تسجيل الدخول

اسم الدخول:
كلمة المرور:

إذا لم تكن مسجل معنا وترغب في ذلك اضغط هنا:
التسجيل
رسالة إدارية
لا يُمكنك الإجابة على سؤال إلا إذا قمت بتسجيل الدخول

اريد تعبير عن وصف منظر غروب الشمس

سؤال من طرف: الباحث عن المعرفة
إجابة من طرف: وفاء

اريد تعبير عن وصف منظر غروب الشمس

في يوم من ايام الصيف الراءعة وبينما كنت اتجول في احدى الغابات وانا استمتع بزقزقت العصافير والشمس في قلب السماء وكانها عينها وصوت خرير الماء البعيدة التي تدهب الادان وبينما تتبعت الصوت فادا بي امام نهر مرتميا في احضان الغابة به اسماك متلألئة ترقص على انغام السكون بين مياهه العدبة وفي المساء عدت الى المنزل وانا مندهش مما رأيت اليوم. فالشمس بدت لي و كأنها حسناء فاتنة تدثرت بغلالة شفافة حمراء ترمق بغنج المروج الممتدة أمامها لتفتنها بلونها الوردي الساحر, ورويداً رويداً أخذت تغطس خلف الأفق تاركةً عاشقيها المتيمين في حالة صدمة ونشوى,تودعهما بدمعة اصطبغ لونها بالحمرة،دمعة أخذت تنزلق ببطء على خد السماء وراحت تختبئ خلف التلال ووراء البحار. بدت لي الشمس في ذاك الوقت كقلادة تبرجت بها امرأة مزينه عنقها وزيها الذي سرق لون غسق الأنهار. فقد كنت مشدوهة من تلك اللوحة الساحرة و اللحظة النادرة التي تجمع الموت والولادة.

 

غروب الشمس، من أروع وأجمل المظاهر الربانية، التي لا تمسها يد البشر أبداً، ولا تلوثها أي تدخلاتٍٍ من أي كائنٍ حي، إنّه منظرٌ ربانيٌ خالص، تبرز فيه العظمة والسحر والجمال، فما إن تغيب الشمس على استحياءٍ وخجل، مودعةً مكانها الأزلي في الأفق الجميل، لتعلن عن غيابها المؤقت الذي يكتسي بحمرة الخجل، وكأنها تبكي من حرقة الوداع، فتنعكس ألوان الشفق على صفحة السماء لترتسم خطوط الشفق الأحمر، هذه الخطوط التي تتزين بالسحر والجمال، كأنها رُسمت بريشة فنانٍ مبدعٍ، حيث تتجلّى عظمة الله سبحانه وتعالى، وإبداعه في خلقه، ليظهر هذا الكمّ الهائل من الجمال والجاذبية.


بعد أن كانت الشمس تنير الأرض، وتشرق في كل مكان، هاي هي تجرّ ثوبها الجميل، وتلملم نورها، وتمشي نحو الأفق البعيد، لتعلن انتهاء وجودها قي لحظة غيابٍ قسريّة، لكن الشمس لا تخلف موعدها أبداً، وما من أحدٍ في الكون كلّه يستطيع أن يجبرها على البقاء، فهي تختار الرحيل في كل يومٍ، لكنها تملك من الوفاء ما يجعلها تعود مرةً أخرى لتشرق من جديد.


غياب الشمس ليس مجرّد ظاهرةٍ طبيعيةٍ نراها في كل يوم، بل هو درسٌ يبين لنا أنّ لكل شيءٍ نهاية، وأن كل بدايةٍ مقرونةٍ بنهاية، وإن كانت الشمس عند مغيبها تكتسي بالأحمر، فلأنها تهيئ السماء لاستقبال العتمة وظلام الليل، فما إن يبدأ قرصها الأصفر الجميل بالسير باتجاه الأفق الذي ستغيب منه، حتى تبدأ السماء بتغيير لونها، لتصبح حمراء الوجنتين، ففي غروب الشمس آلافٌ من الدروس والعبر، التي تعلمنا أن الصدق موجود أيضاً في قاموس الشمس، ففي خطوط الشفق الأحمر من الصدق الكثير.


في لحظة الغروب، تتجلى المشاعر الجميلة الممزوجة بالهدوء والحب، والرومانسية الكبيرة، فكمٌّ من شاعرٍ ألهمه منظر الغروب الساحر، وكم من رسامٍ شحنه غروب الشمس بالطاقة والإبداع، فغروب الشمس هو أجمل النهايات وأعمقها وأسماها، وهو دليل ولادةٍ متجدةٍ للشمس، وكأنها تغرب من مكانٍ لتشرق في آخر، لأنها خُلقت لتعطي.


من أراد أن يشعر بالحب والحنين، فليجلس ليراقب غروب الشمس، وليتأمّل هذا المنظر الساحر، ويسبح الله سبحانه وتعالى، الذي أودع سره في هذا المنظر الرائع، الذي ينعكس على كلّ شيءٍ ويتركه أجمل، ورغم أنّه انعكاسٌ مؤقت إلا أنّه يدوم سحره في القلب والعينين والروح، فليس من العجب أبداً أن يكون الغروب ملاذاً للكثير من الأدباء ليتغنوا فيه؛ فالغروب الذي تصنعه الشمس هو ذات الشروق الذي يمنح الروح الحياة.

تغيب الشمس على استحياءٍ، مودعةً الأفق الجميل، تودعه بلهفةٍ وخجل، وكأنها تريد أن تقول له بأنها لا تطيق الوداع، فتنتشي السماء بحمرة الخجل، وتخبرنا خطوط الشفق الأحمر بمقدار الشوق الذي في قلب الشمس، وكأنها تختصر في لحظة الغروب، كل الشوق الذي في قلوب البشر، فينسحب النور معها، وتبدأ خطوط الظلام بالتسلل نحو الدنيا.


تتشوه الألوان، وتصبح كلها بلونٍ واحدٍ، ووحده لون الغروب يبقى الأنقى والأقرب والأصدق، وحده اللون الذي لم يتغير، ولم يبهت، ولم تطله أية ألوانٍ أخرى، لأنه لونٌ بدبع، صاغته يد الرحمن، ولن تبلغها ريشة أعظم الفنانين.


طالما كان غروب الشمس ملهماً لجميع البشر، خصوصاً الشعراء والفنانين، وكم قيلت فيه القصائد، وكم اختاره العشاق ليعلنوا الحب ويعترفوا به في لحظته، وكم من لحظاتٍ رومانسيةٍ، وأوقاتٍ جميلةٍ كللها غروب الشمس، ففيه تنعكس اللحظات، وتصبح كلها هادئة، ساكنة، وادعة، تليق بهيبة الشمس وجمالها، وكأنها عروسٌ خضبت يديها بالحناء، ثم توارت خلف حجابها.


تنبئنا لحظات الغروب، بأن النهايات أكثر حرارةً من البدايات، وأن ساعات الوداع أكثر حرقةً من ساعات التهليل والاستقبال، فبرودة الشروق بلونه الأصفر، لا تصل لحرارة الغروب الأحمر، ورغم أن الشروق ينبئ بيومٍ جيد، إلا أنّ الغروب يمنحنا السكينة، ويجعلنا نختم اليوم بلحظةٍ ساحرة، خصوصاً إن تزينت السماء وقتها ببعض الغيوم المتناثرة هنا وهناك، لتتلون بلون الشفق، وترتسم أجمل وأروع وأعظم اللوحات الربانية.


الرائع والملفت في جمال غروب الشمس، أن لكلّ مكانٍ يشهد الغروب خصوصية ينفرد بها عن غيره من الأماكن الأخرى، فغروب الشمس على البحر، يعكس اللون الأحمر على صفحة الماء، وتظهر فيه الشمس وكأنها تغرق في عرض البحر، وغروب الشمس بين الجبال، يجعل الشمس تظهر كملكة متوجة، تجر ثوبها الجميل الأحمر وراءها، وكأنها تذهب للنوم.


أما غروب الشمس في الصحراء، فحكايةٌ أخرى من حكايات الجمال، تنعكس في أنوار الغروب على رمال الصحراء، وتجعلها كالذهب الجذاب، فيشعر الناظر وكأن كنزاً عظيماً منثوراً في المدى الواسع.


من أراد أن يشحن روحه، ويثير الشجن والعواطف والأحاسيس في قلبه، فليقف متأملاً لحظة الغروب، وليحاول أن يمعن النظر فيها وهي تلوح بالوداع، وليودعها أسرار قلبه وروحه، ففي هذه اللحظات بالذات، لا بد وأنه سيلتمس مقدار الإلهام الكبير في قلبه، وربما جرت على لسانه كلمات الشعر والغزل، وأصبح متدفق الإحساس، ومرهف العواطف.


قد قيل في الغروب على لسان أحمد عرابي الأحمد:

تأمَّلتُ الغروبَ ففاضَ حِسِّي

وأسْمعتُ الفؤادَ قصيدَ شمْسِ

أناجيها: ألا يا شمسُ بوحي

لعلِّي أن أغادِرَ صَمْتَ حبْسي

إجابة من طرف: مومني حمزة

انا تاني راني نحوس عليه شكرا وفاء