم وبين ما أجه محمد خلا المغذي وگعد يم راسه يمسح على شعره ويبوس براسه.

تركته مع أخو ورجعت للبيت الفاتحة صح ببيتنا بَس ناس قليلة حيل بَس زلم چثيرة وكلهم معارف الفهد، هوَّ رجع الصبح بَس ما اجه للبيت مُجرد سمعت گالوا اجه الفهد...
صار المغرب ومحد اله نفس ياكل ولا أحد اله نفس يحچي
هدوء حيل وبس شهگاتنا تنسمع، غيمت غيمة سودة على بيتنا، ظلام حيل ودموع وقهر. الكل نفس الوضع وكلنا مقهورين وگلبنا متگطع بَس شنسوي ما نعترض على حُكُم ربنا ونحاول نكون أقوياء لأجل حَكم.

دنيا ليل غمضت عيني وأنا على سجادتي أصلي رفعت إيدي لربي أدعي: إللهي صبرنا على هالمصيبة وصبر حَكم، إللهي ثبت حَنين عند السؤال ونور قبرها وأجعله روضة من رياض الجنة.
سفطت السجادة وخليتها بمكانها دخل الزئبق عيونه ذبلانه ومَحني الظهر گُبل گعد ع الگاع ساند ظهره ع السرير بعدها بشويه وتمدد صافن ويغمض عيونه ويفتحهم بتعب شديد.

گعدت يم راسه ورفعته خليته على رجلي امسح دموعه وامسد على راسه: كافي دموع صلوا وادعولها هاي اول ليلة الها بالقبر، ادعوا الله يثبتها عند السؤال.
الزئبق: ناار ناار في قلبي لا تبرد.
مسحت على گلبه وأردفت: كُل حزن بيك راح تمتصه سجادة صلاتك من تسجد ل رب الكون.
غمض عيونه بتعب وبسرعة نفسه ثگل نام!

گعدته ما گعد ضربت خده وبعد وقت من محاولاتي فز صافن بيَّ غمض عينه وفتحها بسرعة رفع ايده لراسه وگام من يمي ومشى للسرير تمدد على لام نفسه مثل الطفل.

غمض عيونه وغفى، گمت على كيف طفيت الأضويه وتركته ينام صار من امس ما نايم، نزلت للبيت هدوء الكل بغرفهم وأصوات بچيهم مالية البيت، التفتت ع البيت كُله وجسمي يرجف بكل مكان هين چانت عدنا ذكرى معاها، بكل حايط وكل متر بهالبيت بي ذكرى، خليت إيدي على راسي أرجف ودموعي تجري.

رجعت للطابق الثاني وفتحت باب غرفة حَكم وتفاجئت آهِب گاعد بالگاع غافي مبين من التعب وحكم ما موجود. طلعت من الغرفة ركض ونزلت جوى وبوجهي للكراج لمحته بالحديقة واگف، تقدمت يمه مخليه ايدي على كتفه وقبل لا احچي التفت عليَّ يهمس:
حَكم: حنيني؟
أختفت إبتسامته من شافني رجعت دموعه تنزل
ودار ظهره، بعد دقائق تركني ومشى ركزت بإيده سويچ سيارة، فتح باب البيت ركضت اله: حَكم وييين؟

حَكم: رايح يمها، ما دتشوفين شلون ظلمة؟ بنتي تخاف گلتلكم تخاااف من الظلمة.
گالها وتقدم للسيارة سحبت السويچ منه: ما تروح حَكم كااافي اصحى على نفسك حَنين ماااتتت خلصص.
صرخ بوجهي وعيونه ترعب: السوووويييچ.
ولِأن بين الگراج وداخل البيت مسافة كُلش بعيدة مَحد حَس على وعلى صوته، همست اله مقوية نفسي: أناا أنا اخذك.

صعدته السيارة دحگت لملابسي ملابس سودة ما راح تبين دنيا ليل، صعدت السيارة وشغلتها اروح معاه افضل ما يروح وحده ومنها اتصل بآهب يلحگنا...
مشيت ب طريق المگبرة بعد ما طلعنا من البيت وقفلت الباب، وأخذنا وقت طويل وطول الوقت هوَّ راسه ع الكشن ويشهگ، وصلنا المگبرة وتخوف من بعيد ودنيا ليل.

نزل حَكم ويدور على گبر حبيبته وانا وراه وصل گبرها ميل راسه يبچي تقدم وحضن گبرها حيل ويحاچيها: ياروحي أنتِ يا نور عيوني ما أتركچ فراشتي ما أتركچ للظلام أدري بيچ تخافين.
بقى حاضن گبرها ويضحك وياها حسيته مُختل عقلي
بعدها عدل نفسه واستقام ظهره وبچى...
صار يحاچيها ويبچي
رفع راسه للسماء وگال بحرگة گلب.
ياا الله أُخُذ نور عيوني ونور گبر حَنينة روحِي.

گالها وبچى بصوت عالي وتمدد على مقدمة گبرها: عيوني حلوة وملونة خليها فدوة لفراشتي المُهم ما تبقى بالظلام.
بچيت على كلامه هذا، رجعت للسيارة أنتظره يكمل كلامه مع حبيبة روحه حتى أرجعه، سحبت موبايلي ودزيت رسالة لحَيدر يجينا هين ورجعت راسي ع الكشن مغمضة عيوني إلى أحترگت حرگ من البچي...

وما أعرف كيف غفت عيني ما حاسة على نفسي فزيت على اذان الفجر گمزت من السيارة بسرعة خايفة على حَكم شفته ممدد على گبرها وغافي ووجهه كُله دموع...
تقربت منه أگعده ما يگعد، سار الخوف داخلي وجسمي يرجف رجعت گعده وهم ما يگعد تراجعت للخلف أبلع ريگي بخوف وعيني على وعلى اسم الگبر...

رجعت اله خليت ايدي على رگبته اكو نبض، رجعت ايدي لخشمه هم ديتنفس، تحمدت ربي ومشيت للسيارة اخذت بطل المي ورشيته على وجهه فز بسرعة ويدير راسه بعشوائية همست بخوف: الحمدّ لله.
بقى صافن بمكان ثاني درت وجهه عليَّ عيونه مدري شبيهم
بؤبؤ عينه ما تتحرك ضربت خده حيل همس يضحك ودموعه تجري: صار عندها نور لگبرها، هسه راح أرتاح وبنتي ما تخاف من الظلمة.
بقيت صافنة بوجهه ما مستوعبة كُل شي.

الا ما تذكرت دُعائه أمس تراجعت للخلف وگعدت بنص التراب وكلمات الدُعاء تدُگ براسي.
ياا الله أُخُذ نور عيوني ونور گبر حَنينة روحِي
أستجاب دعائه بهاي السرعة!
الله أخذ نظر عينه ونورهم لأجل حبيبته إلى بالگبر!
بقيت صافنة ما مستوعبة شي شلووون!
تقدمت اله أأشر بيدي وبؤبؤ عينه ما تحركت من مكانها
همست برجفة: ش شلون!
حَكم: الله أخذ نور عيوني ونور گبر فراشتي.

الله ما يريدني أقلق بعد ووثقت هسه بنيتي عايشة بنور داخل گبرها.
گالها وگام من مكانه ورجع يتحسس گبر حَنين ويهمس: لترقد روحچ بسلام، يا إبنتي وروح گلبي، متأكد هسه دتشوفين مناظر جميلة وفرحانة بيها واكيد دتشوفين فراشات تطير گدامچ وأنتِ وحدة من هالفراشات، راح تبقين بگلبي وترفرفين كُل ما أتنفس.

مِن شِدّة حنانه وغصته في تلك الليلة دعا الله في اول ليلة ل فراشته في القبر قال يارب خُذ نور عيناي ونَوّر بِها قبر حَنيني ونام على قبرها مؤمن بذالك الدُعاء وعِندما إستفاق صباحًا لم يعُد يرى النور في عيناه ??.

فراشة حَكم ??.

شَمس.
دحگتله گام وگف ويمسح دموعه وتنزل أكثر، أبتسم ومشى بخطوات بطيئة وصل السيارة ويتحسسها لمن ما وصل مقعده فتح الباب على كيف وصعد للسيارة.
بقيت صافنة شلون عرف الطريق وهوَّ ما يشوف مثل ما گال! رجعت للسيارة صعدت وأدحگله صافن بمكان واحد ما يحرك عينه ظليت أدحگ واتأكد هوَّ فعلاً ما يشوف لو ديضحك عليَّ، والي تبين هوَّ فعلاً ما يشوف...

سقت السيارة بخوف ودموعي ما وگفت، وصلنا البيت فتحت الباب وبقيت السيارة بالخارج، گضبت إيده أدلي ع الطريق وهوَّ يمشي عادي كأنما يشوف!

دخلت للمَطبخ شفت آهِب ديمشي ويخابر من شافنه نزل الموبايل وأجه سند حَكم ومشاه بعدها وگف من حَس اكو شي غلط، دحگ بوجه حَكم صافن بي بأستغراب، دحگلي ويأشرلي شكو مَيلت راسي بحزن. رجع نظره لحكم وما زال يتأمل تفاصيل وجهه من زاد شكه من شاف حَكم ما يرمش ولا بؤبؤ عينه تتحرك وصافن بمكان واحد...

رفع إيده على كيف ووجهه ما يتفسر، مشاها گدام حَكم وهوَّ ما أنطى اي ردة فعل، التفتلي آهِب فاتح عيونه على وسعها: ليششش مااا ديشووف؟
حَكم: الله اخذ نور عيوني ونور قبر فراشتي
بقى آهِب صافن ما مستوعب الصار: شدتحچي؟
ربت حَكم على كتف آهِب مبتسم ودموعه بعينه: تعرف الله شگد يحبني؟ يحبني لدرجة دعيتو بالليل وأستجاب لدعائي الفجر متخيييل حُب ربي الييي؟

ضربه آهِب على وجهه وصاح بي: شدتشوووف هسهه؟ عمييييت يعنييي هالعيون الحلوة خلاااص راااحت أنعمت؟
حَكم: عمت عيني على حَنيني.
آهِب: وللكككك شدتشووووف جاوبني اخاف بسبب النزف!
حَكم: داشوف وجهها بَس، عيونها، شكلها، دترفرف من هين وهين، صدگني آهِب أنا داشوف وجه حنيني، ما داشوفك هسه بَس داشوفها واگفة مبتسمة گدامي ومثل الفراشة.

راد يضربه حتى يصحي مسكت إيده والولد كلهم طلعوا من غرفهم مستغربين الوضع من عرفوا بالموضوع هذا وكلام حَكم من يگول بَس اشوفها بقوا صافنين ما مستوعبين الموضوع من أساسه.

أخذت حَكم من آهِب إلى صار نار ميت قهر على أخو، شلون من حُبه خسر عيونه وما أعرف هذا الشي وقت ويرجع بصره لو يدوم طول الحياة، ما أعرف اكو علاج اله لولا، هالعذاب فعلاً اقوى من الموت واصعب منه كيف هيَّ ماتت وهوَّ فقد بصره بَس يگدر يشوفها! لو حَكم دخل لحالة الإضطراب العقلي، لو بسبب نزف العين صار هذا الشي، متأكدة لكُل شي حَل ولكُل شي علاج.

لكن إلى ما زال مخوفني وموترني كيف هوَّ بليل دعا الله ياخذ نور عينه وينور گبر محبوبته ومن گعد الصبح فعلاً فاقد بصره! والأقوى منها يگول ما أشوفكم بَس أشوف حَنين!

من دخل لغرفته ترك إيدي ومشى يتلمس الحايط بعدها دخل للحمام عرفته راح يتوضئ حتى يصلي صلاة الصبح، دخل آهِب وحَيدر يمه وطلعت أنا لغرفتي دخلت للحمام أغسل وجهي وجسمي وأحس الدنيا تدور بيَّ على كُثر ما بچيت راسي صدّع وعيوني ورمانة، طلعت بعدها لبست جادر الصلاة وصليت صلاة الصبح.

الدعاء الوحيد دعيته الله يرجع نظر حَكم، هالشي صعب وحيل صعب ومُمكن يدخله بحالة نفسية مُستحيل يطلع منها، لازم نبعد ذكر حنين منه على الأقل بهاي الفترة لكن صار الأسوء بقى يشوف وجهها حتى وهوَّ أعمى!
سفطت السجادة وگمت تمددت وعيني بالسقف دخل الزئبق بعد شويه هلكان وعيونه دم، تمدد ع السرير ودار نفسي ضام وجهه بإيدينه، تقربت منه وحضنته حيل: أنا تعبانة.
الزئبق: سلمي لي تعبُكِ سأحملهُ عنكِ.

مَدّ إيده وضمنّي لصدره همست محروگ گلبي: شني راح يصير بحكم؟
الزئبق: لا أعلم، لكن سيحصل الأسوء من ذالك.
شَمس: خايفة حيل يصيرله شي.
الزئبق: هذا الحُب يا عزيزتي، هوَّ إحتراق الروح لا إشراقها، الحُب يؤذينا وما زلنا نُحب، ننخذل ونُسامح لكن كُل هذا يأخُذ مِننا عُمر ثمين، يستنزف مشاعرنا، وهكذا سيحصل مع حكم لكن قدره مُختلف وأصعب، سيبقى ثابت ويجتاز هذهِ الصِعاب.
غمضت عيني محروگ گلبي.

مَرت ايام العزا وايام الأربعين ما ندري شنو راح يصير من يفرغ البيت ونرجع لحياتنا، شلون راح ننسى ذكرياتنا معاها؟
بكُل يوم يمر چان حَكم تسوء حالته لا ياكل ولا يشرب شي
لو يصلي لو ياخذوا للمقبرة وعيونه ما يشوف بيهم نهائيًا، والغريب بالموضوع إنو إحساسه قوي، يگدر يمشي وينزل من الدرج ويگدر كُل شي يسوي كأنما يشوف...

اكثر الوقت سولين معاه ما تغفى عينه الا على رجلها، تبقى الليل كُله يمه لعله يسترجع نفسه وعافيته وحتى الأكل تتوسل بي ولخاطرها يلا يخلي لگمة بحلگه...
مرات يصيح لسولين بأسم حَنين
حالته ساءت حيل، بيوم اخذه آهِب بالغصب ع طبيب العيون وفحصه ديشوف السبب إلى صاير لكن حتى الطبيب گال عيونه ما بيهم شي وچان اكو نزف بأوعية العين الدموية بسبب الضغط بَس ما اله علاج هالشي هوَّ يختفي وما خطير ويحتاج طبيب.

شگد اخذناه على دكاترة غيره وسوينا هواي فحوصات ماكو سبب واحد يخلي عينه تعمى غير النزف إلى صار وكُل الأطباء گالوا نفس الكلام إنو هالنزف ما چان خطير لدرجة يفقد بصره.
بكُل هالأحداث حَكم مبتسم وصافن بالفراغ من أگعد يمه ألگاه يحچي بصوت ناصي حيل، تأكدت هوَّ كلامه صحيح وديشوف صورة حَنين بنفس العيون إلى ما تگدر تشوفنا.

صار عندي أعصاب بهالأيام، جسمي طول الوكت يرجف وإيديه مورمين من ذاك اليوم إلى ضرب الگاع چانت كلها كزاز وعود اشجار واحجار صغيرة...
من خلى البيت من الناس كل شخص يصفن بمكان مُعين ويسترجع ذكرياته معاها، چانت روح البيت وحنيته وفجأة أختفت شلووون نگدر نتقبل هالشي؟

كُلنا وأقوى شخص بينا چان منهار الا فهد چان قوي وصابر على كُل هذا برغم چانت حَنين بمعزتنا بگلبه ويمكن اكثر، چنتّ أحس ديسوي شي بَس طاقتي خلصانة من كل شي بحيث بعد ما اريد اعرف ولا استفسر ولا حتى اريد اعيش.

كل إلى سواه مُهراب بسببي انا، چان يريد يحرگ گلبي لإن تزوجت الزئبق وتركته، چان يريدني أوگع وفعلاً وگعت وأنكسرت، استنزفت طاقتي كُلها وما عدت أفكر ولا بعد اريد الاحق أحد لكن هالشي مابيدي ولا أگدر أتوقف بعد ما وصلت لهالمرحلة.
سحبت موبايلي وطلعت للحديقة أتصلت بسيف گُبل جاوب: هااا شَمس خوما صاير شي؟
شَمس: شني بعد يريد يصير خلي يصير، خوما اسوء من الصار؟
سيف: حَكم شلونه؟

شَمس: أخذنا على هواي دكاترة وهواي فحوصات بَس ماكو فائدة محد عرف سبب فقد بصره.
سيف: صدگيني يكون من الصدمة، هسه تشوفين بعد ما يطلع من صدمته راح يرجع طبيبعي ويشوف بعيونه.
گعدت ع الكُرسي وأردفت: دعا الله ياخذ عيونه ويخليهم نور لقبر حبيبته گدامي ويم قبرها وگعدت الصبح لگيته ما يشوف تتوقع هالشي عادي! أنا بنفسي لهسه ما مصدگة هالموضوع.

سيف: الله يريد يخفف عنه ولهذا خلاه يطمئن من موضوع حَنين حاليًا قبرها بي نور.
مسحت دمعتي وسألته: تگدر تخليني أشوف مُهراب مرة وحدة؟
سيف: ليش تريدين تشوفين هذا الحيوان!
شَمس: عندي حساب ولازم أصفي معاه.
سيف: شَمس لا تتهورين وشيلي فكرة مواجهة مُهراب.
شَمس: أنتظر يوم المواجهة والوقت.

غلقته قبل لا يجاوب، خليت راسي بين إيديه افكر بشغلات غريبة، گمت من مكاني ودخلت للبيت بعدني بباب المَطبخ وأسمع صوت تكسير وصياح عالي وأشياء تنردم بالگاع وألي خوفني صوت سولين تصرخ بوجع...

جوكر
بين قهري على حَنين وأُمي إلى ما نشفت دمعتها
گاعدة بين أربع حيطان بعد ما رجعت لبيت عمامي
رَن موبلي وبسرعة رديت بعد ما شفت أسمو.
أجاني صوتو بعصبية: عمامچ الحمير شوكت راح يتعدلون؟
جوكر: شبيهم عمامي؟
المغوار: هم راح يبيعون للزعيم شني ما گايليلچ؟
انتفضت من مكاني: شنيييي؟ صدك تحچي؟
المغوار: وعيون محمدنا احچي صدگ، شعجب ما گايليلچ؟

افتريت بالغرفة وأفرك جَبيني: زين وين راح يتم التسليم ما تعرف! ووين بضاعتهم إلى راح يبيعوها؟
المغوار: ما أعرف وين بضاعتهم حاليًا، أنطيني نص ساعة وأعرفلچ كُل شي بَس شني راح نسوي حتى لو عرفنا المكان؟
مشيت للمراية صافنة بيها ثواني وجاوبتو: نسرقها.
المغوار: الله أكشن.
جوكر: أعرفلي المكان ما لازم هاي البضاعة توصل للزعيم، هاي راح يوزعوها بالعراق ما راح يهربوها للخارج.

المغوار: يمعود الشعب العراقي هوَّ سكران ومكبسل هالنوب ننطيهم حبوب شني هاي.
دمعت عيني بقهر وأنا أسترجع ذكرياتي...
- أشربيها بسااااع.
خلا الحبة بحلگي غصب وشربني أياها وهوَّ يصيح بوجهي: تنسين وحدة أسمها فاتن من اليوم أنتِ بنتنا مو بنتها.
تفلت بوجهه وعيوني تحرگني: لو تموت ما راح أصير منكم، أنا بنت فاتن ومُستحيل أتغير وأصير بنت ألكم.

شدّ شعري حيل وأردف: فاتن من حضن رجال لحضن رجال ثاني، وهذاك رجلها شايف نفسو شوفه راح نطيح حظو.
صرخت بي: أُمي أشرف منكم ولو ماا أنتم ماكلين حقها وطردتوها هيَّ وأطفالها ما چان تزوجت ألي أسمو فهد، كُل سوتو حتى تحمينا منكم ومن شركم يا حيوانات.

دنگ عليَّ يضحك ضحك شيطاني: فاتن قبل لا تتزوج أبوچ وفهد قبل لا يتزوج چانوا يحبون بعض، بَس قدر فهد معلوم هوَّ لازم يتزوج أكثر من حرمة حتى يصير عندو أطفال كثار وبالمستقبل أولادو يگدرون يقضون على عائلتو وأمو وأخوانو، بَس فاتن ما تقبلت هالشي وتركتو.
جوكر: أنتَ واحد حيوان تدري بنفسك؟
فززني صوت المغوار يصيح فزيت أرجف: ، هاااا!
المغوار: ويعاااااا وين وليتي صارلي ساعة اكل تبن.

بلعت ريگي وگعدت ع السرير: دزلي الموقع راح أبدل وأجيك بدون لا يحسون عليَّ.
المغوار: يولي إلى يحس عليچ الزگي نعال بنص خلقتو الزفرة.
سديته منو أمسح وجهي وأهمس مع نفسي: ما لازم تنتشر هالمخدرات هين، ما لازم أحد ياخذها.
گمت بسرعة بدلت ملابسي السودة بنطرون اسود وبدي أبيض وسترة سودة، طلعت شعري من السترة ورفعتو ذيل حصان، مدين رجلي ع السرير وسحبت السچينة خليتها بحافية الحذاء ووحدة ثانية خليتها بخصري...

تقدمت للمراية ألف القماش الأسود على نصف وجهي حتى ما يبين، خليت الموبايل والسماعة بجيبي دحگت للسلاح بخوف بلعت ريگي وهمست مغمضة عيوني: أسفة يُمه بَس مضطرة.
شلتو وخليتو بخضري لبست ساعتي وفتحت باب الغرفة على كيف دحگت بالأنحاء ماكو صوت والواضح الزلم مو بالبيت صايرين يمشون بشغلهم بدوني بَس بسيطة اعلمكم الروسية هاي شتسوي بيكم...

طلعت من البيت بدون لا يحسون عليَّ والنسوان گاعدين بغرفة ويگصون بهاي ويحچون على هذيچ هاي السوالف لو ينزل مَلك من السماء ما يبطلوها. طلعت من البيت بدون لا أخذ سيارتي، ركضت وطلعت ع الشارع العام.
سحبت موبايلي أتصلت بي شوية وجاوبني: هاا روسيتي.
جوكر: وين الموقع؟
المغوار: أصبري ثواني وادزلچ اياه انه تلگيني هناك، بَس لا گُبل تدخلين تفضحينا اكو هناك زلم.
جوكر: انعل ابوهم لابو إلى يطلع وراهم.

المغوار: هَدي علينا سُندس ويلا أگزحي بابا.
غلقو بوجهي وشويه ودَز الموقع، دحگت للشارع عبرت ع الجهة الثانية وصعدت بتكسي أنطيته منطقة أقرب شويه انزل بيها واكمل مشي...
وصلني الها بعد وقت صار الليل عبرت المنطقة هاي مشي وأحس رجليه حتتكسر بين ما وصلت رَن موبايلي: ها وينچ؟
جوكر: توني دخلت للمنطقة هاي وين أنتَ بالضبط؟
المغوار: أنداري ع اليمين وكملي مشيچ راح أطلعلچ.

مشيت وبعده ع الخط لمن ما صدك كملت الأفرع وطلع بوجهي. نزلت الموبايل لجيبي دحگت وراه محمد گاعد وبيده كاسة موطة وياكل ويخزر بينا.
همست مستغربة: وين هما هسه؟
أندار لمكان مبنى عالي وأشر علي: هذا، الحمير هين مغبين النونات مالتهم.
جوكر: متأكدين من هذا الموضوع! معقولة يشكون بيَّ ولهذا ما أنطوني علم؟
المغوار: مو بَس يشكون بيچ ويعرفون أنتِ ما تشتغلين لصالحهم بعد وما تفيديهم.

أنداريت على علامات الخوف بوجهي: زين راح نگدر نطلع من هالمكان سلامات؟
طمنّي بنظراتو وهز راسو: لا تخافين محد يگدر يلمس شعره من شعرچ الأشقر هذا.
بقيت صافنة افكر دحگ لساعتو وهمس: ربع ساعة وندخل هين ونتعشى دليمية يمهم.
رجع نظره عليَّ صافن: هاي شني هاي؟ شهل لبس الخايس هذا؟ من يا خايس جبتي؟
خزرتو ورجعت شعري لكتفي: شدخلك؟
بقى ساكت منفوخ عليَّ ولو بيدو يگضبني يكتلني.

بعد ربع ساعة بالضبط طلع سلاحو وركب الكاتم على ونفخ علي، رفع اللثام على وجهو ومشى على كيف لداخل المبنى
مشينا وراه هم ملثمين...
دحگت للمكان ما بي احد وريحة خايسة تجي
الأرض كلها مطشر اثاث قديم وصاير تراب وماي، حيل مبنى قديم وتعبان ويمو بيوت هم مثلو قديمة ومُتهالكة.
دخل لغرفة واگع نصفها وصاح بصوت ناصي: يولو هين الصخاميات النونات.

دخلنا انه ومحمد والمغوار سحب الغطى إلى مغطين بي شغلة وما أشوف بَس چياس مسفطة تراجعت للخلف وأنه أشوفها غمضت عيني حيل وگضبتني رجفة بجسمي.
صاروا يسولفون هوَّ وأخو وانه بَس صافنة وشفايفي ترجف
سمعت صوت برا طلعت بسرعة من الباب وما أشوف غير بَس عمي الچبير وولده متكومين ويضحكون، غمضت عيني حيل وتراجعت للخلف أنضربت بأحد گضبني ويهمس: شبيچ؟
دحگتلو بغواش: أطلعوا من هين، هما طالبيني ما طالبيكم.
المغوار: أشو أنچبي.

دفعني على محمد ووگف گدامهم أردف ابن عمي بضحكة وأستفزاز: نعرفكم على نفسنا.
المغوار: العار لا يُعرف، ريحتك واصلتني شني أنتَ ما تسبح؟
رفعوا ألسلاح بوجه المغوار وهوَّ صافن بيهم يهز رأسه ببرود: چاي چاي.

تقدموا وقيدوا حركنا وحاصروا المكان من كل الجهات صرنا بنصهم والمغوار واگف مخلي إيدينو بجيوبو ويحشش براسهم. لمن ما عافني محمد أستندت بالحايط وعيني تفتح وتغمض دايخة حيل وروحي طالعة من الريحة ومن المكان ومن شوفة المُخدرات.
وأنا مغمضة أسمع أصوات عالية وعقلي مشوش والأصوات تتضاخم يمي وما أفهم اي شي منها غير سمعت صوت طلقة طلعت من مُسدس أحد وما أدري منو تصاوب ومنو اكل الطلقة ومنو إلى صوته عالي فقدت حيييل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب